|
تجارة النضال والمناضلون التجار
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 08:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المناضل السياسي المتكالب لأجل الوصول للسلطة والمنصب . لا تنتظروا منه الا الفساد والطغيان والتدكتر .. المناضل الحق " يغشي الوغي ويعف عند المغنم " .. هكذا كان يفخر الفارس عنترة بن شداد – بانه يخوض المعارك ببسالة ، ولكن عند تقسيم ثمار الحرب .الغنائم . فانه يكون عفيفا .. وهكذا كان مناضلون سياسيون في تاريخ مصر . بالقرن التاسع عشر . كراما نبلاء . مثل الزعيم السياسي " محمد بك فريد " ) له تمثال ، وميدان يحمل اسمه في قلب القاهرة ) ، والمناضل - الأديب والخطيب - " عبد الله النديم " .. السلطة والمناصب . ليست مكافأة مستحقة . عن نضال المناضل السياسي .. بل السلطة مسؤولية لمن يقدر علي حملها وحسن تأديتها . فكثيرا ما يتحول المناضل الباسل . الي أكبر فاسد وقائد للفساد بعد توليه للسلطة أو لمنصب ما . والتاريخ يعرف أمثلة كثيرة . خدمت في النضال كما الملائكة ، ثم حكمت وتسلطت كما الأبالسة والشياطين .
المناضل الحق يعمل ليجني وطنه وشعبه الثمرة . من ينظر للنضال باعتباره غرسة من حقه هو جني ثمارها – بتوليه المناصب والسلطات - . فهذا لن يتورع عن الحكم مدي الحياة ، والسعي لتوريث ابنه من بعده .. ..! – ليس كل مناضل سياسي دخل السجون . هو بالضرورة بقادر علي تولي رئاسة الدولة أو حمل حقيبة وزارية – ولا هو بالضرورة أمين عليها -.. و ليس كل من كتب وفكر ونظر في السياسة .. هو بالضرورة هو يصلح لتولي منصب وزير الخارجية . أو حتي للعمل سفيرا بوزارة الخارجية .. كلا .. فالقدرة علي القيادة والادارة شأن آخر . وقد لا تكون من مواهبه – وقد تكون - ,,,
هناك اناس اعتبروا النضال مشروع لاقتناء وامتلاك وطن وشعب !. – مدي الحياة - ! من ضمن هؤلاء : القذافي ، وصدام ، والسادات ، ومبارك ، وحافظ الأسد وولده ، علي عبد الله صالح وولده وأقاربه ، وعبد الناصر ( المتسبب في ظهور كل هؤلاء ) ، و فيدل كاسترو وشقيقه ... وغيرهم ..
غالبا .. – وليس دائما – المناضل الذي هد النضال جسده ، ونالت السجون من صحته - ولو بقيت قوته المعنوية عالية - ان جلس فوق كرسي السلطة . فسوف يجد نفسه محتاجا للراحة والاستجمام والترفيه والرفاهية ، وسينسي أن المواطن يحتاج يحتاج لمن يحل مشاكله ويوفر له حياة افضل - وكثيرا ما يصير مثل ذاك المناضل عندما يمسك بالسلطة . هو اكبر هموم الشعب. لأن عمله وانجازاته قد لا تتعدي الاستمتاع بشم هواء القصر الرئاسي . الذي لا يشبهه هواء آخر ، لكي تبرأ جراحه النضالية . وينعم بجني ثمار بيزنس الفساد . التي ستترامي تحت قدميه وهو يشم هواء القصر الرئاسي . وينام في المساء مطمئنا الي أن أمور الحكم والبلاد تمضي لما فيه الخير ( والاستقرار ..)..!.
رب اناس . ليس لهم في تحريك الجماهير نحو المظاهرات وتنظيمها وقيادتها في الشارع والميدان .. ولا طاقة لهم علي احتمال ظلمة وبرودة السجون . ولكن ان دعيتهم لتولي منصب . أبدعوا وأحسنوا العطاء وأخلصوا . بما لا يخرج من كادر نضالي سياسي ميداني .. فأيهما أحق بالمنصب . في هذه الحالة ..؟ الأول هو الأحق بالمنصب . وللمناضل : التكريم الأدبي والمادي اللائقين . وحسب . ما قلناه .. ليس ترويجا أو دعاية انتخابية لاناس من خارج حلبة النضال السياسي ، وليس انكارا لقدرات مناضلين سياسيين أكفاء ، و قادرين علي تولي المناصب بنفس قوة وكفاءة قدراتهم النضالية . . ولكنها دعوة لتحري الدقة في الاختيار وعدم الاعتماد علي معيار واحد أو عامل واحد دون غيره من العوامل الأخري . واعطاء كل مكان . الرجل الذي يناسبه .. وكذلك هو همسة في أذن كل مناضل . بأن النضال ليس رحلة صيد ، والوطن وزمامه وسلطاته ليسوا فريسة ، أو حق شرعي للصياد ( المناضل ).. بل النضال واجب مقدس . عطاء دون انتظار مقابل ، ودون التطلع لجني ثمار .. يجب منح الوطن كافة فرص خدمته . الظاهر منها والخفي . الكفاءات التي تعرف كيف تخرج وتقدم نفسها .، والكفاءات التي يجب البحث عنها واستخراجها .. ( كما في الموهب الفنية والأدبية ) .
عندما يؤدي المناضل واجبه . بان يعطي جهده و وقته و صحته . ويخاطر بحياته . ثم يحترم خيارت الشعب وارادته . ويعف ، ويترفع عن التكالب لأجل اعتلاء المناصب . يجب أن يكون المقابل : علي الوطن الجدير بالنضال لأجله . ألا ينسي أبناءه المناضلين . بأن يكرمهم بأرفع الأوسمة . ويخصص لهم عند العجز أو الشيخوخة . معاشا محترما يليق بمناضلين .ويليق بكرم وبكرامة الوطن . وعلي التاريخ أيضا أن يكون أمينا معهم ، وطيب الذكر ، وحسن الذاكرة . ****** ******
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حريق أطفيح . هل سيكون الأخير ؟
-
قيادة القوات المسلحة والتغيير بالقطارة !
-
هدية لمبارك وولديه وزوجته
-
التدخل الأجنبي .. أم بقاء القذافي ؟
-
من دروس ثورة شعب ليبيا وغيرها ..
-
الرق العسكري للشعوب حان وقت انهائه
-
علي أضواء الثورة
-
عن الثورة و الخطافين – الثورة في بريدنا 2/2
-
الثورة في بريدنا -1
-
هل يجهض الجيش الثورة ؟
-
حماية الثورة
-
لا لانتخاب زويل رئيسا لمصر
-
لكي لا تضيع الثورة . تغيير كامل النظام
-
الله وحسني مبارك
-
لو حكم الأخوان مصر – من حوارات الانترنت 2 -
-
رؤية لدستور جديد في مصر
-
تقاسيم سياسية عن ثورة الشباب المصري
-
سيناريو تصعيد ثورة شعب مصر
-
تحية لثورة شباب مصر - 2
-
أمريكا تفقد القدرة علي التمييز
المزيد.....
-
تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو
...
-
ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض
...
-
المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
-
هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
-
ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
-
5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
-
واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
-
الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
-
ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع
...
-
هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|