أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - الحجاب.. يُشيّء المرأة














المزيد.....

الحجاب.. يُشيّء المرأة


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الفعل يُشيّء على وزن يفـَعّل, ويُشيّء بضم الياء الاولى وفتح الشين وكسر الياء الثانية مع تشديدها كما تعلمناه باللغة العربية يعني يجعله شيئا جمادا ويعامله معاملة الاشياء المادية الاخرى المتداولة كالمال والذهب والأكل والخشب والحديد والاحذية والملابس والتراب ..الخ.
حتما سوف يحتج على مقالتي كل من يرى للحجاب قدسية الشريعة الاسلامية , وكالعادة سوف يقذفون علي كلماتهم العنيفة بما يساوي حجم الوهم والعقد المتراكمة عبر سنين الكبت والقهر الاجتماعي والسياسي الذي يحملون, لكننا مللنا مجاملة الموهومين والراغبين بالعودة الى الوراء او الحالمين بعودة الزمن الى زمن الدعوة الاسلامية ..
وبما انها حرب فكرية بين السير نحو الامام او الرجوع الى الوراء, فلابد من ان يقول المرء ما بنفسه خاصة وان الصراع محتدم هذه الايام حيث يتصدى أئمة الجوامع ومن لف لفهم لكلمة شجاعة قالها وزير الثقافة المصري بنقد الحجاب , وسياتي اليوم الذي يكون به الف وزير يقول هذا الكلام وستأتي الانفجارات تباعا لما بقلوب الناس من غضب ٍ على الدينصورات التي تريدنا ان ننقرض معها وتنقرض كل احلامنا كشعوب طامحة للانعتاق والحرية والكرامة التي تحققها ابسط حقوق الانسان المحروم منها الانسان العربي غالبا.
ان الحجاب الذي يغطي المرأة ليخبئها يعلن بكل وضوح انها ملك محرز لرجل ما , رجل يملكها, قد يكون الاب او الزوج او الاخ او اي رجل اخر.. وبانها شيء مادي لا احساس له ولايملك العقل ليتصرف بما يناسبه, لهذا يخبئونه كي لايتم سرقته وافتراسه . مما يعطي المرأة احساسا بالماسوشية وبالضعف كشاة ضعيفة قابلة للافتراس…
وان دافعت بعض النسوة عنه وقلن انه باختيارهن وانه يشعرهن بالامان, فقد اثبتت احداث كثيرة عدم صحة ذلك حيث تعرضن للمهاجمة والمضايقة من قبل بعض الشباب رغم حجابهن, وقد تطلع علينا بين الفينة والاخرى ممثلة او اعلامية عربية لتشرح لنا هدايتها وبانها وجدت نفسها في هذه الخرقة التي يطلق عليها الحجاب , مالئة وجهها بالالوان والمساحيق بعد ان شبعت من عمليات التجميل والتشفيط طامعة بشهرة اخرى استثنائية ليس عن طريق الفن والاعلام الهزيل, انما عن طريق رجال الدين وائمة الجوامع الذين يعتبرونها قدوة يضربون بها المثل كالشيخ القرضاوي الذي يخرج علينا مدافعا عن الحجاب بقوله :(طوال الزمن الاسلامي لم تخرج امرأة مسلمة كاشفة راسها الا بفترة الاستعمار حيث اسفرت النساء وها نحن نعود للصحوة الاسلامية ليتكاثر الحجاب بين صفوف النساء) ..
لقد نسي الشيخ القرضاوي ان زمن الصحوة الاسلامية الذي يتحدث عنه هو الزمن الذي اتى بالقتل والخراب والتدمير وخراب القيم والعقول وصار قتل الانسان واستباحة ارواح البشر وحقوقهم من اسهل الامور على مدعي الاسلام وحاملي راية العودة للزمن الاسلامي الاول..
لا ادري هل ان الشيخ القرضاوي لايرى اشلاء الاطفال المقطعة على مساحات واسعة من الخريطة العربية بسبب مايسميه الصحوة الاسلامية؟ وهل هو لم ير فقدان الامان في كل انحاء العالم بسبب من جنون بعض المراهقين المغسولة ادمغتهم بدعوى هذه الصحوة القاتلة ؟ حتى اصبح الموت متوقعا في طائرة ركاب ابرياء او قطار يحمل المئات من الغافلين او في مطعم يضج بعمال متعبين من عناء يوم شاق, كما انه ينسى ان رغبته بالعودة للزمن الاسلامي تعني الغاء كل اساليب ووسائل الحضارة التي اتى بها العلم لاسعاد الناس ورفاهيتهم , فماذا اتت الصحوة الاسلامية به لاسعاد الناس رغم ان كل الديانات من المفترض انها جاءت لسعادة البشرية لا الى قتلها وتخريب بنائها ؟ فهل ان دعاة الصحوة الاسلامية حقا هم من الاسلام بشيء؟ وهل يرضى الله كل ما يشيعونه من ثقافة الموت ودفع المراهقين له؟
أم ان مايطرحه الشيخ القرضاوي من عودة للزمن الاسلامي لا يتعلق الا بما يخص حرية المرأة وكيانها والا فهل هو مستعد ان يتخلى عن السيارات التي صنعتها دول الاستعمار ؟او يتخلى عن السفر بالطائرة؟وهل يذهب للحج على ناقة أو بعير كما كان يفعل المسلمون في الزمن الاسلامي؟
وهل يستطيع احد هؤلاء الذين يملأون الجوامع صراخا ان يتخلى عن التكييف في عز الصيف؟ او يتخلى عن الاجهزة الكهربائية المنزلية التي لم ينعم بها لا نبي الأمة ولا المسلمون الاوائل؟
لماذا يريد الشيخ القرضاوي من المرأة فقط العودة للزمن الاسلامي لوحدها والابقاء على نفس التقاليد والعادات الاسلامية في حين نرى ان الرجل قد ارتدى لباسا اخر ومارس حياة حضارية اخرى والقى بملابس المسلمين الاوائل منذ زمن طويل ليرتدي الملابس الغربية في اغلب بلدان الاسلام دونما نرى له اي نقد؟
سيقول لنا انه شرع الله وانه مقدس واننا سنحاسب عليه يوم القيامة . وهذا ديدن المتاسلمين الذين خربوا حيواتنا , فحينما لايتمكنون من قدرتهم على اقناعنا بالعقل والعلم تعللوا بالمقدس الجامد وتركوا المنطق الفعال المتحرك وفي قلوبهم يرددون بعصبية الرافض للفكر الاخر: مَن تمنطق تزندق ..
فهل ننتظر بعد ذلك اي تطور في بلداننا المستعمرة من قبل ديكتاتوريات وعقول مناقضة للحياة وحركة الطبيعة؟ وماذا ننتظر مع السعي الجاد لمن نسميهم علماء الدين للدفع الى إغماض أعيننا عما يجري في العالم من حركة وتغيير حتمي لابد وان نتقبله ونسير معه لا ان نبقى متشبثين بموتنا بحجة الثوابت والمقدسات؟
20-11-2006



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان الكويت سبب الاعدام
- لمن الشكوى بزمن عراقي أغبر؟
- شعراء ورجال دين قبل زمن التكفير
- ملامح زينب حفني
- بلقيس حميد حسن: الكثير من حكومات وعقول ومفاهيم رجعية تريد بق ...
- من يوقف الهمجية الإسرائيلية؟
- صرخة سمية الشيباني في حارسة النخيل
- طوبى للمرأة الحرة , حكيمة الشاوي
- وداعا ممدوح نوفل
- مفهوم الهزيمة والنصر عند قادة العرب
- لمن القصائد والكلام ؟
- أسوء محامين لأعدل قضية
- قلبي على منتدى نازك الملائكة
- حقوق وواجبات المهاجرين العراقيين ومعوقات العودة-
- ُ !!!أ ُعجِبت ُ.. وعَجبت
- إلام َ نبقى تحت تهديد الإرهابيين؟
- ما العمل في قضية المرأة ؟
- جبهة إنقاذ وطنية عراقية
- المرأة وريادة الأمل
- ما أصعب التفريق بين الولاءات


المزيد.....




- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...
- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح
- “منحة 450 ريال عماني هُنــــــا spf.gov.om“ التسجيل في منفعة ...
- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - الحجاب.. يُشيّء المرأة