حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 11:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وصف أحد الكتاب " العلمانويين" الحراك الشعبي السوري الحيوي الجاري حاليا ً بأنّه حراك متخّلف ينطلق من بيئات أصولية متخلّفة؟
و علقّ أحدهم كذلك على شاشة فضائية رسمية بما معناه : أن البيئات المدينية العريقة في مدينتي دمشق و حلب لم تشارك في هذا الحراك و بقي الحراك على أطراف مدينة دمشق"محافظة ريف دمشق" و أن معظم سكان سوريا 12 مليون هم من الرافضين للتخريب و أن هذا الحراك الشعبي لا يعنيهم في شيء...الخ
و ما ذكرتُه هو اتجاه موجود داخل قطاعات من المجتمع السوري و مثقفيهم يجرى التصريح به قليلا و التلميح به أو إخفاؤه غالباً .
و قد يكون من المفيد التأكيد على ما يلي:
أولاً: إن هذا الاتجاه قد ينطلق من خلفية استأ صالية تغريبية تجاه الدين "المقصود به الإسلام " يشرّعن تجريد المجتمع عن البعد الديني للكينونة الاجتماعية ,و ليس علمانية إجرائية مطلوبة في حال المجتمع السوري , علمانية تفصل بين السياسي و الديني مع احترام حرية التديّن و تكريس مبدأ حيادية الدولة تجاه مواطنيها.
ثانياً: إن هذا الاتجاه قد ينطلق من خلفية ثقافوية تنظر إلى المجتمع السوري من برج عاجي, تنظر إلى شعبها كرعاع , و بما يكرّس انفصال "النخبة المفترضة" عن مجتمعها و عدم التزامها بمعاناته و قضاياه .
ثالثاً : إن هذا الاتجاه قد ينطلق من خلفية فئوية ترى في "الإسلام السنّي" خطر مهدّد لوجودها, من دون تمييز بين أطيافه الممكنة و المتفاوتة الحيوية , نجن أمام لبوس علمانوي غير مستقر لعصبية فئوية جوهرانية .
رابعاً: إن هذا الاتجاه قد ينطلق في عمومه من خلفية مدينية , تستعيد الصراع التاريخي العبثي بين أبناء المدينة و الريف,حيث أن هذا الحراك الشعبي- وفقا ً للمدّعين- ابن بيئات قروية و نازحين الريف إلى أطراف المدينة, أو من مدن ليست مدنيّة بما يكفي كحاضرتي دمشق و حلب الكبيرتين !.
*أن تكون مثقّفا ً هذا يعني التزاما إنسانيا و أخلاقيا ووطنيا تجاه أبناء بلدك بغض النظر عما نشاهده من أمراض المطلوب علاجها ,و قصور المطلوب تجاوزه.
*آمل أن يفهم نقدي السابق في سياق النقد الايجابي البنّاء و دافعهُ المحبّة , و آمل
ألا يثير نقدي السابق حساسيات و عصبيات جاهلية , المطلوب تجاوز صلاحياتها
خاصة في الظرف الحالي, فسوريا بحاجة لجميع أبنائها, أكرر جميع أبنائها , و بمعزل عن التمايزات الاجتماعية و العقائدية و الاقتصادية.
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟