رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 17:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المارقونَ الطغاة يتبخّرونَ من بلادنا تدريجياً , عُقبال كلّ العالم .
ثورات الشباب , والوعي المتوّفر من الإنترنت والغرب, يساعدون في ذلك . سأثبت كلامي نظرياً وعملياً !
************
نعوم تشومسكي ,المفكّر اليهودي الأمريكي ,والإعلامي الشهير, والناشط السياسي المعروف بإنتقادهِ الدائم للسياسة الأمريكية
يصف نفسهُ بأنّهُ إشتراكي تحرّري مُتعاطف مع التضامنيّة اللاسلطوية .
والغالبية تعتبره المُنظّر الأوّل للجناح اليساري في السياسة الأمريكية .
إنّهُ أيضاً الخبير اللغوي ( صاحب نظرية النحو التوليدي ) .
ويعود إليه فضل تأسيس ما أصبح يُعرف بـ (( تراتب تشومسكي )) وهي تصنيف اللغات الشكلية حسب قدرتها التوليدية .
يحبّهُ ويهتف بإسمهِ كلّ من يُعادي أمريكا (( بالرضاعة )) .
الإسلامويين , ربّما لأنّه قال مرّة : { إنّ ما يقلق أميركا ليس الإسلام المتطرف , بل نزوع دولهِ إلى الإستقلال } .
لكن المؤدلجون يُمجدوهُ لسبب آخر غالباً هو ( عدو عدوّي , صديقي ) .
أصدر نعوم تشومسكي , كتاب عام 2003 , بعنوان (( الدول المارقة , حُكم القوة في الشؤون الدولية )) .
ترجمهُ الى العربية / محمود علي عيسى ب 274 صفحة , ونشرتهُ دار العربي ـ نينوى للدراسات والنشر / دمشق .
وهذهِ بعض الإستنتاجات من ذلك الكتاب ( من الجزيرة نت )
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0502C3D3-C7CE-4902-B975-03EEF25C68C8.htm
1 / الولايات المتحدة نفسها هي دولة مارقة لأنّها بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي، زادت من إنتهاكاتها للقوانين والقرارات والمواثيق الدولية .
2 / الولايات المتحدة تتصرف بعد إنتهاء الإتحاد السوفيتي وكأنّها مسؤولة عن حماية العالم . لكن ممّن تحميه ؟ وما هو التهديد بعد الشيوعيّة ؟
3 / إنّ التعبئة التقليدية للناس ضدّ إمبراطورية الشرّ ( أي الإتحاد السوفيتي ) التي أطلقها رونالد ريغان في ثمانينات القرن العشرين ,
بدأت تفقد فاعليتها وبريقها , ولا بّد من توفير أعداء جُدّد .
4/ قادت أمريكا , حلف الناتو في مارس 1999 الى حرب تدميرية ضدّ يوغسلافيا بداعي حماية المصالح وصيانة الأمن العالمي حسب الرئيس الأمريكي بيل كلنتون .
( أين الإسلامويّون ؟ ألم تنقذ أمريكا والناتو شعب كوسوفو بعد عشرات الآلاف من الضحايا ؟ هل كان يجب عدم التدخل نهائياً ؟ )
5 / عندما قتل الجيش الأندونيسي ( المسلم ) عشرة آلاف شخص في تيمور الشرقية عام 1999 عقب الإستفتاء الذي أجراه الرئيس الأندونيسي ,
لم تقدّم أمريكا مساعدات للضحايا وبقت على الحياد ( نظراً لمصالحها )
ومرّة ثانية أقول : أين الإسلامويّون ؟ ما رأيكم ؟؟
أمريكا متهمّة بوقوفها على الحياد مع معتدي مسلم ضدّ شعب تيمور الشرقيّة ؟
العجيب أنّ إتهامات المؤدلجين لأميركا تقوم بسبب دعم أمريكا للمسلمين في كوسوفو وأندونيسيا .( تذّكروا الموقف الروسي مع الصرب ) .
والمفروض أنّ ذلك سيكون سبب , لميل الإسلاميين لجانب أمريكا .
لكننّا نرى مواقف موحدّة من المؤدلجين والإسلاميين , فكيف يحدث ذلك ؟ أين مبادئهم ؟
وبالعراقي / بس لا يطلعي واحد ( مبدئي ) يقول إحنا مانريد أحدّ يساعدنا على حساب ظلم الآخرين !
لأنّي سأضحك كثيراً في تلك الحالة , ربّما الى حدّ البكاء .
وهذا الموقف تقريباً يحدث اليوم في ليبيا
يريدون أن تتحرّر ليبيا من عقيدها المجنون , لكن دون تدخّل قوات غربيّة على الأرض ,
حتى لايذهب (شرف تحرير ليبيا من العقيد ) , للغرب كما حصل في العراق !
يقولون حررونا من الجو فقط , أليس هذا ضحك على الذقون ؟
ما هي النتيجة واحدة , لولا الغرب لأباد هذا المجنون نصف الشعب الليبي .
ثمّ (من الجو) تحدث أخطاء مؤكدة لتداخل وتشابك قوّات الثوّار مع قوّات المجنون , وأنتم تريدون حماية المدنيين دون خطأ واحد , حلّوها !
ولماذا لاتدخل قوّات عربية لتساعد الشعب الليبي الثائر ؟
يُجيب احدهم , كيف نقبل بأن يقتل العربي أخاه ؟
طيّب كيف ترضون إذن للأجنبي أن يقصف من السماء أخاكم هذا ؟
يعني هل القضية من الجو , حلال ؟ ومن الارض حرام ؟ عجييييييب , ما هذهِ الفلسفة الغريبة ؟
**********
وعودة الى المارقين وأنظمتهم
كانت الدول التالية ( مع بعض التصرّف ) تُعتبر مارقة قبل عقد من الزمان , لنرى مصير حكامها الطغاة اليوم , حسب الجدول التالي :
العراق / صدام الهارب , أخرجوه من حفرتهِ ( وإنكشف عُريّ الإمبراطور ) فحاكمهُ العراقيون محاكمة عادلة , وشنقوه .
أفغانستان / طالبان , طُردت من سلطتها الغاشمة وتشتت في الجبال وكهوف تورا بورا .
كوريا ش / ؟؟؟ لا أدري هل ما زال الوقت مُبكر ؟ فحفيد كيم إيل سونغ لم يحكم بعد !
وللعلم تأثير الثورات العربية تصلهم , بمساعدة من كوريا ج .
السودان / عمر البشير, هارب من وجه العدالة الدولية , ويرقص أحياناً مع عصاه , لينسى .
إيران / بس عايزة شرارة , ويصير طشّار الملالي ماله .. والي .
سوريا / الشبل ( بشار ) مازال يراوغ ويرقص على الحبال ليخدع الشعب الثائر , بس على مييين ؟؟؟
كوبا / فيدل كاسترو ( طلع أعقلهم ) , سلّم الأمور بعد نصف قرن لأخيه راؤول , فإستراح وأراح .
وهم في طريقهم الى الإنفتاح وإقتصاد السوق , بلا أدلجة بلا ديماغوجية , بلا نيلة !
ليبيا / الرجل الأخضر ( أكثرهم جنوناً ) مازال يهذي و يتحدث بالطلاسم وهو مستمر في تدمير البلد , زنكة زنكة .
*****
وبنظرة سريعة نجد , أنّ كلّ من أسمتهم أمريكا بالمارقين
فإنّهم يمرقون ( باللهجة الشامية ) شوية شوية من قدامنا , الى جهنّم وبئس المصير .
وتبقى إيران وكوريا الشمالية آخر قلاع الشرّ الصامدة .
مع أنّ الصمود في الواقع , كلمة خير يُراد منها الصبر على المحّن والبلاء , فالقذافي لايُسمى صامداً اليوم بل قاتل و مجنون وحسب !
************
إستراحات سريعة
1 / في دولة أذربيجان هناك إضطرابات حالياً حيث يحكم الرئيس الحالي (إلهام علييف) وهو إبن الرئيس السابق (حيدر علييف) وهذهِ فترة رئاستهِ الثانية .
تأمّلوا قليلاً , هل تشعرون بتشابه مع الحالة السورية ؟ وهل هناك علاقة ما , بشخصية وسلوك الحكام المسلمين ؟
أم أنّها صدفة بحته , لأنّ ( بنغلاديش ) دولة مسلمة مثلاً ولم تورّث بعد ؟
بالمناسبة أذربيجان ( عاصمتها باكو ) , والطائفة الشيعية هي الغالبية وللتذكير هي التي جرت فيها (حرب ناغورني قره باخ)
ضدّ الغالبية الأرمينية في تلك المنطقة , عام 1991 وأعلنت إستقلالها من جانب واحد .
2 / الرئيس اليمني علي عبدالله صالح , ماذا يدور في ذهنه ؟ هل يُفكر بالإنضمام الى نادي المارقين ؟
لأنّه راح يجّن ويجنن المعارضة معاه , كل يوم هو في شأن !
3 / الملكية الدستورية , هي البديل الديمقراطي المقبول في الممالك , بدل الملكيّة ( المُطلقة ) في بعض بلداننا .
في الواقع أنا مهتم فقط لمصير الملك الأردني عبدالله الثاني . ياريت يعلنها دستورية قبل ما يقوم ( السلفية الشلاتية ) بتخريب البلد الجميل .
وبالمناسبة حتى أعتى وأقدم الملكيّات الدستورية , ( البريطانية مثلاً ) , يفكر البعض بإلغائها , مع انّ الملك ( يملك ولا يحكم ) ,
والملكيّة تدّر عليهم ذهباً , فحجم المليارات التي سيحصلون عليها ( على سبيل المثال ) من الزواج الملكي القادم
( الأمير وليم والجميلة كيت ميدلتون ) يوم 29 أبريل الحالي ( لاتنسوا المشاهدة ) , تخلب الألباب .
وبالمناسبة أيضاً هناك جماعة إسلاميّة متشددة تريد التظاهر خارج كنيسة (( ويست منستر)) التأريخية التي ستجري فيها مراسيم الزفاف الملكي .
يعني حبكت في المكان . وهنا يمكنكم قراءة باقي الخبر
http://www.bbc.co.uk/arabic/indepth/royal_wedding.shtml
************
تهنئة لكل المحتفلين
اليوم تُصادف في السويد وعند عموم الأحبّة المسيحيين , الجمعة العظيمة ( Långfredagen ) أو جمعة الآلام ,
التي عُذِبَ فيها المسيح ثم صُلِبَ , ثُمّ قام من بين الأموات بعد يومين تقريباً يوم الأحد (عيد القيامة )
والمسيحيّون يحزنون اليوم فقط , ويحتفلون بعدها بالقيامة !
يعني (تقريباً ) مثل أحبتنا الشيعة , يحزنون حوالي 300 يوم في السنة على آل بيت النبي من دون الناس ,
مع أنّ نصف هذهِ الأمّة مظلومة من نصفها الآخر على الدوام , بل يكاد يكون الجميع ظالم ومظلوم في نفس الوقت .
والسبب معروف طبعاً , هو المؤامرة الأمريكية الصهيونية أو سياسة الفوضى الخلاّقة ( حالياً ) ,
بينما ( سابقاً ) , كانت تُسمى سايكس بيكو , حسب يعقوب إبراهامي .
وسنبقى نشكو المؤامرة , مع أنّ ( العديد يتجنّبون المرء , إذا زادت شكواه ) حسب المثل السويدي الجميل .
المهم ستكون أيضاً اليوم في سوريا .. جُمعة عظيمة , ,تأكيداً على توّحد مختلف طوائف الشعب , في الثورة والمصير .
أعتقد أنّ الجُمّعْ وتماثيل وصور الرؤساء أصبحت وبالاً عليهم , فالناس تفشّ غلّها فيها ههههههه .
وهذه بعض أبيات أحمد شوقي / وصلتني بهذهِ المناسبة , من أبي حيدر ( د. صادق الكحلاوي ) مشكوراً
يقول شوقي في سوريا
بلادٌ ماتَ فتيتها لتحيا .... وزالوا دونَ قومهم ليبقوا
وحررّت الشعوبَ على قناها ... فكيفَ على قناها تُستَرَقُ ؟
.......
نصحتُ ونحنُ مختلفونَ داراً .... ولكن كلنّا في الهمّ .. شرقُ
وللحرّةِ الحمراءِ بابٌ ... بكلِ يدٍ مُضرّجةٍ , يُدّقُ
جزاكم ذو الجلالِ بني دمشق .... وعزّ الشرقِ , أوّلهُ دمشقُ !
************
مارأيكم أحبتي في عالم خالٍ من الطغاة المارقين والمشايخ الوهابيين والسلفين المؤدلجين ؟ ( خلّي الشعوب تزيلهم وبلاش أمريكا )
إنّهُ عالم أجمل وأروع وأعظم , أليس كذلك ؟؟
تحياتي لكم
رعد الحافظ
22 أبريل 2011
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟