دعوة للصلاة ألتضامنية

ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 19:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بداية أقول أنني إنسان ملحد إيجابي و منذ ألطفولة تقريبا ، أي انني لا أؤمن بإمكانية وجود أي إله أو آلهة بألمعنى ألديني ألغيبي ، ولو أنني أؤله يسوع عيسى المسيح وألمهاتما غاندي وأبيقور وسقراط وميكيل أنجيلو وجواد سليم وغلليليو غاليليي وماكس بلانك وألخيام وغيره من ألأدباء وألعلماء من شعوب فارس وألشعوب ألتيوركية وألهند وألصين و كذا بريخت ومان ودوستويفسكي ووألجواهري وتوفيق ألحكيم ويوسف ألعاني وزرياب وإديث بياف وأسمهان ولي دي غوين وألأخوة ستروغادسكي بنفس ألنسبة تقريبا ، أي أؤله كل من خلق ألتاريخ ألإنساني وجعلنا نحس ونشعر بإنسانيتنا وشحذها وجعلنا نجترحها يوما بعد آخر ونفتخر بها ، وأنا أؤله أمي أم ألشهداء وهي إمرأة مسلمة عفوية كغالبية أبناء شعبنا . ولكن هذا ، أي كوني ملحدا ، لم يمنعني يوما ( وخصوصا في نصف حياتي ألذي قضيته في ألإتحاد ألسوفييتي وروسيا ) من ألصلاة مع ألمسلمين ومع ألمسيحيين بمختلف طوائفهم في جوامعهم وكنائسهم متمثلا كل ألطقوس ألمطلوبة ، وأيضا أستغل ألوقت بعد ألصلوات لمجادلتهم في كل ألأمور ألدينية وأللادينية ألدنيوية وألفلسفية . ولو كان هنالك بألقرب معابد يهودية أو بوذية أو هندوسية ألخ لما توانيت عن ألصلاة معهم بصلواتهم مرتكبا كل ألطقوس ألتي كما في كل ألأديان تعبر عن روحانيتنا ألإنسانية ألوثنية دوما ، وحتى نستطيع أن نرتقي لما بعد ألإنسان .
ألفاجعة ألرهيبة ألتي حصلت ألأحد ألماضي في كنيسة سيدة ألنجاة لم تكن ألأولى ، فقد كانت هنالك مجازر كثيرة قام بها ألبهائم ألإنتحارية سواء في كنائس ألموصل وبغداد والبصرة أو في جوامع وحسينيات بغداد وسامراء او في شوارع وأسواق كل المدن ألعراقية ، وأشدها وقعا وتاثيرا إيلاميا كان ألتفجير في كربلاء وتفجير شارع ألمتنبي في بغداد . ولا أريد تخصيص هذا ألمقال لنقاش من ألمسؤول ومن ألرابح وألمستفيد سياسيا من هذا ألعنف ألعبثي على حد قول ألبابا بينيديكتوس .
ما أريد قوله أن ألعراق وألعراقيين ألآن على مفترق طرق ، فإما أن يجعلوا يوم ألأحد نقطة تحول في تاريخهم أو أن تستمر ضبابية ألأحداث تمنعهم من رؤية أنفسهم وألطريق ألذي يسيرون به .
ولذا أدعو كل منظمات ألمجتمع ألمدني ألتي أثبتت جدارتها بألحصول على قرار ألمحكمة ألإتحادية ألأخير ، وأخاطب هنا شخصيا ألسيدة ألعصماء هناء أدور وكل ألمتجمعين معها وحولها في ألمنظمات ألمدنية وألنقابية . وأدعو رئاسة ألجمهورية وألوزراء وألمدراء في كل أجهزة ألدولة ألعراقية ،وبألطبع قادة وممثلي ألأحزاب وألتكتلات ألسياسية ألتي تتنابز فيما بينها على أن مشروعها ألوطني هو ألحق وألأحق ، وادعو رئاستي ألوقف ألشيعي وألسني وكل ألمتحدثين بأسم ألطوائف وألأديان في ألعراق أدعوهم أن يشاركوا ألمسيحيين في ألصلوات على أرواح ألشهداء سواء من ألمصلين ألمسيحيين ألأبرياء وألمسلمين من أعضاء ألجيش وألقوى ألأمنية ألعراقية ألذين تصدوا للعمل ألإجرامي ألحقير ، في قداس أتمنى أن يجري في نفس كنيسة سيدة ألنجاة وهذا هو ألتحدي ألحقيقي ( أو أي كنيسة أخرى في بغداد يختارها ألأخوة ألمسيحيون ) في ألأحد ألمقبل .
مثل هذه ألصلوات ألجماعية أهم بكثير من دعوة ألمباحثات ألتي أطلقها ألبرزاني وألملك عبد الله في إثبات أننا كلنا عراقيون ولنا مصير واحد ويجب أن تكون لدينا رؤية واضحة لمستقبلنا ولحاضرنا لا نخاف أن نطرحها أمام كل ألشعب وليس في ألغرف ألمغلقة . هذه ألصلوات ألجماعية في كنيسة مسيحية لا يمنعها ألدين ألإسلامي ،و قد رأينا لها أمثلة في ألتاريخ ألقديم كما نرى لها أليوم شبيها في أميريكا على سبيل ألمثال حين صلى ألمسلمون في كنائس مسيحية ومعابد يهودية . ولذا أعتقد أن دعوة ألوقف ألسني وألشيعي في ألعراق إلى مجرد إستنكار ما حدث في خطب ألجمعة ألقادمة هو مجرد تهاون عن أللقاء ألفعلي مع أخوتهم في ألوطن من ألمسيحيين ولتعزيتهم بألمصاب ألجلل ألذي يمثل حدثا خطيرا في مرحلة هامة وصعبة من تاريخنا و لا أشك أن تقف ورائه كل ألقوى ألظلامية في دول ألجوار ومن أيتام ألنظام ألفاشي ألبائد .

ألمشكلة أننا نحن ألعراقيون تعودنا على ألدماء وألضحايا وهنالك يأس قاتل .. ولكن فلنتذكر ألفرحة وألوحدة ألعراقية ألتي أحدثها فوز فريقنا بكرة ألقدم في بطولة آسيا أو مأثرة عثمان ألعبيدي ألأعظمي في مأساة جسر ألأئمة وكلها جرت في اوقات عصيبة أكثر من يومنا هذا وسنجد أننا بوحدتنا أقوى من كل ألصعوبات وألآلام ، لأننا من أرض ألرافدين مهد ألحضارة ألإنسانية .
وختاما أقول لأشقائي ألمسيحيين : لا تهربوا من أرضكم وأنتم مالكيها ألأصيلين ,, فويل من ألغربة وقد عانيتها ثلاثة عقود ورأيت من عاناها لستة عقود في وطني ألثاني وألذي يبقى لي وطنا حبيبا ,, ثانيا .

#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات