أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - البحار عربية!... أما الأمواج!!















المزيد.....

البحار عربية!... أما الأمواج!!


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكـاد مفـهـوم القـرصنـة أن يكـون ظـلا أو تـوأمـا لمفـهـوم المضـائـق المـائيـة عـامــة، فمنـذ القـدم، كانت القـرصنـة أحـد أسـالـيب السـطو والنهـب المـادي (المـواد الغـذائيـة والميكـانيكـية وغـيرهـا من البضائــع), بمعـنـى السـطو عـلـى ما يتعـذر شــرائـه أو إمتــلاكــه, بقـصـد إمتـلاكــه أو بيعــه وجنـي الأربـاح. والقـرصنــة كانـت حتى زمـن قـريـب حـرفـة كمـا بقـيـة الحـرف. يتخـصص بهـا سـكان منـاطـق جغـرافـيـة معـينــة، هــم سـكان الســواحـل والمضـائـق المـائيـة والبحــار الضـيقــة. أمــا الآن ، فنجــد أن القـرصنــة لم تعـد حـرفــة فـقــط، إنمــا تحـولـت إلــى مهـنـة تـدر عـلـى ممارسـيهـا أربـاحـا هـائلــة، مـاديــة ومعـنـويــة، إذ لـم تعـــــــــد البضـاعــة بحـد ذاتهـا هـي الهـدف. إنمــا أصبحـت البضاعـة وحـامـلاتهـا ،عـبـارة عـن أدوات ووسـائـل ضغـط. أدوات للحـصول علـى المــال.ووســائـل للحـصـول علـى ماهــو أهــم!.

ظـاهـرة القـرصنـة, كمهـنــة وكـوسـيلـة لنـيــل ماهـو أهــم مـن المـال والكـسـب المادي، تحـولـت كما ونوعا خـلال السـنـوات القـليـلـة الماضيــة،إذ لـم يعــد يمــر يـوم تقـريبـا، دون أن نـســمـع أو نـرى، عـبـر وسـائـل الإعـــــــلام المخـتـلفــة، خـبـر هجـوم مـسـلـح علـى يخـت أو إخـتطــاف باخــرة أو ناقـلـة, هــذا التحــول ربما كان طبيعيا لـو أنــه شــمـل كافــة المضائــق في العـالــم، ولكــن لكـونــه يقـتصـر عـلـى مضـائـق وســواحـل الشـرق الأوسط فـلابــد مـن التـسـاؤل والتمعــن فـي دوافـعـــه. والبحـث عـن المـسـتفـيديـن منــه ،ومـن ثـم الخاسـريـن، مــع عـدم إهـمـال أهـميــة ســواحـل الشـرق ومضائقــه فـي التجــارة الـدوليــة عـمـومـا والنفـطيــة خصوصا.

التحكــم بالمضائـق المـائيــة، كمـا هــو معـلـوم، يقــود إلـى التحكــم في التجــارة الـدوليــة. وهــذا بـدوره يقــود إلـى التـأثير عـلى السـياســة الـدوليــة، إن لــم نقــل التحكــم بهــا. فـلمصلحــة مــن ســيـكون ضـرب المــلاحــة مـن وإلـى وعـبر بحــور الشـرق!! هــل لمصلحــة شــعـوب الشـرق ودولهــا؟ هـل لمصلحـة دول وشـعـوب أوربـا؟ أو الـولايات المتحــدة؟؟, لاأعـتـقــد ذلـك, لكـننـي أعـتـقــد أن الأمـــر يتعـلــق بالهـيمنــة. ومـن يـســتطيـع الهـيمنـة عـلى مضائـق وبحــار الشـرق ســوف يهـيمــن بـســهـولـة نـادرة عـلـى يابـسـتـه, وبالتـالـي عـلـى كـل شـــؤونـه, وإن أخـذنـا إمكانيـات الشـرق الأوســط وشـمال افـريقـيــأ الماديـة وغـيـر المـاديـة، بعـيـن الإعـتـبــار, لـوجـدنـا أن السـيطرة عـلى هذه المناطق هـي, كمـا كانـت دومــا, هــدفـا رئيـسـيا لكـل القـوى ذات التـوجــه التـوســعي ـ الإســتـعـمـاري, وخـصوصـا تـلـك التــــي تـؤمــن بتفــوق ما، كمــا هــو الحــال لــدى مــلالــي إيــران.

مــلالـي إيــران، وفـقــا للـسـلـوكيـات والممـارســات، كمــا غـالبيـة حكــام الفـرس، يعـتـقـدون بتـفـوق امــة الفـرس عـلـى غـيرهـا من الأمــم,(( فـهـي "أمــة الملـوك" والمـلـوك هــم وفـقــا لأهــم دياناتهــم (الـزرادشـتـيــة, التي تـؤكـد علـى الطبيعــة الإلهــية للملكــية) نــواب الخـالــق (أهـورا مـزدا) علـى الأرض)), وخـصوصـا أمـم وشــعـوب الجــوار، وفـي مقـدمتهـا الـشــعـب العـربـي, "البــدو", ويـذهـبــون فـي هــذا الإعـتقــاد إلـى أبعــد حـدوده! أي إلـى ممـارســة هـذا "التفــوق" عـمليــا,. وبـشـكليــه المـادي والـروحـي!!إذ تبــرز روحـانيـة الإعـتـقــاد المـذكــور حاليـا عـبـر محـاولاتهــم في تـشــييـع ســكان المنطقــة بأي شــكل وتـسـييرهـم وفـقـا لمبـادئ "الثـورة"، مـسـتـغـليـن كافـة الإمكانات والظـروف, وفـي مقـدمتهـا إســـتياء شعوب المنطقة مـن ممـارســات الإحـتـقــار والإســـتـبداد الـتي تمـارســها الأنظمـة الحـاكمــة بحقــها. مــرورا بالفـقــر والحـرمـان الـذي يعـانيــه المـواطـنـون في غـالبيـة الـدول ( كاليمـن والصومال وسـوريا والأردن ومصـر وتونـس والجـزائـر إنتهـاءا بالمغــرب), وليس إنتهــاء بإســـتـغـلال القـضايا العـالقــة، وفي مقـدمتهـا قـضيــة فلـسـطين، كقـضيــة يـسـهـل المتـاجــرة بهــا بإســتـعـمال بعـض الـشــعـارات التـي تجـيـش العـواطف والمشـاعـر. فـتـشـييــع المنـطقــة لـم يعـــد هــدفـا بحــد ذاتـــه، بقــدر ماهــو وســيلـة مـن أجــل تحـقـيــق هــدف آخـــر في غـايــة الأهـميــة. إذ أن جعــل "التفــوق" (تـابــع ومتـبـوع) حـقـيقــة يتطلـب عـشـرات الخطـوات والـوســائـل. ومـن أهـمـهــا البــدء في التـأثـير عـلـى الإرادة العــامــة تمهـيــدا لـسـلبهـا ،وبالتـالــي تـوجـيههــا وفـقــا لمـا تقـتـضيــه الحاجــة، وحـسـب ظـرفي الـزمـان والمكــان. فـالهـيمنــة وســلـب الإرادة العـامـة وتـوجـيههـا، تكمــل أسـس الجـانـب الآخــر والأهــم الذي يجعـل "التفـوق" حـقـيقــة وواقــعا يـؤدي وظـائفــه عـلـى أتــم وجــه.

نظــام المـلالـي, ومنــذ ســلبهــم لثمـار ثــورة الإيـرانـييـن، التي أطاحـت بنظــام الشـاهـنـشــاه وإلـى يـومنـا هــذا،بـــدأوا العـمــل عـلـى تصــديـر "الثـورة" روحيــا (التـشــيع)، طبعـا ، كـوسـيلـة من أجـل تحـقـيق غـايـة. ومـن الجانـب الآخــر نجـدهــم يـبـذلــون قـصارى جهـدهــم، ويـوظفــون كـل ما بـوســعـهـم مـن أجــل بـســط نفـوذهــم وهـيمنتهــم عـلـى المنطقــة بهـدف تحـقـيــق حــلـم ،طالمــــا راود أباطــرتهـم منـذ القــدم، ألا وهــو قيام الإمـبـراطـوريـة العـظمــى، إمـبراطـوريــة بنـي فـارس التـي "تحكـم" المـشــرق بـرمتــه، وتـكــون في ذات الوقـت ـشـريكا أسـاسـيا للـدول العـظمـى، التي تقـتضي مصالحهـا الحيـويـة أيضا التـواجـد بهـذا الشـكل أو ذاك في المـشـرق، لا بـل والإنفـراد في إدارة شــؤونـه. فالمـشـرق كمـا ذكـرت، وكمـا هـو معـلوم يتمتـع بمـيـزات تجعـل السـيطـرة عـليـه هـدفـا رئيـسـيا من قـبـل كافـة القـوى السـاعـيـة إلـى لعـب دور أسـاسـي أو قـيـادي. ومـن هـنـا نجـد أهـميــة المضائـق البحـريــة. ونجــد أيضــا دوافــع تـركـيز نظــام المـلالـي عـلى الإنفـراد في إدارة الأقـاليـم والـدول التـي تـشـرف علـى تلك المضائــق، كالإمـــارات واليمــن والصومـال ومصـر وصـولا إلـى المغـرب العـربـي.

مـن يهـيمــن علـى مضائــق المـشـرق وشــمال افـريقـيـا يمكنــه أن يـتحـكــم في التجــارة الـدوليـة بـرمتهـا. ويفـرض وجـوده كـشـريك أســاسـي في الـســياســة الـدوليــة. وهــذا مـا ســعـى ويـســعـى إليــه قــادة الفـرس. والـذي يعتبر نظــــام المـلالـي امتـدادا لهــم. فـنظــام المــلالـي ينـشــط في تلـك الأقــالــيم. ولايـوفـر جهــدا أو مـالا في ســــبـيـل فـرض إدارتــه عـلى الأقـالــيم المـذكــورة. فـفـي الخـليــج نــلاحـظ محـاولات تفـريـس شــيعــة العـرب مـن الكـويـت إلى عـمــان.وفـي الخـليــج أيضـا يـسـتـمر في احـتـلال الأحــواز وبلـوشـسـتان، ويمـانــع منـح شــعـبـا البـلديـن أي من أشكال الحكــم الـذاتـي. وفـي اليمــن والصـومال نجــده يعـمل بالمـال والسـلاح وغـيرهـا ،عـلى ربـط عـشــائر كـلا البـلـديـن وكـثير مـن القـوى والتنـظيمـات الـسـياسـية والـديـنـيــة بـإدارتــه. وهـاهــي مـلامــح إرتـبــاط هـــؤلاء تظهــر، ومــا القـرصـنــة ســوى أحــد تلك المــلامــح.

ولعـل عـمليــات إعــاقــة الحـركــة المـائيـة في بحــر العـرب ومـضيق بـاب المنـدب، والتـي تـبـدو كمجـرد قـرصنة وقـراصنـة، هـي في حـقـيقـتهــا جــزء مـن مـشــروع الفـرس الأوســـع. وهي ليست ســوى بـدايــة لبـسـط نفـوذهــم عـلى كافــة المعـابر المـائيــة لأهــم إقـلــيم.
المـشــروع, وفـقــا للمـؤشــرات، هــو إذا الهـيمنــة وبـســط النـفـوذ. فـاليــوم "القـراصنـــــة" يصولـون ويجـولـون في بحــر العـرب. وغــدا في الـســويــس ومـضيــق جـبـــل طـارق. إنهــا قـرصنــة حـقـيقـيـــــــة!!

أمـــواج الكـسـرى والفـقـيــــه تجـــوب وتـعـــــوم في بحــار وخـلجــان ومضـائــق وســـويــسس العــرب، فـهــل للعــرب "قــراصـنتهــــم"؟؟. المــلالـي يـوظـفــون أعـــراب اليمــن والصومــال اليــوم، وعلـى الأغـلــب أنهــم يحـقـقـون نجــاحا باهــرا! ومـاذا لــو يحـالفـهـــم الحــظ بمعـيــة وعــون حمـاس وحــزب اللـــه، وغـيـرهــم مــن "اخـــــوان"!!!.. لابـــــد مــن التـمـعـــــــن. فـالغــايــــة تـبــرر الـوســـيلـــــــــة!.

أمــــواج الفــرس تجـــوب بحــــور العــــرب، فـهــــل مـــن "كــاســــحات" أمــــواج؟؟, لـــم لا، فـالأمــر وصــل إلـى كــــــــــن .... أو لاتكــــــــون..... فـالبحــار عــربيـــة، امـا الأمـــواج فـفــارســية وزرادشــتـيـة ايضــا.

البـاحــث عـن "كـاســحات" الأمــواج الفـارســيـة



#مروان_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشرق بكافة أقوامه وشعوبه ومواطنيه يودع عاما آخرا مليئا بال ...
- العرب والحذاء والعشق الجديد
- الجهل والدجل لدى خطباء التلفزيون
- الجهل والدجل لدى خطباء التلفزيونتات!!
- التحرير والتوسع وفقا لمشروع التغيير والوفاق
- مشاركة... المدنية والعراق حول ملف الانتخابات
- -الثوابت الوطنية- بدعة أم حقيقة
- المؤسسات في نهج الأنظمة السورية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - البحار عربية!... أما الأمواج!!