أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم















المزيد.....

المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشكل عرب المهجر من الناحية الواقعية "وجودآ أنسانيآ " خارج حدود الاقليم العربى , ورصيدآ هامآ للوطن الأم لاسيما أذا ما أحسن توظيفه وأستثمار أمكانياته لصالح الداخل العربى .

والثابت أن العرب المغتربين لعبوا دورآ لا يمكن جحده فى المشاركة بالمشهد الإنتفاضى العربى القائم وضمن " فعالياته الخارجية " عبر تنظيم التجمعات والتظاهرات والتصريحات و اللقاءات الإعلامية دعمآ للثورة وضد أنظمة القمع والإستبداد .

ففى مصر تصدر أقباط المهجر فى الولايات المتحدة الدعوة لإسقاط مبارك على مدار سنوات طويلة, ومثلت صفوات سياسية وثقافية مصرية مغتربة معارضة قوية وفاعلة فى مواجهة هذا النظام .

وفى تونس قدمت النخب السياسية و الحقوقية الناشطة فى المحيط الفرنكوفونى اسهامآ هامآ فى العاية و التحريض ضد حكم " أبن على " , و ذات الأمر ينطبق على الرموز السياسية والعلمية التى طاردها و حصارها " معمر القذافى " خارج ليبيا لعدة عقود وأصبحت الآن طليعة الثورة المناهضة لبقاءه فى السلطة .

ولكن , ثمة تساؤل يدورحول موقف القاسم الأعظم للمهاجرين العرب ( / الكتلة العربية المهاجرة الحرجة ) من مشهد الثورة المتصاعد فى واقعنا العربى - هؤلاء الذى تقدر أعدادهم بنحو 20 مليون عربى معظمهم بأوروبا والولايات المتحدة .

ندرة البحث العلمى / الميدانى المتصل بوضعية وعلاقة المهاجرين العرب بقضايا وهموم الأوطان الأم والعوامل المؤثرة فى مدى أهتمامهم بمشهدها السياسى والمدنى - يشكل عقبة أمام تقديم أجابة أخيرة ومقنعة عن التساؤل السابق .

وفى هذا الإطار , فأن ما نود التأكيد عليه أن تقييم موقف المهاجرمن مشهد الثورة الحالى يرتبط بوضعية الإغتراب العربى العام بالبلدان الأجنبية , والتى لا يمكن رصدها بمعزل عن المعطى االطبقي والتاريخي الحاكم لتناقضات علاقة ووجود العربى المهاجر فى بلد الإستضافة .

فهناك شرائح عليا من المهاجرين العرب تتمتع بأستقرار مالى نسبى بفضل تكوينها المهنى والعلمى ومهاراتها التكنولوجية والتكنوقراطية , كما تحوز حيثية من خلال روابطها اللغوية والثقافية والجنسوية التى أتاحت لها الإندماج فى نسيج المجتمع الغربى .

وكان الطابع الذكورى / الفردى مسيطرآ على تركيبة تلك الشريحة حتى حقبة السبعينيات من القرن الماضى , إلى أن ظهرت سياسة " الإلتحاق العائلى " بالعربى المغترب , فأكتملت عرى الأسرة العربية بانضمام الزوجة والأولاد الذين التحقوا بالمدارس والجامعات الأوروبية وتمتعوا بمزايا أقتصادية وحقوقية فى مجتمعهم الجديد .

ونتيجة لموقع هذه الشريحة داخل التكوين الإجتماعى فى البلد المضيف تبلور " وعي متقدم " لديها بواقع الأزمة الإقتصادية والإجتماعية المتفاقمة فى أوطانها , وحيث برهن عن نفسه فى صورة " معارضة سياسية " لأنظمة الحكم العربية التى تعيق عملية التطور الديموقراطى والحقوقى .

هذه الشريحة هى التى قدمت أسهامآ ضمن مشهد الثورة العربى الأخير حيث تنشطت فى التظاهرات والحضور بالفضاء الإعلامى وأقامة الندوات وعقد التجمعات السياسية والحقوقية الداعمة للثوار بالداخل العربى المنتفض .

ومع ذلك يبقى دور تلك الشريحة ضعيفآ وهامشيآ ودون المستوى , وبالنظر للإطراد الكمى فى قاعدتها الإجتماعية و كفاءة ونفوذ عناصرها , الأمر الذى يكشف عن عجز فى التأثير نوعيآ كرقم صعب فى معادلات القوى الداخلية الجديدة ببلدانها ( كما هو الحال مثلآ بالنسبة لجماعات اللوبى الصهيونى وتأثيرها فى الداخل السياسى الإسرائيلى ) .

و مما لا شك فيه أن المعطي الإجتماعي والإقتصادي للمهاجرين العرب هو ما يقف خلف هذا المملمح , وحيث يسيطر نمط تقليدى ومحافظ على تفاعلهم مع القضايا السياسية والعامة , وليس أدل على ذلك من عزوفهم عن فضاء العمل السياسى حتى بالنسبة لقضايا البلد المضيف وحيث لم يهتموا بتنظيم مصالحهم ومأسستها ولم يندمجوا فى الحراك المجتمعى رغم حصوله على حق الجنسية والإقامة .

كما أن " الدافع الدينى و المذهبى " – وليس الإنتماء الوطنى والقومى – يظل هو المحرك الرئيسى لإهتمام هذه الفئة بقضايا الوطن الأم . فالتظاهرات الخاصة بأحداث العراق او لبنان أو غزة لم يكن " البعد الوطنى " هو باعثها الأساسى أنما " الدافع الدينى " وحيث جرى تصوير الحدث فى أطار كحرب صليبية يباشرها الغرب و أمريكا ضد مسلمى الشرق . ,

كما أن الجيل الثالث والرابع لهذه الفئة يعانى " أزمة هوية " تعزز أبتعاده المستمرعن نقاش وجدل الحوار حول مشاكل الوطن الأم , وحيث أبتعدوا عن علائق الإنتماء الديني والثقافي واللغوي مع وطن الآباء والأجداد , خاصة بعد حصولهم حقوق المواطنة الأوروبية الكاملة .

كما أن أدراكات هذه الشريحة بشأن واقعها العربى و قضاياه تتشكل عبر متابعة الفضائيات العربية ( الجزيرة على سبيل المثال ) ولذلك تظل أسيرة لهذا الوعى " التلفزيونى / الإنطباعى و الوجداني " , أو للوعى " الإلكترونى / السيبرى والإفتراضى " الناتج عن الإنخراط فى مواقع التواصل الإجتماعى للناطقين بالعربية ومستودعات التدوين العربى .

ومن ثم فهى لا تنخرط "فعليآ " فى مباشرة كثير من حقوقها السياسية والإنتخابية فى بلد المنشأ أو تتفاعل أيجابآ وسلبآ مع التطورات التى تحدث فيه , كماأن مدى ولائهم لأوطانهم يتأثر كيفيآ بالرأى الأيديولوجي السائد فى دولة المهجر ومحاولة التكيف معه على حساب رؤيتهم وقناعاتهم تجاه وطنهم .

الأسباب السابقة تقف وراء الحدود الدنيا التى طبعت سلوك الشرائح العليا من المهاجريين العرب أزاء مشهد الثورات العربية , وحيث لم تساهم قاعدتها العريضة فى دعم هذه الثورة على أرض البلد المضيف .

أما الشريحة الأكبر من المهاجرين العرب التى تعتمد بيع قوة عملها البدنى , وتعانى فى ضوء تدنى مستواها العلمى والتقنى , وتنشط دائمآ لأجل الإعتراف القانونى بها وتصحيح أوضاعها غيرالشرعية بالمجتمع وسوق العمل فأنها تأثيرها يكاد يكون معدومآ بالنسبة للفعل الإنتفاضى والإحتجاجى فى وطنها الأم .

هذه الأغلبية الصامتة تظل مشغولة بتقنين أوضاع عملها و أقامتها وتبقى مشاركتها سلبية لأبعد حد و بالنظر لموقفها الإجتماعى والقانونى الهش فى البلد المضيف , كما ينشأ صراعآ بين عناصرها وبين الفئة المستقرة ماليآ وأجتماعيآ من المهاجرين ينعكس فى علاقتها ببعضها البعض , وبما يؤثر سلبيآ على وحدة وتنظيم و تمثيل الجالية وجعلها ظهيرآ خارجيآ قويآ للوطن الأم .

غياب الإسهام السياسى لهذه القطاع المهاجرى يعد مردودآ و نتاجآ لضعف وعيها السياسى وتقافتها الواردة معها من دولها الأصلية وحيث تفتقد المجتمعات العربية إلى التجربة الديموقراطية وثقافة المشاركة فى الشأن العام والحياة المدنية .

فهؤلاء حملوا مع حقائب سفرهم إلى الغرب ميراثآ من " الخوف من ممارسة السياسة " , ومن ثم يظل هدف " الغربة " الأول والأخير هو الدفاع عن مجرد " المكتسب الإقتصادى والمالى" و دون أدراك لحقيقة وأبعاد وتأثير ما يحدث فى أوطانهم على مكانتهم فى بلد الإستضافة .

وأيا ما كان الأمر فأن أيجاد الصيغ التنظيمية اللازمة لحشد وتعبئة قوة المهاجريين خلف قضايا وهموم أوطانهم تبقى حاسمة , فهذه التنظيمات هى القادرة وحدها على توظيف أوجه الضغط السياسى و الإقتصادى التى تمتلكها كتلة الهجرة العربية .

من اللافت هنا أن هذه الكتلة لم تدرك حتى الآن القيمة السياسية المضافة " لورقة ضغط تحويلاتها المالية والنقدية الهائلة إلى الداخل العربى ", والتى تسهم فى تخفيف أختناقات الصرف الأجنبى وتحسين ميزان المدفوعات ورفع معدلات الإستثمارات وضخ دماء جديدة فى شرايين أنظمة الإستبداد العربى .

وبوجه عام , فأن هامشية ومحدودية أسهام المهاجرين العرب فى المشهد الثورى القائم بالأقليم العربى يجد سنده فى كونه دالة / تعتمد على أوضاعهم الإجتماعية والطبقية والحقوقية فى البلدان المضيفة من حيث الأصل .

ويبقى تفعيل هذا الدور رهنآ بنفى تناقضات واقعها وأدراكها لحقيقة موقعها داخل تكويناتها الإجتماعية الأوروبية وكشرط لإنخراطها فى النشاط العام و السياسى سواء فى بلد الإقامة أو فى أوطانها .
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية الدينية وعملية البناء الديموقراطى الجديد فى مصر .
- الجيش و السلطة وميدان الصراع الطبقى فى مصر و تونس .
- ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة
- تحريرالإقتصاد فى ظل القمع السياسى .. هامش على أسباب ثورة تون ...
- الثورة العربية و الحركة المناهضة للعولمة الرأسمالية
- الثورة عبر الإنترنت .. كيف فجر المناضل الإلكترونى الثورة فى ...
- العسكر يحظرون الأحزاب الماركسية فى مصر
- الهجوم السلفى على الفكرة العلمانية فى مصروتونس
- حول موقف اليسار العربى من تديين قضية فلسطين
- كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..
- دروس من وحى الثورتين التونسية و المصرية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم