أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - ليلتان....... وموقد نار!














المزيد.....

ليلتان....... وموقد نار!


مزهر بن مدلول

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


ليلتان........... أجملُ من ليالي ديستوفسكي البيضاء كلها!..
واعذبُ من خرافةِ حبٍّ، برَقتْ من خيالٍ بدويٍّ!..
واسطعُ في الروحِ، من اطفالِ لوركا وغرناطتهِ الغجرية!..

ليلتان..... ليلتان.....
وتمترستُ خلف عزلتي، أستجلي صورة ذلك السرالعجيب، من تحت الظلال الخفية..
.................
لاأثر في هذه البقعة، لمتاحفٍ او مسارح، ولاوجود لبحيراتٍ او حدائق، لاشيء يحرضُ الذاكرة على البوح..
وهؤلاء المنحازون الى الظلام، جاءوا من كلِ ناحيةٍ..
من الجبال والأنهرالعالية.. ومن (الحب العميق والنافورات)..
جاءوا لمجرد اللقاء.. جاءوا، وفي رؤوسهم صورٌ، وأحاديثٌ متلهفةٌ للخروج..

أنا مجنون!.......... أنا عاقل!..........
النجوم تتلألأ في سماء صافية!.. الاشجار طريةٌ خضراء تحيط بمنزل ريفي قديم.. رائحة عشب ندي تختلط برائحة البحر..
لم يكن ذلك خطأً من أخطاء الحواس، ولاخدعةً من خدع الخيال.. بل كانت صورة واقعية للطبيعة الخضراء، التي تحتضن المكان..
ولكن هذه الصورة، لايمكن لها أن تكون بداية لقصة قصيرة في زمننا الحاضر، ولا حتى مجرد خاطرة من خواطر العشاق العذريين.. فكنتُ أضحك دون رغبة مني، لهذه التعابير البسيطة الساذجة..
النجوم تتلألأ...... الاشجار طرية...... رائحة عشب...... ثم لاأستطيع أن أملك زمام ضحكتي..



وعلى الرغم، من أنّ الشجر والعشب، رموز للحياة المتدفقة عند تشيخوف وسارتر وغيرهما.. غير أني تمنيت في تلك اللحظة، لو أستطيع أن أكتب بغير لغة ( بني تميم وحُمير وقريش)!!..
توغلتُ في الغابة، ومازلتُ أضحك، حتى أني خشيتُ أن يراني أحدٌ، ويكتشفُ، انّ خللا طارئا أصاب رأسي!!.. ولما دبَّ بيَّ اليأس، ولم أعثر على شيء يستفزُ أحاسيسي، رممتُ كياستي، وعدتُ ادراجي الى القاعة..



في القاعةِ، ضجيجٌ، واصواتٌ مكتومة!.. في القاعةِ، عناقٌ لايريد أن ينتهي.. في القاعةِ، ضحكٌ، دون أن نعرف السبب.. وفي القاعةِ أيضا، زوبعةُ غبارٍ، لسنين صعبة..

هنا.. وجوهٌ، تراكمتْ عليها قسوة العمر، وأنعكستْ فيها أشعة التجاعيد، ومازال الجوعُ يلتصقُ فيها..
وجوهٌ، منقوشةٌ في ذاكرة بعضها حلماً من أجمل الأحلام.. وجوهٌ، تلمعُ في الأذهانِ، كلمعان وجهِ الحبيبةِ الغائبة!..
هنا.. قلوبٌ طافحةٌ بالاشواق، وعيونٌ تستطلعُ الملامح، وكانت وحدها قادرة على دغدغة الخيال..
كل شيء في نفسي، كان يرتجف ويتشنج في آنٍ واحد، وشعرتُ بعاطفةٍ مبهمةٍ، هزتْ كياني..
عاطفةٌ، لاأعرفُ لها سبيلا.. عاطفةٌ، لها نكهة موشحات الاندلس، ولها عذوبة اللقاء الاول بين (ناستنكا) والحبيب الحالم!..
عاطفة، استدرجتني الى مناخات الفعل المغامر، الى الدوائر المضيئة التي تستقطب الوجدان، الى ازمة الوجود الأنثوي في حياة المقاتل..
استدرجتني، الى الايقاع الاول، لتلك الحقيقة القاسية، التي مرتْ الآن، سريعة مثل طيف هارب، الى منصور عبد السلام، (الذبابة، الفأرالأعرج) وهو يركضُ لاهثاً وراء القطار!..
في الركن الحاد، وعلى جهة اليمين، كان قنديل بصخرته وواديه.. وفي الركن الآخر، كان كَارة، وبين الاثنين، وديانٌ مظلمةٌ كثيرة، وقرى مشنوقة، وفلسفة خاصة لايمكن البوح بها..
تحركتْ، جميع الهموم الدفينة، التي ظلت هامدة لدهر من الزمان تحت (البشتين والشروال)!..
انبثقتْ على شكل أغنية، لها رائحة الحجر.. وقصيدة لترميم التناقضات.. ومسرحية هزيلة الكوميديا، فتحولتْ الارواح، الى عصافيرٍ ترفرفُ في فضاء القاعة الكبيرة..

في الليلة الثانية، أُطفئتْ الأضواء، عيونٌ مسمرةٌ نحو شاشة العرض، الفيلم الذي أعده وأخرجه الفنان النصير علي رفيق..
العنوان
مناضلٌ لايعرف الحزن.........
المقدمة.........

مات الصبي
...............
مات النصير الشيوعي العنيد
..............
مات السريالي العجيب
.............
مات المتمرد
.............
مات الضحك
......................................................................................

فتسللتْ من المآقي دموعٌ صامتة، والتهبتْ في النفوسِ مشاعرُ الحنين الى القارة المفقودة.. وصخبتْ القاعةُ والجدران....... بأغاني ايام زمان.. ايام الوجع الجميل ، والفرح الحقيقي..



#مزهر_بن_مدلول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمانة.. في الحي القصديري!
- لو كان لي........ ان استرد قبلاتي!!
- لااحدٌ.. لاشئ.
- على اعناد طلفاح بغداد!!
- كَلبي عليه ملتاع...........
- بشت ئاشان مؤثثة بالنجوم
- پشتاشان .. ياذاك الألق
- هروب سنبلة
- بين جسدي والقصيدة
- كل عام وانتم بخير
- ليلة قاسية البرد عميقة الحلم شديدة الخوف
- رطانة حتمية
- الابله قيد الهذيان
- ذلك المساء ..تلك العينين
- وسام الشيوعية لانسام الشيوعية
- ينابيع العراق
- مربط الفرس ... -1-
- سناء الانصار ... سنوات ازدحمت بالمجد- 7-
- وجهة نظر لعام2007
- سناء الانصار .... سنوات ازدحمت بالمجد -6-


المزيد.....




- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مزهر بن مدلول - ليلتان....... وموقد نار!