أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - أين عقلاء العراق؟














المزيد.....

أين عقلاء العراق؟


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:33
المحور: حقوق الانسان
    


في يوم العاشر من محرم عرض التلفزيون الهولندي مشاهد من مواكب ضرب القامة او التطبير , وكان ضمن المطبرين اطفال بعمر التاسعة والعاشرة وربما اصغر ,رؤوسهم حليقة تقطر دما على ملابسهم البيضاء , اي مشهد مرعب ومحبط ؟
اين عقلاء القوم ليحموا الطفولة البريئة التي يدفعها الجهلة لتحمل سلاحا تضرب به نفسها؟ اية جريمة مسكوت عنها ؟ واي مسخ للانسانية والدين واي احتقار لحياة الانسان وعقله ؟
اين رجال الدين واين وعاظ القوم ؟ واين السياسيين الذين كانوا يستنكرون جرائم الطاغية صدام باطفال العراق وها نحن نرى الجرائم تحصل بالعلن وامام شاشات التلفزيونات , وبشكل دستوري حيث تجد لها سندا في الدستور , جرائم تسمى طقوسا وتقاليدا مباحة, وعنفا يدعى عادات ..
اي امل لنا بعد ما رأينا ان مليوني زائر للعتبات المقدسة في كربلاء يؤيد اهدار الدم والضرب بالزناجيل ولا يحتج عليها , مع ان المستشفيات مليئة بجرحى المفخخات والتكفيريين ؟
غريب امر اهلنا الشيعة والحوزة الناطقة التي اراها تصمت عن كل هذا !
غريب امر رجال الدين الشيعة الذين يقرون ان التطبير حرام ويصمتون خوفا من القتل واهدار الدم .
لقد اتصلت وتحدثت مع عدد من رجال وعلماء الدين الشيعة وجميعهم متفق على ان ايذاء النفس حرام , وان اهدار دم الانسان جريمة تندرج تحت خانة تحريم قتل النفس التي حرم الله الا بالحق , لكنهم جميعا حذروني واعترفوا انهم سيقتلون لو صرحوا بحرمة التطبير علنا ..
من المستفيد من هذا الجنون؟ ومن الذي يفرض قوته لإسكات صوت العقل؟
أين العراق الديمقراطي الذي انتظرناه ؟ وهل تحرر العراق من الطاغية فعلا ام ان الخذلان ملازم للعراقيين ابد الدهر وكل حكومة اسوء من سابقتها؟
ان من واجب علماء الشيعة ومرجعياتهم وعلى راسهم السيد السيستاني ان يتخذوا خطوة تخلدهم وتقربهم من الله بحقن الدماء البريئة التي تهدر جهلا , وذلك بتحريم التطبير والزنجيل وكل ما يصل الى فقدان دم الانسان او ايذاءه .
لم يخلق الله الانسان ليهدر دمه بنفسه متى شاء, ولم يكن تكريم الحسين واحياء ذكراه بالدم وتعريض الانفس للخطر ووضع الاطفال بظروف تخلق منهم قساة تتعود على رؤية الدم, وتؤسس للبطالة وتعطل البرامج الثقافية النافعة للشباب الذي ينشغل بالطقوس الحسينية على مدار السنة .
كما ان غالبية العراقيين يعيشون الان حالة من التحدي امام الارهاب الذي يبيح دمائهم ويكفرهم , ومن المفترض ان يردوا عليه بتكفير التطبير تقربا الى الدين الحق ويردوا عنهم التهمة ان كانوا حريصين عليه وتقريبا لوجهات النظر بين المذاهب بعدم استخدام كلمات مثل " يالثارات الحسين " وثأر الله" وغيرها مما رأيناها على يافطات المواكب والتي تثير النعرات الطائفية ولا تخمدها.
ومامعنى ان تصبح القنوات العراقية حسينيات لنقل هذه المشاهد الدموية المقززة التي اختاروها ولم تفرض عليهم كدماء الشهداء؟ وهل ينقص الانسان العراقي مشهد مسيل الدماء ؟ ام اعتادوها ؟ وهذا لعمري غاية الرعب والدمار؟
الى متى يستغل السياسيون في العراق جهل المواطنين لينفردوا بالقرار والكراسي واموال النفط؟
الى متى يلهث العراقي نحو الموت رغم الاخطار اذ هو لم ير من الحياة ما يجعله يتمسك بها ويراها ثمينة ؟
الى متى يغمضون اعينهم عن ما يجري بالعالم من تطور وعلم ومعرفة تتجدد يوميا ليغرقون بطقوس لا تعرف الرحمة ويبقون قطيعا بعيدا عن العالم يتأرجح بين افكار القرون الوسطى التي يعيشونها فعليا بفقدان كل اساليب وادوات الحياة الحضرية؟.
فالعراقيون عادوا بكل شيء الى الوراء , عادوا بمواقد الحطب بدلا من التدفأة بالغاز او الكهرباء , عادوا للشموع واللمبات .فيا للهول ان كانت عودتهم الى فكر القرون الوسطى امرا منطقيا يتناسب مع الواقع المعاش..
ان المنطق يدعو للقيام بنهضة ثقافية واقتصادية تعيد للعراق وجهه الحضاري الذي نزعه منذ عقود وهذا يحتاج لشخصيات مؤهلة لهذا الزمن الصعب , فأين رجال العراق اليوم ؟ اين التيار المعتدل وتيار اليسار في البرلمان ومجلس النواب ليناقش مايجري في عاشوراء ؟هل الجميع يخاف من كلمة حق؟
اين من اوعدوا الشعب بنقله الى حياة افضل بعد سنوات القهر والاضطهاد الصدامي؟
أين عقلاء العراق ليوقفوا هذا الجنون؟
اين المثقفين وحملة الشهادات والاطباء المساهمين في الحكومة ليقوموا بحملة توعية ويقولوا كلمتهم لوجه الله ان كانوا مؤمنين ولضمائرهم ان كانوا غير مؤمنين..
أين المنظمات الانسانية الامريكية التي تتبجح بالدفاع عن حقوق الانسان وها هي ترى مسخ الطفولة في شوارع العراق دونما اي عمل يذكر لحمايتهم ولو باحتجاج يرفع للحكومة العراقية, رغم اننا نعلم ان تجهيل الشعب يعود بالفائدة لكل محتل مهما كانت اهدافه فلماذا يساهم ابناء العراق بهذا التجهيل ؟.
اخيرا
ان ما ينقصنا هو الشجاعة في قول الحقيقة ..
فياللخيبة! لقد خذلنا..
حتى علماء الدين ومرجعياتهم كما قادة البلاد, لم يجرأوا على قول كلمة حق آمنوا بها , فأين عراق الديمقراطية , وأين منا عراق جديد تمنيناه ؟
بل أين الدين الذي يتبجحون به والذي يأمرهم بالعمل بمقولة" قل كلمة الحق ولو على نفسك"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية بريئة مما يفعلون
- المعارضة اللبنانية , خطاب الفتوّات*
- هل النقاب من الدين ؟
- المنظرون وجينات العنف عند العراقيين
- الإزدواجية العربية وعقوبة الاعدام
- النقاب .. الكل شركاء بهذه الجريمة
- الجمهورية الاسلامية ومغالطاتها السياسية
- خطر زحف المؤسسات الدينية على السلطة
- الحجاب.. يُشيّء المرأة
- لو كان الكويت سبب الاعدام
- لمن الشكوى بزمن عراقي أغبر؟
- شعراء ورجال دين قبل زمن التكفير
- ملامح زينب حفني
- بلقيس حميد حسن: الكثير من حكومات وعقول ومفاهيم رجعية تريد بق ...
- من يوقف الهمجية الإسرائيلية؟
- صرخة سمية الشيباني في حارسة النخيل
- طوبى للمرأة الحرة , حكيمة الشاوي
- وداعا ممدوح نوفل
- مفهوم الهزيمة والنصر عند قادة العرب
- لمن القصائد والكلام ؟


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - أين عقلاء العراق؟