أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - سورية بين بلطجية النظام ودكاكين السياسة















المزيد.....

سورية بين بلطجية النظام ودكاكين السياسة


مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 23:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



معـلوم أن أسـباب وظروف رفـض شـعـوب المشـرق لحكـامهـم ولأنظمتهـم نضجـت منـذ عـقـود, إلا أن عـمليـة الإنتقـال بهـذا الرفـض من حـالـة التـذمـر الصامـت ( السـلبي) إلى حالـة الإحـتجاج الحـركي (النشـط) والفـاعـل بقـيت ضحـلـة وغـير مـؤثرة وتفـاوتـت من بلـد لآخـر, إلى أن أضرم الشـاب محمــد البـوعـزيزي النـار بجـسـده نهـايات العـام الماضي, هـذه النـار وماتـلاهـا في تونـس أكـد أن الرفـض والتـذمـر لايكفـيان لحمـل الأنظمـة "المتسـلبطة" على مقـاليـد حـكـم وإدارة عـمـوم بـلدان المشـرق, عـلى إحـترام حـقـوق وحـريات شـعـوبهـا, وأعـاد حـقـيقـة أن الحقـوق المغـتصبـة والحريات المصادرة (واقـع الحـال في المشـرق) لاتـسـتعـاد وتـسترد بـدون نشـاط إحـتجاجـي حـركي, إبـتداءا من الإعـتصام مـرورا بالإضراب و التظاهـر وصولا إلى الإنتفـاض والثـورة, الأمـر الـذي حـدث ورأينـاه في مصـر ودول أخـرى.
سـورية لاتخـتـلـف, بحـالهـا وأحـوالهـا, بمعـنـى أن نظـامهـا الحاكـم, كمـا أنظمـة تونـس ومصر وليبيا وغـيرهـا, هـو غـير شـرعـي ولايمثـل شـعـبه, إنمـا هـو نظـام ورث السـلطـة (المغـتصبة أسـاسـا) عـن والـده, وإسـتـمر في إنتهـاك حـقـوق وحـريات السـوريين بقبضة أمنيـة لامثيل لهـا, مخيبا آمـال الشـعـب والنخـبة, إذ أن هـذا الشـعـب منـحه فـرصة ثمينـة جـدا لشـرعـنـة وجـوده عـلى رأس هـرم السـلطة والقـيادة, حـيـث شـهـدنا ظـهـور المنتـديات العـلنـيـة التـي أمـدتــه (النظـام) بعـشـرات الآراء ـ الحـلول, التي تسـاهـم في إحـداث الإصلاح و النهـوض بـسـورية وإخـراجـهـا من الصعـوبات والأزمات التي سببها وخـلفـها تسـلط العـسـكـر عـلى كافـة المـؤسسـات, إلا أنـه أضاع تلك الفـرصة وأعـاد المسـافـة بينـه وبين الشـعـب والنخـبـة إلـى ماكانـت عـليــه.
إضاعـة فـرصة الشـرعـنـة المذكـورة والإســتمرار بإحـتكار السـلطات وتغـييـب المواطـن و المؤسسـات أدى إلى خـيبـة أمـل شـاملـة, وحـول عـدم الرضى إلعـام إلى قـطيعـة (بين الحاكم والمحكوم), بحـيث برزت ثانيـة قـناعـة (حـقيقـة) أن النظـام يعـمـل من أجـل تحـقـيق إرادات لاتمـت لإرادة الشعـب بصلـة, ولكـن ومـن أجـل تحقيق النظام لإراداتـه رغـم الرفـض الشـعـبي لهـا نجـده عـمـد إلى فـرضها بآليـات القـوة, أي عـبر الأجهـزة الأمنيـة واسـعـة الصلاحيـات, وهـذا واأسـميته بالبلطجـيـة. فأجـهـوة الامـن تضخمـت كمـا وكيفـا وتمـادت في عـدوانيتهـا وعـدم إكتراثهـا بحـريات الفـرد وبحـقوقـه الشـخـصية والإجـتماعـية, ومـن أجـل تحـييـده وإزاحـتــه( كعـقبـة بوجـه تحـقـيق النظـام لإراداتـه) أجـد دوافـع تلك العـدوانيـة (البلطجــة).
النظــام بـعـدوانيـة أجهـزة أمنــه (نعـم أمنــه هـو) تحـول إلى مطـرقــة يئـن الشـعـب تحـت ضربـاتهــا الموجعـة والمؤلمـة ماديـا ومعـنويا, ومـن الجانـب الآخـر أجـد أن الشـعـب ذاتـه يتـألـم ويعـانـي من عـجـز النخـبـة عـن تخـفـيف وطـأة المطـرقـة, وهـذا بالتـأكـيد (العـجـز) لـه عـوامل و أسـباب كثـيرة ومتـعــددة, منهـا الـذاتـي والموضوعـي والعـام والخـاص...إلخ, وهنـا لا أود الخـوض في التفـاصيل والتـشعـبات, إلا أننـي أرى أن أهـم أسـباب عـدم فـاعـليـة النخـبـة والقـوى المنظمـة وعـجـزهـا عـن تحـريـك عـجلـة الإصـلاح أوحمـايـة الشـعـب مـن مطرقـة النظـام يكمـن بتـشـرذمهـا, وبغـض النظـر عـن الإنقـسامات والإنشقـاقـات التي حـدثـت عـلى إثـر إنقـلاب حـافـظ الأسـد ودوره في حـدوثهـا, اجـد ان حـدثيـن آخـرين أثرا سـلبيا عـلى الحـراك السـوري وأزادا طينـة تـشـرمـه بلـة, وهـمـا إسـقـاط نظـام صـدام حـسـين في العـام 2003 وإغـتيـال رئيـس الوزراء اللبنـاني الأسـبق رفـيق الحـريري. الحادث الأول ولـد عـنـد البعـض إعـتقـاد أن الإدارة الأمريكيـة بقيـادة بوش والمحافـظون الجـدد تـريـد إســقـاط نظـام الأسـد أيضا, بـل وذهـب هـؤلاء إلى ماهـو أبعـد, بمعـنـى أن إدارة بـوش الإبـن سـوف تقـدم الدعـم المادي والمعـنوي (المال والعـتاد وغـيره) من أجـل ذلك, إذ ظهـرت عـلى السـاحـة حينهـا تجمعـات و"أحـزاب" وشـخـصيات لم تكـن مـوجـودة أو ناشـطة من قـبــل, والحـذث الآخـر الذي ذكـرته طـور الأمـر إلى ظـاهـرة, إذ أن توجـيـه اصابيـع الإتهـام لنظـام الأسـد والمحكمـة الـدوليـة, عـمـق الإعـتقـاد بأن سـقـوطـ هـذا النظـام بات وشـيكا, وهـنـا ظهـرت أمـواج وأفـواج اخـرى من "الأحـزاب والحركات والتجمعـات", بحـيث شــبهـت الحـالة بـالفـطـر.
الحـدثيـن المـذكوريـن إنعـكسـا عـلى الحـراك الوطنـي في سـورية بهـذا الكـم الهـائـل من "التجمعـات" و"القـادة" والزعـمـاء" وما بين هـذا وذاك, وهـذا ما أسـميتـه ب الدكاكين, إذ أن الحـراك الوطنـي مـن أجـل تحـرير سـورية من قـبضة العسـكر (الأن أجهـزة الأمـن) و تصحـيح وإصلاح أداء المؤسسـات والدولـة والنظـام يعـود إلى عـشـرات السـنين, وهـو ليـس وليدة التـواجـد العـسكري الأمريكي في العــراق أو المحكمـة الدوليـة.
سـورية والسـوريين تـأثرت إذا سـلبيا جـراء الحـدثين المذكورين, فـشراسـة أجهـزة النظـام إزدادت لتصل إلى حــد "البلطجــة", وتضخـم الأحـزاب بـدوره أربك الحـراك الوطنـي, إذ أن الكـم أســاء ولايـزال يسـيئ بالكيـف, فالمطلـوب هـو العـمـل المـؤسسـي وليـس الفـردي, والمؤسسـات هـي التي تغـذي وتلبي الحـاجــة الجمـاعـيـة ككـل, في حـين أن الدكـاكـين لم تعـد قـادرة عـلى تلبيـة هـذه الحاجــة, القـضيـة, وفـقــا للحـقائـق الملموسـة, أن ســورية واقـعــة بيـن مطـرقــة النظـام وأجهـزة أمنـه وحمـايتـه (البلطجـيــة) وســندان الطامـعـين بتحـقـيق مكاسـب ذاتيـة, بشــرذمـة الحـراك الوطـني عـبر تقـديـم الـ أنــا عـلى الوطـن, أي تأسـيس حـزب وليس التشارك في الاحزاب القـائمـة, أي تفـضيل الإنـزواء في دكـانــة خـاصة عـلى التشـارك بإنشـاء مـؤسسـة كبيـرة.
الشـعـوب في بقـيـة أمصـار المشـرق حـقـقـت إنجـازات عـظيمـة عـلى طـريـق إحـترام وضمانـة حرياتهـا وحـقـوقهــا, فـهـل ســيحـقـق شـعـب ســورية جـزء مـن ما يصبـو إليـه؟ الأمــر كمـا أرى صعـب جــدا بـدون إلغــاء الدكاكيـن والتحـول إلى المؤسسـات, أي عـلى الأقـل إزاحــة السـنـدان, والتحـرر الكلـي لايتحـقـق بخـطـوة واحــدة, وطـريقـه طـويلـة.



#مروان_حمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نار البوعزيزي بردا وسلاما على 160 مليون مشرقي.
- السعودية: التظاهر ممنوع لمخالفته الشريعة!!!
- الليبيون من -خرقة- القذافي إلى علم الإستقلال
- (الشعب السوري ما بينذل) إنذار..أم رسالة..أم كلاهما؟!
- إلى فارسنا الاسود في البيت الابيض طالما ان ظلام المشرق انجلى
- إلى فارسنا الأسود في البيت الأبيض طالما أن ليل المشرق إنجلى
- وإذا سورية سئلت بأي ذنب قتلت!!
- خامنئي يقول ان ثورة المصريين هي هزيمة لأمريكا!! فماذا سيقول ...
- في سوريا...الرفاق حائرون ويتساءلون
- لايعتقد أن الشعب السوري بهذه السذاجة يافخامة الرئيس
- هل تستوعب نخب المشرق أخطائها؟؟!!
- ثورة تونس هي عبرة ياسيد اوباما
- ليس ضد ناطحتات سحاب الخليج... ولكن بعد ناطحات الفقر والفساد
- نداء الى خادم الحرمين ان يستضيف بقية الرؤساء العرب
- تعليق بسيط على مقالة الخنوع ام التمرد للاستاذ اكرم شلغين
- الى حكماء الحارة... عل وعسى!
- المضحك المبكي في الشان السوري العام
- الاسلام هو الحل... ام هو المشكلة
- ايهما التوسعي, الصهيونية ام الملالي
- الغزازوة تحت النيران...لكن من اجل من!!


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان حمود - سورية بين بلطجية النظام ودكاكين السياسة