أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مروان حمود - وإذا سورية سئلت بأي ذنب قتلت!!














المزيد.....

وإذا سورية سئلت بأي ذنب قتلت!!


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 23:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لاشـك أن سـوريـة بحـاجـة ماســة جـدا إلى التغـيير, التغـيير بإتجـاه إنقـاذهـا مـن كافـة الأزمات التي أنتجهـا إحـتكـار الـسـلطـة مـن قـبـل أنظمـة العـسـكر والأجهـزة الأمنيـة والآن العـائلـة, فالإحـتكـار والعـسـكر وأجـهـزة الأمـن والعـائلـة لـم تقـدم لـسـورية ما يؤسس لدولـة المـؤسسـات الفـاعـلــة, التي تضمن لمـواطـنيهـا الأمــن والامـان المـادي والمعـنوي الحـضاري, بل ( وكمـا في كل زمان ومكان يكون الإحـتكار فـيه سـيد الحال) أن ذلك يقـود إلى غـياب الدولـة وشـلل المـؤسسـات, الأمـر الـذي تعـاني منـه سـورية والسـوريين اليـوم. فـالـواقــع والحـقـائـق في سـورية يؤكـدان, وبـشكل يومـي منـذ عـقـود, أن شـلـل المـؤسسـات وتغـييـب الـسـلطات الـرقـابيـة, وخـصوصا الإعــلام, لـم يكــن كنتيجــة لأخـطاء وقـعـت هـنا أو هـناك, بـل كنتيجــة لسـياسـة ممنهجــة إتبعهـا الرئيـس الـراحـل حـافـظ الأســد وأقـليـة مـن المقـربيـن جـدا إليـه, أراد بـها تحـويـل سـوريـة بكـل مـن ومـا فـيهـا إلى ملكيـة خـاصة تلبي حـاجاتـه وتخـدم مصالـح شـركائـه محـليـا ودوليـا.
السياسـة المـذكورة ألحقـت بسـوريـة أضرارا ماديـة وحضاريـة, عـموديـة وافـقـية, أدت إلى ظهـور أزمـات أصـبح من الصعـب تجـاوزهـا بإجـراء "تـرقـيعـات" هنـا أو هنـاك, كمـا يفعـل الرئيـس الشـاب, بـل أن عـمـق الازمـات وشـموليتهـا تظهـر أن التـغـيير أضحـى المخـرج الوحـيد منهـا.
التغـيير أصبـح إذا المخـرج الوحـيد الذي "ينتشـل" سـورية من أزمـاتهـا, ولكـن في هـذه الحـال لابـد مـن السـؤال عـن قــوى التغـيير وحـواملـه الذاتيـة والموضوعـية, فـالتغـيير إلى الأفـضل يتطلب توافـر أدواتـه وآليـاته, فـهـل أنتـج السـوريون ذلك, بحـيث يحـققـون ماتطمـح إليـه المـلاييـن السـورية بمخـتلف إنتماءاتهـا القـوميـة والمذهـبية والطـائفـية والمناطـقيـة, وأيضـا بمخـتلف شـرائحهـا ومشـاربهـا الفـكريـة؟؟ إننـي بكل صراحـة أجـد أن الظـرف الاساس لـم ينتـج بعــد, وماحـصل ويحـصل منـذ يـوم الخـميـس, الثالث من شـباط يؤكـد أن عـلى السـاحة يوجـد أجـنـدة متعـددة ومخـتلفـة, قـوميـة وطائفـية وحـزبيـة, تـذكـر بمقـولـة ( التسـابق إلى سـلخ الـدب قـبـل إصطيـاده), إذ وجـدنا التيـار الإسـلامي الديمقـراطي المسـتقـل (أحـد أطراف إعـلان دمشـق) يـدعـو, بمعـزل عـن إعـلان دمـشـق, إلى الخـروج إلى الشـارع يوم الخامس من شـباط لإعـلان ماأسـماه يـوم الغـضب السـوري, وبعـد ذلك الإعـلان وجـدنـا جماعـة الإخـوان يعـلنـون عـن ثـورة سـورية في يوم الرابـع من الشـهر ذاتـه, وفي الأثنـاء ذاتهـا سـمعـنا أن الـسـيدة سـهـير الأتاسـي نـزلـت مـع مجـموعـة من الناصـريين في مظـاهرة أمام السـفـارة المصرية ومن ثم إلى سـاحـة باب تومــا!!!! وفي شـمال شـرقي سـوريـة ظهـرت أصوات تقـول أن الثـورة السـورية إنطلقـت من إحـدى قـرى "قـامشـلو", وامــا بعـض المعـارضين مـن حمــاة فـبـدأو بـسـن أقلامهم معـلنين أن يـوم الثـأر قـد حـان!!!.
التغـيير ضروري نعـم, ولكـن إلى أيـن؟؟ وبمـن؟؟, فـهو إن لـم يكـن مـن أجـل حيـاة أفضل لكل السـوريين لـن يكـتب لــه النجــاح, وهــذا للأسـف مانـراه ونـشـهـده منـذ الثالث من هـذا الشـهر. ســوريا ليـسـت ملك لطـرف واحـد, وشـعـب سـورية أوعـى مـن أن يجــــر إلى معـارك هـذا وذاك, ولـن يكـون وقـودا لـثـورة لاتحـافـظ عـلى الوحـدة الوطنيـة ووحـدة الأرض والتراب, فـهـو ضاق الأمـريـن.
إننـا نعـيش في عـالــم مابعـد ثورة الياسـمـين, وأعتتقـد ان الجميـع قـد رأى وسـمع والـدة شـهـيد حـرية تونس وعـموم المشرق عـندمـا ذهـبت إلى مــرقـد إبنهـا الأخـير لتـقـول: يامحمـد ياوليدي أنت فـتحـت الأبواب... نعـم هـي قـالت الحقيقـة, فالبوعـزيزي فتح أبواب تحـرر شـعـوب المشرق من أنظمـة الطغـيان والإسـتبداد, بمـا في ذلك أبواب تحـرر شــعب سـورية, وبرغـم الإخـتلاف الكـبير بين سـورية وكل من تونس ومصر وحتى اليمن والأردن, فـأن هـذا الشـعـب لـن يفـرط بمـا هــو ثمـين جـدا لـديـه, وأعـني وحـدتـه الوطنية ووحـدة اراضيـه, فـسورية هي أصـغـر من أن تجــزأ وفي الوقـت نفـسه هي أكـبر من أن تبتلــــع أو تأسـر من قـبل هـذا أو ذاك.
التغـيير قـادم وليت الرئيس الشـاب يعـود إلى عـالم الواقـع والحقيقــة ويتحـرر من أباطرة الفسـاد والإسـتـبداد الذين دمـروا سـورية, وسـيكونون السـبب في تدميره هو أيضا, إننـي أعـتقـد أن الحـقـد والثـأر ليس من طبــاع الغـالبيـة في بلـد الحضارة والرقي, إنني أجــد أن مـوعــد تحــرر الرئيس وبالتالي الشـعـب أصبـح في المنــال.



#مروان_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خامنئي يقول ان ثورة المصريين هي هزيمة لأمريكا!! فماذا سيقول ...
- في سوريا...الرفاق حائرون ويتساءلون
- لايعتقد أن الشعب السوري بهذه السذاجة يافخامة الرئيس
- هل تستوعب نخب المشرق أخطائها؟؟!!
- ثورة تونس هي عبرة ياسيد اوباما
- ليس ضد ناطحتات سحاب الخليج... ولكن بعد ناطحات الفقر والفساد
- نداء الى خادم الحرمين ان يستضيف بقية الرؤساء العرب
- تعليق بسيط على مقالة الخنوع ام التمرد للاستاذ اكرم شلغين
- الى حكماء الحارة... عل وعسى!
- المضحك المبكي في الشان السوري العام
- الاسلام هو الحل... ام هو المشكلة
- ايهما التوسعي, الصهيونية ام الملالي
- الغزازوة تحت النيران...لكن من اجل من!!
- الأسد وفيينا وإنقاذ مايمكن إنقاذه
- -الثعلب المبتسم- ودوره في ادارة سورية وعموم المشرق العربي
- مقالة
- البحار عربية!... أما الأمواج!!
- المشرق بكافة أقوامه وشعوبه ومواطنيه يودع عاما آخرا مليئا بال ...
- العرب والحذاء والعشق الجديد
- الجهل والدجل لدى خطباء التلفزيون


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مروان حمود - وإذا سورية سئلت بأي ذنب قتلت!!