ألسيد صباح كنجي وألحزب ألشيوعي ألعراقي

ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 18:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ألأخ صباح كنجي
تحية طيبة
1.
لقد قرأت مقالاتك ألست ، كما قرأت ألمقالات ألأهم ألتي كتبها ألأستاذ شوكت خزندار ، ولكن ما أراه هو أنكم تركزون في نقدكم على ألأخطاء ألشخصية وألسياسات ألمغلوطة ( وألخيانية أو أللامبدأية ) وهي كلها نتاج واقع ثقافي إجتماعي تاريخي معين في عراقنا ولها إمتداداتها في ظروف ألمنطقة وأسبابها في مجمل تعقيدات ألنظام ألسياسي ألإقتصادي وألمستوى ألفكري ألعالمي في ألقرن ألعشرين . ( والذي ما زال يحج إليه أغلب كلاسيكيي ألفكر ألماركسي ناهيك عن أتباع ألشيوعية ألدينية ) .. بإختصار من ألمفيد أن نعلم أليوم من منظورنا ألحالي عن جرائم تشي جيفارا ، وأن شعبيته كانت ( وربما ما زالت ) مجرد لعبة إعلامية وربحية لتمرير بعض ألسياسات ألإستراتيجية بعيدة ألمدى . كلنا كنا ضمن هذا ألواقع ألثقافي ألروحي ونتحمس لما إعتبرناه فكرا إنسانيا ثوريا يأتينا عبر بريجنيف وكاسترو وحتى ماو ناهيك عن قادتنا ألميامين و ننبهر بأغاني ألشيخ إمام ،ألتي أصبحنا ألآن نتفكر بمعانيها بشكل أعمق ونكتشف بعد فوات ألأوان خذلانها لآمالنا بسبب شعبويتها أللاعلمية ألتعبوية ألتهريجية أحيانا كثيرة .
وبنفس ألوقت أراكم تتجاهلون أهم ألأسئلة ألتي يطرحها واقعنا ألحالي ، وتتعففون عن طرح ألبدائل ألممكنة .
1. هل عندما تتحدث عن ضرورة وجود أوعدم وجود حزب شيوعي ، تقصد إنهاء وحل ألتنظيم ألحزبي ألقائم منذ 76 عاما ؟ أم تقصد نبذ ألفكر ألشيوعي وتغيير ألأسس ألمنهجية ألتي قام عليها ألحزب بألتخلص من ألبقايا ألتالفة لما سُمّي بالفلسفة ألعلمية ( الماركسية أللينينية ) ألتي أثبت ألتاريخ خطلها ـ لا علميتها ولا واقعيتها ؟ وألمسألة هنا أعقد من إستبدال ألشعارات وألأهداف ألخيالية في بناء ألإشتراكية وألشيوعية بشعارات وصيغ محض مرحلية ــ ، أو من تبديل قواعد ألبناء ألحزبي ( من ألنوع اللينيني ألجديد ) وألمرطزية ألديموقراطية ، إلى إنتماء معنوي شبه هلامي على غرار يعض ألجمعيات ألمدنية وألهيئات القاعدية في ألأحزاب ألأميريكية .
في ألحالة ألأولى ـ كيف تتصورون ألتداعيات (ألداخلية في ألحزب وألخارجية ألسياسية على نطاق ألوضع ألراهن في ألعراق ) وتفسرون للجماهير عملية إنهاء ألحزب ألعريق . وفي ألحالة ألثانية ـ كيف برأيكم يجب أن تتم مراجعة ألأسس ألفكرية وألتنظيمية للحزب ، من خلال مؤتمرات حزبية عامة أو إشراك جماهيري أم من خلال ألإندماج مع أحزاب ديموقراطية وليبرالية قائمة لتكوين حزب أو حركة مرحلية وتيار فكري يتجانس تدريجيا ؟

2. من هم ألشيوعيون ألذين تقصدهم بعبارة (هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق )
من الإنصاف ألقول بأن ألحركة ألثقافية في ألعراق من أبرز روادها و دافعيها كان ألماركسيون فكراُ ، وألكثير منهم كانوا أعضاء فاعلين في ألحزب ألشيوعي ، ( في ألبطاقة ألحزبية ـ تعاليم فهد ، وفيها فقرة خاصة لتمجيد ألمثقفين ألثوريين أعضاء ألحزب ، حتى مصاف ألأولياء ألزاهدين .. على ألرغم من أنهم من البرجوازية ألوضيعة حسب تعبير ألنمري ) ,,
ألمشكلة مع هؤلاء ليست أو ليست فقط في أخطاء ألحزب ألتنظيمية وألسياسية ألتكتيكية منها وألإستراتيجية أو ألخيانات ألداخلية وألصفقات أللامبدأية ألتي قامت بها ألقيادة ألحزبية ، بل في أن أغلب هؤلاء ألمثقفين سواء بألتجربة ألمريرة أو بألتحليل ألعقلاني ألعلمي فعلا ـ أدركوا تماما خطل ألفكر ألشيوعي وعدم جدارته ألإنسانية ، وأيضا ألإشتراكي ضمن مفاهيم ألماركسية وأللينينية وأحلامها ألغرة .
وهنالك ايضا جماهير إعضاء ألحزب في ألقيادة وألقاعدة ممن لهم أصول عمالية أو فلاحية ، ولكن مجمل مستوى وعيهم ألباطن والظاهر لا يتجاوز ألفكر ألديني وألإقطاعي ألعشائري ... ( يضحكني ويؤلمني أقسى ألألم أن أروع وأمجد النساء ألعراقيات ألخالدات ألدكتورة نزيهة ألدليمي كانت تؤمن بوجود الله وتحاول تطبيق ألإسلام ألصحيح كما تفهمه ، وهي كانت عضوا في ألحزب ألشيوعي ألعراقي ) فما رأيك بـ " ألماركسيين " ألآخرين من أعضاء ألحزب ومستوى وعيهم وعمق تفكيرهم وكل ما يحدد سلوكياتهم ألشخصية وألإجتماعية (و ألإقتصادية وألرفاقية والسياسية ) .. سواء في كوادره ألقيادية أو ألوسطية أو القاعدية .. بألأمس ألتاريخي أو أليوم بعد فترة ألظلام ألفاشية ؟
لست أستدرجك لتناول مسائل فلسفية هنا ... بل فقط لتجيب على السؤال أي ألشيوعيين تقصد في مقالك ؟ .. وألإجابة خطيرة .. ... أيا كان موقعك فألأجابة خطيرة جدا . على ألمستوى ألفكري وألسياسي ورؤية ألتناقضات ألإجتماعية ألإقنصادية ألآنية وألقادمة وألموقف منها لأي أحزاب شابة جديدة ..
3. ما ألعمل ؟
يمكننا أن نلعن ألشيوعيين وحشع وأنا كنت منهم يوما ... ( بل أنا لعنت نفسي بكل حرقة وعذاب ألف ألف مرة ، حيث بسببي قتل ألنظام ألقاشي ثلاثة أشقائي ورابعهم قتلته حثالات من أيتام ألبعثيين من عصابات جيش ألمهدي ) ..
ولكن هل تفيد أللعنات .. أم هل تفيد ألأدعية وألأحلام ؟ ما هي مرتكزات واسس ألعمل ألجديد لبناء ما تسمونه " وطنا حرا وشعبا سعيدا " ، بينما الحزب ألشيوعي بكل تأريخه لم يؤهل كوادره كرجال دولة ؟ خصوصا أنتم ألقاعدون في ألخارج وتتحدثون عن ألشيوعية ولا تجرمون حتى حركة ألأنصار وفكرها ألإنهزامي ألتعيس ألضبق بآفاقه ؟
ما ألعمل .. هذا هو ما تفتقر إليه مقالاتكم . أنا لا أدافع عن حشع ألآن وأفكاره ألخاطئة أو سياسة حميد مجيد ألملخبطة والفاشلة ولكني أراه واقعا أن تنظيمات ألحزب في ألأحياء ألبغدادية ألشعبية تحاول أن تتجذر من جديد شيئا فشيئا ولو أن لا رؤى فكرية ومستقبلية تحدد مسارها أللاحق . هاتوا ماعندكم .
مع تحياتي

#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل