ماذا يريد المصريون ؟!

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا يريد المصريون . الآن . الآن ..
وماذا يريدون غدا ..
وماذا يريدون العام القادم ؟
وماذا يريدون بعد 5 سنوات ، وماذا يريدون بعد 10 سنوات ، وما الذي يريدونه بعد 25 سنة ؟
هكذا يجب أن يفكر العقلاء..

ما يريده المصريون اليوم .. الآن الآن . وهو ما لا يجب أن يكون هناك حديثا غيره ، ولا تقوم مظاهرات لشيء سواه هو :
المطالبة بسرعة انهاء عمليات البلطجة وقطع الطريق التي تفشت عقب الثورة . وتهددهم في كل لحظة وتهدد بناتهم ونساءهم بالاغتصاب ..

حتي الآن لم تخرج مظاهرة تطالب الحكومة بالاسراع بوقف حالة الانفلات الأمني وانهاء أعمال البلطجة وقطع الطريق واغتصاب النساء . التي ظهرت عقب الثورة .. (!)
ولا قامت مظاهرة من المظاهرات المليونية . تطالب بسرعة ترميم العلاقة مع دول حوض النيل . قبل أن يموت المصريون عطشا وجفافا

ولا كانت احدي المظاهرات تطالب بضرورة ادخال نظام تعويض البطالة . لمنع انحراف الشباب – مع تشغيل المستفيدين بأعمال الخدمة العامة - تنظيف وتشجير الشوارع . لحين الحصول علي العمل المناسب لخبراتهم - درءا لمخاطر الفراغ - .. وهذه قضية بالغة الحيوية . ولكن :
قامت مظاهرة أمام السفارة الاسرائيلية تطالب بطرد السفير وقطع العلاقات . والزحف لتحرير فلسطين ، من قبل أن يحرر المصريون شوارعهم وحارتهم من خطر التعرض للبلطجة ! ، ومن قبل تحرير أنفسهم من الفقر ومن قبل تحرير انفسهم من الفساد ! ، وكذلك :
خرجت مظاهرة في قنا ضد تعيين محافظ مصري الجنسية لأنه مسيحي الديانة . بصفة خاصة ، وليس لكونه لواء عسكري ، مطالبين بالحكم المدني . بل لمجرد كونه مسيحي الديانة ...!.
أشياء لاصلة لها بعقل أو بعقلاء ...

هل يريد الناصريون – ونخص منهم دعاة العروبة والوحدة العربية – من قبل محاربة البلطجية وقطاع الطريق بالشارع المصري . القيام أولا بمحاربة اسرائيل ..؟! ، ويريد الاسلاميون محاربة أخوتهم المسيحيين ، ومحاربة اليهود الاسرائليين . أولا . في سبيل الشيطان – نقصد في سبيل الله ! - ..؟
أم أن هؤلاء وأؤلئك . يريدون محاربة فلول النظام الفاسد ومطاردة الفساد ، ومحاربة البلطجة ، ومحاربة اسرائيل ومحاربة بعضهم طائفيا ! ومحاربة البطالة والفقر ..و ، و ، الخ .. كل تلك الحروب تخاض مرة واحدة مع تحقيق النصر المظفر ....؟ (!) .
يا لها من حماقة ..

ان الحماقة . قد تؤدي لضياع مكتسبات ثورة 25 يناير . وتعطل كل خطط النهوض والاصلاح والتغيير .. وقد تتسبب في حرب اهلية وصوملة ، أو افغنة مصر ..

بمجرد أن ُسئِل " عمرو موسي " عن رأيه في التعامل مع اسرائيل . اذا انتخب رئيسا لمصر . و قال لابد من احترام الاتفاقيات الدولية - أي اتفاقية الصلح مع اسرائيل - . حتي : انفض عنه الناصريون - كما بدا لنا - .. .. فهم لا يعنيهم محاربة البلطجة في الداخل ولا يهمهم محاربة الفساد وتحقيق الرخاء لمصر بقدر ما يريدون حربا بل حروبا ناصرية تحرز نكسة أكبر وأعظم من نكسة 1967 . علي يد زعيمهم الخالد " عبد الناصر " ..! . فقد ذاق الناصريون حلاوة الهزائم الناصرية المجيدة ! ، وادمنوها . منذ هزيمة ونزيف دماء المصريين واقتصاد مصر في حرب اليمن . بفضل عبد الناصر، وهزيمة حرب 1956 ، وهزيمة أو نكسة عام 1967 ..! – هزائم وخراب بالجملة ، ويريدون لها المزيد - !

لقد أحسن مرشح الرئاسة " حمدين صباحي " . عندما صرح بانه :
لن يأتي رئيسا لكي يحارب إسرائيل وإنما مهمته الاولي ستكون محاربة الفقر والبطالة والفساد، - وان كان سيمنع تصدير الغاز لاسرائيل - ...

--- نعم محاربة الفقر والبطالة والفساد . هي أول ما يخطر ببال انسان عاقل ..
هذا هو الفرق بين العمل بالسياسة وبين الاعتباط والتهريج ، والدجل الديني السياسي ..
***********

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل