أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد جمال الدين - من صنع بن لادن ؟















المزيد.....

من صنع بن لادن ؟


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما يؤسف أن كثيرا من ألكتاب ، وبعضهم ممن أحترمهم جدا ، وحتى في الآونة ألأخيرة ومن على صفحات ألحوار ألمتمدن ، لا يكفون عن ترويج ألفكرة ألضارة ألخاطئة ألسائدة ، وألقائلة بأن بن لادن وألقاعدة هم صناعة أميريكية ( ويضيفون أحيانا ـ بإمتياز ) . ألضرر ليس فقط بأن هذا تجاهل للأحداث ألتاريخية وألمنطق أيضا ، بل في أن ألقاء مثل هذه ألتهم الجزافية على شماعة ألأعداء ألخارجيين وألإمبرياليين ونظريات ألمؤامرة ألخ ، يعفينا من رؤية واقع ومثالب مجتمعاتنا نحن ،ويبقينا نلف وندور في ألظلاميات ألتي تنشرها ألسلطويات ألمستبدة ألحاكمة وأجرائهم من وعاظ السلاطين وكل ألقوى ألرجعية والطفيلية ، وبالتالي يبعدنا عن محاولة فهم وتغيير هذا الواقع . كما أذكر في حوار مع زميل مصري حول نفس ألموضوع قبل بضع سنوات زعل كثيرا حين قلت له أنها ( بن لادن والقاعدة وشركاهم ) صناعة مصرية سعودية بإمتياز .. ألشعو بألزعل هذا لا يعبر فقط عن ألترفع ألذاتي اللاموضوعي عن إمكانية إدانة أنفسنا بل وعن إغماض عيوننا عن كل ما قد يجرح مشاعرنا حين ننظر للمرآة .
لوجود أي تنظيم أو منظمة سياسية أو إجتماعية ، مدنية أو عسكرية أو إرهابية أو حتى عصابة مافيوية إجرامية لا بد على ألأقل من ثلاثة عوامل : 1. ألفكرة أو ألإيديولوجية التي تعبر عن مصالح فئوية معينة ، وبالتالي ترفع الشعارت وتقدم ألمنهج ألعملي لتحقيق هذه ألمصالح . 2. ألتمويل .. وأقصد ألرأسمال ألأولي و أيضا إيجاد طرق ألتمويل اللاحقة ألتي تؤمن إستمرارية ألتنظيم وفعاليته . 3. ألشخوص .. وأقصد أولا ألقادة ألمؤسسين وحتى ألكادر ألوسطي ألتقني ممن يديرون ألعمل ألإجرائي وإلى إستقطاب أوسع قاعدة من ألشخوص ألمنفذين لمخططات ألقيادة سواء من حملة أللافتات لزيادة ألجماهيرية ألمفترضة إلى حمل ألسلاح وألقتل ألمباشر إن طلب منهم ذلك ..
فقط حين توفر هذه ألعوامل يمكن ألقول عن خلق أوصناعة هذا ألتنظيم ألجديد ,.. كل هذه العوامل بألتاكيد لم تتواجد لا في أميريكا أو أوربا ، وحتى لم تنهض بها مؤسسات تلك ألدول ، وأقصد حتى من خلال عمل مؤسساتها الإستخباراتية ألسرية في ألخارج . بل هي كانت موجودة أصلا ونمت لعقود سابقة من ألزمن في تزاوج وتكامل بين ألفكر ألسلفي ألوهابي في ألسعودية وألجهادي ألمتطرف للإخوان ألمسلمين في مصر تحت حماية ورعاية مباشرة من ألأنظمة ألرجعية ألحاكمة . وفي ألتمويل ألبترودولاري السعودي لهذه ألمدرسة ألإيديولوجية ألذي شمل ألباكستان وإمتد إلى أغلب ألدول ألإسلامية ، هذا ألتمويل ألمباشر وغير ألمباشر ألذي لم ينقطع حتى اللحظة حتى من خلال ألرفد بزكاة ألمسلمين ألجهلة ألذين لا يعرفون أين تؤخذ أموالهم . وأخيراً .. ألشخوص ، أنا لا أعرف أي أميريكي أو أوربي كا عضوا في تنظيم بن لادن وألقاعدة ( ربما فقط بعض ألأنفار من ألفتيات ألأوربيات ألساذجات ألمغرر بهن ليكن أدوات تنفيذية في ألعمليات ألإنتحارية ).. كل ألشخوص من ألقاعدة إلى ألقمة هم من ألعرب وألمسلمين من جنسيات مختلفة وأعتقد ألنسب ألفعلية توضح بشكل أكبر حقائق ألأمور .. ألمهم أن كل ألقيادة ألعليا ألمؤسسة هم من ألسعوديين وألمصريين وفي ألكادر ألأدنى وألوسطي ربما نجد ألأردنيين أو أليمنيين ألخ .. حتى ألباكستانيين وألأفغان وألماليزين أو ألشيشانين وألصوماليين أو ألعراقيين وألفلسطينيين وألجزائريين ، أي الذين جرت على أراضيهم ألحروب وألإضطرابات ألتي إستغلتها عمليات ألقاعدة ألإجرامية وشعاراتها ألمنافقة ، هم كانوا يملكون دورا صغيرا ثانويا جدا في توجيه سياسة ألقاعدة .
فمن ألذي صنع بن لادن وألقاعدة إذا ؟
يتهمون ألولايات ألمتحدة أنها إستعملت أسامة بن لادن ) الشاب ألمغامر ألظريف ألطائش ـ ألحرب دامت سبع سنوات وإنتهت في 1985 وكان عمره آنذاك 29 عاما ) ومجموعة أتباعه ألصغيرة من (ألمجاهدين) في ألحرب ألآفغانية ضد ألإحتلال ألسوفييتي .. وهذا ألإتهام صحيح تماما ولا يمكنني كما لآي أحد أن ينكره . ولكن هنا يجب أن لا يتم تجاهل شيئين مهمين . أولا أن ألمملكة ألسعودية روجت وشاركت في هذه ألحرب عمليا ( من خلال هؤلاء ألمجاهدين وأمثالهم ممن إستقطبتهم من ألبلدان ألعربية ألأخرى ) ضد ألكفار ألشيوعيين ألمحتلين لبلاد ألإسلام ليس لمجرد تنفيذ أوامر حلفائها في واشنطن بل أولا وأخير لتوسيع نفوذها وتعزيز زعامتها ألدينية على ألعالم ألإسلامي وألإستفادة من ذلك ماديا ومعنويا لتثبيت إستقرارها كمركز أو شبه خلافة للمسلمين عامة ، في ذات ألوقت ألذي أججت فيه ألحرب ألعراقية ألإيرانية لنفس ألأسباب .
ألشيء ألثاني هو أنه في كل ألدول على مر ألتاريخ ألقديم والحديث ما يسمون أصحاب ألمعاطف وألنظارات ألسوداء وألخناجر ، أي ألأجهزة ألأمنية ألسرية والإستخبارية لم تتورع يوما في مكائدها من إستخدام ألرعاع من ألمجرمين ألصغار لتنفيذ ألمهام ألوسخة .. ومن ألواضح أنه أبان ذروة من ذروات الحرب ألباردة لم تتورع أجهزة ألأمن ألسوفييتية ألكجب وكذا نظيرتها على ألجانب ألثاني من ألستار ألحديدي ألسي آي أي ألأميريكية من أستخدام كل ألعناصر وألمجموعات ألإرهابية وألإجرامية وحتى ألعصابات ألمافيوية وتجار ألمخدرات بشكل مباشر أو غير مباشر لتنفيذ مآربها ألسياسية بكل ما يمكنه إضعاف ألطرف ألآخر وتشتيت قواه ، وتتبع هذا يحتاج لكتابة مئات القصص ألوثائقية على غرار أفلام ألأكشن . ولذا كان سيكون من ألمستغرب وغير ألطبيعي أن لا تستخدم ألولايات ألمتحدة ألمجاميع ألقتالية من أمثال بن لادن ألتي دعمتها ألمملكة ألسعودية ألحليفة . أللطيف بألأمر أنه كما أذكر فإن حتى ألسي آي أي ألمتمتعة بتمويل سري لم تكن تزود هذه ألمجاميع مباشرة بألأسلحة ، كصواريخ ستنغر الشهيرة مثلا ، قبل أن تتحصل ألولايات ألمتحدة على أثمانها من ألسعودية وتوصل هذه ألأسلحة إلى هنالك قبل ان تنقل إلى أفغانستان .. وألقضية ليست فقط في ألنظرة ألمصلحية ألأنانية ألبخيلة للبرغماتية ألأميركية بل ولكي لا تُتهم دبلوماسيا بأي مشاركة مباشرة في ألحرب ألأفغانية ضد ألدولة ألعظمى ألغازية .

بعد خروج ألسوفييت وقيام حكومة وطنية أقرب إلى العلمانية في أفغانستان وافقت عليها وباركتها ألولايات ألمتحدة ، ولذا بألتأكيد لا أظنها كانت سعيدة بعدم ألإستقرار والنزاعات بين أمراء ألحرب ألسابقين وما تبعها من تنامي نفوذ حركة طالبان ألمتحالفة مع بن لادن وقاعدته وسيطرتهم أللاحقة على مقاليد ألسلطة .. فهذا بالتأكيد لم يكن يتوافق أبدا مع مصالح ومخططات ألولايات ألمتحدة .. وخصوصا في أواخر ألثمانينات وبداية ألتسعينات فترة أنتهاء ألحرب ألباردة وإنهيار ألإتحاد ألسوفييتي .. فلذا مجرد ألحديث عن تعاون أو تواطئ أميريكا مع بن لادن ومجاميعة وأفكاره بعد هذا الحين هو جهل وعبث . فبن لادن نفسه أعلن قبل ذلك معاداته ألتامة لأميريكا .
في نفس ألوقت أستفادت من هذا ألوضع ألرجعيات والقوى ألظلامية في السعودية وإيران وباكستان ووظفته وإستثمرته داخليا وخارجيا . وبعد تحالف بن لادن مع الظواهري وتوحدهما في تنظيم واحد قاعدة الجهاد ألذي بدأ عملياته بتفجير ألسفارات ألأميريكية بدأ ألتململ بألعلاقات ألأميريكية السعودية ألذي وصل حد ألجفاء ألتام بعد أحداث 11 ايلول 2001 ، ألى حد أن السعودية هددت بسحب أصولها ألمالية من ألبنوك ألأميريكية ، ومثل هذ الإجراء بألطبع لايمكن أن تفعله ألمملكة لمجرد ألإحتجاج على إعتقال بضع أشخاص سعوديين في غوانتانمو . وفي نفس ألوقت تدهورت ألعلاقات ألأميريكية ألمصرية بعد إلحاح إدارة جورج بوش ألإبن لإجراء تغييرات ديموقراطية حقيقية في مصر والسعودية وكل ألمنطقة . وألجواب واحد لا تفرضوا علينا ديموقراطيتكم من ألخارج فنحن ديموقراطيون كما نحن وفق ديننا وعاداتنا وقيمنا وتقاليدنا ... ... من ألذي صنع بن لادن ؟ ؟ !!
وحين حرر ألتحالف ألدولي ألعراق من نظام صدام البعثي ألفاشي والسادي ، من أي ألدول وألمجتمعات جاءت جحافل ألبهائم ألإنتحارية للقاعدة لتقتل أبنائنا بألأسواق وألساحات ؟ .. من ألذي صنع بن لادن ؟؟ .. وأليوم بعد نجاح ألثورة ألمصرية طفت على ألتربة وبرزت كالطحالب أو رجعت من منافيها ألكثير من أبناء لادن ..ويبيح شيخ ألأزهر لنفسه ألدفاع عن بن لادن كونه مسلما دفن بدون أحترام لعقيدته ..وحين يترحم ذيل ألأخوان ألمسلمين في غزة إسماعيل هنية على ( ألشهيد ) بن لادن كأسطورة للجهاد وألمقاومة ، كما صاحبيه ( ألشهيدين ) ألزرقاوي وصدام حسين ... فمن ألذي صنع بن لادن ؟
من ألذي صنع بن لادن ؟؟ يجب أن نتفكر جيدا قبل ألإجابة على هذا ألسؤال ..




#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة خشوع
- ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد ، رد على تعليق .
- ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد
- هل الله يحكم ؟.. أم أوباما رئيس ألولايات ألمتحدة ؟
- ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائ ...
- دعوة للصلاة ألتضامنية
- منتدى ألملحدين ألعرب .. وألصمت ألمريب !
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 3)
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 2)
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 1)
- ألسيد صباح كنجي وألحزب ألشيوعي ألعراقي
- ألسيد نوري ألمالكي إضافة لوظيفته ..
- نقد ألسلطة ونقد ألمعارضة !!
- رسالة قديمة ألعرب وألأكراد دخلاء على ألعراق (1)
- رسالة قديمة ألعرب وألأكراد دخلاء على ألعراق (2)
- أنا لا أُسفّه ألفكر وألإيمان ألديني ألغيبي ، بل هو سفيه بذات ...
- ألخطاب ألسياسي وألخطاب ألتنويري (1)


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد جمال الدين - من صنع بن لادن ؟