أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - الحركة الطلابية المصرية ومشهد مابعد ثورة 25 يناير















المزيد.....

الحركة الطلابية المصرية ومشهد مابعد ثورة 25 يناير


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتوالى أنتخابات أتحادات طلاب الجامعات المصرية فى أول تجربة أنتخابية حقيقة بعد نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير .

وتكتسب هذه الإنتخابات أهمية خاصة لأنها تضم قطاعآ شبابيآ قدم أسهامآ حاسمآ فى فعاليات الثورة , كما أن مؤشراتها ستعكس - بصورة أو بآخرى - جانبآ من متغيرات الخريطة السياسية والإجتماعية الجديدة فى مصر .

وفى هذه السياق حملت نتائج أنتخابات ( اتحاد طلبة جامعة القاهرة ) – الجامعة الأقدم فى البلاد - نتائج تستوجب التأمل , فقد أكتسح طلاب مستقلون لا يرتبطون بأى تيار سياسي الإنتخابات المذكورة , فى حين تراجع التمثيل الإخوانى بشكل غير مسبوق حيث فازوا فقط - وضمن قائمة أئتلافية - بنحو 92 مقعداً من أصل 336 وبنسبة لا تتجاوز 30% من أجمالى المقاعد .

هذه النتائج تدحض ولا شك وهم وجود سيطرة اخوانية كاسحة وسط الجماعة الطلابية المصرية , وتؤكد أن حظوظ فوز مرشحى تلك الجماعة بالأغلبية تبقى محدودة فى ظل أنتخابيات حرة ونزيهة .

وهكذا تثبت التجربة أن العملية الديموقراطية يمكن أن تكون مدخلآ لتبديد الخوف من الفزاعة الإخوانية الحاضرة دومآ , ومن ثمة الرهان - فى مرحلة ما بعد الثورة - على أمكانية تجديد الشرعية وتدوال السلطة وبمعزل عن تنمية المخاوف من هيمنة التيار الدينى .

ويكشف الإستعراض التاريخى لما حدث بالمجتمع الطلابى عن جانب من المعطيات التى هيأت تمدد التيار الدينى داخل المجتمع العام فى مصر منذ مطلع سبعينيات القرن الماضى . فالثابت أن نظام مبارك عمد إلى تفريغ عمل تلك الإتحادات من مضمونها الحقيقى وأقصاء الطلاب عن الإدارة الفعلية لشئونهم , وعن نقاش وصياغة مفردات الشأن العام .
وحيث دفعت السلطة نحو ( تأميم ) النشاط السياسى للطلاب وحصار هذا العمل الفئوى الشبابى من خلال تدخل الإدارة بأدوات قانونية وأمنية وبهدف تكريس واقع الفراغ السياسى والفكرى داخل الفضاء الطلابى .

ولذلك أستمر مبارك فى العمل بلائحة قانونية لتنظيم العمل الطلابى بالجامعات ( تعرف بأسم لائحة 1979 ) كان الهدف الرئيسى منها : أهدار مقومات أستقلال الحركة الطلابية , ونفى خصوصية أنفراد الطلاب بأدارة شئونهم وتحديد أولويات عملهم .

وحيث حظرت هذه اللائحة على الطلبة أقامة أى أنشطة تعبرعن الرأى السياسى مع منع تشكيل الأسر والتجمعات الطلابية ذات السند العقائدى والأيديولوجى والحزبى . فضلآ عن أشتراط الموافقة المسبقة لنائب رئيس الجامعة أو عميد الكلية عند دعوة رموز سياسية وثقافية للحديث أو للحوار مع الطلاب داخل الجامعة .

المثير فى ذلك أنه فى وقت صادرت خلاله الدولة المصرية حق الطلاب فى الفعل والتوعية السياسية والثقافية داخل الجامعة كانت تسمح لجماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسى بالحركة والنشاط والسيطرة على كل مفردات الشأن الطلابى .

وهكذا عبراللائحة السلطوية وواقعة تجريف وتبوير مناحى النشاط السياسى بالجامعات المصرية أصبحت الفرصة سانحة لسيطرة وحضور التيار الدينى فى دوائر العمل الطلابى .

ففى ظل أجهاض العمل السياسى والثقافى داخل أروقة الجامعات تمكنت روافد هذا التيار من توظيف وتحويل ساحات ومدرجات ومدن إقامة الطلاب إلى منابر موسمية لتجنيد الأتباع والترويج للأفكار والآراء والتأويلات الفقهية بشأن الدين والحياة .

وعلى أرض العراء والموات السياسى تأثرت شرائح طلابية عديدة – بأختلاف أصولها الإجتماعية والطبقية – بالمفاهيم الدينية السلفية الكتابية والشفهية التى تداولت جامعيآ , وحيث تشكلت لدى قطاع طلابى واسع أدراكات تتصل بالغلووالتشدد العقائدى , ورفض قيم التقدم ومعطيات الحداثة والمعاصرة .

فمنذ مطلع سبعينيات القرن الماضى نشأت وتربت أجيال فى الجامعات المصرية على التطرف الدينى وعلى أساليب التوجيه والإذعان لتعلميات المرشد والأمير ووفق قواعد السمع والطاعة . وغابت لغة الحوار والنقد البناء و أفكارقبول الآخر الفكرى فى قاعات الدرس والحرم الجامعى – مما أوجد مجتمعآ طلابيآ لاديموقراطى على مدارأكثر من ثلاثة عقود .

وكان هدف مبارك - ومن قبله السادات - من وراء أطلاق الضوء الأخضر للتيارات الدينية فى الفضاء الجامعى هو تجريف وتبوير الوعى السياسى الطلابى , والقضاء على النفوذ اليسارى الكاسح بين صفوف الجماعة الطلابية .

فى حين حصد تيارالإسلام السياسى نتائج مؤثرة جراء حضوره الكثيف داخل المجتمع الطلابى– يمكن تلخيصها فى النقاط التالية :

1- تفعيل أستراتيجية السيطرة على المجالات النوعية والفئوية التى اتبعتها التيار وكمدخل للسيطرة على ( المجال العام ) المحاصر من جانب النظام السياسى .
2- تكوين قواعد طلابية خلفية فى الجامعات تكون ظهيرآ وسندآ للتيارداخل المجتمع العام خلال أوقات الأزمات .
3- الضغط السياسى المستمرعلى النظام عبر الفعاليات الطلابية الشابة , والتزامآ بالمنحى التاريخى الذى أكد علي ( حسن البنا ) فى ضرورة تجنيد وتعبئة الشبيبة كرصيد حاضر لأى عمل إخوانى اعتراضى واحتجاجى متوقع .

هذا الحضور الإخوانى أعاق أنتقال الخبرات والموروثات التقدمية والديموقراطية التى راكمتها الحركة الطلابية المصرية منذ نشأتها حتى أوائل سبعينيات القرن الماضى وحيث كان المجتمع الطلابى نموذجآ فى ديموقراطية الأداء وطرائق الحركة الواعية , ومثل وعاءآ لطليعة شباب الأمة , ومحركآ لقوى أجتماعية تجاه الإرتباط بالقضايا الوطنية والقومية .

ولذلك ليس بغريب أن رموز الحركات الإحتجاجية التى قادت الإنتفاضة ضد نظام مبارك كانوا هم رموز هذا المجتمع الطلابى – ذى الثقل اليسارى والليبرالى - وحيث تربوا على القيم واللغة السياسية الراقية والباهرة .

مكونات المجتمع الطلابى القائم وأختلالاته تعكس ولاشك جانبآ من عوار الخريطة السياسية المصرية فهى نسق فرعى داخل أعطاب الثقافة السياسية و سلبيات المشاركة والفعل العام . ولكن يظل تحرير السوق الجامعى المصرى من قيوده و أصفاده – القانونية و الواقعية – شرطآ لدفع عملية التطور السياسى و الديموقراطى فى مرحلة مابعد ثورة 25 يناير .

وما قدمته نتائج انتخابات " اتحاد طلاب جامعة القاهرة " يبشر بأن هناك أمكانية لسحب البساط من تحت أقدام قوى التطرف الدينى التى تحكمت فى قوائم أعمال شباب الجامعات المصرية على مدار عقود طويلة .

أعادة التوازن للمعادلة الطلابية , وعودة الطيف اليسارى والليبرالى بأفكاره السياسية وقيمه التقدمية للحرم الجامعى سيحرر حتمآ الوعى الطلابى ويحيى خلايا السياسة التى ضمرت فى شرايين مجتمعه بفعل القمع السلطوى وجماعات الإسلام السياسى .
عماد مسعد محمد السبع



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة العربية
- المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم
- السلفية الدينية وعملية البناء الديموقراطى الجديد فى مصر .
- الجيش و السلطة وميدان الصراع الطبقى فى مصر و تونس .
- ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة
- تحريرالإقتصاد فى ظل القمع السياسى .. هامش على أسباب ثورة تون ...
- الثورة العربية و الحركة المناهضة للعولمة الرأسمالية
- الثورة عبر الإنترنت .. كيف فجر المناضل الإلكترونى الثورة فى ...
- العسكر يحظرون الأحزاب الماركسية فى مصر
- الهجوم السلفى على الفكرة العلمانية فى مصروتونس
- حول موقف اليسار العربى من تديين قضية فلسطين
- كيف ضاع حلم الثورة الشعبية فى فلسطين ؟ ..
- دروس من وحى الثورتين التونسية و المصرية


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - الحركة الطلابية المصرية ومشهد مابعد ثورة 25 يناير