أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!















المزيد.....

انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 815 - 2004 / 4 / 25 - 17:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوم امس (21نيسان) تناقلت وسائل الاعلام، واستنادا الى تصريحات الناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي، خبر ان المؤتمر الوطني قد سَمَّى هيئة محاكمة صدام (!!) وحدد "سالم الجلبي"-ابن اخ احمد الجلبي، محامي نال شهادته ويقطن في الولايات المتحدة- رئيساً للمحكمة وسبعة قضاة وخمسة مدعين. وقد حددت الولايات المتحدة (75) مليون دولار كميزانية للمحكمة(!!). وستقوم المحكمة بتحديد التهم التي يحاكم على اساسها رئيس النظام المخلوع، وتتراوح هذه التهم من: (ضرب الاكراد بالاسلحة الكيمياوية، ممارسات الابادة الجماعية بحق الاكراد في الثمانينات، جرائمه بحق الشيعة والاهوار، جرائم الحرب في ايران والكويت). ليس هذا وحسب، بل ان قاعة المحاكمة قد حُدِدَتْ!! وان هؤلاء القضاة يجرون "تدريبات" (!!) على القانون الدولي، جرائم الحرب والجرائم بحق الانسانية.
لا تتمتع هذه المحكمة باية مشروعية لمحاكمة صدام وبقية قيادات النظام البعثي. من اعطى الحق للجلبي وامريكا ومجلس الحكم بمحاكمة صدام؟! من الذي اعطاهم الحق بسلب حق الجماهير في محاكمته. ان للجماهير دعوى على هذا النظام. ان نساء العراق، شبابه، تحرريه يتطلعون منذ عقود ليوم سقوط هذا النظام ومحاكمته كي يحصلوا على جواب على تساؤلاتهم وماسيهم ومصائبهم. لايتوخى المرء اي عدالة من محكمة "المنتصرين" الذين ليسوا باقل اجراما بحق شباب واطفال ونساء وشيوخ العراق. لايتطلع اي امرء الى نزاهة وعدالة محكمة "ويل للمهزومين!". ان ارادة "المنتصر" ليست بمعيار يمكن الركون اليه. لا يمكن لـ"لمنتصر" ان يكون قاضياً، ناهيك عن كون هذا "المنتصر" ذا سجل طويل اسود بحق جماهير العراق نفسها والمنطقة والعالم. ان من ارتكب جريمة انتقامية وثارية سافرة بحق السكان المدنيين الابرياء والعزل في الفلوجة والتي هي جريمة بحق الانسانية وجريمة ابادة جماعية طبقاً لنفس المواثيق الدولية التي تبغي امريكا محاكمة صدام وفقها. لايمكن ان يكون هؤلاء قضاة هذه المحكمة. لايمكن لدمى "المنتصر" ان تكون قاضي هذه المحكمة. لايمكن لمن يستلم رواتبه لحد اليوم من المخابرات المركزية (اذ يستلم المؤتمر الوطني ولحد الان مبلغ 330 الف دولار شهريا عربون للعمالة والارتماء بحضن المخابرات المركزية) ان يكون صاحب القول الفصل في هذه القضية. لايمكن لمجلس حكم كارتوني هزيل لايتعدى توليفة امريكية عديمة القيمة (والذي وصل حد هزالته بان حتى الجامعة العربية تنوي سحب الاعتراف به وبتمثيله في مؤتمرها المقبل في ايار) ان يكون الفيصل. من الممكن ان يكون ذلك في حالة واحدة فقط الا وهي محكمة صورية كاريكاتورية قد تختلف قليلاً عن محاكم البعث وصدام. بوسع هذه المحكمة ان تكون عادلة بقدر تلك المحكمة التي لو افترضنا ان صدام اعتقل امير الكويت بعد اجتياحه لها واناط امر محاكمته الى "علاء حسين" وجماعته من "الوطنيين الاحرار"!!
يجب ان ابعاد هذه الاطراف فوراً من هذه القضية. ليس هؤلاء باصحابها. ان هذه القضية هي قضية جماهير العراق وتحرريه ومجمل الذي عانوا من مصائب هذا النظام.
بخلاف كل ما تبغي ظروف المحكمة من الايحاء اليه بكون المحكمة "عراقية"، وقضاتها "عراقيين" والارض التي تقوم عليها المحكمة هي "عراقية" ايضاً، فان هذه المحكمة هي امريكية التحرك والاعداد والاهداف. ان "عراقية" المحكمة لا يتعدى سوى ذر الرماد في العيون :"ان العراقيين قد حاكموه وحكموا عليه بالاعدام... وهذا امر يخص الشعب العراقي". انها محكمة اعطاء اداة الجريمة الاخرى التي يبغون تنفيذها لـ"العراقيين". انها ليست حتى "محكمة بالنيابة". ان قضاتها، مدعيها، رئيسها، ميزانيتها، ومتحدثها وملفات الدعوى كلها اعدت في المخابرات المركزية!! فماذا يتوقع المرء من امر نزاهتها.
ان هدف المحكمة ليست كشف الحقائق، بل سترها. ان هدفها هو "لنسرع بقتله!" كي تدفن مع "صدام" الحقائق. انها محكمة لاتهدف الى احقاق حق احد ولا الى مجازاة رئيس نظام ارتكب مجازر واعمال ابادة جماعية. ان نفس التحقيق الذي قامت به المخابرات المركزية لم يتطرق الى كل هذا. انها تطرقت الى "اسلحة الدمار الشامل وشبكة الارهاب الدولية واموال العراق في البنوك الاجنبية"!! انها تستهدف دفن الحقيقة: من جاء بنظام البعث وصدام؟!، ماهي حقيقة "جئنا بقطار امريكي"؟!، من الذي دعمه ودعم القوميين بوجه الشيوعية والشيوعية؟. انها محكمة التستر على من موله و زوده بالسلاح، من سكت على جرائمه. انها محكمة تستهدف رمي القضية كاملة على كاهل شخص واحد لتعدمه وتنتهي القضية. ان محكمة تبغي ايصال رسالة للجميع، واولهم اؤلئك الساعين من اجل عالم خال من الظلم والاستغلال والماسي، ان هناك مجرم نال جزائه واذهبوا الى بيوتكم.
ان جماهير العراق والمنطقة تنشد الحقيقة. تبغي ان تعرف ماذا جرى بالضبط؟ ومن المسؤول عما جرى؟ وما هي مساهمة الاخرين ودورهم وحصتهم بكل ما جرى؟ ما هي السبل لقطع الطريق امام تكرار ماجرى؟ ان هذا ما تنشده الجماهير. انها تبحث في هذه القضية درساً للغد. لايهمها الماضي كثيراً. اذ انها دفعت ثمنه باقسى الاشكال واكثرها مرارة. لاتنشد الماضي، ان اعينها ترنوا للمستقبل. انها محكمة لاتهدف الى التئام جراح الماضي، بل الى ابقاء الجرح قائماً في حياة الاجيال القادمة.
يجب الوقوف بوجه مهزلتهم هذه. يجب ممارسة مجمل اشكال الضغط من اجل الحيلولة دون اجراء المحكمة بهذا الشكل. ليس العراق ببلد مناسب قط الان لاجراء اي محكمة عادلة ونزيهة. انه يرسف بالاحتلال والارهاب وغياب حكومة وقوانين شرعية راقية ومتقدمة. يجب احالة هذه القضية الى محكمة دولية تتوفر فيها اجواء سليمة ووفق اعلى المعايير الانسانية وارقاها بحيث يكون لدى جماهير العراق وممثليه اوسع الامكانيات للمشاركة في هذه المحاكمة من جهة وتتوفر كل امكانيات رئيس النظام المخلوع بالدفاع عن نفسه وتبيان الحقائق للجماهير المتعطشة نحو حياة خالية من الاستبداد والديكتاتورية البغيضة. بيد ان هذا لايناسب امريكا ولا اطراف مجلس الحكم لانها تعرف جيدا انها الطرف الاول المتضرر فيما لوجرت محاكمته بالشكل الذي ننشده وتنشده الكثير من الهيئات والمنظمات الدولية والانسانية. لانه تعلم علم اليقين ان محاكمة صدام وقادة البعث على هذا النمط تعني ان تذهب بقدميها لتعرية دورها وسجلها الاجرامي الاسود في العراق والمنطقة. انها لاتبغي حل جذري ومؤثر للمعضلة. وكيف يجد اكبر بلد داعم للديكتاتوريات حلاً لمعضلة الديكتاتوريات؟! انها، وكعادتها دوماً، تبغي حل سطحي وشكلي بعيد كل البعد عن استئصال اصل القضية. انها تنشد ايهام الجماهير، حرفها عن اساس القضية وعن ادراك وفهم الامور. انه تبليه الجماهير. ان حلها لهو ساذج (سذاجة مقصودة وعن وعي وليست سذاجة نابعة من قلة ادراك وفهم). بيد انها سذاجة ضرورية لامريكا. ان من مصلحة امريكا ان لاتدرك الناس كنه الديكتاتوريات والاسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لصعودهم للسلطة. انها بحاجة للديكتاتوريات للجم جموح وتطلعات المتطلعين نحو عالم افضل. انها تطرح حل سطحي (ديكتاتور-محاكمة- الاعدام). ان امريكا واطراف كثيرة ومنها في مجلس الحكم لها مصلحة جدية في الخلاص من صدام، ليس من شخصه، بل من اسراره. وهذا ما ليس للجماهير فيه مصلحة، ولهذا لاسبيل امام مجمل دعاة التحرر والمساواة على صعيد العراق والعالم سوى احباط مسعاهم هذا.


* فارس محمود: مسؤول حملة محاكمة صدام حسين وقادة النظام البعثي.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
- جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون ...
- بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الايرانية مقابلة مع قادة وفعال ...
- ان هدير -ينار محمد- قد انطلق، لن توقفه التهديدات الرخيصة للا ...
- ان وراء الاكمة ما ورائها! كلمة حول طرح -فيدرالية المحافظات
- اوضاع الاطفال في العراق الان!
- يجب وضع حد لتطاول الحوزة وزمرة مقتدى الصدر العميلة والمأجورة ...
- منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة ص ...
- الديمقراطية ام مأزق السياسة الامريكية؟! على هامش خطاب بوش ال ...
- تخرصات الارهابيين المفلسة! رد على جريدة الحياة العراقية
- نداء فارس محمود الى جماهير الناصرية حول إشتداد الصراع للسيطر ...
- صراع جبهتان! حول تظاهرة اتحاد العاطلين في الناصرية
- كابوس مؤرق على الابواب!!
- اللامي يقرء كتابات الحزب الشيوعي العمالي بنظاراته الشعبوية!! ...
- ثقافة التسقيط-.. ثمرة الاستبداد القومي- الاسلامي*
- نعم انها متحيزة لجبهة الحرية و المساواة وعالم خال من الظلم ب ...
- يجب كنس مؤسسة الجيش من حياة جماهير العراق!- الجزء الثالث وال ...
- بمناسبة اليوم العالمي الاول لمناهضة -عقوبة- الاعدام: يجب ا ...
- يجب كنس مؤسسة الجيش من حياة جماهير العراق الجزء الثاني اسط ...
- يجب كنس مؤسسة -الجيش- من حياة جماهير العراق! - الجزء الاول


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فارس محمود - انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!