أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جميل عبدالله - تحت حبال المشانق ... الجزء - 5 -














المزيد.....

تحت حبال المشانق ... الجزء - 5 -


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 01:41
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بطولات صامته :
" ولكن هذا الجيش النبيل الهائل الذي سلمه هذا الخائن إلى الغستابو كان حجمه بدون استثناء , حافظا للعهد الذي قطعه على نفسه يوم أن انخرط في غمرة النضال في سبيل الحرية " , ويذكر لنا فوتشيك في كتابه أمثله كثيرة على البطولات التي أظهرها أفراد هذا الجيش النبيل في سجون الغستابو وغرف استنطاقهم .
وفي رأس هذا الجيش تأتي غوستينا زوجة فوتشيك الودودة المخلصة , اعتقلت فور اعتقال زوجها ثم جاءوا بها بعد أسابيع من اعتقالها , لكي تقلل من عناده وصلابته , وقالوا لها : " أقنعيه بأن يكون متعقلا , وإذا كان لا يفكر بنفسه فاحمليه على التفكير بك على الأقل , إن لديكما ساعة تقلبان وجوه القضية , فإذا بقيتما على إصراركما فستعدمان رميا بالرصاص الليلة هذه " .
فرنت اوغستينا إلى زوجها بعينيها , وقالت للغستابو بكل بساطة :- " أيها الضابط إن هذا لا يخيفني , بل إن رغبتي الأخيرة والكبرى هي أن تعدموني عندما تعدمونه " . وكان حب فوتشيك لزوجته قد تعاظم أضعاف أضعاف ما كان , لما شهد منها هذا الموقف الشجاع النبيل , فاسمع إليه يتحدث عنها إليها , بحب وشغف وإعجاب :
وفي هذه الليلة اقتادوا اوغستينا الحبية إلى بولونيا , إلى الأشغال الشاقة , إلى المستنقعات إلى التيفوس , إلى الموت ! إن هذه المذكرات لن تنتهي, إذ لم يبق أمامي سوى أيام معدودة من العمر, وسأحاول أن اكتب ما استطعت. غير إني لن اكتب اليوم , فقلبي وعقلي كلاهما مليئان بغوستينا , تلك الإنسانة النبيلة , الحبيبة والصديقة الوفية .
المساء يتلوا المساء وأنا اغني لها أغنيتها الحبية إليها , اغني لها أغاني أعشاب المروج الخضراء , هامسا لها أقاصيص معارك الأنصار عن فتاة قوزاقية ناضلت في سبيل الحرية إلى جانب زوجها , اروي لها حكاية شجاعتها , وكيف لم يستطع احد دفعها عن ساحة الحرب ...
يارفيقتي الباسلة , أية قوة جبارة تكمن في هذا الكائن الصغير الدقيقة تقاطيعه ! أي حنان يتدفق من تينك العينين الطفلتين ؟
إن النضال المتواصل والفراق المتكرر قد جعلا منا محبين خالدين عاشا مئات المرات خلال اللحظات المشتعلة, لحظات مغازلتنا الأولى واتحادنا الأول. انه نبض واحد ذاك الذي يختلج به قلبانا, ونفس واحد ينبعث من صدرينا في لحظات السعادة وساعات القلق. لقد علمنا معا سنوات عديدة, وتعاونا كما يعين الصديق صديقة. وخلال سنوات طويلة خلت وقفنا جنبا إلى جنب في نضال جهل الحياة غنية شيقة.
هذه عي غوستينا . حب عظيم وشجاعة لا تقهر , في وسعهم أن يأخذوا حياتنا , أليس كذلك يا غوستينا , ولكنهم لا يستطيعون أن يسموا حبنا وشرفنا !
أنت تعلمين وأنا اعلم أننا لن ناتقي بعد اليوم ولكني , رغم هذا , اسمع صوتك من بعيد يقول : الوداع ياحبيبي والى اللقاء ... إلى اللقاء ثانية يا غوستينا " .
وهناك " آل جيلانيك " هذان الزوجان البسيطان اللذان لا يوحيان إليك بمظاهر البطولة في الأوقات العادية , ولكنهما عند اعتقالهما وقفا جنبا إلى جنب وقد ارتفعت أيديهما وشحبت وجوهما , أنا عينا الزوجة فما باحتا بالرعب عندما رأت كيف حطم الغستابو بيتها النموذجي المحبوب في خمس دقائق وعند ذلك التقيت إلى زوجها سائلة : " وماذا سيجري ألان يا جو ؟ " فأجاب بهدوء دون جهد أو تأثر: " إننا ذاهبان إلى الموت يا ماري ". فلم تصرخ ولم تجفل وبحركة أنيقة وديعة أنزلت يدها اليمنى وضغطت بها على يده أمام افواة المسدسات , فكان ثمن هذه الحركة ضربات متوالية على الوجه , فمسحت خدها ونظرت إلى الغزاة من أسفل إلى أعلى وقالت بهزأ وسخرية : " يا لكم من ظرفاء ! يا لكم من ظرفاء ووحوش " !
" وبعد ساعتين حملوها من غرفة المستنطق فاقدة الوعي , ولكنهم لم يستطيعوا الحصول منها على شيء , ولم يظهر في عينيها اثر للدمع طول مدة بقائها في مركز الفستابو
" لقد كتبت في أخر رسالة منها تقول :
" أيها القائد , لخبرهم في الخارج أن لا يحزنوا من اجلي , ويجب أن لا يرتاع احد لهذا المصير الذي لقيتة . لقد قمت بواجبي كعاملة مناضلة وسأموت كذلك أيضا " .

في الأخير : هذه هي الأبطال التي وضعت حجر الأساس في الدولة التشيكوسلوفاكية الحديثة نعم , وصفها لنا الشهيد الراحل الرفيق فوتشيك في مقالاته وكتاباته , ومنها مذكرات المشانق وصفا شائقا ينبعث منه الحماسة والإيمان ي الوقت الذي كان هو فيه ينتظر الموت بين ساعة وأخرى ... انتهى الجزء " 5 " .

سلامتكم ...
ولاء تمراز
كاتب في حزب الشعب الفلسطيني
فلسطين – غزة



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت حبال المشانق ... الجزء - 4 -
- تحت حبال المشانق ... الجزء - 3 -
- تحت حبال المشانق ... الجزء - 2 -
- تحت حبال المشانق ... الجزء - 1 -
- رحيل فاروق إبراهيم الذي كسر الحواجز و صوَّر السادات بالملابس ...
- التحرر الوطني للدول العربية
- حركات التحرر الوطني... - 10 - والاخير
- حركات التحرر الوطني... - 9 -
- حركات التحرر الوطني... - 8 -
- حركات التحرر الوطني... - 7 -
- حركات التحرر الوطني... - 6 -
- حركات التحرر الوطني... - 5 -
- حركات التحرر الوطني... - 4 -
- حركات التحرر الوطني... - 3 -
- حركات التحرر الوطني... - 2 -
- حركات التحرر الوطني الذاتي في العهد المعاصر ... الجزء - 1 -
- الحياة و الذرة النووية
- حتى لا يكون كلامي تطفليا ..!
- أسرار ليبيا الجزء - 5 - والأخير
- أسرار ليبيا الجزء - 4 -


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جميل عبدالله - تحت حبال المشانق ... الجزء - 5 -