أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد الحافظ - السؤال الخاطيء دوماً / هل تسمح أمريكا ؟














المزيد.....

السؤال الخاطيء دوماً / هل تسمح أمريكا ؟


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للأسف كثير من الكتّاب والمثقفين , وحتى ممن يسمّون مفكرين عرب ,يسألون هذا السؤال الخاطيء المثبّط لعزائمِ الشعوب .
يقولون / وهل ستسمح لنا أمريكا بالتقدّم والتطوّر ؟
وفي ظنّي هذا السؤال خاطيء جملةً وتفصيلا !
إذ هو في الحقيقة يُصادر أيّ إرادة شعبية ويتبرّع بها لأمريكا وأخواتها .
فهل من المعقول حتى لو كانت الولايات المتحدة ومعها كل الغرب( الكافر الإمبريالي العميل ) ,
هي ربّ هذا الكوكب الأرضي , أن يرضى الآخرون , بالإستكانة لرغبتها ومشيئتها وإرادتها وعنفوانها ؟
العيبُ فينا إذن , والخلل داخلنا , والضعف صفتنا , بل مشيئتنا !
متى سنكون نحنُ المتحكمين في مصائرنا ؟
البعضُ يكتب / لاتفرحوا بما حصل في مصر بنجاح ثورة 25 يناير ! فالإخوان قادمون ومعهم السلفيّون هذهِ المرّة .
ويكبر التناقض في هذا القول عندما يضيفوا له جزء الإسطوانة المشروخة إياه ... أمريكا لن ترضى بوضع لا يوافق مصالحها .
ما إفتهمنا / هل معنى ذلك , أنّ أمريكا ترغب بحكم الإخوان والسلفيين في مصر ؟ ألن تصبح مصالحهم ومعاهدة السلام في خطر ؟
البعض الآخر يكتب / لولا انّ الحُكام الطغاة الحاليين , عملاء الغرب إنتهت صلاحيتهم (المُقررة سلفاً من أمريكا ) ,
ما كانت الأخيرة لتسمح بالتغيير , ناهيك بالثورات عليهم !
حسناً .. هناك عشرات من تلك الآراء التي نسمعها يومياً في هذا الوقت النابض بالحراك الشعبي الثوري ,
والذي تتوحد فيه قوى الشعب المُغيّب متجاوزةً حتى أحزاب المُعارضة الكارتونيّة , والتي هي في الواقع مرآة عاكسة لصورة النظام الحاكم ,
فحتى رئاسات تلك الأحزاب يتوارثوها فيما بينهم أباً عن جدّ .
ما هو بديلكم إذن لهذهِ الثورات ؟
هل تقولون أنّ هذهِ الثورات مؤامرة أمريكية صهيونية ؟
ماذا كنتم لتقولوا إذن , لو أنّ أمريكا وقفت ضدّها بدل مساعدتها ؟
هل كانت أمريكا ستصبح صديقاً مخلصاً للشعوب ؟ أم لحكامهم ؟
ألا ترون أنّ خيوط المؤامرة التي تطرزوها بمعرفتكم تتعقد كثيراً فيما بينها حتى يضيع عليكم وعلى سامعيكم أصلَ الخيطِ والعصفور ؟
إرسوا على برّ يا جماعة , فالحياة يجب أن تستمر !
هل الثورات الحالية خطوة في طريق التغيير والإصلاح ؟
أم هي شرّ مُطلق تقود الى الأسوء ؟
أم هي خيرٌ هنا , وشرٌ هناك , حسب الطائفية والمزاج ؟
لو قلتم هي شرٌ لابّدَ منهُ , فسوف أتفهّم ذلك تماماً .
لا يوجد عاقل ومنصف (( لا يتوقع )) تداعيات وإرهاصات لهذهِ الثورات , بل لا يستطيع نكران ذلك , في كل شيء في هذه الحياة !
كما لايوجد ذو رأيٍ حصيف يدّعي أنّ أمريكا والغرب وحلف الناتو هي منظمات خيرية , تسعى لخير شعوب العالم دون شعوبها ومصالحها .
لكن المصالح تتداخل وتتشابك في هذهِ القرية الكونيّة .
ومصالح الغرب ربّما بتقليل الهجرة إليهم وتوفير بلدان في الشرق الأوسط حاضنة لشعوبها وتساهم في التطوّر العالمي , ليس بالنفط فقط بل بإنسانها !
والحلّ عندنا , وهو ليس بالجمود والوقوف على التلّ للتفرج ؟ ولا حتى بالتنظير للمؤامرة , وتثبيط عزائم وهمم الثوّار ؟
هل تقولون أنّ دمائهم التي سالت بالآلاف في ليبيا وسوريا ,وقبلها بالعشرات في تونس ومصر واليمن والبحرين والسعودية وباقي الدول ستذهب سُدىً ؟
مالكم يا إخوان ؟ من هو الآن عدو الشعوب ؟ كلامكم هذا أم أمريكا ؟
وعلى رأي عادل إمام ( سأتخيل كلامهُ التالي )
الله يلعن أمريكا , وسنين أمريكا , كنّا نايميين في العسل , مالنا إحنا ومال الإنترنت والفيس بوك والتويتر واليو تيوب وهرجتهم وثوراتهم ؟
خلوا الشباب العاطل يعرف إيه معنى الكرامة والحرية وقول الرأي .
البديل الواضح عندكم هو , يبقى الحال كما هو عليه ( كركون في الشارع )
وعلى الشعوب اللجوء الى المزابل وبيوت التنك والصفيح للتظلّم هناك والبكاء والعويل .
أو الهجرة وركوب الموت للوصول الى دولة غربية كافرة حقيرة .
لتستقبلنا وتعترف بإنسانيتنا , ثم لنقوم بشتمها وربّما تفجيرها بعد فترة .
هكذا تستمر عجلة الحياة عندكم .
***********
إستراحة قصيرة
في هذا المقال قصدتُ عدم الركون لنظرية المؤامرة فتكون مبرّر لنا للتقاعس عن دورنا بالنهوض بالحياة والثورة على الطغاة والمشايخ .
وفي مقالٍ قادم ربّما سأتناول علاقات شعوب المنطقة وحميميتها , بوجود تأثير هويتيين رئيستين بارزتين هما ( العروبة والإسلام ) .
وكانت فكرة المقال من وحي الصديق الكاتب المصري محمد البدري
وسأحاول مناقشة دور تينك الهويتين سلباً وإيجاباً , تقريباً وتنفيراً بين الشعوب .



تحياتي لكم
رعد الحافظ
25 أبريل 2011



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَنْ سيبقى من المارقين ؟
- الگيتو العراقي , كما يراه د. علي ثويني
- الكاريزما الثورية أم الإنترنت , اليوم ؟
- ثمان أعوام على سقوط الصنم العراقي
- حُلم بالسلام , يتجدد في ربيع الثورات
- نظرة واقعية للغرب
- إيكمان , جرّاح متقاعد تفوّق في إنسانيتهِ
- نصف الشعب فقط يؤيّد الثورة
- التهوين والتهويل عند العرب
- سيصمت المؤدلجون .. ويولون الدُبُر
- مبروك مقدماً للشعب الليبي
- تسونامي اليابان / كارثة إنسانية
- ماذا تنتظرون يا عرب ؟
- الثورات ضدّ الحُكّام .. لا تكفي !
- قانون دولي ضدّ الرؤساء
- مجنون ليبيا يزداد إنسعاراً
- سيف الإسلام القذافي / المجنون على سرّ أبيه
- أوّل فائدة تُذكر لصلاة الجُمعة
- وقفة هادئة مع الحالة العراقيّة البائسة
- مبروك لكِ حبيبتي مصر


المزيد.....




- النساء يرتدين ملابس الرجال..أغرب إطلالات حفل -ميت غالا- 2025 ...
- بين الانسحاب الأمريكي والتهديد الروسي.. هل أوروبا مستعدة للد ...
- -بقرة تصدم شرطيًا إسرائيليًا- لدى فرارها من حرائق القدس.. ما ...
- وزير خارجية مصر يؤكد -الرفض التام- لتوسيع العمليات الإسرائيل ...
- مسؤول إماراتي يرد على سؤال مذيعة CNN -ما علاقة بلادكم بقوات ...
- ألمانيا: ميرتس يخسر الجولة الأولى.. لا أغلبية تسمح له بالوصو ...
- تركيا أحبطت شحنة -بيجر- مفخخة إلى لبنان ومصادر أمنية تقول إن ...
- تقارير: أنشيلوتي يرحل عن مدريد..ومدرب ليفركوزن الأقرب لتعويض ...
- انتخاب ميرتس... مساعٍ حثيثة لتسريع جولة التصويت الثانية
- شي جين بينغ: على الصين والاتحاد الأوروبي التصدي للتنمر أحادي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد الحافظ - السؤال الخاطيء دوماً / هل تسمح أمريكا ؟