أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - بين سمير قصير وعمر اميرلاي ..مثقفين بحالة انشطار















المزيد.....

بين سمير قصير وعمر اميرلاي ..مثقفين بحالة انشطار


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 08:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال عمر المختار قبل استشهاده بسبب رفضه الظلم والاستبداد ومطالبا بالحرية مفضلا الموت على الذل ، ننتصر أو نموت. لم يكد الرئيس السوري يطوي صوريا صفحة قانون الطوارىء، ويلغي محكمة أمن الدولة، ويجيز التظاهر باذن ، حتى خرج يوم أمس الجمعة الشعب السوري في جمعته العظيمة وقال النصر أو الشهادة، وسقى تراب سوريا عشرات الشهداء بدمائهم صارخين للحرية والوحدة الوطنية. بجمعته العظيمة انتفض الشعب السوري بكل طيفه، عرب واكراد وآشوريين، وامتدت تلك المظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف من دمشق وضواحيها وريفها، الى القامشلي والرقة والحسكة (شمالا)، ودير الزور(شمال شرق)، ودرعا (جنوبا)، وحماه وحمص في (الوسط )، وبانياس والاذقية الساحليتين (غربا). سجلت حركة الاحتجاج تطورا مهما، وهو ظهور اول بيان سياسي لمنسقي الاحتجاجات ويطالب بوقف احتكار حزب البعث للسلطة، وتفكيك جهاز الأمن، والتوجه نحو نظام ديمقراطي منتخب من الشعب السوري. السؤال المطروح منذ اسبوعين على كل طاولات النقاش هو، هل النظام السوري جدي باصلاحاته؟ وما مدى عمق تلك الاصلاحات؟ أما بعد العنف الدموي الذي مورس بحق المواطنين العزل في الجمعة العظيمة السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يستند اليه النظام السوري ليصعد بقمعه باتجاه المواطنين العزل؟ حول السؤال الأول ومدى عمق تلك الاصلاحات قالت مصادر حقوقية حسب جريدة الشرق الأوسط في عدد الجمعة 22 ابريل "ان قانون التظاهر هذا هو تحايل على رفع حالة الطوارىء ولمنع التظاهر، فبموجب القانون الجديد سيكون أي متظاهر لم يحصل على اذن مسبق، مخالفا للقانون وعرضة للملاحقة القانونية والعقوبة، أي ان القانون الجديد سيضفي شرعية قانونية على قمع السلطة للتظاهرات، في وقت ينزعها عن المتظاهرين." للاجابة عن السؤال الثاني سأعود لمقدمة كتاب الشهيد سمير قصير " ديمقراطية سوريا واستقلال لبنان" التي قال فيها " قبل ثلاثين عاماً، كان يمكن الاستبداد أن يبرر وجوده في سوريا بوجود أقران له بين المحيط والخليج، وحتى في مناطق أخرى من العالم الثالث، بل كان يمكنه التذرّع كغيره بمقتضيات التنمية أو بشرط التصدي الناجز للسياسات الاسرائيلية. لكن التنمية فشلت، والاشتراكية أُختزلت الى صنمية، والتصدي فقد مقوماته مع فشل التنمية. رغم كل هذا القصور، بقي النظام في سوريا هو هو، وان انتقلت مقاليده من جيل الى جيل...... فان استمراره (البعث السوري) على المنوال نفسه بعد النهاية البائسة للبعث في العراق أمر لا يكاد يصدقه عاقل. ولا مجال هنا للتميز بين تعقّل سوري وتهوّر عراقي. فالدرس العميق الذي يستخلص من محنة العراق يتعدّى التكتيك السياسي ليُضيء على قصور بنيوي في نمط من الحكم المخابراتي- الحزبي تشارك فيه البعثان وأفضى في الحالتين الى الغاء السياسة...." رحيل تلك الأنظمة رديف للفوضى المسلحة حسب ما يسوقون، فالسياسة تكون اما بهم، أو لا تكون، وبالتالي ليس غريب التصعيد الذي قام به النظام، ردا على التحركات السلمية في الجمعة العظيمة، فأنظمة الحزب الواحد، والقائد الخالد، والزعيم الأبدي تتميز بصفة الفرادة " أنا أو لا أحد". الا ان ما يجب أن يفهمه النظام السوري هو انه لن يستطيع هذه المرة أن يعيد مهزلة، التوريث، عندما فصل القانون على قياس شخص، وفرضه مرشحا وحيدا، وصولا الى المصادقة على ترشيحه باستفتاء يفتقر الى أي صدقية، لم تعد الخطب المورفينية تنفع، حين انتفض الشعب السوري بربيعه الدمشقي، وقمع النظام مثقفي الشعب ونخبه وزجهم بالسجون، شيئا ما تغير حينها، وظل عصيا على التدجين حسب الشهيد قصير " ما تغير هو المسعى الشجاع للنخب الثقافية السورية الى استعادة المبادرة، بدءاً ببيان ال 99 ثم من خلال المنتديات وفي الصحافة العربية الغير سورية. " ليت الشهيد قصير بيننا اليوم ليشاهد بأم العين تطور تلك الحركة النخبوية الى حركة احتجاجية في الشارع، ثبتت ربيع دمشق بدماء الشهداء.
في ظل حالة التمرد في الشارع السوري، يتجنب مثقفي وسياسيي لبنان الخوض في وحول التغييرات السورية، ويعيش معظمهم حالة انشطار في ما بين الرغبة الشديدة بمشاهدة النظام السوري يسقط، والخوف من اتهامهم بالعمالة في حال عبروا عن تلك الرغبة بسبب وجود سوريا على خريطة دول المواجهة والممانعة، ورغبة منهم بعدم اعطاء مبررات للنظام السوري، لمعاودة تدخله بالشؤون اللبنانية، وكأن النظام السوري مترفع عن ذلك التدخل. هذه النخب السياسية ما عدا كتابتهم لبعض التعليقات على الفيس بوك هنا وهناك نراهم يتفرجون على مشهد الانتفاضة السورية عبر شاشات التلفاز، منتظرين برعب وعجز حسم المعركة للتعبير، عن تشفيهم من هذا النظام الذي قبع مباشرة على صدور الشعب اللبناني لثلاثين عاما، وبالغير مباشر من خلال وكلائه منذ انسحابه من لبنان. ان الحب القسري الذي فرض على الشعب اللبناني لسوريا من قبل نظامها مما حوله كرها مرضيا، يجب أن لا ينسينا، ان الشعب السوري مغلوب على أمره وهو بريء مما مورس بحق لبنان واللبنانيين باسمه. حين قال الرئيس الراحل حافظ الأسد اننا شعب ببلدين، أظنه كان يتكلم عن المساواة بالظلم، فلبنان وسوريا وشعبيهما حكما بالحديد والنار، من قبل نفس النظام الذي فرض علينا وحدة المسار والمصير ونظّر لذلك المصير البائس مثقفي البلدين الذين دسوا رأسهم كالنعام بالتراب. يقول عمر اميرلاي حول هذا الموضوع في تقديمه لكتاب سمير قصير ديمقراطية سوريا واستقلال لبنان " هذا الوجه المؤسف تتحمّل مسؤوليته بشكل اساسي النخب السياسية والمثقفة في سوريا ولبنان، التي تميزت مواقفها وممارساتها بالالتباس والغموض خلال عقود تجاه ما يجري داخل بيت الشقيق الآخر من مصائب وأحداث جسام، وتحديدا منذ توسعت رقعة هيمنة النظام السوري لتشمل لبنان أيضا. لقد لذنا جميعا مفكرين ومثقفين وفنانين وصحافيين بالصمت المريب، والحياد، والسلبية، وتجنب المواقف الحرة والصريحة عند اشتداد الأزمات على شعبي البلدين في سوريا ولبنان خصوصا في ذروة الاستبداد والانتهان الذي كان يمارسه نظام دمشق على جبهتيهما الداخليتين......" ما يحصل في سوريا منذ عدة اسابيع هو يقارب الثورة، وحمايتها وتطويرها واجب على مثقفي البلدين لبنان وسوريا، لنساهم معا بتطوير مسارنا ودفع مصيرنا نحو الحرية والديمقراطية. لأنه كما قال الشهيد سمير قصير استقلال لبنان يكتمل بديمقراطية سوريا



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار المستقبل والثورة السورية
- الكرد .. الديمقراطية لسوريا.. النظام .. الحل الأمني
- أكراد سوريا ...موقعهم بالثورة ... مطالبهم
- الولد سر أبيه
- ارتدادات الدومينو .. لنصرالله اسحب مقاتليك
- اذا خيرتم بين الحزب والضمير اختاروا الضمير
- ما شابه جنبلاط أباه
- تهويل ... الى الساحات
- هلوسة الصمود وحب الشعوب ... التغيير
- الى شيخ سعد الحريري
- خسارة لقوى الاستقلال والسيادة
- المحكمة الدولية تنتعش على عبق الياسمين
- نواب للأمة أم على الأمة
- عذرا سمير قصير سأقتبس كلماتك .. ليس الاحباط قدرا
- التسوية .... شتان ما بين 2005 و2011
- ثورة ياسمين ...لا اسلاميين ... لا عسكريين
- خوف العسس من سمير قصير في قبره
- اسلام بلا سياسة ... مواطن بلا وطن
- ملامح 2011 تقسيم وتسوية
- تسوية لا تسوية....اسألوا الشهداء


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - بين سمير قصير وعمر اميرلاي ..مثقفين بحالة انشطار