أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد جمال الدين - ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد















المزيد.....

ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد


ماجد جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مطالعاتي غالبا ما يثير إستيائي أن ليس فقط ألمؤمنين ألمتدينين بل حتى من يدعون العلمانية يخلطون بين ألدين وما نسميه ألحياة وألأحاسيس وألثقافة ألروحية للبشر وضمنا ألجانب ألروحي ألاخلاقي في سلوكيات ألناس . فألمؤمنون يشطحون عادة بتصوراتهم أن لاحياة روحية بدون ألدين ألذي يعتبرونه جوهرها وأن ألفكر ألديني له ألقوامة على ألثقافة ألروحية . وألكثير ممن يدعي العلمانية تحت دواعي الوسطية لايدعو إلى محاربة ألأديان ونبذ ألفكر ألديني أصلا بل إلى مجاراتها من دوافع ألتقية ألسياسية ألمرحلية ، وحتى الحفاظ عليها بذريعة أنها تمثل جزءا هاما من ألحياة ألروحية و أن هدمهما بتدمير ألأسس ألتي تقوم عليها ألنظرة ألمثالية ألدينية سيعيق إستقرار ألجانب ألروحي في عملية تطور ألمجتمعات ألبشرية .
بالحقيقة ألأديان والفكر المثالي الديني هي مجرد تأطير ضيق مشوَه ومشوِه ( بفتح وكسر ألواو ) للحياة وألثقافة ألروحية وألأخلاقية للبشر ، فهما أشبه بالقشرة الفاسدة ألمتهرئة التي أضحت تعيق نمو وتطور ألغنى ألروحاني للناس .
جزء من ألمشكلة في مثل هذا ألخلط تتحملها عملية ألتطور أللغوي بجانبها ألإصطلاحي ، فكلمة ألروحانية أو ألروحية ( ولا أقصد ما يسمى ألمشروبات ألروحية التي تجلب ألراحة ...) جائتا من ألمفهوم ألبدائي ألمثالي ألديني لما يسمى بـ ألروح وإعتبارها شيئا موجودا بذاته ( لا ماديا أو فوق ماديا ولو أن ألبعض حاول حساب وزنها بالغرامات ) ، بما يترك ألمجال واسعا أمام أنواع مضحكة من ألشعوذة وألمغالطات ألمنافقة لخداع ألناس .. وآخرون ومنهم علمانيون يرون في هذه ألكلمة مفهوما ملتبسا مبهما لسعة ما يستتر من وراء هذا ألإصطلاح من معاني .
ألحنان والحب وتربية ألأذواق في ألأحاسيس ألجسدية ألغريزية وإنضاج ألقدرات ألعاطفية ومشاعر ألحزن وألفرح والقابليات ألفكرية وألعقلية في تعلم ألمستجدات ـ أي كل لبنات ألبناء ألروحي ألأولى مما يتأتى من خلال ألرعاية ألتي يتلقاها ألطفل ألوليد من أبويه وعائلته بمجتمعه وبيئته ألصغيرة وحتى يتسنى لذهنه تدريجيا ألتفاعل ألواعي مع أنواع عديدة مختلفة بل هائلة ألعدد من شرائح ألفنون وألآداب ألتي إبتدعها ألبشرية في خضم تطورها ( واخص بألذكر لأثرها ألبالغ في ألتربية ألروحية ألموسيقى وألغناء وتدريب إلإمكانات أللغوية وألألعاب والتفاعل مع ألحيوانات ألأليفة وجمال ألطبيعة ) ألتي يتلقاها وألتي تربي ألذوق ألجمالي والقدرات ألعقلية ، واسس ألسلوك مع باقي أقرانه ألتي تضمن حفظ ألنفس ومنفعيته ألذاتية والتي تحدد لاحقا سلوكه ألأخلاقي ( ألطبيعي ) ، كل هذه لا شأن للأديان بها عمليا . ألأديان ألمختلفة لا تستطيع أن تجبر ألمرأة على حب أو كره إبنها ألرضيع و لا تعطي في ألمسأئل ألروحية ألأخرى أكثر من تعليمات شكلية وأشياء مبتسرة بنصوص جامدة من بقايا ألثقافات وألفنون ألمحنطة مما لا يستطيع ألطفل إستيعابها ، وأحيانا أكثر يكون للأديان تأثير عكسي على ألنمو ألروحي للطفل بتعويده على ألخوف والرعب ألمبهم من ألمجهول وعدم حب ألجديد . وحين يكبر وينشط إجتماعيا وخصوصا في فترات ألمراهقة وما بعدها تكون لعلائقه ألإجتماعية وألصداقية وخصوصا ألعواطف وألمشاعر ألجديدة ألمنطلقة من ألبعد ألجنسي وإلإرهافات وإلإشكالات ألتي يخلقها أثر ضخم في تكوين شخصيته وروحانيته ، ولكن هنا أيضا أثر ألفكر ألديني وألأديان وتعاليمها أقل من ألقليل في تطوير روحانية ألإنسان إن لم يكن سلبيا قامعا لتلك ألمشاعر والإحتياجات ألطبيعية مما يجعل ألشخص بألعادة ينفر من هذا ألقيود الدينية ألبائسة التي تحد من حريته وإنطلاقه ألروحي لتجره إلى حالة من ألياس وألإنغلاق منزويا في أطر مجتمعية وتقاليد قيمية ضيقة و نطاقات فكرية محدودة جدا لا يستطيع من خلالها ألتمتع بألثقافات ألروحية ألإنسانية ألفسيحة وما فيها من جماليات وأبعاد تفتح آفاقا جديدة لعقلانيته .

الفكر ألإلحادي ألإنساني بعكس ألفكر ألديني يطرح ألقضايا وألحاجات ألروحية بشكل موضوعي يستند للعلمية ألتاريخانية ليجعل من ثقافتنا ألروحية حرة من اصفاد ألدوغمائية ومن عفن ألرعب أمام ألمجهول وما يسمونه بألغيبيات ، فتكون روحانيتنا الإنسانية طامحة متعطشة للإزدهار لتبزغ عنفوانا بأشكال قد لا نستطيع ألتنبؤ بها ألان . الملحد ألإنساني بودي أن أضع له شعارا : أنا الله وأنا ألشيطان وما بينهما من ملائكة وجنيات و عفاريت وجنائن وسعير ، وأنا ألعمل والعطاء وألعلم وألإبداع وأنا الشجاعة وألعدل وأنا ألحب وألعشق والإخلاص وألوفاء وألسحر وألجمال وروعة ألإحساس ، فأنا ألإنسان خلقت كل ذلك . خلقتها مفاهيما وقيما وأفعالا ، خلقتها في خضم صراعي مع ذاتي وأوهامي وتخاريفي وآلامي .
أرجو أن لا يُفهم من كل مقالي هذا أنني أتنكر للخدمات وألمساهمة ألجليلة تاريخيا ، ألتي قدمها ألفكر ألديني وكافة ألأديان ألعالمية عموما من شرق أسيا إلى جنوب شرقها وألهند وإلى شرقنا ألأوسط ( وضمنها ألديانات التوراتية ألإبراهيمية ـ ما يسمونها عندنا بالسماوية ) وإلى أفريقيا وأوربا وألأميركتين في عملية تكوين ألروحانيات ألإنسانية وبخاصة في تعميق مثل عليا في ألثقافة ألروحية للإنسان وفهم وتطوير قدراته ، وعلى ألأخص ما قامت به ألمدارس ألصوفية في مختلف تلك ألأديان من خلق نظم روحية للإرتقاء ألذاتي . كل ما في ألأمر أن ألبشرية تجاوزت طفولتها بأحلامها وهمجيتها ولا يمكن أن تستمر في ألإرتقاء ألروحي مستندة إلى أوهام ألإلوهيات ألغيبية ألراعية لها وألمحددة لمسارها .

وكلمة أخيرة : ألطاقات ألروحية ألعظيمة ألتي تفجرت في ربيع ثورات ألشباب من أجل ألحرية والكرامة لم تأت لأن هؤلاء ألشباب قرأوا ألقرآن وألأناجيل أو لإلتزامهم وتمسكهم بوصايا شرائعهم وأديانهم وفتاوى شيوخها . وأجزم أنه حتى ألصلوات ألجماعية ألتي قام بها ألشباب ألمتدين منهم في ميادين ألتحرير لم تكن أكثر من تعبير ورمز معنوي للصمود والتحدي صنعه ألإلهام ألثوري ألثري ألذي إستغل جماهيرية ألطقس ألصلواتي ألمتعود عليه ولكن بدون دعاءات و صلوات خاشعة آملة بألغيب ، بل مع إرادة ومطالب يحققونها بأنفسهم ولا ينتظرونها من قوى عليا ، فلا يمكن ربطها إلا شكليا بفرائض ألدين ألسائد . لذا على ألفئات ألمثقفة ألطليعية في ثورات ألشباب وعلى مفكريها وقادتها ليس فقط أن لا يرضخوا لدعاوى ودعايات ألأحزاب ألدينية ويتهادنوا معها بل أن يستعملوا ألإنطلاقة ألروحية ألجديدة لرفض ونبذ كل مناهج ألفكر ألديني في كل ألمجالات ألسياسية وألإجتماعية وألأخلاقية لبناء حياة تليق بألأحرار وتسمو بروحانيتهم بعيدا عن ألإستعباد للإله ألوهمي وسلطة من يتكلمون كحاشيته على ألأرض ومن داعين للجهل وألتخلف وللتعصب ألفئوي ألأعمى على حساب اللقاء ألحضاري و التلاحم ألإنساني .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ألإنسان أبدع كل ألأديان وخلق كل ألآلهة ومفهوم كلمة ألإلـه . *



#ماجد_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الله يحكم ؟.. أم أوباما رئيس ألولايات ألمتحدة ؟
- ألتحولات ألديموقراطية في ألدول ألعربية هل تصب في مصلحة إسرائ ...
- دعوة للصلاة ألتضامنية
- منتدى ألملحدين ألعرب .. وألصمت ألمريب !
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 3)
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 2)
- رد على تعليق أيار ألعراقي على مقالتي ألسابقة ! ( 1)
- ألسيد صباح كنجي وألحزب ألشيوعي ألعراقي
- ألسيد نوري ألمالكي إضافة لوظيفته ..
- نقد ألسلطة ونقد ألمعارضة !!
- رسالة قديمة ألعرب وألأكراد دخلاء على ألعراق (1)
- رسالة قديمة ألعرب وألأكراد دخلاء على ألعراق (2)
- أنا لا أُسفّه ألفكر وألإيمان ألديني ألغيبي ، بل هو سفيه بذات ...
- ألخطاب ألسياسي وألخطاب ألتنويري (1)


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد جمال الدين - ألأديان وألروحانيات و ألإلحاد