أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة















المزيد.....

ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعدت عبر مواقع التواصل الإجتماعى الإلكترونية hلدعوة إلى تدشين " أنتفاضة فلسطينية ثالثة " يوم 15 مايو القادم والذى يتوافق مع ذكرى يوم النكبة فى فلسطين .

وبحسب تصور الناشطين للترويج لهذه الدعوة فأن خطة التحرك تتلخص فى حشد الجماهير يوم 13 مايو فيما يسمى " بجمعة النفير " , ثم الإنطلاق بهم فى اليوم التالى إلى حدود أسرائيل فيما أطلق عليه " بسبت الزئير " , وبعدها تنطلق الإنتفاضة فيما يعرف بأسم " أحد التحرير" .

ثمة تحفظات يتعين الإنتباه اليها بشأن هذا السيناريو تتصل بمضمون وآليات فعاليات الإنتفاضة المنشودة وموقعها ضمن أولويات أجندة العمل الفلسطينى , ومؤثرات الظرف الأقليميى الثورى الرافد لها .

مما لا شك فيه أن تلك الدعوة تثير من جديد نقاشآ بشأن الأزمة التاريخية التى واجهتها الثورة الفلسطينية منذ بدايتها والتى تدور حول الإخفاق فى أختيار أحد أساليب الكفاح المسلح لكواجهة أسرائيل ووفق شروط الواقع الفلسطينى المتعين .

فقد حدث خلط منذ نشأت منظمة التحرير الفلسطينية بين مستويات العمل الفدائى برهن عن نفسه فى عدم وضوح التمييز بين حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية .

وحيث تبنى كثير من القادة الفلسطينين العمل الفدائى باعتباره ( حرب تحرير شعبية ) فى حين أكد الميثاق الوطنى الفلسطينى على أن العمل الفدائى المسلح هو مجرد " نواة لهذه الحرب " , وأنه لا يغنى عن حتمية دورالجماهير و تعبئتها وتنظيمها و قيادتها لثورة التحرير .

وفى وقت أكدت فيه " فتح " على أولوية العمل العسكرى على العمل السياسى أنطلاقآ من مبدأ أن الممارسة القتالية هى التى تحدد الخط السياسى , ذهبت فصائل " اليسار الفلسطينى" إلى أن الكفاح المسلح ليس بديلآ عن نضال الشعب وعن حشده ضد واقع القهر والإضطهاد القائم , و فى أطار كفاح جماهيرى سياسى واسع النطاق يشكل عصب الثورة و يحمى المقاومة التى تظل مهمتها ( كطليعة ) تثوير الوعى وأستخدام القوة وفق تطورات الموقف .

عدم التوافق على تحديد نمط وأولوية الفعل العسكرى و السياسى النضالى خلق هوة بين أهداف المقاومة المعلنة وبين المعطيات المتوافرة على الأرض , مع عدم وضوح مراحل و تطور العمل المسلح والسياسى على حد سواء .

وأنعكس ذلك على الممارسة القتالية حيث فشلت المقاومة فى تركيز مناطقها القاعدية داخل الضفة والقطاع , وعجزت عن التواصل السياسى مع الجماهير بالداخل الفلسطينى , وعن أحاطت عملها بالتأييد والنضال الشعبى .

غياب نظرية للكفاح المسلح الفلسطينى وأنعكاسات ذلك فى الواقع ظل حاكما لمسيرة الفعل الفلسطينى حتى أنتج الفرز الأخير القائم بين سلطة فى رام الله تباشر مشروع التسوية السياسية , و آخرى فى غزة تروم القتال والعمل الإستشهادى لتحرير الأرض .

ومن هنا يثور التساؤل حول ماهية الفعل الفلسطينى المقترح عبر هذه " الإنتفاضة الثالثة " , وهل سيتبنى " صيغة سلمية " تروم حشد الجمهور وأمتلاك موقف نضالى وأخلاقى جديد , أم تروم أستنساخ نموذج الإنتفاضة الثانية المعسكرة والعنيفة ؟ .

فالثابت أن القضية الفلسطينية لم تحصد الإ التراجع والفشل جراء " عسكرة الإنتفاضة الثانية " التى بذرت بذور الشقاق فى الصف الفلسطينى , و عطلت مشروع التسوية , وأنهكت الشعب أقتصاديآ وأجتماعيآ دون ثمة مردود سياسى أيجابى ومؤثر.

ومن هنا فأن الدعوة المقترحة يجب أن تستلهم دروس الإنتفاضة السابقة وأن تحفز الجمهورالفلسطينى نحو أفكارالإحتجاج و التظاهر والعصيان المدنى ( السلمي والمدني ) أن هى أرادت السير فى مشروعها النضالى الجديد .

وعلى أن يكون الهدف النهائى من هذه الفعاليات الجماهيرية هو تكوين خط خلفى " للمفاوض السياسى " وتدعيم أوراق ضغطه مع الخصم الإسرائيلى خلال عملية التسوية السلمية .

ومن هنا يجب أن تحتفط هذه الإنتفاضة بمسافة مناسبة عن المسار" الديني " و الشعاراتى الذى تحاول حماس الصاق هوية النضال الفلسطينى به , فالصراع ليس صراعآ دينيآ مع اليهود , كما أن أرض فلسطين ليست وقفآ أسلاميآ يتعين تحريره من البحر إلى النهر.

فالهدف يجب أن يكون واضحآ وصريحآ وهو " أنهاء الإحتلال سلميآ فى الضفة وغزة " , والآ نقدم المسوغات للطرف الإسرائيلى لإلصاق تهم ( الإرهاب والترويع ) ضد فعاليات هذه الإنتفاضة .

وللأسف فأن مؤسسى الموقع وقعوا مبكرآ فى هذا الخطأ عندما تقاعسوا عن أبراز طابع ( سلمية ومدنية الإنتفاضة ) الأمر الذى منح اٍسرائيل و أدارة الفيسبوك الفرصة لإستغلال ذلك وباعتبار الدعوة ( تحريضآ على ممارسة لعنف ) .

و أذا كانت القاعدة أن منظمة التحرير الفلسطسنية تعكس - بشكل أو بآخر - تناسب القوى السياسية والطبقية على الساحة العربية, كما أن حركتها النضالية تعد تكثيفآ لوضع حركة التحرر العربى فأن متغيرات المد العربى الثورى لابد وأن يترجمها الفعل الإنتفاضى الفلسطينى الجديد و المنشود .

ومن ثمة فأن النداء الثورى // " سلمية .. سلمية " الذى تردد فى ميدان التحرير بالقاهرة , وفى ساحة القصبة فى تونس , وفى ساحة التغيير فى اليمن لابد وأن يجد فى الضفة والقطاع .

وقبل ذلك كله لابد من أيجاد صيغة للمصالحة الوطنية وبهدف رأب الصدع فى الصف الفلسطينى , أذ من غير المتصور حشد الجمهور العام فى أتون عمل انتفاضى بينما يستمرالشقاق والتناحر بين الفاعلين على المسرح السياسى .

ومن البين أن " أبو مازن " تقدم خطوة إلى الأمام فى هذا الصدد , بينما تستمر حماس فى المماطلة ورغبة الإستئثار فى سلطة غزة الوهمية , والخوف من أستحقاق أنتخابى لن تحصل فيه على أغلبية .

ولذلك فالشرط المفترض لتدشين هكذا أنتفاضة ثالثة أن تمد حماس يدها لأجل وحدة الصف الفلسطينى أولآ و أن تعلى المصلحة العليا الفلسطينة فوق حساباتها الذاتية والضئيلة .

الرهان على ( سلمية ومدنية ) هذه الإنتفاضة سيدفع نحو مشروعية و مصداقية للنضال الفلسطينى على المستوى الدول وسيدفع بالجماهيرنحو قيادته وسيكسبه موقفآ أخلاقيآ وقيميآ مغايرآ .. ربما آن الآوان لتكريسه كصفحة جديدة فى تاريخ حركة التحرر الفلسطينى .
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحريرالإقتصاد فى ظل القمع السياسى .. هامش على أسباب ثورة تون ...
- الثورة العربية و الحركة المناهضة للعولمة الرأسمالية
- الثورة عبر الإنترنت .. كيف فجر المناضل الإلكترونى الثورة فى ...
- العسكر يحظرون الأحزاب الماركسية فى مصر
- الهجوم السلفى على الفكرة العلمانية فى مصروتونس
- حول موقف اليسار العربى من تديين قضية فلسطين
- كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..
- دروس من وحى الثورتين التونسية و المصرية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة