أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مروان حمود - المؤسسات في نهج الأنظمة السورية















المزيد.....

المؤسسات في نهج الأنظمة السورية


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 08:53
المحور: المجتمع المدني
    


إن كانت الدولـة وفقـا لمـا تقـره العـلـوم ، والتجـارب الإنـسـانيـة ، هــي تكـامـل مجمـوعـة مـن الأسـس والمقـومـات ، كالارض والـشـعب والمـؤسسـات وغـيرهـا ، وإن كـان تقـدم أوتخـلف دولـة مـا يعتمــــد
عـلى نـسب تكـامـل تلك الأسـس ، فأيـن سـتكون مـرتبـة الـدول التـي يختـل فيهـا هـذا التكـامـل إلـــــــــى
درجــة فقـدان أحــد هــــا . الـدولـة ، لابـد وأن تـؤدي جملـة من الـوظـائف ، هــي بمجمــــوعهـــا
جملــة الـوظـائف التـي يـؤديهـا كــل أسـاس مـن أسسـهـا . ومـاذا سيحـل بـدولـة مــا حـين تـشـل فيـهـــــا
إحــدى المـؤسسـات ، أو معظمهــا ؟؟

ســوريا ، كمـا غالبيــة دول العــالـم " الثـالـث"، وضمــن حـدودهــا الراهنــة والمعـترف عليهــا دوليا ،
قامـت عـلى مجـمــوعـة الأسس تلك ، جعلتـهــا مـؤهلـة لتكـون دولـة، وفقـا لمـواصفـات ونـظـــــــريـات
عـلــوم الـدول والمجتـمعــات . فهــي تقـوم علـى بقعــة جغـرافيـة محـددة وواضحـة الحـدود ، تقـطنهـــــا
شـعوب متعــددة القـوميـات والأعــراق ، وتنظــم نـشـاطهــا العـام وفقـا لمجمــوعـة نظـم وقـواعـد واضحة
" الـدسـتور"، وأيضـا الشـرائـع كمـا جمـلة مـن الأعــراف . تـديـرهـا سـلطـات رئيسيـة ومـؤسسات مكملة.
الـدولـة الـسـورية هــذه عـاشـت وتعـايشـت ، داخليـا وخـارجيـا، مـؤديـة وظـائفهـا بشكل معقـول بل وجـيد،
ممـا جعـلهـا ، آنـذاك، فـي مقـدمـة الـدول التـي إستقـلت في ذات الفـترة . حيث المـؤسسـات والـسلطــــــات
الفـاعلـة، وحـيث الـرقـابـة والمـشاركـة ، ومـسـاهمـة الفـرد والجمــاعـة ، بشكــل إيجـابـي ومنظـم فـــــــي
حمـا يـة المكـاسـب ، وتطـويـر الأداء العـام بكـتل أشـكالـه .

الـدولـة والمجتمــع آنـذاك ، أكمــل كـل منهمــا الآخــر ، إذ شـهدت ســوريا ذروة أداءهـا ، إلا أن ذلك لــم
يستمـر طـويــلا ، حيث جمـلـة مــن الظـروف ، ذاتيـة ومـوضـوعيـة، أدت إلى وقــوع أخطـاء عــديـــــدة
وفـادحــة ، أنتجـت بـدورهــا شــللا فـي الأداء وأيضــا النـشـاط العـام ، ولاحقـا عطـلتـه نهـائيــا .
فــي مقـدمـة تـلك الأخـطــاء مـوافقـة القيـادة عـلى ضــم ســوريـا إلــى مصــر ، فـي ماأسـمي " مـشروع
الــوحــدة" . هــذ الخـطوة كـانت بمثـابـة ضـربـة قـاضيــة لكــل مــن الـدولـة والمـجتمــع الـسـورييــن . إذ
الـقراءة الخـاطئــة للتطــورات عـلى الـسـاحـة الـدوليـة، قــاد إلى إسـتقـراء خــاطئ للنتـائـج والإنعـكـاسات
على الساحتين الإقـليميـة والـداخـليـة ، هـذا مـاقـاد بـدوره إلى إتخــاذ القيـادة الـسـوريـة للقــرار الخـاطـئ،
بــل اللامـسـؤول ، إلحــاق ســوريا بمـصــر، والتخـلي عـن كافـة الـبرامـج التنمـوية ، التـي بـدأت تحـبـــو
بعـيد الإسـتقــلال .

"الــوحــدة" تـلك ألحـقت بـسـوريا أضـرار كـثيرة ، معظمـهــا فــادحـة نالـت مـن البنــى الأسـاسيـة ، أهمهـا
تعـطـيل المـؤسسـات الـوطنيـة وإلغـاء دورهـا ، ورؤيـة الأمـور وفقـا للمصـالح الـذاتيـة المصـريـة ، وبالتالي
مصـادرة حــق شعـب ســوريا فـي بنـاء سـورية وفقـا لمصــالحـه وطمـوحـاتـه . تلك الخـطوة ، ونتـائجهـــــا
شـكلت بــدايـة إنتـكاسـة مـسيرة ســوريا ، ولنـستـعرض بعـض منهــا :

إلغــاء ومنــع النـشـاط الـسيـاسـي ، وكــل أشكال النـشـاط المجتمـعـي العـام .
تهـجـير وقمــع المعـارضــة .
فــرض قـوانيـن ملكيـة غـريبـة ، تمـت وفقـا عليهـا مصـادرة الأراضـي والممتـلكات ، حـسب ماأسـمـــــوه
قــوانيـن " الإصــلاح " .
تـدميــر الطبقـة الـوسـطى ، وتهـجير الأمــوال وفــرض نظـم الإقتصــاد اللينينـي .
تعـطيـل القـطـاع الصنـاعـي ، وفــرض البطـالة ، والبيـروقـراطيـة .
فــرض أسس حياتيـة غـريبـة لاتتنـاسـب أو تتمـاشـى مـع أي مــن الأنمـاط الـسـائـدة ، والتي مـيزت ســوريا
وعمـوم الـشـام عـنم غـيرهـا مـن الأمــم والمجـتمعــات. والكـثير الـذي أضــر بـسـوريا وأعـادهـا سـنين ، بل
وعقــود إلـى الـوراء .

مـا أن خــرجت ســوريـا مــن ورطتـهــا ، وكـادت تـسلك طـريق المعـافـاة حتـى وقعـت ضحـية لإنقـــــــلاب
آذار ، الذي تابـع نهــج عـبد المـاصـر ، وفقـا لتسـميات جـديدة .
إنـقــلاب آذار أكمــل مابـدأه عـبد النـاصـر ، إذ ألغـى بـدوره أوجـه النـشـاط المجتمعـي العـام ، وجـنـد كافــــة
إمكـانـات وطـاقـات سـوريا خــدمــة لتـرسيـخ إحكــام القبضـة الحـديـديـة عـلى مقـالـيد السـلطـة والإنفـراد فـي
الحــكم ، إذ نجـده ، وتـحت ذرائــع حمـا يـة مصـالـح قـوميـة "عليــا" و "مجـابهـة"عـدو خـارجـي ذا مطـاتـح
تـوسـعيـة ، وإبتـداع أولـويات تـوجب تأجـيل وتعلـيق المـصـالـح الـوطنيـة ، وإلى ماهنالك مـن تسميات ، بما
سـهل لاحقــا بتعـليق العمـل وفقـا للـدسـتور وإلغـائـه نهـائيـا وإستبدالـه بقـوانين تعسفية هـي حـالة الـطوارئ .

هـكذا نجـد إنقــلاب آذار ، كمـا " الـوحـدة" يعطـل ويلغـي المـؤسســات ، ويحـدث خــللا فــي أسـس الـدولــــة
قــاد بـدوره إلـى تـحويـهـا إلى مجــرد هيـاكـل وسـلطـاتهـا إلى مجـرد أدوات تنفـذ ماتـرتأيـه قيـادة " الثــورة".

نظـام إنقــلاب آذار ، والإنقــلابات التـي لحقتـه ، وخـصـوصـا إنقــلاب حـافــظ الأســد. كانت جميعهـا تجـدد إرادة ونهـج إلغــاء المــؤسســات ، مهمـا كان الثمـن، أي أن نظــام البعـث يـصــر علـى تـرسيـخ الخـــــــــلل
الـرئيـسي ، متعمــدا بـذلك إلـى عــرقـلـة تكــامــل أسس ومـقـومـات الـدولـة الـسـورية.

الـدولـة الـسـوريـة اليـوم لاتـزال عـاجـزة عــن أداء وظـائفهــا ، وأيضــا لايشـهد المــرء مــن قبــل قيــــادة
الـشـاب بـشار الأســد أيــة محـاولات لإعـادة تفعـيــل المـؤسســات ، وهــذا يقــود إلـى قنـاعـة أن هنــــــاك
مخططــا متكــامــلا يهــدف إلــى البقــاء عـلى الـوضــع كمــا هــو عليــه . وعليــه لــن تتمـكــن ســــــــوريـا
مــن معـالجــة أو إيجــاد حـلـول نـاحعــة لأي مــن الصـعـوبـات ، نـاهيـك الأزمـات التـي تـواجههـا وتعيـــــق
نهـضتهـا . ومــا هــذ التخـبـط والتلـكــؤ الـذي نــلاحظــه فــي أداء القيــادة الـسـوريـة إلا دليــلا علـى مــسـاوء
فقـدان أهــم أسـس الـدولـة .

بـلــد تتعطــل فيــه المـؤسســات ، يتعطــل فيــه كــل شـئ . وبقــاء ســوريا رهينــة أخطــاء وخطـايا قـادتها
وتجـريـدهـا مــن اهــم مقــومـات وجـودهـا وصـيرورتهــا لــن يسـهـم أبــدا فــي أن تنهــض أو تسـتعيـد ذاتها.
بــل سيقـود ذلك إلـى مــزيـد مــن الإنحـطــاط وإلــى مــزيــد مــن الصـعوبات والأزمـات .

لمصلــحــة مــــن ، ومــاذا، ألغـيــت المــؤسســات ؟؟؟؟
المــؤسســات هــي عمــاد الــدول والمجتمعــات ... فهــل مــن عمــاد لـسـوريا ؟؟؟



#مروان_حمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حراك الجامعات الأميركية يتواصل رغم الاعتقالات ويصل كندا
- انتقاد أميركي للعراق بسبب قانون يجرم العلاقات المثلية
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- لازاريني: المساعي لحل -الأونروا- لها دوافع سياسية وهي تقوض ق ...
- تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس ...
- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مروان حمود - المؤسسات في نهج الأنظمة السورية