أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - في هذه البقعة من الأرض















المزيد.....

في هذه البقعة من الأرض


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 10:29
المحور: الادب والفن
    



يغريني اغتباطك
نقترب
حكايا الأمس أقول وتسمع ...
تكشـّـفت لك أسراري
بريئة
مرجانية شواطئي
هي الآن لك
تدعوني بأسماء أحببتها
تكتب لي
تحيط صورتي ضوءا
تتعبدُ
وتدّعي الجهل بي
أين كنت؟
كيف اتفق وفارقتك آلاف الأعوام
أتتذكر؟
حين الطوفان
وحين السفينة
أردنا معاقرة الحب
قال أتونا بشتم لا تفعلا
الرجل الصالح قال:
خصوبتكم عظيمة
خصوبتكم.....
تسللنا
بين الأحياء تسللنا
تقافزت الأرانب
داعبتنا القطط
أفرحنا الجسد
...........
معا احتمينا بجذع نخلة
يوم عاد وثمود
ريحٌ
الأجساد يباب
تشققت الأرواح
ونحن ذهول
علـّمنا الهول...علـّمنا
فأنطقَنا بعض مراثٍ
.....أتتذكرُ؟
عند مدخل باب عشتار؟
قلت لك:
اهجر المعبد
إنفض عنك بخور الآلهة والحق بي
يومها قلت:
شعرك يمدُ جسورا والمعبد يغرق...
أين غادرت ثوبك القديم؟
أتتذكرُ؟
بالنول نسجت لك سروالا ابيض
كانت النعاج بحديقتنا
تلدُ خرافا بيض
أعجبني لونها
لونها يشبه روحك
.....
وقبل الميلاد
حين أمعنـّا النظر في القمر,
ليلة الخسوف
قبـّلتني واجهت بالبكاء
قيل حدثٌ آتٍ
كان الرطب ُ يسـّاقط جنياً
عندما تراكضنا نلملمهُ
سمعنا بكاء طفلٍ
وحفيف ثوب امرأة ٍ تنسلّ ُ
مثقلة ً بالأفكار.....
أتتذكر؟
معا صلينا
يوم كان الدم يقطر
لم ننم ليلتـنا
الريح
المخاوف
وضميرهم يئن...إذ كان الصلبُ
.....
معا أرحنا الخيول في حرب البسوس
ومعا هدهدنا الجروح
وأحصينا الأوزار
......
كنت تظفر لي عقدا ً
ساعة رأينا
خيط الدم المنسل
من عرق طرفة بن العبد
كان يشرب الخمرة..... ويموت
إمتد ّ دمه خارج الباب
لامسناه
بأصابعنا لامسناه
فصار ختما ً
على جبين الجاهلية
....
رايتك اليوم
كما بهاؤك
حين تدفق زمزم
شرب العطشى قراحا
ضحك طفلٌ
ابتردت قدماه..فاستراح
في حضن أمه استراح
..
طفلة ٌ أنت ِ بعمر التاريخ تقول
من أين لك هذه العذوبة؟
أنسيت؟
حين في البراري...سمعنا عويل خمبابا
انطلقنا نبحث عن قافيةٍ
كانت أصابعك تمسك خصري
قفزت أنا...دفأتـني
نلتصق فأجد القافية...
...
ها عيناك تختصران الأرض
لونهما يوصل القارات
كم سافرنا مشيا على الأقدام
من آسيا إلى أفريقيا
من أفريقيا إلى بحر الشمال
الدنيا أمان
وحوش ٌ ومخالب جوارح وحيـّات تلدغُ
نصاحبها في الطريق ونسير....
عذرا
تداخلت التواريخ
الذكرى قبلا أو بعدا
أتتذكرُ ؟
بناء الأهرامات؟
السوط
الحجر
النار
كان العبيد يهلكون
هل تتذكر العبد؟
العبد الذي حمل الحجارة .. وبكى
الحجارة ثقيلة
أرهقت قلبهُ
فأقعى ومات....
كنـّا والدموع مثقلين نعود
تقول اللعنة على الملوك
اللعنة على القسوة
ألمس ُ دافئة يديكَ
وديعة
كما قبل آلاف العوام
قامتك هي هي
روحك مرحة
لونك الحنطي
أين كنت؟
من أرخى عليك ظل البقاء؟
أحدثك الآن
تستجيب
تركب الخيال
حيث نسير في البادية
برقا يمر أمامنا الشنفرى
يسبقنا, يحيينا بتلويحةٍ
نتذكر لاميته ُ
تـنعتـني بالمتعصبه
أقول لك قوله
(وأستاف ترب الأرض كي لا يرى له
عليّ من الطول امرؤ متطاولُ)
كيف لا أتعصب لهذا؟
لم َ لا تختلط أمامي التواريخ؟
سنيننا تلك..تمتد أمامي
متأخرة
متقدمة
أتذكرها, أتذكرك
متأملا مغمض العينين
أحلامك تدخل الأزمنة
وها أنا أتذكرها
زمنا ً زمنا ً
..
أتـتذكر؟
حين القيامة
الشقراق يبكي.............(.في المثيولوجيا العراقية القديمة هناك طير ملون لازال منه في جنوب العراق له صوت بكائي كأنه يبكي صارخا يا جناحي يا جناحي)
لازال يصرخُ
يا جناحي ويطير..
..
وحين طلعنا
أنا من نخلة
أنت من غصن زيتون
كنـّا نضحك
ترقص الأشياء من حولنا
قلت لي :
ها أنت كما أردتك
قلت لك:
ها أنت بكل ما أحببت
...
أتتذكرُ ؟
شمش هاسير؟*....... ............(وزير الزراعة في القانون البابلي القديم)
حين أعلن قوانين الأحراش
ممنوع أن يُقطف غصنٌ
ممنوع أن تـُقتـَلَ نخلة
الآن
ها أنت تهاجر
الغابات تصحـّر
العطش ذئاب
فاطلبني حين الشوق يموء
بلمسة إصبع
تتفتح أبوابي والشعر سهول..
ياخوفي
نعبَ غراب
غراب قبله ُ نعبَ
على شفا جيرون........ بعد مقتل الحسين جيء بالرؤوس والسبايا من كربلاء الىالشام وكان يزيد بن معاوية يجلس على شفا جيرون يرتقب مجيئها ولما بدت قال:
(لما بدت تلك الحمول وأشرقت×× تلك الرؤوس على شفا جيرون ×××نعب الغراب فقلت قل أو لاتقل××××فلقد قضيت من الرسول ديوني)
جيء بالرؤوس
عُـلـّـقَ رأس الحسين
بباب الجامع...عـُلـّق
ارتعب الأطفال
قيل لهم لا تبكوا
ناموا فالوسائد تبتلع الخوف
ترنحَ الرأس أمامهم

في شيبته المخضبة ترنحَ
يصرخون
يُرمى بين أيديهم كرةً
كونوا رجال حضارتنا.....
.........
وحين طلعت النوارس
كنا بجانب النهر
قلت الربيع قادم ووجهك يشتعل
عند القمة تلاقت وردتان
...
أتتذكرُ؟
عند البحر
انتحرت الحيتان
معا ا نتفضنا
ومعا دُهشنا
الطبيعة تبدلت
والمياه أخرى
نمضي..
نأتي على آخر حلم
طِماحٌ ممزق ٌ وصعاليك
القوة تمد ُ مخالبها
تسحب من تحتـنا الأرض
أشباح تقنية ٍ تقضّ مضاجعنا,
وتقولب الأطفال
....
أتتذكرُ؟
زلزال مدينتـنا
سمعتهُ الكلاب قبل أن نشعر..
هرَبت
فلمَ نحن ذوي العقول..... ننام؟
تكومت البيوت
سُعدَ الموت
أسقط التماثيل ونصب ّ الجثث...
وحين حريق النخل
أطلقت الشعلة
اسودت الوجوه
تنفس النخيل ثقيلا
شحبت خضرته وبالأرق أصيب
نادى
يا فسائلي انهضي, جذوره تئن
من سمع َ الأنين
ترى هل سُمع الأنين؟
شطت الأفكار
كيف تقفل الأفواه
وأفواه الأحقاد فاغرة؟
الساحات
الزوايا تُعلن تكسرها
بباحات القهر الأسود
والظالم يضحك....
.......
الله.....يا وسائد عينيك
حين الملم شوقي
صوتك عبر الدنيا يهدي إقدامي
أعرفه ُ شرف الروح وأعماق الرغبة
....للدنيا مسلكها اللا معروف ولي أرضي
تتطاول أو تقصر
أتذكرُ..هلا تتذكر؟
دروبنا من السامرة حتى بابل
السياط مشهورة
نذوب
نتناقص
نهوي
ولم أنس يومها
قلت
سيتكرر المشهد يا بلقيس
سترينه في زمن آخر
لن يوخز ضمير الدنيا
...وجاء الحدسُ
فلسطينيةٌ أقدامنا
عربية لغتـنا
غريبة سياطهم
كان السبي
نحو مشارق ومغارب السنين
مرّا
متوحشا
وقاسيا
في الرحلتين
كم أحزنني صوتك
أنا أنت مسبيان
قلت لي هامسا
خائفا
متلفتا
ليست الأخيرة يابلقيس..
وجاء الحدس
ركضنا
بلغة أخرى ركضنا
بملابس براقةٍ ركضنا
هلـَعنا يصعدُ جبالا ً
ينزل وديانا ً
غازاتهم تسبقنا
وأسلحتهم تحصد ُ...
ركضنا
تركنا الصغار على صخرة في العراء
لنحيا
بلا إرث أو ذكريات....
أُغلقت الدروب
من جبال العراق
حتى قلاع القمر
يسقط الثلج منـّا
نـُباد ُ
ذبابٌ ضارٌ
نـُباد ُ
بالسموم نـُباد ُ
بأسلحتهم الكيماوية نـُباد ُ
عرب ٌ
كرد ٌ
ترك ٌ
فرس ٌ
وبدون
أقوام ٌ تعترك لتحيا
وجيوش ٌ تعترك لتـُقـتل
والحب يدوم




#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة
- وجاء الهولُ
- أين البرلمان من الذبيحة ؟
- ألا مِن ذاب ٍ عن العقل في اعلامنا العربي؟
- قُتلت دعاء!
- مجموعة مسلحة مجهولة في الناصرية تهدد الطائفة المندائية
- جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق
- الى وزارة حقوق الانسان في العراق جرائم مرعبة ومستترة
- مباديء حقوق الانسان بمواجهة الارهاب
- البراغماتية في الثقافة العربية
- قمة الأمية العربية
- مرض العودة للزمن الاسلامي
- إعلامنا الإرهابي ومكانة المرأة مع التحيات للمناضلة د. نوال ا ...
- أين عقلاء العراق؟
- المرأة العراقية بريئة مما يفعلون
- المعارضة اللبنانية , خطاب الفتوّات*
- هل النقاب من الدين ؟
- المنظرون وجينات العنف عند العراقيين


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس حميد حسن - في هذه البقعة من الأرض