أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد جمال الدين - ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائيل أم لا ؟















المزيد.....


ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائيل أم لا ؟


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 12:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائيل أم لا ؟
أتمنى أن يحظى ألسؤال ألمطروح بنقاش جاد يعتمد ألواقعية وألعلمية ويبتعد عن ألمواقف ألعاطفية وألأحكام ألمسبقة . فأنا بألتأكيد أرى أن ألكثيرين ومن أليساريين ألماركسيين أيضا يعتبرون أن ألدولة ألصهيونية من أهم أو أهم أسباب ألتخلف وألإستبداد في أوطاننا ، هكذا بجرة قلم ومعتمدين تعليق كل ألأخطاء و ألعوامل ألموضوعية وألذاتية على شماعة نظريات ألمؤامرة ألخارجية ألإمبريالية ألصهيونية ألخ . ومتناسين بألطبع ألأحداث ألتاريخية ألتي تبين أن ألنظم ألإستبدادية ألمتخلفة بعقليتها ألمستندة للقيم ألإجتماعية ألقبلية وألتعصب ألديني في منطقتنا سبقا قيام دولة إسرائيل وكانا ضمن أبرز ألعوامل ألتي أدت إلى إلى قيامها بهذا ألشكل خاصة من خلال تهجير مئات ألإلوف من يهود ألعراق وسوريا ومصر وحتى بلدان ألمغرب ألعربي .
ولكن لنرجع إلى ألسؤال لنناقشه من خلال منظور واقعنا ألحالي .
بغض ألنظر عن تخوفات أليمين ألإسرائيلي ألحاكم حاليا وألتي تجلت من خلال تصريحات بعض قادته ألمفزوعين من ألأخطار ألمستقبلية ألمحتملة للثورة ألديموقراطية ألمصرية ، أو من جهة أخرى ، تصريحات ألقوى ألإسلامية وألعروبية ألراديكالية ألتي تحاول جر أهداف ألثورة ضد الإستبداد ألدكتاتوري وتجويع ألشعب وألفساد ألمستشري إلى محور وبؤرة واحدة تلخصها في ألصراع ألعربي ألإسرائيلي (أو ألإسلامي ـ أليهودي )، أو من جهة ثالثة بعض قوى أليسار ألتي تحاول رؤية ألأمور فقط من منظار ألثورات ألشعبية ضد ألنظام ألإقتصادي للعولمة ( ألذي يمثل برأيهم ألمصالح ألمتشابكة ألإمبريالية ألصهيونية أيضا) متجاهلين ألوقائع ألفعلية على ألأرض وخاصة مواقف دول ألديموقراطيات ألأوربية وألولايات ألمتحدة ، وأن ألثورة ما كان لها أن تقوم وأن يصيبها ألنجاح لولا وسائل ألإتصال ألحديثة ألتي هي نتاج ألعولمة .
بغض ألنظر عن هذا كله وبعيدا عن ألمماحكات ألكلامية وألشعارات ألتفاؤلية أو ألتشاؤمية لكلا ألطرفين ( أو بألأصح ،ألأطراف ألمتناقضة مصالحها ورؤاها ) وألمنطلقة بشاكلة Hopeful thinking ، فإن ألإجابة على ألسؤال هي على درجة كبيرة من ألتعقيد إذا إعتمدنا نظرة موضوعية لواقع تناسب ألقوى ألسياسية ألأجتماعية ألحالية وأهدافها وتشابكها بشكل غير موجه وإعتباطي أحيانا مع ألمصالح ألإقتصادية ألحقيقية لشعوب ألمنطقة ولضمان مستقبل تطورها ألآمن .

لذا مبدئيا أنا أريد أن أجيب على ألسؤال بهذا ألشكل : نعم ، التحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية ستصب بالتـأكيد في مصلحة إسرائيل دولة وشعبا ، كما هي بألطبع ستصب في مصلحة شعوب ألبلدان ألعربية حيث ستنقلها بشكل سريع إلى مصاف ألمجتمعات ألحضارية ألمتقدمة أخذا بنظر ألإعتبار ألإستغلال ألأمثل وبشكل مستقر بعيدا عن مآسي ألحروب وتضييع ألفرص لإمكانيتها ألإقتصادية من ألموارد ألطبيعية وألطاقات ألبشرية ألكامنة ، وذلك للأسباب ألتالية :

1. لا حروب .
ألتحولات ألديموقراطية في ألدول العربية ستوجه ضربات قاصمة ومتوالية لكل ألقوى ألمتطرفة وأهدافها ألراديكالية ألطوبوية (يمينا ويسارا ) وعلى كلا ألطرفين ، وسيختفي تدريجيا ألـتاثير ألفعلي لدعاة وتجار ألحروب ، سواء ألفعلية منها أو ألحروب بألكلمات . لهذا عدة عوامل من أهمها أولا ـ أن ألنظم ألديموقراطية في دولها ألمؤسساتية تتميز بألبراغماتية ألمحافظة ( بألمعنى ألجيد ألصحيح للكلمة ) ، اي أنها بعيدة عن ألأهوائية وألمصالح ألذاتية للأفراد والجماعات ألمختلفة وتتخذ مواقفها ألآنية وقراراتها ألإستراتيجية بألعادة بشكل مدروس أكثر ليتوائم مع ألمصالح وألمنافع ألعليا لمجموع ألأمة أو ألشعب . ألدول ألديموقراطية لا تحارب بعضها ، لأن بحسابات ألواقع ألهزيمة والخسران تكون مضمونة للجميع ، بينما يمكن إستغلال قدرات ألجماهير وألشعوب بأشكال أخرى سلمية لتحقيق ألمنافع وضمان مصالحها . وثانيا ـ في ظل ألديموقراطية وإطلاق ألحريات يتشكل وعي إجتماعي وفردي وثقافة جماهيرية (إنسانية أخلاقية وفكرية تاريخية وسياسية وإقتصادية ـ إجتماعية ) جديدين . كل هذا سيقضي على ثقافات ألتعصب وألإنغلاق وألجهل ألظلامي وألتشتت ألمجتمعي ، ألتي تكون عادة مرتعا لظهور ألأفكار وألزعامات ألمتطرفة ألتي تستغلها لنشر حُزَم أكاذيبها ألملتوية والترويعية لتمرير سياساتها ألمنافقة ، مثلا على شاكلة ألأخوان ألمسلمين وغيرهم من ألجماعات ألدينية وكذا دعاة ألإنغلاق وألتعصب ألقومي أو أيضا على مثال بعض ألأصوليين ألشيوعيين ألذين يتجملون بمفاهيم وشعارات جوفاء لا أساس لها في ألواقع ألموضوعي ألحي بعد أن عفا عليها ألزمن وأثبتت مسيرة ألتاريخ وألفكر ألإنساني خطلها وعدم صدقيتها . وبنفس ألوقت سينطلق بشكل أوسع وفي فضاء أرحب ألفكر ألإنساني ألعولمي ألجديد ألذي يعتمد ألتعايش ألمشترك وفهم ألآخر ألمختلف وحاجاته وإمكانيات ألتفاعل ألمثمر معه بدون حروب وصراعات عنفية .

( ربما بعيدا جدا عن صلب ألموضوع أود بشدة أن أذكر ألآتي : أروع وأجمل وأبدع مافي الثورة المصرية ألتي هزمت نظام مبارك ألإستبدادي ولو أنها بألطبع لم تسقطه فعليا ولا يمكنها ذلك عمليا في المدى ألمنظور ، هو أن هذه ألثورة ألشابة ونفحاتها ألعاصفة ولدت وعيا حرا جديدا وأظهرت لدى كل فئات ألشعب قيما إنسانية أخلاقية ومواطنية كبحها دوما وغيبها نظام ألطغيان وألتجهيل ألظلامي . وإن إستمرارية هذه ألثورة لتحقيق كل أهدافها مرهونة بمسؤولية مفكري مصر وأحزابها ألسياسية الصاعدة والقيادات ألشابة خاصة بألحفاظ على ألزخم و ألروح ألإبداعية وقدراتهم في تغيير وإعادة صقل ألوعي ألإجتماعي وتثقيف ألمواطنين بحقوقهم بما يتلائم مع ألمجتمع ألديموقراطي ألحر . فبدون العمل ألحثيث وألدائم على إعادة بناء هيكلية ألوعي ألجمعي وبألأخص نبذ ألأوهام وألغيبيات والإتكالية وغيرها من أمراض ومفاسد ومخلفات ألنظم ألإستبدادية وألتجهيل ألظلامي وإستبدالها بترسيخ مفاهيم وقيم الفكر الإنساني ألحر ستنطفئ جذوة ألثورة بدون أن تتحقق أحلام من قاموا بها وتتآكل منجزاتها وقد يعيد ألتاريخ نفسه بنظام حكم جديد لا يختلف إلا مظهرا عن ألنظام ألفائت فلا يبقى من ألثورة إلا بريق في ألأفق ألذاهب )

2. سلام عادل وأمن دائم .
بألتأكيد التحولات الديموقراطية في ألدول العربية ستُبرِز بشكل ساطع كل عظمة وقدرات شعوبها ، وليس فقط بإمكانياتها ألإقتصادية والبشرية ألهائلة بل وبإرثها ألإنساني ألحضاري ألغائر في ألقدم وألذي دفنته عميقا نظم ألإستبداد وألتخلف ومرجعياتها ألفكرية ألدينية وألقبلية ما قبل ألمدنية . فإذا إستطاعت شعوب دول مثل سوريا والعراق وألجزيرة ألعربية أن تملك ناصية أمرها بحرية وتكنس أنظمتها ألقمعية والمتخلفة الشائنة لتقيم أنظمة تقدمية رشيدة تحقق مصالحها ألحقة وتعبر عن طموحاتها ألمستقبلية ، ( وأنا هنا لا أتحدث عن ألأمور ألطوبوية وألمستبعدة تماما برأيي كمشاريع ألوحدة ألعربية وفق مفاهيم وطروحات وأحلام ألقوميين ألعروبيين ) ، فإن هذا سيغير بشكل جذري كل موازين ألقوى في ألشرق ألأوسط وألتي فرزتها تطورات ألأحداث في ألمنطقة وألعالم في ألقرن ألعشرين ، بحيث تضطر إسرائيل كدولة ومجتمع أن تعيد كل حساباتها وتراجع صياغة كل سياساتها وألأمنية منها خصوصا . وأنا هنا حين اذكر كلمة موازين ألقوى لا اقصرها بألطبع على ألقدرات ألعسكرية وألحربية ألصرفة ألتي برأيي هي بألذات ألأقل تأثيرا ويتناقص تأثيرها وقيمتها يوما بعد يوم منذ إنتهاء الحرب ألباردة وخاصة ألان في عصر ألعولمة وتشابك ألمصالح ألإقتصادية ـ السياسية ومن خلال حرية ألمعلومات وتفاعل ألهويات ألثقافية ألمختلفة . ولذا لا أقصد بألسياسة ألأمنية مجرد ألأمن ألعسكري وإمكانيات ألتحرك ضد ألأعداء ألخارجيين ألمحتملين وألداخليين كتغلغل ألعناصر الإرهابية مثلا ، بل كل عناصر منظومة ألأمن ألتي تتعامل مع كل ألمعطيات مما قد تهدد أو تخل بضمان وجود وإستقرار وتطور ألمجتمع وألدولة .
ألسؤال هنا : هل أن مثل هذه ألتحولات في موازين ألقوى نتيجة ألتغييرات ألديموقراطية ألقادمة إفتراضا أو واقعا سيهدد إسرائيل ويدمر كيانها كدولة ( كما في أحلام وكوابيس القوى ألمتطرفة على ألجانبين ) ، أم أنه فقط سيدفعها إلى تغيير نهجها ألسياسي ألخارجي وتفاعلها وإتساقها مع بيئتها ألمحيطة بشكل اكثر معقولية ؟
بصراحة أنا أعتقد أن سياسة ألعناد والتعنت والغطرسة ألإسرائيلية في محاولاتها ألدائمة لكسب ألوقت لفرض ألامر الواقع على ألأرض بدون الإلتزام حتى بتعهداتها ألمعلنة ناهيك عن مقررات ألشرعية ألدولية ، كل هذا ناجم بألأساس عن عقدة ألشعور بألضعف وعدم ألأمان على مستقبلها في محيط يعاديها بشكل وجودي ودوغمائي . فلا أعتقد بوجود شخص عاقل في إسرائيل بما فيهم أكثرهم تطرفا وجحودا بألواقع يمكنه أن يتخيل فعلا ليس فقط أوهام قيام دولة إسرائيل من ألنيل إلى ألفرات كما يردد ألفزاعون على ألجانبين ، بل حتى أن يصدق ألتخرصات الشعاراتية لليمين ألديني والمتطرف عن مجرد إمكانية قيام دولة إسرائيل على كل أرض فلسطين ألتاريخية . لذا في ظل ألظروف ألموضوعية ألجديدة ألتي يفرزها تحول ألدول ألعربية إلى أنظمة ديموقراطية قوية ومثير أكثر للتعاطف وألتضامن من دول ألعالم ألحر ستتغير ألكثير من معتقدات ألشارع ألإسرائيلي ومعادلات ألقوى ألسياسية مما سيجبر إسرائيل من خلال هذه ألضغوط داخليا ومن خلال ألضغوظ ألخارجية ألمتنامية على ألرضوخ سريعا لمطالب ألسلام ألعادل وتنفيذ أولوياته . ( أعتقد أن تأثير ألثورة ألمصرية ألحالية لوحده كفيل ألان بأن تستعجل إسرائيا محاولة ألإتفاق مع ألقيادة ألفلسطينية وبدون ألوسيط وألكفيل ألمصري ألمعهود ووفق شروط ألإخيرة بوقف عمليات ألإستيطان بداية و ألعودة إلى ألمفاوضات من حيث إنتهت في ألحكومة ألسابقة لأولمرت ـ ليفني مثلا ) .
من ألجهة ألأخرى فإن شعوب ألبلدان العربية في حال تمتعها بألسيادة ألحقة بظل أنظمة ديموقراطية ستكون ليست فقط في غنى عن ألقيام بمغامرات حربية غير مضمونة ألنتائج وبكل ألاحوال تخسر من خلالها ألكثير من ألطاقات ألتي تحتاجها في إستنهاض عملية ألتنمية ألبشرية وألإقتصادية للحاق بألعالم ألمتحضر بل وأيضا في غنى عن سماع نداءات ألبغضاء ألديني وألقومجي ألمتزمت ألتي روجتها ألأنظمة ألإستبدادية ألمنافقة بسياسة أللاسلم واللاحرب وألتهويل بنظريات ألمؤامرة ، ولكنها بألتأكيد ستعزز قدراتها وثقتها بنفسها لمعاملة إسرائيل بذكاء كخصم أو ند قوي في مختلف ألميادين وإجبارها على تنفيذ شروط ألمبادرات ألسلمية ألسابقة ووفق قرارات ألشرعية ألدولية .. مقابل ضمان أمن دائم للجميع .

3. تطبيع فعلي وشامل بلا هيمنة إقتصادية وثقافية .
لا أريد أن أدخل مفصلا في معنى وتاريخ ظهور كلمة ألتطبيع في ألصراع ألعربي ألإسرائيلي وكما أذكر كانت إحدى مطالب دولة إسرائيل ومن ثم جاءت في ألمبادرة ألعربية ألسلمية بعد قمة بيروت بشاكلة ألكعكة ألتي ستقدم لإسرائيل إذا ما إرتضت ألسلام ألعادل بإعادة كل ألإراضي ألمحتلة عام 1967 .. فمسألة ألتطبيع يشوبها ألكثير من ألغموض والإزدواجية وألنفاق ، ( على شاكلة ما قاله وزير ألخارجية ألسعودي حول إيران : هم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم وكلنا نعرف ذلك وراضون به ) . فنواحي عديدة من أشكال ألتواصل و ألتطبيع ألسياسي ألأمني وحتى ألإقتصادي برغم قرارات مجلس ألمقاطعة تقوم به حكومات ألتسلط ألإستبدادي وألتجهيل ألظلامي في ألدول ألعربية بطرق ملتوية وخفية عن شعوبها بدون أن تفصح عن ذلك وتبرر ضروراته للجماهير لأن ذلك يتناقض تماما مع إعلامها ألرسمي ألموجه لترسيخ كراهية كل ما هو إسرائيلي وبخاصة في مجال ألثقافة وعن أمثلة ومضامين ألديموقراطية وألحريات وألرفاه ألإجتماعي وألتقدم ألإقتصادي في ألمجتمع ألإسرائيلي .. لأن ألتقارب ألثقافي وتنوير ألشعوب بألواقع ألفعلي على ألجانب ألآخر بشكل محايد يعطي ألجماهير فرصة ألمقارنة ألموضوعية سيفضح كل أكاذيبها ألغوغائية وسيهدم كل أسس أنظمتها ألديكتاتورية .
بألتأكيد تطبيع ألعلاقات مع دول وشعوب ألجوار ضرورة حيوية وملحة لإسرائيل لإنها مهما بلغت من الرقي وألتقدم ألإقتصادي ألعلمي ألتكنولوجي لاتستطيع أن تكون جزيرة ثكنة معزولة عن واقعها ألجيوستراتيجي وبيئته ألبشرية ، والمسألة هنا ليست لأنها بحاجة إلى أسواق ونفوذ هيمنة أو فضاء حيوي وفق مقولات ألإستعمار ألكلاسيكي بل لآن أي جدار عازل مهما علا لا يمكن ان يكون فاصلا واقيا في عصر ألعولمة ألإقتصادية ألثقافية بمتطلباتها وتقنياتها .. ولكن هل ألشعوب وألدول ألعربية لا تحتاج هذا ألتطبيع وتستطيع أن تغمض عينها لتتجاهل وجود هذه ألدولة والمجتمع وتعاملها على شاكلة سأظل أعاديك دوما لآن جد جدك قتل جد جدي ألذي إغتصب جدة جدتك ؟
بتصوري أن منظومة ألدول ألعربية ألديموقراطية وشعوبها ستتخلص لاحقا وبسرعة من عقد ألماضي وبدون تخوفات ورهبة تصب إهتمامها على ألتكامل ألإقتصادي والثقافي بما يحقق ألمنافع ألمشتركة مع إسرائيل ، فهنالك ألكثير من ألمشاريع ألحيوية والضخمة ألتي تربط وبشكل متوازن ألإقتصادات ألعربية ألنامية بإمكانياتها ألهائلة مع دولة متقدمة صناعيا وعلميا وتمثل جسرا لكل ألتطور ألعلمي ألتكنولوجي في ألعالم . وأن ألحوار ألمنفتح ألذي يؤمنه ألجو ألديموقراطي سيكشف من جديد ألكثير جدا من نقاط أللقاء وألتقارب ألثقافي بشتى وأوسع صوره وحتى القيمي ألأخلاقي وألروحاني ألذي هو إرث ألحضارة ألمشتركة للقرون ألخاليات وألذي تم تغييبه في فتراتنا ألظلامية .. وهنا بألطبع مهام كبرى لكل ألمثقفين وألمفكرين ألتقدميين على ألجانبين وخصوصا ألقوى ألشابة ألصاعدة ألتي لم يتلوث روحها ألإنساني بسموم وجهالات ألتعصب ألديني .
4. حول قضية أللاجئين وألمهجرين وما يسمى ( ألأخطار ألديموغرافية ) .
بدايةً ، أعتقد أنني أول شخص أعلن عن نفسه بهذا ألشكل : أنا إنسان عربي ـ صهيوني . وقد كتبت عن هذا مرات عديدة وعللته بوضوح في منتدى ألملحدين وأللادينيين ألعرب ونادي ألفكر ألعربي منذ حوالي خمس سنوات وأكثر . وكنت أكتبها عادة : أنا إنسان عربي ـ صهيوني و كوردي ـ آشوري ، وأتمنى لوطني ألأول أن يعود له كل أليهود ألعراقييين وكل ألآشوريين وغيرهم ألكثير من ألقوميات ألأصيلة في بلاد ألنهرين وألذين هجروا من أرضهم هذه في عقود وقرون طويلة من ألإضطهاد وألعسف ألديني ، وأرى في رجوعهم إلى أرض ألأجداد ألتي يعتزون بها وتسهيل حصولهم على ألجنسية ألعراقية بسرعة سيحمل معه ثروة ثقافية وحضارية هائلة لبلادي من خلال تلاقحهم مع ألثقافات وألحضارات ألأخرى وما توصلوا إليه من إمكانات فكرية وعلمية ومهارات مختلفة ستكون في خدمة كل مكونات أمة ألعراقين ألعريقة وتكون رافعة لبناء حضارة جديدة في أرض حمورابي وآشور وكل ألهلال ألخصيب ، حضارة تليق بألإنسانية في عصر ألعولمة و يكون ألعرب جزءا منها . هذا لتبيين منطلقاتي ألفكرية حول حق عودة أللاجئين وألمهجرين ، ( وألغريب أن أحدا لم يسألني لِمَ أضع فاصلة شارحة بين كلمتي عربي ـ صهيوني وكوردي ـ آشوري ، بدل أن أجمعها بفارزة على شاكلة : عربي ، صهيوني ، كوردي ، آشوري ، آيزيدي ، شبكي ، مندائي ألخ ألخ من ألأعراق وألقوميات وألأطياف ) .
حكومة أليمين الإسرائيلي ألحالية حال مجيئها وضعت للمفاوضات شرطا يبدو لوهلة انه تحصيل حاصل : ألإعتراف بيهودية دولة إسرائيل ، وكأن ألأمر لم يكن محسوما وواضحا للجميع منذ قرار ألتقسيم قبل 63 عاما . ألنكته أن أليمين ألرجعي ألمتطرف على الجانب ألآخر هلل للموضوع بإعتباره دليلا جديدا ( أها ) على عنصرية دولة إسرائيل ، كمن لا يرى ألشوك في عينيه . .. فما ألفائدة ألتي جنتها ألحكومة ألإسرائيلية من هذا ألشرط وما فكرته حقا ؟ ألمسألة واضحة : للمماطلة في أمد ألمفاوضات لفرض مزيد من ألوقائع على ألأرض كما أشرنا سابقا ، وايضا لتثبيت مواقفها ألمتعنته حول موضوعة عودة أللاجئين الفلسطينين . فلندرس هذه ألمخاوف : هل تتخوف إسرئيل من حق ألعودة لأنه سيخلق طابورا خامسا في أي صراع مستقبلي ؟ ألدول ألعربية ألديموقراطية ، وضمنا دولة فلسطين ألديموقراطية ألناشئة لن تكون بحاجة لأي طابور خامس في حال إنهاء ألصراع وألتفاعل ألثقافي وألحواري المنفتح .
هل تخاف ألتغيير ألديموغرافي وآثاره ألثقافية ألإجتماعية ، في حين أن شعب إسرائيل نفسه يضم 20 % من ألعرب عدا أن أليهود أنفسهم من أصول وثقافات مختلفة ؟ أعتقد أن ألدول ألديموقراطية ألتي تعترف بحقوق ألمواطنة وألحريات ألثقافية ألمتساوية على ألطرفين سوف لن يشغلها كثيرا أو يعيقها تعدد ألهويات ألثقافية وخاصة في جو ألعولمة وألإحتكاك وألتفاعل ألسلمي بين تلك ألهويات . وأيضا هنا أود أن أذكر أن ألزيادة ألمفرطة في ألنمو ألسكاني في ألجانب ألعربي وألتي هي نتيجة ملازمة للتخلف وألجهل وألشعور بعدم ألأمان وألإستقرار ألإجتماعي ستتقلص وتختفي تدريجيا ، لأن ألإنسان ألحر في مجتمع ديموقراطي في خضم تحقيق طموحاته وتأمين مستقبله سيجد ألكثير مما يلهيه عن ألتكاثر ألعشوائي .
من هذا كله أتصور أن طرفي ألنزاع ألعربي والفلسطيني من جهة وألإسرائيلي من ألجهة ألثانية سيتوصلان بشكل أسرع إلى إتفاق مبدئي على ألإعتراف رسميا بحق ألعودة لكل أللاجئين ألراغبين في ألتوطن في أي من ألبلاد ألتي توافق رغباتهم مع تعويض ألممتلكات وألأموال ألمنهوبه والمصادرة بألشكل ألذي تقتضيه ألقوانين وألمواثيق ألدولية ، ومن ثم تطبيق هذا ألحق تدريجيا بشكل يحفظ ألإستقرار ألمجتمعي وألسياسي . أعتقد أن هذا في مصلحة ألجميع وبخاصة للإقتصاد ألإسرائيلي ألذي يعاني عادة نقصا في ألموارد ألبشرية وألعمالة .


ختاما أقول :قد يبدو مقالي هذا متفائلا بشكل معجز في ألظروف ألحالية ، ولكني واثق اننا بدأنا عصر ألمعجزات ألذي دشنته ألثورتين ألمصرية وألتونسية . وسأكون شاكرا للجميع ممن يناقش ألسؤال بموضوعية أكثر و أتمنى خاصة مشاركة ألأستاذ ألفاضل يعقوب إبراهامي وكل ألأخوة ألفلسطينين وألمصريين وألسوريين والعراقيين طبعا لتبيان وجهات ألنظر وألآراء ألمختلفة مما قد يصحح ما جئت به أو يفصح عما غاب عني .
P.S. وأنا أنهي هذا ألمقال طرا في ذهني سؤال إفتراضي آخر : فلنفترض جدلا أنه في غيبوبة من ألتاريخ تحقق دمار دولة إسرائيل وفنائها كأن لم تكن ، أي كما في أسعد أحلام احمدي نجاد وفرقته من غلاة ألإسلاميين وألقومجيين ألعروبيين ، هل سيكون هذا فعلا في مصلحة شعوب ألبلدان ألعربية أم لا ؟ ... أنا لست كاتب للقصص ألخيالية ولو أني أحب قرائتها ، ولذا أترك ألإجابة على هذا ألسؤال لمن يتشوق له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ألإنسان أبدع كل ألأديان وخلق كل ألآلهة ومفهوم كلمة ألإلـه*



#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للصلاة ألتضامنية
- منتدى ألملحدين ألعرب .. وألصمت ألمريب !
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 3)
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 2)
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 1)
- ألسيد صباح كنجي وألحزب ألشيوعي ألعراقي
- ألسيد نوري ألمالكي إضافة لوظيفته ..
- نقد ألسلطة ونقد ألمعارضة !!
- رسالة قديمة ألعرب وألأكراد دخلاء على ألعراق (1)
- رسالة قديمة ألعرب وألأكراد دخلاء على ألعراق (2)
- أنا لا أُسفّه ألفكر وألإيمان ألديني ألغيبي ، بل هو سفيه بذات ...
- ألخطاب ألسياسي وألخطاب ألتنويري (1)


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد جمال الدين - ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائيل أم لا ؟