أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد مسعد محمد السبع - الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة العربية















المزيد.....

الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة العربية


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 22:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أعلنت بعض القيادات العمالية فى مصر عن تأسيس حزب جديد " للطبقة العاملة المصرية " يواكب حدث ثورة 25 يناير , ودشنت برنامجآ سياسيآ له يدور حول ما أسموه " بالنضال من أجل المصالح المباشرة للعمال الخالية من أي طرح أشتراكى ومن الحديث عن النضال العمالى الطبقى التقليدى" .

وبررالمؤسسون ذلك بأن العمال لا يقفون على أرضية أشتراكية واحدة , وأن اللافتة الإيديولوجية ستؤثر حتمآ على حجم العضوية , وأن مطالب الحد الأدنى كارتفاع الأجور وتقليل ساعات العمل هى التى تصادف الآن قبولآ عند القاسم الأعظم من العمال .

اللافت أن هذه الدعوة تردد صداها أيضآ بين صفوف الحركة العمالية التونسية , وقامت بتزكيتها بعض الفصائل التروتسكية وحيث دعت لإعادة تقيم الدورالسياسى و النضالى للعمال فى ضوء معطيات الثورة التونسية .

التساؤل الذى يفرض نفسه هنا : هل يمكن أن ينشط ( حزب الطبقة العاملة ) فى طل غياب الفكرة الإشتراكية الحاكمة لبرنامجه ونضاله ؟ وكيف يخلق الحضور والشعبية اللازمة بين الشغيلة والكادحين بدون طليعة تؤمن بالفكر الماركسى وتعتمده مرجعية لها ؟ .

من المفيد الإشارة إلى أن نزعة تأسيس أحزاب أشتراكية تبتعد عن منطق هيمنة العقيدة السياسية والنص الأيديولوجى تعد انعكاسآ للتحولات التى طالت مشهد الأحزاب اليسارية العقائدية فى أوروبا منذ صعود الحزب الإشتراكى الفرنسى للحكم عام 1981 وحتى الآن .

فقد عرف عن هذا الحزب أرتباطه بالماركسية اللينينية , ولكن عند وصوله للسلطة بدأ رحلة التحول السياسى والأيديولوجى نتيجة للتفاعل مع معطى سياسى جديد أتضح فيه الفارق بين الأفكار النظرية التى يطرحها كحزب سياسى , و بين ممارساته الواقعية عندما أصبح فى سدة الحكم .

وكانت الدلالة الكبرى التى أفرزتها الخبرة الإشتراكية الفرنسية فى الحكم أن النسق الأيديولوجى الكلى تحول " لبرنامج عمل " لإدارة أجهزة الدولة وعمليات النظام , ولم يعد " برنامجآ عقائديآ حزبيآ " كما كان قبل الوصول للسلطة .

ومن خلال هذه التجربة تأكدت جدليآ أفكار الإبتعاد عن النصوصية العقائدية ,ونالت زخمآ أضافيآ بمراجعات للمفاهيم النظرية والسياسية للحزب الشيوعى الفرنسى , وكذلك دروس أخفاقات الحزب الشيوعى الإيطالى فى الوصول للسلطة رغم أنفتاحه وتطوره الفكرى .

ثم جاء أنهيار الإتحاد السوفيتى وسقوط المنظومة الإشتراكية ليجهز على ما تبقى من النصوص الحزبية العقائدية التى أرتبط بها اليسارالأوروبى , وحيث غيرت كثير من من احزابهأسماءها وخطابها ورسالتها بعد أن أكتشفت أن الواقع السياسى والإجتماعى تجاوز جمود وتكلس النصوص الأيديولوجية .

غير أن أستنساخ تلك الخبرة الأوروبية - التى تقدم لنا أحزابآ يسارية تنحى الإطارالإيديولوجى - يصطدم بعدد من التحفظات ومن نتاج واقع السياسة والحزبية العربية .

فالدافع وراء تغييرجلد الأحزاب اليسارية الاوروبية كان التحولات السياسية والغقتصادية والإجتماعية العميقة والهادرة التى شهدتها أوروبا فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وشيوع النماذج الإصلاحية البعيدة عن الخط الراديكالى والتى أكسبت الأفكار الوسطية واللايديولوجيية حضورآ متزايدآ فى الساحة السياسية والإجتماعية الأوروبية .

كما حدث تحسن مطرد فى أحوال الطبقة العاملة , وظهرت قوى أجتماعية جديدة ارتبطت " بأفكار اليسار وليست برامجه ", بالإضافة للخبرة السلبية الفرنسية فى مجال التأميم , ثم السقوط المدوى للأحزاب الشيوعية الأيديولوجية بالشرق الأوروبى .

تباين التكوين الإجتماعى والإقتصادى والسياسى العربى عن نظيره الأوروبى , ووجود كتلة واسعة من العمال والمهمشين والفقراء مازال يفرض واقعة توافر ووجود هذه الأحزاب ذى الصبغة الطبقية المحددة , واالتى يتعين أن تدافع عن المصالح الإجتماعية والإقتصادية لهذه الفئات العريضة تحت راية العقيدة الإشتراكية .

كما أن أحياء فكرة الحزبية فى السياق الساسى العربى بعد الموات والبوار التى عانت منه على مدار عقود طويلة يمرعبرتمايز مبدئى للأفكار ومن ثمة " المصالح " وبما يشكل حوافز لتشجيع المشاركة فى العمل السياسى والحزبى والعام .

الدعوة السابقة ترتبط بفكرة آخرى يتم الترويج لها من جانب هذا الإتجاه وتتصل بأن ( حزب الطبقة العاملة ) عليه أن ينخرط فى منظمات المجتمع المدنى الجديد ومنافذه الإجتماعية وأن يشارك فى مهمة الدفاع عن قضايا الديموقراطية الليبرالية والحريات وحقوق الإنسان والبيئة والأقليات وغيرها تحت مظلة هذا " المجتمع المدنى " الذى يضم نسيجآ لمصالح خاصة ومتنوعة أصبحت رمزآ لمجالات منفصلة عن الدولة .

وبذلك تكون" الديموقراطية الإجتماعية " وليس " العدالة الطبقية " هى الهدف المرحلى لحزب الطبقة العاملة , وعبر اقتراح كفالة " النضال العمالى " فى عباءة التنظيمات السياسية المدنية وحركاتها الإجتماعية الجديدة وخلال فترة يمكن أن تدفع - بعد ذلك - فى عملية التبشير بالمجتمع الإشتراكى .

ومن ثمة يذهب هذا الإتجاه لوجوب مراجعة أولوية النضال والتنظيم العمالى وحيث يرى أن مفردات الأجندة الطبقية والبرامج اليسارية لم تعد قادرة على ترجمة تحولات المجتمع وجديد الرأسمالية المعاصرة وتقديم حلول ناجزة لمعضلاتها .

كما يرى أن أهمية الطبقة العاملة تراجعت ك " قوة العمل " , وأنها عجزت تاريخيآ عن التحول " لطبقة ثورية " وأن حركتها الدولية أخفقت فى أستثمار الأزمة العامة للرأسمالية ومن أجل حسم عملية الإنتقال نحو الإشتراكية .

ولذلك يؤشرهذا الإتجاه لأهمية أستيعاب تلك المتغيرات وأستبدال مركزية " الصراع الطبقى " بنضالات " قانونية وحقوقية " تروم أثبات وتحقيق المطالب العمالية وبدون أثارة عداء الفئات الإجتماعية والسياسية المناقضة والمضادة لحركتها .

ومن البين أن القبول بهذه الفكرة و ترحيل " النضال العمالى " لصالح المشاركة تحت عباءة المجتمع المدنى وراياته الجديدة سيعصف بالمهمة التاريخية للطبقة العاملة , و سيعرقل خطوات تقريرمصيرها الإجتماعى .

فالدفع بالعمال داخل سوق " المطالب الإصلاحية " وتشتتيت نضالاتهم على جبهة عريضة تضم شظايا طموحات تحررية, لا يخدم فى النهاية الإ سيناريوهات التوحش الرأسمالى وتحسين شروط الإستغلال , وتفتيت وعى العمال ,, وتزكية الإجراءات الإنتقائية التى يتخذها الرأس مال لتسكين الوضع الإجتماعى وتأجيل أنفجاراته .

مهمة ( الطليعة العمالية ) ليس العزف على مثل هذه الأوتارالإصلاحية وأنما الإرتقاء بالوعى الطبقى وتصفيف المصالح العمالية الطبقية وكرافعة للوعى السياسى ولتدشين التنظيم السياسى والحزبى العمالى الذاتى والمستقل .

جميع مظاهر الحيف والإضطهاد واللامساواة هى تجليات تعكس بنية " القسر " التى تطال كل زوايا المجتمع الرأسمالى والتى لا يمكم تغييرها إلإ عبر نضال شامل قوامه النضال الطبقى والحزب السياسى الذى يمثل طليعة للعمال و الكادحين .

الدعوة لإنشاء أحزاب عمالية عربية خالية من روح الفكرة الإشتراكية ومن مفرداتها الأساسية لن تدعم المطلب السياسى والحقوقى العمالى فى التحليل النهائى , ولن تكون رافعة لمجتمع العدالة والمساواة الذى يصبو اليه ملايين الكادحين العرب .
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم
- السلفية الدينية وعملية البناء الديموقراطى الجديد فى مصر .
- الجيش و السلطة وميدان الصراع الطبقى فى مصر و تونس .
- ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة
- تحريرالإقتصاد فى ظل القمع السياسى .. هامش على أسباب ثورة تون ...
- الثورة العربية و الحركة المناهضة للعولمة الرأسمالية
- الثورة عبر الإنترنت .. كيف فجر المناضل الإلكترونى الثورة فى ...
- العسكر يحظرون الأحزاب الماركسية فى مصر
- الهجوم السلفى على الفكرة العلمانية فى مصروتونس
- حول موقف اليسار العربى من تديين قضية فلسطين
- كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..
- دروس من وحى الثورتين التونسية و المصرية


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد مسعد محمد السبع - الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة العربية