أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - الأطفال .. الأطفال















المزيد.....

الأطفال .. الأطفال


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بعض المواقف الأليمة التي تمر على الانسان, ولشدة الدهشة ينعقد لسانه ويلوذ بالصمت الذي يكون حينها أبلغ من الكلام, فماذا نقول عما يحصل في غزة ؟
ماذا نقول عن هول ما نراه وكأنه حرب ضد الأطفال الذين يقتلون يوميا وبأعداد مخيفة, بيوت غزة تهدم على رؤوس ساكنيها, الدمار لا يعد ولا يحصى؟
الأطفال الذين يقتلون بكل الأساليب, قصفا وقنصا وتحت الانقاض, وبغض النظر عن من هو المسؤول باشعال الحرائق, وبغض النظر عن ان حماس قد اختطفت القرار الفلسطيني , وحتى لو كانت اسرائيل بنظر القانون الدولي في حالة الدفاع عن النفس, فهي تتجاوز الان هذا الامر الى مجازر بحق الإنسانية, تهز كل من له قلب ينبض, اتذكر وانا ادرس في كلية الحقوق الاستاذ "عبود السراج" مدرس مادة قانون العقوبات في كلية الحقوق جامعة دمشق, وهو يشرح لنا العذر المحل من العقوبة بالدفاع عن النفس, كان يؤكد على ضرورة ان يكون الخطر حقيقيا, داهما ً,مُحدقاً ومهدداً للنفس او المال ولايمكن رده ابدا , ثم يكرر على التناسب ما بين الطرفين ويضرب لنا مثلا قائلا:
لايحق لشخص مفتول العضلات كأبي عنتر في المسلسلات السورية ان يدافع عن نفسه بقتل شاب نحيف ضئيل يقف امامه اعزلا قائلا له سأضربك واقتلك , وهو قادرعلى ان يلوي ذراعيه ويشله عن الحركة ..
ان اسرائيل تتجاوز- قانونا- موقف الدفاع عن النفس, لتقوم بجرائم الإبادة الجماعية للابرياء من المدنيين واولهم الاطفال, الأضعف بين الجميع والذين لايملكون القدرة على درء الخطر المهدد لحياتهم, ان قصف الملاجيء او المدارس التي يحتمي بها الأبرياء المدنيون - واكثرهم اطفالا - ليس له اية علاقة بالدفاع عن النفس, فأين حق هؤلاء بالحياة ؟ ومن المسؤول عن هذا الصراع الذي لاينتهي, واين حلول المنظمات الدولية والانسانية ؟ واين عقول قادة يسوقون الشعوب كقطيع اغنام من مجزرة الى اخرى ؟
تتظاهر الشعوب العربية العزلاء ضد اسرائيل, دونما معرفة بخلفية الحرب ومسبباتها, دون توجيه سؤال من الذي حطم الأمل بالسلام والهدوء؟
الشعوب العربية المسلوبة الارادة, لا تملك سوى امكانية التظاهر وحرق الاعلام للتنفيس وإرضاء المشاعر التي لا يجب ان تغضب على حاكم او مسؤول. لم يفعل العرب حتى الان شيئا سوى التلذذ بالشعور الماسوشي والتباكي على ضياع فلسطين وضياع شعبها وعرض صور الاطفال القتلى في الفضائيات, والمتاجرة بهم لتجميع التبرعات التي ما انتصرت للقضية الفلسطينية يوما, ولم يستفد منها ابناء الشعب المبتلى والمنتهكة ابسط حقوقه. اتذكر حينما جمعت التبرعات لعائلة الشهيد "محمد الدرة" وبلغت الملايين, بعد ذلك رأينا عائلة الشهيد على الشاشة بحالة يرثى لها, مؤكدة على عدم استلامها فلسا واحدا مما جمع باسمها..
لم يستطع العرب حتى الان ايجاد تفسير واضح وشجاع لفشلهم بايجاد الحلول منذ اغتصاب فلسطين حتى الان, ورغم ذلك لا زالوا يحاربون بالشعارات الكاذبة والأوهام, وها أنا ارى واسمع الناطق باسم حماس يقول: سنزلزل الارض تحت اقدام الاسرائيليين! وسنجعل غزة مقبرة لهم.
عجبا!
كيف يكون ذلك ونحن نرى الطيران الاسرائيلي يطحن البشر والحجر ؟
وها هو عدد الضحايا يزداد بين صفوف الفلسطينيين الذين اعتاد الناس على رؤيتهم يُقتلون جماعات, وكأنه امر واقع, أو قدر مكتوب عليهم لا يمكن تغييره جيلا بعد جيل.
يملأ رجال حماس الفضائيات متبجحين بعقلية الانتحار , مستشهدين ببيت الشعر
فأما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العـِدا
اذن لقد اختاروا موتا للاطفال والمدنيين, موتا اعتقدوا انه يغيض اسرائيل, بينما هي تفرح باخلاء الأرض من السكان وبناء المستوطنات عليها .
نعلم ان اسرائيل اغتصبت فلسطين اغتصابا, ونعلم ان اسرائيل تصنع كل ما من شأنه الاساءه للعرب, لأنها تأسست على حساب حقوقهم, فهل ننتظر ان ترأف بنا وتصالحنا على بعضنا, هل على اسرائيل ان تحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية؟ وهي المنتفعة منطقيا من صراعات الفصائل ؟
ماذا ينتظر العرب من اسرائيل ؟
يقول لي احد الاصدقاء ان كل ما يحصل للعرب من تخلف وتراجع, سببه اسرائيل. واقول له ان المنطق والعقل يدعونا لتوقع هذا من العدو.
اسرائيل عدوة العرب, وهي تريد مصلحتها لامصلحتهم, وكل سياسي لا بد وان يفكر بمصلحة بلده اكثر من سواها, فلماذا لا نملك - نحن العرب- عقولا نعرقل بها ونتقي ماتفعله اسرائيل وماتخططه لنا؟ ولماذا نرمي كل تخلفنا على سبب وجود عدونا دون النظر للمسببات الاخرى؟
هل نبقى نتباكى على ضياع حقوقنا , دون البحث عن حلول نهائية ومنطقية لما يحصل؟
هل أدمن العرب البكاء ووقعوا ضحية الخطابات العنترية وغير المنطقية الى الأبد ؟
لماذا يضيع حقنا بالباطل, لتدك اسرائيل مدن فلسطين, وتستبيح دماء الأبرياء متعكزة على حالة الدفاع عن النفس, ولماذا يقع العرب في عدم انتهاز الفرص المؤاتية كما تنتهزها اسرائيل , ليكون العالم مع العرب وقضيتهم لا مع اسرائيل؟ هل علينا مباركة ماقامت به حماس من ضرب للصواريخ مع عدم وجود اية تغطية على المدنيين او حماية لحياتهم, كملاجيء وتدابير احترازية اخرى تحسب حسابا لشراسة اسرائيل التي اعتدنا عليها منذ بدء الصراع حتى الان؟
لماذا نموت نحن العرب دونما نوجع قلب العالم؟ ولماذا لا نتظاهر ونحتج على حكام ومسؤولين باعوا القضية الفلسطينية وهم اول اسباب ضياع فلسطين, لماذا لم يخرج عربي واحد ضد صدام حسين حين زج العراق بحروب قاتلة راح ضحيتها الملايين من ابناء الشعب, ولماذا لا يتظاهرون ضد القتل في سجون الديكتاتوريات المنتشرة على خارطة الوطن العربي ؟ولماذا لم نر ان تظاهرة عربية واحدة احرقت صورة ديكتاتور كبّل الشعب وتلاعب بمقدراته؟ لماذا لم يقولوا لحماس انك اختطفتِ القرار لوحدك وعرضت الشعب لموت محتم, تلبية لأجندات غريبة خارجة عن المصلحة الوطنية؟ الا يمكن ان تكون حماس مدفوعة من ايران لإشغال اسرائيل بالحرب هذه حتى تكمل ايران برنامجها النووي؟ لماذا لا يكون كل شيء وارد في زحمة عالم يتعامل بالمصالح وبلا ضمائر ؟
اننا نرى ما يدمي القلب ونقف, متسائلين, عاجزين امام هذا الموت اليومي, في عالم لا يفهم الرحمة وفي ظل قوانين عالمية لا تحمي المغفلين امثالنا نحن العرب ..



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نرتقي بضربة حذاء؟
- كابوس الجلسات البرلمانية
- الهمجية في العراق , تكسر الرقم القياسي
- سمّار برلين
- البرلمان العراقي ومكونات الشعب
- اللهم اصلح وسائل الاعلام!
- سناء الفن الحقيقي
- ما بين العصبية القبلية والحوار المفتوح
- فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا
- فضائيات المسابقات الغبيّة
- أوروبا تدخل العراق ..
- النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان
- مرحى ليوم المرأة في العراق
- مسامير بذاكرةِ الياسمين ؟
- المرأة العربية في -دنيا جات-
- الحوار المتمدن, الاجمل في الاعلام العربي
- تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - الأطفال .. الأطفال