أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد مسعد محمد السبع - كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..














المزيد.....

كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 16:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


وسط تدعيات المشهد الثورى العربى التى تتلاحق هنا وهناك يدور تساؤل حول المعوقات التاريخية التى حالت دون قيام " ثورة شعبية وجماهيرية مسلحة " ضد الإحتلال الصهيونى فى أرض فلسطين .

هناك حاجة للتأكيد على واقعة غياب البيئة الحاضنة لنشأة وتجانس " طبقة عاملة فلسطينة " - بمفهومها التاريخى - وفى أطار " التكوين الإجتماعى الفلسطينى " المحكوم بشروط الإحتلال ودينامياته قيامه وتحولاته .

فالثابت أن البنية الطبقية الفلسطينية تعيش مجموعة تناقضات سواء من حيث أنماط الإنتاج المنفصلة أفتراضيآ , أو من حيث تفاوتات مواقعها الأساسية فى المدن والقرى - وكغيرها من نظم الإنتاج الآسيوى الإقطاعى .

فقد عمدت إستراتيجية وأولويات التهويد لعرقلة تبلورالوجود النوعى لعلاقات و قوى الإنتاج المادى ومن خلال إحداث تغيرات حادة في التركيبة الاجتماعية والديموجرافية للمناطق الفلسطينية وبهدف التمكين المستمر لقوة العمل ورأس المال اليهودي وتدعيم اندفاعه على الأرض .

فتوالت عمليات شراء وتجريد الفلاحين والبدو من أراضيهم , وتأمين السيطرة على مصادر الطاقة والمياه والثروة الطبيعية وباعتبارها " موارد ضابطة لعلاقة الشعب بالأرض" , ولإجهاض النمو المستقل لأي قطاع إنتاجي , والحيلولة دون تعبئة وتراكم الأصول والمدخرات المحلية الفلسطينية .

ومن هنا عانت " كتلة الشغيلة الفلسطينة " من ضعف البنيان العددي والتقني , ومن هشاشة قواعدها الصناعية والحرفية بالمدن , و لم يتحول رصيد ( عنصر العمل الفلسطينى ) من عمال الحرف والصناعة ومعدمي الأرض إلي ( أجراء / عمال / شغيلة ) في ميادين الصناعة أو الخدمات أو الزراعة.

ومع أعطاب التكوين العضوي لهيكل الطبقة العمالة الفلسطينية , وخلال موجة المد القومي العربى التى سادت فى ستينيات القرن الماضي أصبحت ( الفئات الوسطى ) مؤهلة تاريخيآ لقيادة حركة التحرير الفلسطينية ..

وصارت هذه الفئات الوسطى هى : " الحامل الاجتماعي للثورة الفلسطينية " الذي ينمو وفق محددات و شروط النهوض القومي العربى , وبدعم وتأييد من النخب الوسطى - المدنية والعسكرية - التي ظفرت بالسلطة و الحكم في عدد من الأقطار العربية .

وحيث توافق خطاب و أداء هذه الفئات الوسطى الراعية لقضية الثورة الفلسطينية مع معطيات المرحلة ومع هدف إستعادة كامل التراب الوطني والحقوق المسلوبة وفق المفاهيم القومية .

وهو الأمر الذى جعل العملية الثورية الفلسطينة رهينة بصفقات وتحالفات وأخفاقات الأوضاع العربية , ونمطها الإنتهازى وؤية وعقلية البرجوازية الصغيرة التى طبعت سلوكها السياسى .

ومن هنا تأكدث أبرز معضلات مسيرة الكفاح الفلسطينى المسلح وهو العجز عن تمثل أحد النماذج النوعية الممعروفة لحروب التحرير الشعبية وأستيعاب خبرات وطرائق ثوراتها الناجحة ..

فحركة التحرير الفلسطينى لم تتبلورتاريخيآ كحركة مستقلة داخل الأراضى المحتلة , وبحيث تكون ( طليعتها الثورية الداخلية ) قادرة على شق الطريق نحو حشد الجماهير وتعبئتها سياسيآ وادارة عنفها المشروع ضد العدو الصهيونى .

وحيث حال التكوين الإجتماعى والطبقى لقيادة الحركة وسيطرة الفئات الوسطى ذات الأيديولوجيا القومية - الوسطية – المعتدلة دون ارتقاء النضال الفلسطينى لطور الحرب الشعبية الشاملة والعصيان الجماهيرى المنظم .

فضلآ عن أن الطبقة العاملة وشرائحها الأجيرة عجزت بدورها عن اقامة تحالف وطنى بديل يستطيع تحقيق مهمة التحرير , ومن ثم لم تتوافر معطيات "الموقف الثورى " الذى يمكن أن يؤسس لإندلاع الثورة سواءآ فى طرازها الكلاسيكى كإنتفاضة مسلحة أو فى صورة حرب طويلة الأمد .

كما أن النخب السياسية والأحزاب البرجوازية العربية نشطت لتشويه الوعى العام حول المفاهيم الثورية المتصلة بقضية التحريرعلى جبهة النضال الفلسطينى .

فقد كان من شأن التمكين لهذه المفاهيم خلق نمط مغاير من الممارسة السياسية والاجتماعية فى الواقع العربى , الأمر الذى سيؤثرعلى الأنظمة الرجعية الحاكمة و على علاقات الانتاج الكولونيالية المسيطرة .

ومن هنا تمسكت هذه القوى بحصر و توصيف الصراع فى اطار
( الهوية القومية ) , وباعتبار فلسطين هى القضية المركزية للعرب والعروبة .

وعبر الصبغة القومية للقضية جرى رفض أفكار حرب التحرير كأسلوب أصيل لاسترداد كامل التراب الفلسطينى , وسقط من جدول أعمال المقاومة ركن تفعيل النضال الجماهيرى كسند داعم لها , الأمر الذى أدى لعطب بنيوى فى الأداء القتالى الفلسطينى وأستراتيجية كفاحه المسلح – منذ بدايته وحتى الآن .

ثمة ( هوية طبقية ) واجبة للبندقية الفلسطينية ولكى تكون قادرة على أدارة حركة تحررها الثورى , وعلى طرح خطاب سياسي وعسكري متسق مع هذا الشرط وبهدف أنقاذ الشعب وأسترداد ارضه و حقوقه المغتصبة ..

فالقتال ليس هدفآ ثوريآ فى حد ذاته وأنما هو جزء من الثورة , كما أنه ليس بديلآ أبدآ عن فعل الجماهير , ومن هنا يظل الرهان دومآ على ( الكتلة الحرجة من الجمهور الفلسطينى ) , القادر على فعل الثورة و الإنتفاضة , و المؤمن بكفاحه من أجل : أستعادة الأرض و الأنعتاق الإجتماعى الحقيقى والأمتلاك الفعلى للحرية ..

عماد محمد مسعد السبع



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من وحى الثورتين التونسية و المصرية


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد مسعد محمد السبع - كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..