أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!














المزيد.....

أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 840 - 2004 / 5 / 21 - 18:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في جريمة ارهابية مروعة قامت بها مجموعة اسلامية من خمسة اشخاص ملثمين ويرتدون السواد بذبح مواطن مدني امريكي (نيك بيرغ) واقتطاع راسه. اذ قامت هذه الجماعة وبقراءة بيان لها، باخذ مواطن جانباً لتذبحه ويمتزج صراخ المواطن الامريكي وصيحات الله اكبر للمجرمين القتلة. وقد نشرت كل تفاصل قراءة البيان وامتشاق السكين وذبح المواطن البريء وحمل راسه المقطوع من على صفحة باسم "منتدى انصار الاسلام" وهي جماعة موالية للقاعدة.

لقد بررت هذه الجماعة فعلتها بـ "الانتقام لسجناء في ابوغريب"!! وممارسات امريكا "تجاه اخواننا في ابوغريب"!!. وانها جاءت بعد رفض امريكا مبادلة الرهينة بمجموعة من السجناء والاسرى المعتقلين. ان الحديث عن كون هذا العمل هو رداً على ممارسات امريكا تجاه الاسرى في ابو غريب لهو كذب محض! ان ممارسات هذه الجماعات الارهابية تجاه جماهير المنطقة لاتقل بشاعة عن جرائم امريكا وممارساتها. انه مبرر لذر الرماد في العيون والظهور بمظهر الملتسع قلبه على كرامة الانسان في العراق! ماصلة قتل مدني بريء بحرب امريكا او ممارساتها؟! لماذا يدفع هذا الانسان ضريبة ممارسات حكومة رفع الملايين في قلب امريكا راية "لاتقوموا بالحرب باسمنا"، ورفعت رايات "انها ليست حربنا.. انها حربكم" بوجه بوش ورامسفيلد؟!! أ لمجرد انه امريكي؟! انها عنصرية تفقأ العين. ما ذنب امرء ترفض "حكومته"، ناهيك عن كونها حكومة قتلة ومجرمين وارهابيين، مبادلة الاسرى؟!

ان التصور الذي يقف وراء هذا النوع من التعامل هو وضع الامريكيين ككل في سلة واحدة. انه يضع بوش ورامسفيلد ومجمل المحافظين الجدد في نفس السلة مع الملايين التي خرجت مناهضة للحرب!! انه يضع المجرمين والقتلة الامريكيين في المخابرات المركزية والدفاع وسائر الامريكيين الشرفاء في خانة واحدة. انه امريكي، اذن يجب ان يعامل كعدو!!! يحل قتله!!

قد يصح ذكر مثل هذا المبرر لو قامت به جماعات اخرى. ولكن ان يطلقه الاسلاميون فهذا الكذب بعينه. ان سجل عصابات الاسلام السياسي في افغانستان، العراق، الجزائر، جنوب شرق اسيا وفي كل مكان ليس باقل بشاعة تجاه "ابناء شعبهم ودينهم". أنظر الى ممارساتهم تجاه النساء، الاطفال، الشباب، التحررين، الشيوعيين وحتى تجاه "رفاق الدين والطائفة" في التنظيمات والمليشيات الاخرى لايقل شراسة ووحشية. ان الارهاب وبث الرعب في افئدة المخالفين السياسيين لهم وفي المجتمع هي احد اركان الاسلام السياسي المعاصر. ان هذه العصابات لاتستطيع العيش يوما واحدا دون الارهاب. ان عمرها قصير بدونه. ان جزءاً اساسياً من ذلك يعود الى ان الشباب والنساء واغلبية الجماهير المحرومة والكادحة تتطلع الى حياة اخرى. ان هذه الحياة الاخرى تتناقض تماماً مع ما ينشده الاسلاميون الساعين الى دفع المجتمع نحو العصور المظلمة. ان الفرح، السعادة، التحرر، الانطلاق في التعبير عن الاحاسيس والمشاعر، انعتاق الفرد وتحطيم القيود، المساواة وانعدام التمايزات والفصل الجنسي، الانسانية، التمدن والحضارة والثقافة تتعارض تماماً مع الاسلام. ان عصابات الاسلام السياسي ليس لديها شيء تقنع الناس به، تسير بالضد من مجراهم العارم، ولهذا لامناص من الارهاب، السلاح الوحيد الذي بقى لها. انهم يبغون تخويف الجماهير المتعطشة والمتشبثة بقوة بامانيها وامالها بغد مشرق.

ان هذه صفحة سوداء اخرى ملطخة وبابشع الاشكال واقذرها على جبين الاسلام السياسي. لقد اصاب البشرية جمعاء الفزع والاشمئزاز والنفور وهي ترى ان لاحدود لبشاعات هذه الجماعات المجرمة. ليس هذا العمل موجه الى امريكا. انه موجه بالاساس للبشرية. ليس هدفه ردع الهيئة الحاكمة الامريكية المجرمة، بل اخافة الانسان من بطش وشراسة الاسلام السياسي. انها رسالة موجهة لمعارضيهم، كل من يعارض اعادة العصور المظلمة لحياة الانسان، واولهم قوى البشرية الداعية للتمدن والحرية والرفاه. لن يجني مسعاهم وممارساتهم هذه سوى غضب البشرية وسخطها والانزواء المتعاظم لهذه الجماعات.

ان هذه الممارسة الاجرامية البشعة لهي مدانة، ولايسع كل امرء يلتسع قلبه للانسانية الا ان يعبر عن حزنه العميق ومواساته لعائلة الضحية واصدقائه ومحبيه. ان هذا الحدث هو احد عواقب حرب امريكا على العراق واحتلاله الذان وفرا الارضية المناسبة لاستشراء هذه العصابات وادامة عمرها وجرائمها على حياة الجماهير. لايمكن الحديث عن تحرر الجماهير وامنها وطرفا الارهاب جاثمان على قلوب الجماهير. يجب ازاحتهما. ان مهمة الجماهير المتشوقة للحرية والمساواة.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وغدا اليوم طالباني ملكاً اكثر من الملك!
- يجب التصدي للعناق الدموي الامريكي- البعثي!
- انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!
- بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
- جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون ...
- بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الايرانية مقابلة مع قادة وفعال ...
- ان هدير -ينار محمد- قد انطلق، لن توقفه التهديدات الرخيصة للا ...
- ان وراء الاكمة ما ورائها! كلمة حول طرح -فيدرالية المحافظات
- اوضاع الاطفال في العراق الان!
- يجب وضع حد لتطاول الحوزة وزمرة مقتدى الصدر العميلة والمأجورة ...
- منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة ص ...
- الديمقراطية ام مأزق السياسة الامريكية؟! على هامش خطاب بوش ال ...
- تخرصات الارهابيين المفلسة! رد على جريدة الحياة العراقية
- نداء فارس محمود الى جماهير الناصرية حول إشتداد الصراع للسيطر ...
- صراع جبهتان! حول تظاهرة اتحاد العاطلين في الناصرية
- كابوس مؤرق على الابواب!!
- اللامي يقرء كتابات الحزب الشيوعي العمالي بنظاراته الشعبوية!! ...
- ثقافة التسقيط-.. ثمرة الاستبداد القومي- الاسلامي*
- نعم انها متحيزة لجبهة الحرية و المساواة وعالم خال من الظلم ب ...
- يجب كنس مؤسسة الجيش من حياة جماهير العراق!- الجزء الثالث وال ...


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!