أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنتصار آخر لحميد تقوائي!















المزيد.....

إنتصار آخر لحميد تقوائي!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 999 - 2004 / 10 / 27 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين انشق الحزب الشيوعي العمالي الايراني على يد تقوائي ومحفله، اتحفنا حميد تقوائي بخطاب موجه الى جماهير ايران عنونه بـ"وانتصر منصور حكمت مرة اخرى"!! لقد اطلق على حدث شق فيه حركة الشيوعية العمالية في اكثر الاوضاع السياسية في ايران والمنطقة حساسية الى قسمين انتصارا لمنصور حكمت! من الواضح ان ابعاد هذه الخسارة الجدية، شق الحزب، لايدركها حميد تقوائي وجمعه بعد. ان ذلك امر متوقع جدا من امرء غارق بعالم فرقته. انه لايرى كيف ان مثل هذا الحدث الكبير قد فتت قوى سهر منصور حكمت وطيلة ربع قرن على جمعها واعدادها لاوضاع اسقاط وكنس الجمهورية الاسلامية وبذل الغالي والنفيس من اجل تهيئتها لذلك اليوم العظيم. لقد دفع الشيوعية العمالية نحو هذا الصراع وهي مثخنة بجراح عميقة. كما اطلق، بعمله هذا، لسان البرجوازية بشتى وسائل اعلامها ومفكريها واحزابها بالتشهير بالشيوعية العمالية ومنصور حكمت. كما وجه ضربة موجعة لكل الذين عقدوا امالهم بمنصور حكمت والشيوعية العمالية وزرع بذور الشك وانعدام الطمأنينة والثقة بالعمل الشيوعي الى افئدتها. ان كل هذا يسميه "انتصار منصور حكمت"؟!
ولكن من الواضح ان انتصارات حميد تقوائي قد غدت كثيرة هذه الايام. ان كل شيء لديه يعني "الانتصار". يبدو انه يحلم كثيرا بالانتصارات. اذ ها هو يتحفنا اليوم بانتصار اخر فريد من نوعه كسابقه! انه النصر بتشكيل فرقة له في العراق من حفنة من اعضاء وكوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي ويسلي النفس بوصفها حزب! فرقة يسارية بوجه "حزب يميني"! ولا احد يعلم لماذا هذا "يميني" ولماذا ذاك "يساري"؟! ما هي معايير هذا وماهي معايير ذاك؟! انها معايير الانتقائية والسذاجة. انت معي يعني انت يساري! انك لست معي فانك يميني!! ليس بوسع حميد ولا احد من محفله ان يدلنا على كيف تحول الحزب الشيوعي العمالي الى يمين بـ "رمشة عين"؟! هل خفف درجة من نضاله ضد امريكا؟! هل حالف عصابات الاسلام السياسي ولزم الصمت على جرائمها؟! هل اعتبر الحكومة المؤقتة حكومته وحكومة جماهير العراق وطالب الجماهير بالسير وفق قوانينها؟! هل طالب عمال وعاطلي العراق بضرورة غض النظر عن مطاليبهم وتاجيلها لـ"ان المرحلة حساسة"؟! هل رفع شعار "الاولوية للوطن" ويجب ان تركن مطاليب النساء والاطفال جانباً؟ هل دافع عن "لاباس من اقامة حكومة اسلامية او قومية طائفية"؟! لا هذا ولا ذاك. ان معياره الوحيد لذلك هو اننا لم نقبل بروايته الساذجة حول تخلي "الشيطان" كورش عن "الاشتراكية الان" وغيرها من ترهات. من الواضح ان علينا ان نعيد حميد تقوائي 20 سنة للوراء حتى يقرا ماكتبه منصور حول كيفية تقييم الاحزاب السياسية. ان مصالحه الفرقوية انسته ان معيار تقييم الاحزاب السياسية هو المجتمع، كما ان منصور حكمت هو من وجه نقده الحاسم والبتار لكل اشكال التقييم غير الاشتراكية وبالاخص اشتراكية اليسار التقليدي واكد على ان تقييم الاحزاب السياسية يجب ان يتم على ضوء مكانتها ودورها وسعيها في المجتمع.
من الواضح ان الرفاق الذي جمعهم في محفل واطلق عليه حزب لايفهموا ما هو معنى "يسار" او "يمين"، "اشتراكية ثورية" بل وحتى حزب! انه حقهم. اذ لا ذنب على من لايفهم حقيقة الامور. ولكن حميد يفهم جيدا ماذا يعمل. ولهذا لايندم المرء على ما يفعله. ليس المرء بحاجة الى تعمق كبير كي يعرف اية مهزلة قد اقامها تقوائي بتاسيس فرقته في العراق. ان سؤالا بديهياً اوجهه لحميد: بضميرك اهكذا كان منصور حكمت يفكر بتاسيس الاحزاب السياسية؟! الا يتذكر كيف اسس منصور حكمت الحزب الشيوعي العمالي العراقي؟! كنا خمسة منظمات تقسم ولسنوات باغلظ الايمان بالشيوعية العمالية وبقيادة منصور حكمت و"تتعارك" حول تمثيل كل منها لجوهر شيوعية حكمت. منظمات شيوعية ويسار مقتدر كانا لهم دور محوري في اندلاع انتفاضة اذار 1991، شكلا المجالس، قادا تظاهرات من عشرات الالاف، سيطرا على المعامل، حاصرا الاحزاب القومية ودخلوا في صراع ضار معها حول قضايا الجماهير، قادا اتحاد العاطلين وسنا العديد من القرارات السياسية والاجتماعية والمطلبية، وضعا الحكومة الحديثة للاتحاد الوطني على حافة الانهيار، وقفا بوجه مساومة القوميين الكرد باعادة البعث الى كردستان وطردا قواته، اصدرا العديد من الجرائد اليسارية والشيوعية والتحررية، قاما بعمل جماهيري وعلني واسع، تصدا بالسلاح للقوميين الكرد. بعد هذا كله، ارسل منصور حكمت اسئلة الى فعالي هذه الحركة ينتظر منهم الاجابة على اسئلة محورية فيما يتعلق بامكانية تحزب الشيوعية العمالية في العراق وسود العشرات منا مئات الصفحات في الاجابة على اسئلته بالاضافة الى تخصيص كورش ورحمن لدراسة ومتابعة هذا المشروع وجلسات الهيئة التنفيذية للحزب الشيوعي العمالي الايراني بهذا الصدد. وبعد اكثر من عامين من العمل الدؤوب هذا ومن الاعتبار والمكانة الاجتماعية لليسار والشيوعية وقادتها ومنظماتها، مد منصور حكمت يده على القلم ليكتب: "الشيوعية العمالية في العراق بحاجة الى حزب"! الان ياتي حميد، وبجرة قلم، ليؤسس حزب من اناس لايعرفون سوى ترديد عباراته الببغاوية العديمة المعنى؟!! اي مسؤولية سياسية يتحلى بها هذا الرجل!! انها مقامرة سياسية معلومة النتائج سلفاً. انه مستعد على المراهنة بكل شيء على حصان خاسر. انه منطق الياس والتخبط. من الواضح ان حميد كمن باع كل شيء ولايهمه اي شيء! لايهمه ماذا يقول الاخرين واي تقاليد يرسخ يوميا واية "خير" سيجني المجتمع من شيوعيته؟! ان كل هذا لايهمه. ان لسان حاله يقول "انا وفرقتي، ومن بعدنا الطوفان".
من الواضح ان حميد فاقد المصداقية لابعد الحدود. لا يفكر بمايقوله اليوم وبما يعمله غدا. انه على استعداد لان يدوس حتى على كلامه طالما يناسب ذلك اهوائه السياسية المتدنية. ففي اول رسالة مفتوحة لريبوار ردا على حميد وتهديدات حميد قال ريبوار محذراً اياه "يبدوا ان اليد التي شقت الحزب الشيوعي العمالي الايراني تبغي تهديد الحزب العراقي ايضاً" واكد ريبوار له انه مدرك لنوايا حميد وانه والحزب على استعداد لمجابهة هذا التحدي-التهديد. اجاب حميد: "اني في غاية الاسف ان تتخذ مثل هذا الحكم الكالح والمتشائم عني وعن اعمالي". وها هو الان يقوم، وبشكل سافر وغير مسؤول، بكل ماحذر ريبوار منه. ولكن ياللبؤس! لم يخرج من هذه الوضعية سوى باتفه النتائج والمكاسب وابخسها. ان هذه الحصيلة التي خرج بها لاتعكس سوى توقعاته السياسية المتدنية. ليس هذا بامر غريب. اذ ان هذه هي شيمة اليسار التقليدي دوماً: الادعاءات الكبيرة والطنانة من جهة والتطلعات والامال المحدودة من جهة اخرى.
ولكن فات تقوائي المولع بالانتصارات الوهمية ان النصر الحقيقي ليس بشحذ السكاكين على اشرف الناس واكثرهم ثورية، بل بسن الحراب في ميدان الصراع، المجتمع. لاننتصر على البرجوازية في قاعاتنا ومؤتمراتنا، بل في المجتمع. ان هذا ما قاله منصور حكمت حول الانتصار. الانتصار لا يعني سوى الاشتراكية وارساء البديل الاشتراكي. ان لم ترسي الجماهير الجمهورية الاشتراكية فان ذلك يعني انها لم تبلغ هدفها بعد ولم تحقق نصرها بعد. هكذا يرى منصور حكمت "الانتصار". بوسع المرء ان يستشف معنى الانتصار عنده والمعنى الذي يسعى حميد تقوائي لالصاقه زورا بمنصور حكمت.
انها لمهزلة الحديث عن "الضرورات التاريخية والسياسية لتشكيل حزب يساري". انه لايبحث فعلاً عن ذلك. انها ليست قضيته ولا قضية رفاقنا السابقين الذين بلعوا الطعم دون اي معرفة. ان ما هو بامس الحاجة له من كل هذه القضية، من تشكيل فرقته في العراق، ان يقول للاخرين ان جناحا من الحزب الشيوعي العمالي العراقي معه. ان هذا هو اساس مشروعه الكاريكاتوري البائس. حين يضع حميد راسه على الوسادة حين يخلد للنوم، يعرف اكثر مني ومنكم المهزلة التي اجبرته مصالحه الضيقة والهزيلة على ركوبها وعدم تحليه بالشجاعة السياسية للكف عن هذه المهزلة. ليس مشروعه الثورة ولا التغيير ولا مصالح جماهير العراق. ان هذه الكلمات لاتتعدى الفاظ للاستهلاك العام الذي لم يجتره سوى حفنة فقط! كما انها ليست هم رفاقنا السابقين برغم النوايا الطيبة للبعض. كما انها ليست هم اؤلئك الثملين بمنصب جديد!
ان مسعاه لخائب. ان هذا يعرفه حميد قبلي وقبلكم. ان مشكلة حميد هو انه لايتحلى بروح المسؤولية تجاه نفسه وتاريخه. انه يفتقد حتى الحنكة السياسية. فبعد كل التجاوزات وانعدام المباديء السياسية والحزبية التي قام بها، وبعد كل هذه الدعايات والضجيج الايديولوجي حول صيانته للاشتراكية من "المرتدين" عنها، و"تمثيله لمنصور حكمت" و"صيانة الحزب من اليمين"، وبعد كل محاولاته وتوظيف قيادته للقيام بحملة هستيرية ضد الحزب الشيوعي العمالي العراقي وقيادته، وبعد كل المحاولات غير الاصولية والمبدئية واشاعة اجواء "التامر" والدهاليز المظلمة وتشجيع رفاقنا السابقين على التمادي في ارتكاب الخروقات تلو الخروقات، وبعد كل الامكانات التي صرفها في مشروعهم الخاص بتفتيت الحزب الشيوعي العمالي العراقي، لم يخرج سوى بحفنة من هامش تنظيمات الحزب! لقد تمخض الجبل فولد فاراً. ان رفاق سابقين لنا اقل منه بكثير عملوا اكثر مما عمل، وحققوا "نتائج افضل" من تلك التي حققها حميد!!! ورغم ذلك لم يبلغوا اي شيء! ولم يجعلوا من انفسهم اي شيء! بعد كل هذا الضجيج، هذا النصر الذي حققه وهذا المكسب الذي جناه! يعرف حميد جيدا ان مشروعه فاشل. ان ذلك يعود لحكمة قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ووعي وصلابة كوادره.
للاسف ان كل هذه الامور تدلل على ان حميد لايسخر بالشيوعية والاشتراكية والثورة والتغيير، انه يسخر بنفسه قبل كل شيء! ياللبؤس!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب تصعيد نضالنا!!
- ان حبل -تشويه الحقائق- قصير!!! رد على مقابلة الحوار المتمدن ...
- اين تكمن منجزات اكتوبر!
- لا لتسليم صدام وقادة البعث الى حكومة غير شرعية! يجب تسليم صد ...
- دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلام ...
- مكانة منصور حكمت في الماركسية!
- أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!
- وغدا اليوم طالباني ملكاً اكثر من الملك!
- يجب التصدي للعناق الدموي الامريكي- البعثي!
- انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!
- بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
- جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون ...
- بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الايرانية مقابلة مع قادة وفعال ...
- ان هدير -ينار محمد- قد انطلق، لن توقفه التهديدات الرخيصة للا ...
- ان وراء الاكمة ما ورائها! كلمة حول طرح -فيدرالية المحافظات
- اوضاع الاطفال في العراق الان!
- يجب وضع حد لتطاول الحوزة وزمرة مقتدى الصدر العميلة والمأجورة ...
- منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة ص ...
- الديمقراطية ام مأزق السياسة الامريكية؟! على هامش خطاب بوش ال ...
- تخرصات الارهابيين المفلسة! رد على جريدة الحياة العراقية


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - إنتصار آخر لحميد تقوائي!