أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - المحبة في مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية الخامس برلين














المزيد.....

المحبة في مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية الخامس برلين


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


سوف لن اكتب كما كتب اصدقاء واحبة - وهم كثر - من المثقفين الذين حضروا المهرجان الخامس في برلين 2009 بايامه الثقافية الممتدة من يوم 20اوغسطس اب حتى 25 منه, لكنني ساتناول المهرجان كمحطة للثقافة والمحبة التي تتعاظم وتكبر فيه من خلال المعايشة اليومية وحيث هو منبرٌ حرٌ لكل حالم بالحرية , فهو هنا يلمسها بعقله ولسانه وروحه, حرية فكر وانطلاقة تشحذ الذهن لتبدع اكثر, حرية نتمناها في الوطن المقهور, والمجروحة اصوات مثقفيه بشظايا الظلام الغازي حدود الوطن من كل حدب وصوب , الحرية التي تزيد متذوقها احتراما للثقافة العراقية واعتزازا بها. فما اسعدنا ونحن نلتذ بها متناولين كل ما يخطر بالبال من اراء فلسفية وادبية وسياسية وفنية, نناقش كل ما جاد به العقل البشري بمختلف مراحل تطوره, باجواء الود والاحساس بالتوحد مع الآخر وإن اختلفت الآراء.
قيل : "ان الثقافة والفكر لا يأتي من خلال التطابق وإنما من خلال التنوع"
في المهرجان المكتظ بالبرامج الثقافية والهامة من محاضرات وعروض ونقاشات وابداعات ادبية وفنية , ترى النقاش دائرا بين اجيال مختلفة , اجيال عريقة بالعطاء ولديها الريادة في دق أساس الثقافة العراقية في الغربة, وأجيال اخرى تحاول تلمس طريقها نحو ثقافة اكثر رصانة وتجذر- وعذرا ان لم اذكر اسما - ولتكن كلمتي هذه عامة تنساب على كل من يحضر المهرجان من هؤلاء المثقفين على اختلاف اجيالهم..
انه بحق لقاء العطاء والتناغم بين الأجيال, وهو لقاء تبادل الخبرات والبحث الدقيق عن افكار وعلاجات نافعة للعراقي المتألم في وطن بات الألم عادة له, ومرضا عجزت عنه الأطباء, انه ملتقى هدفه الوصول الى بناء الانسان الذي تحطم عبر عهود الاحتراب والاستبداد والخوف والقتل اليومي..
الحرمان إخلال بتوازن الطبيعة
فالثقافة ليست ترفا بل حاجة انسانية نبيلة , وهي ليست متعة ورقي بروح الانسان فقط, انما هي حاجة لشعب يموت كل يوم بالمتفجرات في الشوارع مثلما يموت حرمانا من واقع يقهره في ابسط حقوقه البشرية , بل يحرمه من كل شيء متوفر في عالم اليوم وأولها الأمان ولقمة العيش والكهرباء والماء النظيف, والحرمان لايختلف عن المتفجرات كثيرا, بل يقتل الروح الانسانية ويخربها او يقضي عليها ببطيء وبألم اكبر مما تفعله القنابل والاسلحة الفتاكة..
في مهرجان الايام الثقافية برلين, تحيط بك لوحاتٍ لفنانين عراقيين نزفوا بها ارواحهم, ليمنحوا الجمال الباذخ, تطل عليك الوانها عيونا واشراقات تخجل ُ ان تمنحها اقل من القلب كتحية اولى.
اما الفلسفة وهي ام العلوم , او الدواء الذي يحتاجه الانسان لبلوغ درجة التسامح وفهم متطلبات الزمن , نراها تعلو حائمة في الأمسيات وفي المحاضرات وفي النقاشات الجانبية , انها منقذة البشرية من هلاك السقوط بالتعصب والاقتتال والحقد الاعمى.
وللشعرالذي قيل عنه انه "حركة الوجود الدائمة "ادوار وترنيمات , فالشعر يتراقص من بين جمل الحاضرين ويطل كالطفل مرحا بيوم عيد , شفافا مفصحا عما يخبيء في ليالي السهد المكتوم بالحزن العميق على الراحلين دون عودة , أو فرحا بالعشق الحمائمي الأبيض..
اما الموسيقى كان لها شرف البدء والصعود الى الاعلى حيث الانفاس تترنم بالحياة وتذوب في روح الكون, الموسيقى التي تسمو بالانسان لتمنحه شرف الطيران بين افلاك وعوالم اخرى غير معلن عنها وغير مسموح لمن لا يعشق الفن دخولها كجنة تجري من تحتها الانهار ..
ليس هذا فقط انما كان لكل انواع الابداع قول في المهرجان , فالمسرح تكلم َ وامتع, والسينما قدمت دورها بعفوية الاطفال ومشاكل تربيتهم التي ركز عليها المهرجان في مفاصل مهمة , والقصص قيلت, والطرب أرقص َ واعطى.
اما التأريخ فكان حاضرا وشاهدا على التواصل مع الحضارات فاضحا الاعتداء على الآثار العراقية السليبة بأمسية مشتركة مع مهتمين ومختصين وعلماء آثار المان ..
وثقافة المحبة كانت سيدة المهرجان فنراها جاءت باخوة لنا من السودان , ليساهموا باحتفاء مثقفينا بابداعاتهم بين خمائلنا الوردية.
المهرجان واحة من لا واحة له
حين يضيق الأفق بهموم الانسان المعذب , يلتجيء الى فسحة يتنفس بها الهواء النقي الحر , حيث الغربة ضاغطة بكل جليدها واحجارها على روح المغترب الذي يتمنى اللقاء بصديق قديم او محب غطت الأيام ذكرياته بصفار اوراقها الذابلة ..
قبل عامين دعيتُ للمهرجان الرابع ودعيتُ هذا العام للمهرجان السادس من ايام الرافدين الثقافية العراقية في برلين , وفي كل مرة ازداد ارتباطا بهذه الايام , الحلم , حيث الفائدة والمتعة وحيث تجيء لي بالوطن والأحبة فيكونوا قاب قوسين او ادنى من القلب , دونما متاعب ووقفات حدود ودونما قلق ومحاذير ..
اتمنى على الهيئة الادارية لنادي الرافدين الثقافي , ان تخصص في العام المقبل محورا يناقش وضع المرأة العراقية, الأم ونواة الاسرة والمدرسة الاولى , والتي تزداد معاناتها في بلد غطى الفكر الظلامي به فسحات النور واحكم قبضته على التقاليد والعادات , فما عاد لحياة المرأة في الوطن الا اللون الاسود وغصات العبرات والحيرة ..
اخيرا, تحية لكل من وهبنا لحظة استمتاع بلوحة فنية فجرت الجمال في دواخلنا, او موسيقى تمايلنا على انغامها طراوة ومحبة, او عرضا مسرحيا ابكانا واضحكنا, او طربا اصيلا طار بنا نحو النجوم, او شعرا هز الروح والفكر او قصة فتحت امامنا ابواب الخيال, او محاضرة افادتنا وانعشت الذهن للفكر الجديد..
وتحية شكر وتقدير وامتنان لكل القائمين على هذا المهرجان من اعضاء نادي الرافدين العراقي في برلين, الذين وهبونا فرصة الاحتفاء ببعضنا, واهتموا رغم ضعف الامكانيات بتنظيم هذا اللقاء السنوي الهام , وهيأوا لنا كل مانحتاجه في عالم الفكر والثقافة الانسانية بعيدا عن عيون رقباء شحذوا خناجر احقادهم لتخريب تلقائية الانسان ومحبته الفطرية للآخر..
29-8-2009





#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع ُ لفّات ٍ للشرّ ِ
- رحلت الجميلة ام سلام - سهام علوان-
- عذرا, لقسوة الحقيقة, سفرتي الى الوطن
- مستلزمات الحضارة- الحلقة الاولى- المرأة العراقية العزلاء
- - القامعون- لسميرة المانع، رسالة تحذير من الإنهيار
- قضية المرأة العربية بين التهميش والنفاق
- أين دولة القانون من المادة 41 في الدستور العراقي ؟
- عادت النورس أما ً*
- غوبلز يعيش بين ظهرانينا
- اليكن في آذار بطاقة عيد
- نوارس دجلة , تجربة حضارية رائدة
- فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا
- الأطفال .. الأطفال
- هل نرتقي بضربة حذاء؟
- كابوس الجلسات البرلمانية
- الهمجية في العراق , تكسر الرقم القياسي
- سمّار برلين
- البرلمان العراقي ومكونات الشعب
- اللهم اصلح وسائل الاعلام!
- سناء الفن الحقيقي


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - المحبة في مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية الخامس برلين