أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - ومازال الغناء العراقي دمويا














المزيد.....

ومازال الغناء العراقي دمويا


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 14:30
المحور: المجتمع المدني
    


منذ عقود والعراق يعاني من الاضطرابات السياسية التي تجر كل انواع الاقتتال والمآسي والدمار. ومنذ عقود والأناشيد الوطنية العراقية تمتليء بالدماء , حتى بعد ان تخلص العراق من أعتى طاغية في تاريخه, الا وهو المقبور صدام حسين الذي أذاق الشعب ويلات الحروب والمقابر الجماعية, ومارس معه شتى انواع الابادة البشرية, ومازالت الاناشيد العراقية تغرق بالدماء.
قبل ايام شاهدت في قناة العراقية نشيدا او اغنية وطنية - كما تـُسمى- لمطرب عراقي معروف قد احببنا اغانيه القديمة كثيرا, وهو الفنان صلاح عبد الصبور, للأسف, شاهدناه يتغنى بكلمات غاية في الدموية, حيث يهتف متحديا بجعل دجلة غارقا بالدم في سبيل الوطن, وبأن كل الجروح فداء للوطن, ولايهم ان سال دم الجميع في سبيل الوطن..
عجبت مما سمعت..
أما زالت ثقافة قبول الموت الجماعي هي السائدة في العراق؟
أما زال موت الانسان عاديا في سبيل تحقيق غاية مهما كانت؟
اما زالت قيمة الانسان رخيصة بعد كل ما أعطى الشعب من تضحيات؟ فأين من يهتم بحقوق الانسان اذن؟
اين وزارة حقوق الانسان التي من واجبها تثقيف الناس بأهمية حياتهم وافضلية الحياة على الموت؟
ماذا يريدون من شعب تمتليء بيوته وحيطانه بصور الشهداء, وماذا يريدون من شعب اتشحت اغلب نساءه بالسواد والبؤس والقهر ورائحة المقابر؟
أبعد كل هذه الدمار وهناك من يتغنى بالدماء دون ان ينفر من هذه الكلمات؟
ابعد كل التضحيات, والخرائب, والموت المرعب الذي لم يمر على شعب بالتاريخ, مازلنا نتوعد بالمجازر باسم الوطن وباسم التضحيات؟
أية تربية وطنية هذه التي تتعكز وتبنى على الدم وعدم الاكتراث للحياة البشرية المقدسة في كل الاديان, وأي منظر منفر نعطيه للأطفال عندما نجعل صورة نهر دجلة وهو مليء بالدم أمراَ طبيعيا ومقبولا لديهم وباسم الوطن تتكرر الصورة امامهم باستمرار؟
اهكذا تكون الوطنية ؟ ام أن الوطنية تبنى على المحبة, والتسامح, وقبول الآخر, ولئم الجروح, والحث على بناء ماتهدم؟
هل استمر العراقيون بذات الاسلوب الذي اشاعه البعث الدموي وكان يفتخر به, ترهيبا للناس بهدف نشر الرعب والخوف لتحقيق المآرب القبيلة والعائلة التي حكمت العراق بالحديد والنار؟
أوجه اللوم هنا لقناة العراقية, لانها القناة الرسمية التي تعبر عن الصوت الرسمي للحكومة, والمفترض انها تعبر عن الشعب, فلماذا لا تنتبه لخطر اشاعة الكلمات والعبارات العنيفة والدموية والعراق لازال يخوض ببحار الدماء يوميا؟ لماذا لم ينتبه تربوي او مثقف في هذه القناة لهذا الأمر؟
هل ان هذا الاسلوب الدموي قدر العراقيين في كل مجالات الحياة؟ وهل عليهم الاعتياد عليه ابدا؟
لقد رضينا ان تكون اللغة العربية في الفضائيات العربية وخاصة العراقية مضحكة جدا بسبب عدم كفاءة أغلب العاملين, ولأن شروط تعيينهم ليس لها علاقة بالكفاءة والثقافة والقدرات اللغوية, لذلك فالمذيعين ومقدمي البرامج والمراسلين يذكروننا" بآتتي مشناف" في المسلسل العراقي"تحت موس الحلاق" وقراءة الرساله التي اشتهرت على يد الفنان المرحوم سليم البصري والفنان حمودي الحارثي, لكن ان نستمر بقبول كلمات الدم المرعبة على الشاشات بعد كل مامر بنا من موت, لهو أمرٌ غاية في الغرابة وهو أمرٌ مشيعٌ للاحباط , بل هو أمرٌ يستحق المتابعة والتدقيق ...
24-5-2010
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل استطاع الاعلام العربي التأثير على الغرب؟
- السعودية تذبح المتهمين بلامحامي؟ فأين العدالة؟
- من مستلزمات الحضارة الحلقة الخامسة/ الضمان الاجتماعي حق للمح ...
- هل ان الصامت عن الحق يصلح للقيادة سيادة الرئيس؟
- الدراما العربية, جودة يقتلها العنف
- حَرروا الله من فتاواكم
- خُذِلنا
- شكرا أمل بورتر, فالزمن أكد نبوة الأميرة البابلية ...
- آه, ياوطني المغدور
- يذهبون, ويبقى الحوار المتمدن
- كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة
- من مستلزمات الحضارة .. الحلقة الثالثة- التعليم الإلزامي
- البعث , يريد العودة على الجماجم
- نوبل للسلام ام رسالة غفران كاذبة؟
- من مستلزمات الحضارة : الحلقة الثانية, الانفتاح الثقافي, (الف ...
- المحبة في مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية الخامس برلي ...
- سبع ُ لفّات ٍ للشرّ ِ
- رحلت الجميلة ام سلام - سهام علوان-
- عذرا, لقسوة الحقيقة, سفرتي الى الوطن
- مستلزمات الحضارة- الحلقة الاولى- المرأة العراقية العزلاء


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - ومازال الغناء العراقي دمويا