أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - فجر القومية العربية الجديد .. هل سيولد من رحم الثورة ؟















المزيد.....

فجر القومية العربية الجديد .. هل سيولد من رحم الثورة ؟


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة رأى يقطع بأننا سنشهد إحياءآ " لنزعة قوميةعربية " تنبعث من مصر الثورية وتمتد إلى ما حولها , وأنها ستكون نزعة جديدة وغير شيفونية تقوم على الشعور بالفخرالمكتشف حديثآ وبحافزالتحررمن أنظمة الإستبداد السياسى . وأن المد الثورى القائم والمحتدم سيفرز حتمآ عالمآعربيآ أكثر أنتماءآ ( لقوميته العربية ) .

ويبدو الغرب مهتمآ بهذا " الفجر القومي العربي الجديد " وبحث أمكانيات التعامل معه ونفى الخوف منه - وعلى نحوما يكشف عنه مقال لوزير الخارجية الفرنسى السابق " أوبير فيدرين " - فى الفينانشال تايمز - حيث أكد على أن هذا النزوع القومى لن تكون له علاقة " بالعروبة " على نمط الخمسينات بل سيكون طوقآ لتحقيق المصلحة القطرية ولمزيد من السيادة فى أدارة السياسة الخارجية .

هذا الرأى يؤسس منطقه على سند من أن الظروف التى واجهتها الأمة العربية فى سنواتها الأخيرة كانت ظروف " صراع سياسى " وتضارب فى الرؤى نتيجة لتعارض مصالح حكومات القمع العربى وتناقض أولوياتها , ولكن ( الروح القومية ) تظل حاضرة لم تتغير , كما أن رابطة العروبة ليست محل جدل فكرى وبقدر ما هى موضوع أهتمام سياسى فى الأصل .

كما أن أنشغال البلدان العربية بمشكلاتها وانصرافها لشئونها لا يعنيان أستمرارالإنزواء أو الإنكفاء المحلى , وخصمآ من حساب " المصلحة القومية العليا " , وأن حالة " تحييد دور مصر " عبر معاهدة السلام مع أسرائيل , ثم " أزمة النظام العربى " بعد حربى الخليج الأولى والثانية – كانتا السبب وراء نكوص وتراجع وضعية الإنتماء القومى العروبى .

ومع تقدي هذا الرأى فهناك تحفظات يتعين أثباتها , أذ من الصعب التنبؤ بشكل المنطقة العربية بعد أن تضع الإنتفاضات الجماهيرية أوزارها وتترك بصماتهاعلى تاريخ وخريطة الواقع . بل من المرجح أن تنتعش " الجغرافيا السياسية " لكيانات المنطقة الحاضنة لجماعات عرقية وقبلية وعشائرية ودينية غير متجانسة وتنتمى " لوحدة أصطناعية " رسمتها مخططات القوى الإستعمارية منذ مطلع القرن الفائت .

فالثابث أن البلدان العربية أخفقت فى بناء نموذج الدولة - الأمة الحديثة بمرحلة ما بعد الإستقلال , ولم تشرع فى تنمية القيم والمؤسسات الراعية لعملية التماسك الإجتماعى والإندماج السياسى والتكامل القومى بين مواطنيها . ولذلك يموج القاسم الأعظم من هذه البلدان– عدا مصروتونس التى تتمتع باستقرارسياسى جغرافى نسبى – بهويات وتطلعات طائفية ودينيةعديدة ومتناقضة .

ومن هنا فأن ( الملكيات العائلية بالخليج , وعرش آل سعود بشبه الجزيرة العربية , والعراق وسوريا فى ظل وجود الأقلية الكردية, ولبنان ,واليمن الممزق بين الجنوب والشمال , و ليبيا القبائلية , والمغرب والجزائرالأمازيغي .. ) تبدو جميعها عرضة لخطر التحلل والتفكيك بعد زوال آلية ( القمع السياسى والأمنى ) التىكانت حافظة لإستقرارووحدة هذه الكيانات .

ولن تكون الهويات الوطنية الهشة داخل هذه تلك التكوينات عاصمآ لها من المصير الإنقسامى , الأمرالذى يعصف بالرهان على " موحد عربى كبير " لهذا " الموزاييك الأقليمى الجديد " يمثل وعاءآ قوميآ له وينتسب للغة واحدة وخصائص ثقافية وتاريخية وحضارية مشتركة .

فالتاريخية الخاصة والروابط الذاتية والتضامنات الجهوية ستصعد حال تشظى هذه الكيانات , ولعل نموذج ( جنوب السودان ) الذى يستمر فى هجرة وتصفية كل علائق أنتمائه بماهو " عربى " / لغة وثقافة وتاريخ خيرشاهد على ذلك .

ومع عدم استبعاد الفرضية " الإنقسامية " المنتظرة فى الأقليم , فأن هناك أتجاه يرجح صعود تيار" الإسلام السياسى " لحكم كثير من البلدان العربية فى مرحلة مابعد الثورة فى ظل أنتخابات حرة وديموقراطية .

والثابت أن تلك التيارات تحتفظ برؤية سلبية حول القومية عمومآ والعربية خصوصآ , وحيث يرونها ترجمة للشعوبية وأنتقاصآ من مفهوم الأمة الإسلامية , ومن عالمية الرسالة المحمدية ويعتبرونها تفكيرآ عنصريآ يخرج عن مظلة " الجامعة الإسلامية " .

وترتبط تلك الوجهة تاريخيآ بمعطيات " الثورة العربية الكبرى التى قادها أميرمكة / الشريف حسين بن على " والتى طرحت للمرة الأولى على الوعى العربى " فكرة القومية " ولهدف مواجهة الإحتلال التركى والسيطرة العثمانية التى كانت تتدثر بالإسلام وبالخلافة الدينية .

تيار الإسلام السياسى - المتوقع صعوده - مازال يختزن هذه النظرة للفكرة القومية ويناضل ضد محاولات التمكين لها فى واقعنا وباعتبارها مناقضة " لعالمية دعوة الإسلام ", وحصارآ للدين فى حدود الأقليم , وأهدارآ لنموذج " الخلافة الإسلامية " النافية للعنصرية القومية .

وفضلآ عن ذلك فأن مصر التى تمتعت بدرجة من الإستقلال الذاتى عن الخلافة العثمانية تحت حكم الأسرة العلوية لن تكون مستعدة هى الآخرى لقيادة " اللواء القومى العربى " فى مرحلة مابعد الثورة .

فهى ستظل مهمومة لسنوات بأعادة بناء الإقتصاد والمجتمع المثقل بأزماته , ولن تسعى لتأكيد نفوذها العربى على حساب أجندتها الداخلية , كما لن تهدر أبدآ فرص السلام مع أسرائيل لصالح أصطفاف قومى جديد .

واقع الأمرأنها ستكون أكثرثقة بنفسها , وستتمتع بهامش لإضفاء مصداقية على عملية السلام الزائفة , وستكون أكثر حزمآ وسعيآ لتحقيق مصالحها , ولكن بدون " فجر جديد للقومية العربية تكون هى عرابته " .

كماأن الخليج سيعارض إحياء هكذا نزعة قومية جديدة لأن تحالف مجلس التعاون لا يستطيع النهوض بالإستحقاقات العربية والثورية الرافدة لتلك النزعة , ولن يصمد أمام القوى الأقليمية والدولية المعارضة له .

وأذا كان للمعسكرالناصرى والبعثى أن يتمسك بحظوظ أحياء التوجه العروبى - فى مرحلة ما بعد الثورات - فأن عليه أن يبدأ فى تأكيد أهمية التعاون والتكامل الإقتصادى بين البلدان العربية , وأن يدعم خطوة تدشين منظمة أاقليمية تكون بديلآ عن " الجامعة العربية " .

تعزيز المصالح الإقتصادية وأوجه الشراكة والإعتماد المتبادل بين العرب, وأيجاد هيكل تنظيمى يواكب المتغيرات الأقليمية والدولية ويراعى مصالح الشعوب العربية والأوزان السياسية والتاريخية لبلدانها - سيوفران قاعدة مبدئية " واقعية وليست شعاراتية " لإطار قومى عربى جديد وجامع .
عماد مسعد محمد السبع .





#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول موقف الثورتين التونسية والمصرية من قضية تحريرالمرأة
- دورالسياسات والعلاقات الزراعية المصرية فى قيام ثورة 25 يناير
- لماذا غاب العمال عن مشهد الثورة المصرية ؟ .
- ملاحظات حول الرهان الخارجى على الثورة المصرية
- الثورة وتحالف السلطة فى سوريا
- هل الثورات العربية هى ثورات الطبقة الوسطى ؟
- الحالة الليبية بين حقيقة الموقف الثورى ووهم سقوط القذافى
- تحريم فن النحت فى مصر وتونس
- الدولة والإنقسام الإجتماعى والطائفى فى مصر
- الوعى الزائف والصراع بين الإسلام والمسيحية .
- السودان المنسى وسط الثورات العربية
- حظرالنقاب فى فرنسا وميدان الصراع السياسى والإجتماعى
- الرأسمالية الملتحية ووهم النظام الإقتصادى الإسلامى .
- الحركة الطلابية المصرية ومشهد مابعد ثورة 25 يناير
- الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة العربية
- المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم
- السلفية الدينية وعملية البناء الديموقراطى الجديد فى مصر .
- الجيش و السلطة وميدان الصراع الطبقى فى مصر و تونس .
- ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة
- تحريرالإقتصاد فى ظل القمع السياسى .. هامش على أسباب ثورة تون ...


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - فجر القومية العربية الجديد .. هل سيولد من رحم الثورة ؟