أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - وماذا بعد!! طالما أن العنف لايحل أزمات سوريا














المزيد.....

وماذا بعد!! طالما أن العنف لايحل أزمات سوريا


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مضـت عـدة اسـابيـع عـلى نـزول السـورييـن إلى الشـوارع ليـعـبرون عـن رفـضهـم لمصادرة حـقـوقـهـم وحـرياتهـم في العـيش الحـر والكـريـم في وطـنهـم, الحـق المشـروع والذي تضمـنـه كافـة التشـريعـات, بمـا فـيهـا ال "تـشـريـع" السـوري المكـتـوب, ولـيوصلـون إحـتـجـاجهـم إلى السـلطات العـليـا بـشـكل عـلنـي وواضح, بعـد مضي سـنـين وعـقـود عـلى تجـاهـل أجهـزة الدولـة "الدنيـا" كالبرلمـان والحكـومـة والقـضاء وامـن الدولـة, لهـذه الحـقوق والحـريات. الأمــر إذا لم يخـرج عـن نطاق المشـروع والمسـموح, وبـدلا مـن الإسـتجابـة للشـعـب وتلبيـة مطالبـه وجـدنـا ان السـلطة تنهـال عـليـه بـوابـل مـن الـوعـود, التي ســئم من تكـرارهـا دون أن يلمـس أي منهـا, وفي الوقـت ذاتـه بوابـل مـن رصاص أجهـزة الأمـن, أودى إلى لحـظـة كتـابـة هـذه السـطور بحيـاة اكـثر من 600 سـوري, من بينهـم حوالي الخمسـين من عـناصر الجيـش الذيـن رفـضوا إطلاق النـار على المدنييـن العـزل.

السـلطـة العـليـا تجـاهـلـت أن إحـتـقـان الشـعـب جـراء تجـاهلهـا لحـقـوقـه وحـرياتـه وصل إلـى ذروتـه, وهـي وفـقـا لهذه الممـارسـات, لاتـزال تتجـاهـل أو ربمـا تجهـل أن السـورييـن يـعـايشـون أيضـا مـرحـلـة الربيـع العـربي, وأن وضعهـم واحـوالهـم ليـسـت بأفـضل من أوضاع وأحـوال شعـرب تونـس ومصر وغـيرهـا, وهـي (السـلطة العـليـا) وبرغـم هــذا الكـم الهـائل من القـتـلى والجرحـى, وبرغـم الرفـض الشـعـبي والإدانـة محـليـا وإقـليميـا ودوليـا (تفـاعـلات وردود أفـعـال المنظمـات والهـيئات الحكـوميـة وغـير الحكوميـة), لممـارسـاتهـا وسـلوكيـاتهـا, نجـدهـا ماضيـة في تـعـنتهـا وإصرارهـا عـلى العـنـف والقـوة, أي أنهـا مـصرة عـلى المضي فـي الخـطئ, بـل والخـطيئـة.

إننـي أجــد أن ســلوكيـة السـلطـة العـليـا, السـياسـية والامنيـة والإعـلاميـة, لـن تقـود إلـى إنهـاء الأزمــة وفـقــا لمــا تـطمـح بــه غـالبيــة السـورييـن, فـالعـنـف لـم ولــن يحـل أزمــة كـهـذه, فـهـي كانـت ولاتـزال ازمــة ثـقــة والثـقــة لا تـنـتـج أو تـسـتعـاد بـالعـنـف, بـل فـإن العـنـف هـو عــدوهـا الأخـطـر, لــذا أجــد أن عـلـى هـذه السـلـطـة أن تـبـدأ فــورا بإتخـاذ قـرارات وســلوكيـات إنتــاج وتـعــزيـز الثـقــة, فـعــلاقــة السـلـطـة والشــعــب هـي فـي حـقـيقـتهـا عـلاقـة شـــراكـــة, ولكـي تـدوم الشـراكـة وتتـطـور لابــد من الثـقــة المتـبـادلــة, إننـي أعـتـقـد أن فـرص إنـتاج الثقـة وإمكـانات تـعـزيزهـا لـم تـسـتـنـفـذ بعـد, وعـليــه أجــد أن عـلـى السـورييـن, وفـي مـقـدمتهـم القـيـادة السـياسـية, أن لايـضيـعــون الفـرصـة الأخـيـرة وأن يـعـلـنـون العــودة إلـى العـقـل والحكمــة. إن المهمـة الرئـيـسـية والأهـم التـي يجـب ان تقــوم بها هـذه القـيـادة ممـثـلــة بـرئسـهـا السـيـد بـشــار الأســد هــي الأمــر بإيقـاف حمـام الـدم الـذي أنتجـتـه وتـرعـاه الأجهـزة الأمـنيــة, ومـن ثـم الإعــتـذار (وهـو شـجـاعـة) عـن سـقـوط هـذا الكــم الهـائـل مـن الضحـايا, وتـسـمـيـتهـم شــهـداء سـوريـة الجـديـدة, وإعــلان قـبـول نـــداء عــقــد مـؤتمـر الألـف ســوري الـذي أصـدره تجمــع تـــود الســوري, والـذي أعـلـم أن العـديـد مـن القـوى والتجمـعـات والشـخـصيـات الوطـنـيــة الســوريـة قـد أيـدتـه وإنـضمـت إليــه, والعـمـل على إنجـازه وجـعـلــه بـدايـة لإنتــاج الثـقــة ولإعـادة بنــاء ســوريـة عـلـى أسـاس عـقـد إجـتـماعـي جـديـد (دسـتـور) يعـيـد الأمــن والأمـان للـدولـة وللـشـعـب, ويـضـع سـوريـة في طـريـق التـنـمـيــة الحـقـيـقـيـة والشـاملـة.

إن الأزمـات والصعـاب التـي تمـر بهـا الـدول والمجـتمعـات يجـب أن تـكـون فـرصـا ومنـاسـبات لإجـراء وقـفـات مراجعـة وإعـادة نـظـر فـي النهـج والمنهـج المتبـع, وتلمـس عـيـوبـه ونواقـصـه, فـانهـج السـليم لاينتـج أزمـات ولايقـود بـهـــذا البلـد أو ذاك إلى صعـوبات أو مخاطـر, إنمـا يقـود مـن نجـاح إلى آخـر, امـا النهـج "الأعــــوج" فـهـو الـذي يقـود ليس إلى أزمـات وصعـاب فـحـسـب, بــل وإلـى كـوارث, وعـليـه فـإن ماقـاد ويقـود السـورييـن إلى إعــلان إنتفـاضتهـم فـهــــو بالتـأكـيـد نهـج وممـارسـات الإدارة السـوريـة, المتمـثـلــة بهـذا النظـام الذي يحكـم سـوريـة منـذ أكـثـر من عـشـر اعـوام, وعـشـرة اعــوام هـي كافـيـة جــدا لإنتــاج وتنـفـيـذ الإصـلاح الحـقـيقـي والشـامـل, الـذي لايـريـد الســوريين اسـاســا غـيره, أمـا مقـولات أن هـنـاك جـهـات واجـنـدة خـارجـيـة, تـريـد تـرويض سـوريـة وإخـراجهـا مـن "المعـركــة" فـهـي لاتعــدو,بأحـسـن الأحـوال, عـن كـونهـا محـاولات للتـهـرب مـن المسـؤوليـة وإخـفــاء عـجـز وإفـلاس النظـام فـي تلـبيـة الإحـتـيـاجـات والحـقـوق الماديـة والحـضاريـة للمـواطـن.
إننـي أجـد أن النظـام هـو الـذي قـاد سـوريـة إلـى هـذه الأزمــة, وعـليـه هـو تقـع مـسـؤوليـة إنقـاذهـا, والفرصة لاتــزال حـيـة, وأقـصـد إعـلانـه قـبول نــداء تجمـع تــود والقـوى والنخـبة الوطنـية السـوريـة, وإتخـاذ كافـة التـدابيـر لإعـــادة الهــدوء والبـدء بالإصـلاح المنـتـظـر, أمـا ماعــدا ذلك فلايعـنـي سـوى أن هـذه القـيادة لاتــريـد هـذا الإصــلاح ولم تضعـه يومـا عـلـى جــدول اعـمالهـا, إذ القـضيـة اصبحـت إمـا عــدم الإرادة أو البــدء فــورا وحـالا اليوم قـبل غـدا, فـاســورييـن ســئـمـوا مـن الـوعــود, وإن لـم تحـقـق القـيــادة إرادتهــم فـسـوف يـزيحـونهـا, فـعـهـد الخــوف قـــد إنـقـرض ولــن يـعـــود, وآلـة القـمــع وآليـاتــه لـم تـعــد ناجـعـــة ومـن يـراهـن عـليهـا كمـن يـراهـن عـلى كـسـب ســبـاق الخـيـل بحـصــان أعــــرج.



#مروان_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النداء الثالث الى القيادات السورية
- مؤتمر الالف سوري...حان أوانه
- إتجاه آخر لإخراج سورية من أزماتها...عل وعسى
- وأين جديد الأسد في جديد السوريين؟!
- ماهو دور الرئيس السوري بمجزرة درعا؟؟
- درعا تريد الإصلاح وليس التعازي أيها الرئيس
- مبادرة اصلاح سورية
- سورية بين بلطجية النظام ودكاكين السياسة
- نار البوعزيزي بردا وسلاما على 160 مليون مشرقي.
- السعودية: التظاهر ممنوع لمخالفته الشريعة!!!
- الليبيون من -خرقة- القذافي إلى علم الإستقلال
- (الشعب السوري ما بينذل) إنذار..أم رسالة..أم كلاهما؟!
- إلى فارسنا الاسود في البيت الابيض طالما ان ظلام المشرق انجلى
- إلى فارسنا الأسود في البيت الأبيض طالما أن ليل المشرق إنجلى
- وإذا سورية سئلت بأي ذنب قتلت!!
- خامنئي يقول ان ثورة المصريين هي هزيمة لأمريكا!! فماذا سيقول ...
- في سوريا...الرفاق حائرون ويتساءلون
- لايعتقد أن الشعب السوري بهذه السذاجة يافخامة الرئيس
- هل تستوعب نخب المشرق أخطائها؟؟!!
- ثورة تونس هي عبرة ياسيد اوباما


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - وماذا بعد!! طالما أن العنف لايحل أزمات سوريا