أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟














المزيد.....

هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 21:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن أهم وأول شيء تحتاجه الشعوب بعد كل تغيير هو الأمان الذي تفتقده, فإن ُفقد الأمان فقدت الثورات والتغييرات أي معنى لها, وبات كل مايقال عن مشاريع واهداف وخطط مجرد لغو, لان حياة البشر هي أول مطلب وأول ضرورة, وبفقدها تنتفي كل فائدة ويصبح كل قول عابث.
وها هو الشعب العراقي اليوم يعيش بلا أمن لحياة ابنائه وبناته, وبلا أمن لمؤسساته الثقافية والمدنية, فماذا ستقول الحكومة العراقية عن القتل المتعمد للمسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديين وسواهم من الشيعة والسنة وكل مكونات الشعب الذين يموتون في التفجيرات والاغتيالات وعلى الطرق والمفارق بشكل موجع وسافر ولا يمكن السكوت عنه او تغطيته بعذر ولا بستار او حجة؟
ماذا تقول الحكومة العراقية للتدخلات السافرة وغير القانونية, والهجوم على الحريات الثقافية وعلى المنتديات واغلاقها واخرها على جمعية أشور بانيبال الثقافية في الكرادة.

ماذا تقول عن التضييق على طالبات الجامعات والتدخل بلباسهن وكأنه هو الهم الأكبر والمعاناة الوحيدة للعراقيين الذين يكابدون الجوع والبطالة وشحة الماء والكهرباء وقائمة طويلة وعريضة من المتطلبات والضرورات الحياتية التي لم تلتفت لها الحكومة؟

قد يستكبر علي البعض هذا القول,خاصة ونحن نردد دائما بان النظام العراقي صار ديمقراطيا بعد سقوط صدام وحزبه, لذا اقتضى علينا ان نفكر بالحوار السلمي..
واقول:
اننا جربنا الحوار السلمي والتوقيعات والحملات التي لا ترد عليها الحكومة, لقد أنهى الشعب سبع سنوات عجاف ونحن على وشك انهاء العام الثامن, ولم يزل الوضع يسوء يوما بعد اخر, والأرامل والأيتام لازالوا يبحثون عن لقمة العيش والمأوى في القمامة والشوارع الوسخة المليئة بالاوحال, ولازالت الخدمات متردية الى ماتحت الصفر, في حين تسرق المليارات وتودع في بنوك خارجية وتهرب اموال النفط وتتركز في أيد الفساد وسارقي الشعب قبلا وبعدا, ولازال الخوف من الوضع الأمني غير الآمن يتعب ابناء العراق ويحد من تحركاتهم الطبيعية.

ليس امراُ جديدا على الشعوب ان ترى الانتكاسات في التغيير والنهج بعد انتفاضات وثورات وتقديم تضحيات جسيمة, فالتاريخ مليء بثورات تراجع اصحابها عن اهدافها وقيمها بعد ان جلسوا على الكراسي وصار بينهم والفقراء جدارٌ عالي واسوارٌ تمنع عن آذانهم صرخات الجوع والبطالة والحرمان لتكون صور الفقر والظلم بعيدة عن اعينهم وقلوبهم, فيتنعمون هم بما لذ وطاب في قصور خضراء محروسة بالحديد والنار وليذهب المساكين الى الجحيم , طالما ان القادة يؤدون الصلاة امام الناس ويبتدؤون كلماتهم في الجلسات الرسمية باسم الله الرحمن الرحيم. حينما نتتبع تاريخ الثورات في العالم العربي, نرتعب لكثرة الانتكاسات فيها, فلم تحقق ثورة جمال عبد الناصر وهو الذي كان اكثر شعبية من سواه طموحات الشعب المصري رغم كل التشجيع والتغني الذي كان يطلقه الشعب المصري على جمال الثورة. كما لم تستطع الثورة الجزائرية التي قدمت مليون شهيد بعد ان حررت البلاد من الاستعمار الفرنسي ان تحمي الشعب الجزائري من الجوع والقهر والتخلف, وهكذا الثورات في العراق وغيره من بلدان العرب حتى صرنا نتوقع الأسوء دائما في اي تغيير وان كان ثورة شعبية. قد يقول القاريء هناك أسباب موضوعية خارجة عن ارادة الشعب واقول ان تلك الاسباب الخارجة عن ارادة الشعوب لازالت قائمة وبأكبر مما كانت وبأكثر قوة ولسنا هنا في مجال شرحها.
وان اخذنا نموذجا غير عربي, فحتما سنلتفت الى ايران التي يحاول اغلب قادة العراق اليوم تقليدها كنموذج نادر جاء بعد ان تفجرت ثورة الشعب التي جعلت حتى الماركسيين يؤيدونها ويتحمسون لها, اذ كانت ما يشبه الاعجاز حيث هزم الشعب الأعزل نظاما قائما على الظلم ولتاريخ طويل من السيطرة على قوت الشعب والاثراء على حسابه. لقد كان نظام الشاه مدعوما من اكبر واقوى دول العالم بكل اسلحتها المتطورة, لكنها باتت ذلك اليوم عاجزة امام الملايين الغاضبة التي اسقطت الحكومة بدون سفك قطرة دم فكانت حقا معجزة من معجزات الشعوب, ولكن هل نتائجها الان مرضية للشعب والفقراء والمهمشين ياترى, الجواب لا, وهاهو الشعب الايراني مخنوق الحريات يتمنى جواز سفر للجوء الى بلدان الغرب الكافر كما يسمونه هروبا من شرقنا الكافر بجوعه وظلمه.

ها هي الثورة الشعبية التونسية تنادي الشعب العراقي لتقول له, انظروا الى شوارع تونس الجميلة والمشجرة والمرصوفة, انظروا الى الخدمات المتوفرة, وانظروا الى مؤسسات الدولة, انظروا الى مستوى الناس وثقافتهم ولباسهم, كله افضل من العراق وسواه من دول العرب.
لكن الشعب الحر في تونس لن يوقف غضبه بعض المكتسبات والضروريات, بل صرخ بوجه الظالم والسارق لاستحقاقات الفقراء والمهمشين, رغم ان حالهم افضل من حال عشرات الملايين من شعب العراق عند المقارنة, وكأن لسان حال أهل تونس يردد شعر الشابي حينما قال:
اذا ما طمحتَُ الى غاية .. ركبتُ المنى ونسيتُ الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر
اذا طمحتْ للحياة ِ النفوسُ .. فلابد أن يستجيبَ القدر

فياشعب العراق, من حقك ان تطمح للتغيير وتنطلق نحو حياة افضل.
ويا ابناء العراق ان كنتم من المومنين فانتم تعرفون ان"من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" وبالقياس نقول: ان من يجوّع انسانا فكأنما جوّع الناس جميعا.
فما بالكم أيها العراقيون ترضون كل هذا الذل والى متى انتم قانعون بالوعود والكلام فقط؟
www.balkishassan.com
5-2-2011



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب الرئيس بثورة الشعب اشرف من هروبه امام جيش الاحتلال
- ثورة تونس, ثورة لا تشبه سواها
- إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار
- الهمجية وقتل الجمال
- الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل
- الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله
- تقاسم السلطة, هل تتناسب مع الديمقراطية؟
- شهداء سيدة النجاة
- عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة
- إهمال المسؤولين, وفواجع الجسور في سوق الشيوخ
- المثقفون ووضع المرأة في العراق
- أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية
- -هناك في الأعالي, في كردستان-
- لاحجة للحكومة مهما كانت التبريرات
- ومازال الغناء العراقي دمويا
- هل استطاع الاعلام العربي التأثير على الغرب؟
- السعودية تذبح المتهمين بلامحامي؟ فأين العدالة؟
- من مستلزمات الحضارة الحلقة الخامسة/ الضمان الاجتماعي حق للمح ...
- هل ان الصامت عن الحق يصلح للقيادة سيادة الرئيس؟
- الدراما العربية, جودة يقتلها العنف


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - هل لا بد من ثورة ليعتدل الميزان في العراق؟