أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا














المزيد.....

فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 07:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل يستطيع فاقد الشيء ان يعطيه ؟؟
هذه البديهية التي يشيع استعمالها في تفسير القوانين والمعضلات الاجتماعية وفي كل جوانب الحياة رأيناها اليوم متجسدة امامنا بكل وضوح وكعين الشمس في برنامج بث مباشر على فضائية العربية , حيث كان هناك حوار مع رئيس البرلمان العراقي السيد المشهداني الذي استضافته المذيعة سهير القيسي, وقد طرحت عليه أسئلتها في غاية التهذيب والإحترام , ولم تكن متجنية عليه في شيء ولم تخرج عن اصول التحاور ابدا , ولكن مع الاسف كان هو لايحتمل مجرد سؤال, فنراه قد استفز واستعمل كلمات لا تليق لا برئيس برلمان فحسب , بل لا تليق بأي انسان لديه الشعور بالمسؤولية عن قطيع من الأغنام وليس عن برلمان دولة تنوء بقهر ملايين البشر عبر اكثر من ثلاث عقود عجاف , كيف يحتمل ان يقود برلمانا بحجم البرلمان العراقي وهو يرفض أبسط الحوارات وامام الملايين من البشر , يغضب بسرعة وبدون سبب لمجرد سؤال من واجب المذيعة طرحه عليه ويدعي الديمقراطية , ويسألها هل انت تقودينني ام انا اقودك ؟ لا ادري لماذا يعتقد انه لا بد ان يقودها , والعرف الاعلامي يقتضي ان الاعلامية هي التي تقود الحوار , امر مضحك ان يركز على قيادته هو مع ان الحوار لا دخل له بالقيادة ولاهم يحزنون , وان كان لا يحتمل توجيه سؤال له ويعتبره انتقاصا من شخصيته القائدة , فكيف يستطيع استيعاب برلمان يضم عشرات المكونات العراقية ؟
هل استفز لانها امرأة والمرأة بمفهومه ومفهوم الكثير من اعضاء البرلمان لايجوز لها حتى ان تقود حوارا ؟ لذا نراه يسلط في جلسات البرلمان كل غضبه وكلماته القاسية ان ناقشت احدى البرلمانيات امرا وان كان في غاية الأهمية , وكانهم يجلسون مع هؤلاء النسوة غصبا عنهم , ولو كان بأيديهم لأجلسوهن في المنازل لان عمل البرلماني خاص بالرجال دون النساء , وربما هم يحتملون وجودهن معهم فقط ليقال انهم يؤمنون بالديمقراطية وحقوق الانسان ؟
عجبا من رئيس برلمان لايحتمل حوارا مع مذيعة , وعجبا من هذا الديمقراطي كيف يقود برلمان دولة يشرع قواعد وقوانين لتنظيم حياة شعب تعداده اكثر من خمس وعشرين الف نسمة ؟
كيف يستطيع الشعب العراقي ان يشعر بالأمان والإحساس بالحرية ورئيس برلمانه لايؤمن حتى بالحوار , انما يتلقى السؤال بهجوم على مذيعة ليس لها ذنب سوى انها عراقية , ولا اعتقد انه سيهاجمها بهذه الشراسة والعصبية وبهذه الكلمات المؤذية ان كانت من جنسيات اخرى , لكن ربما قال بنفسه العراقيون اولى بالمعروف ومعروفه هنا هو ان يحاول اهانتها وطعنها بوطنيتها وكأنها اتت ذنبا لانها عملت في احدى الفضائيات , وبكل تحدٍ وثقة يعتبر عملها عارا لانه خارج العراق ولم يتواضع ويسأل نفسه هل استطاع البرلمان الذي يعمل منذ اكثر من ثلاث سنوات ان يشرع تشريعات ويعمل على تأمين العمل للاعلاميين وخاصة النساء منهم في ظروف تنعم بالأمان والاحترام والتكافيء في الفرص , ليحق له بعد ذلك انتقاد العاملين في الخارج مع انه لا يحق له الطعن بوطنية احد لمجرد عمله بالخارج ؟.. سؤال لابد ان يطرحه البرلمانيون انفسهم على رئيسهم ليحسن تعامله معهم على الاقل .
بأي حق يسمح لنفسه التعدي على المرأة هذه وهي تقوم بواجبها المهني ولم تتعدى ذلك , وهل يستطيع من يتعدى على الآخرين ويتهجم عليهم بهذا الشكل ان يساهم في حل مشاكل العراق وبنائه على اساس ديمقراطي ويسعى الى استتباب الأمن به بهذا المستوى العصبي في الحوار ؟
انني في كل جلسة من جلسات البرلمان استغرب كيف يريدون توقف العنف في العراق والبرلمان يوميا يجسد كل مامن شأنه نشر العنف والفوضى وأول المساهمين بذلك هو رئيس البرلمان الذي يتعامل مع البرلمانيين وكأنهم طلاب في الروضة او الصف الاول الابتدائي, حتى انه في احدى جلساته قال لأحد البرلمانيين ضاحكا :
" على نفسها جنت براقش " وكما نعلم ان براقش كلبة لاغير . فأي احترام واي لغة حوار يتعلمها شعب العراق من قادته , وهل لازال العراقي- وان كان برلمانيا – ممتليء بالخوف من القادة ليحتمل هؤلاء السادة كل اهانات رئيسهم؟ .
هل لازال اسلوب الديكتاتور صدام حسين في التعامل مع العراقيين سائدا وهل هو مكتوب علينا نحن اهل العراق ابدا ؟
الا يشكل هكذا تعامل مع الاخرين , ترويجا للغة الشقاوات والتسلط والتنابز بين الناس , وبالتالي الصراع والتطاحن المؤدي للخراب في العلاقات . واقول للتأريخ :
انني ومنذ السادسة عشر من عمري وانا اعمل في منظمات ديمقراطية عراقية معارضة لسلطة البعث في مجال المرأة والطلبة والدفاع عن حقوق الانسان ولم أر في حياتي اجتماعا او مؤتمرا من عشرات المؤتمرات التي حضرتها وساهمت فيها وفي دول عديدة من العالم , ان هناك مستوى متدنيا للحوار والعلاقات وادارة الجلسات كما هو مستوى برلماننا العراقي بقيادة المشهداني, بل كانت جميعها حتى في ابسط هيئاتها قائمة على لغة الحوار الديمقراطي .
فأي قهر وانحطاط يعيشه العراق اليوم , وهل من أمل لنا في الديمقراطية مع هكذا رئيس برلمان ؟ ..



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائيات المسابقات الغبيّة
- أوروبا تدخل العراق ..
- النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان
- مرحى ليوم المرأة في العراق
- مسامير بذاكرةِ الياسمين ؟
- المرأة العربية في -دنيا جات-
- الحوار المتمدن, الاجمل في الاعلام العربي
- تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة
- وجاء الهولُ
- أين البرلمان من الذبيحة ؟
- ألا مِن ذاب ٍ عن العقل في اعلامنا العربي؟
- قُتلت دعاء!
- مجموعة مسلحة مجهولة في الناصرية تهدد الطائفة المندائية
- جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق
- الى وزارة حقوق الانسان في العراق جرائم مرعبة ومستترة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا