أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جميل عبدالله - حركات التحرر الوطني... - 6 -














المزيد.....

حركات التحرر الوطني... - 6 -


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 16:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الاستعمار الحالي : في الأحداث السابقة التي وقعت بعد حروب عده في العالم , يخلطون أحيانا بين المفاهيم , أي أنهم مثلا يضفون معنى واحدا على تعبيري " النظام الاستعماري " و " الاستعمار " , ومن هنا يستخلصون الاستنتاج التالي : بما انه تم القضاء على النظام الاستعماري , فان هذا يعني أيضا انه تم القضاء على الاستعمار , أما في الواقع فان انهيار النظام الاستعماري لا يعني أبدا تصفية الاستعمار , فان شعوب العالم تقتنع على الدوام بتجربتها الخاصة بان الاستقلال السياسي الذي ظفرت به والقضاء على النظم الاستعمارية لم ينقذها بعد لا من الاستثمار الخارجي ولا من التدخل الأجنبي الدائب , والفظ جدا أحيانا كثيرة , في شؤونها الداخلية , وهذا الاستثمار وهذا التدخل اللذان يجريان بطرائق يحاول الامبرياليون تكييفها للظروف الدولية الراهنة يشكلان مضمون الاستعمار الحالي , المعاصر أو الاستعمار الجديد .
إن الاستعمار أي سياسة إخضاع واستعمار البلدان والأمم الأخرى , كان ولا يزال العدو الرئيسي لشعوب العالم وان أشكال الاستعمار وطرائقه قد تعقدت بصورة جوهرية بالقياس إلى الأزمان التي كانت فيها البلدان العالمية مشدودة بقوة في رقبة النظام الاستعماري , فاليوم لم يبقى بمقدور أي دولة امبريالية أن تفرض حكمها السياسي المباشر على بلد أخر وان تنهب ثرواته المادية على المكشوف وبدون أي تعويض ظاهري , إن الاستعمار الحالي المعاصر مضطر إلى الاكتفاء بفرض رقابة غير مباشرة على الحياة السياسية والاقتصادية والروحية في البلدان الأخرى , وهو يحاول أن يوجه في صالحة مجرى التطورات الاجتماعية العميقة في البلدان الأخرى , ولذا يتميز الاستعمار الجديد عن الاستعمار التقليدي أو الكلاسيكي كما يقال لا من حيث أن اشكالة وطرائقه أكثر تنوعا بكثير وحسب , بل أيضا من حيث أن مضمونه أكثر تعقيدا , ومع ذلك , يتسم الاستعمار المعاصر على السواء بطبيعة واحدة , ولهذا السبب يلجأ المستعمرون الحاليون على الدوام في نشاطهم إلى طرائق أسلافهم !! فان سمتي الاستعمار الجديد المميزتين , أي مرونة المناورة والسعي إلى تحقيق الأغراض بواسطة الصنائع تجتمعان على الدوام مع اخشن واقوي الضربات المسددة مباشرة إلى سيادة بلدان العالم والى مصالحها الوطنية , أي مع تصرفات وأعمال تعيد إلى الأذهان ذكرى أحلك المراحل وأفظع الحوادث في تاريخ الاستيلاء على المستعمرات , ورغم انهيار النظام الاستعماري انهيارا عاما , لا تزال على خريطة العالم السياسية أقطار لا يتمتع سكانها بالاستقلال الوطني ولا يزالون خاضعين كما من قبل لنير الحكم الأجنبي وهذا هو الحال تماما في فلسطين " الأرض المحتلة " ! إليكم بضعة أمثلة نتيجة النضال التحرري الوطني المتفاني الذي خاضه شعوب العالم ومنها الهند الصينية:
حلت نهاية السيطرة الاستعمارية الفرنسية في هذه المنطقة من جنوب شرقي أسيا , وقد ثبت مؤتمر جنيف في عام 1954بقراراتة أمر تصفية الحكم الاستعماري الفرنسي في الفيتنام الجنوبية مثلا, ولكن الامبرياليين الأمريكيين كانوا قد تسربوا قبل ذلك الحين إلى الفيتنامي , وقدموا للمستعمرين الفرنسيين شتى ضروب المساندة في حربهم القذرة ضد الشعب الفيتنامي , وقد استغلت الولايات المتحدة هزيمة فرنسا في هذة الحرب لكي تضع لفيتنام الجنوبية تحت رقابتها وحدها بوجه الحصر , فربطت النظام المركزي الكركوزي في لفيتنام الجنوبية باتفاقيات جائرة بشأن المعونة الحربية , وأغرقت هذا البلد بمستشاريها , فاحتلوا المواقع السياسية المهيمنة في الجيش والاقتصاد والجهاز الإداري في لفيتنام الجنوبية !؟ ومن عام 1955 إلى عام 1962 تلقت سلطات لفيتنام الجنوبية من وواشنطن حوالي مليارين و500 مليون دولار!! وقد انفق أكثر من أربعة أخماس هذا المبلغ على تكوين وتسليح جيش محلي مطيع للأمريكان مثل العراق تماما !! ومن جراء هذا وجدت الدولة نفسها تابعة للولايات المتحدة بصورة كلية شاملة في منتهى العمق , وهكذا نفذت الامبريالية الأمريكية في شبة جزيرة الهند الصينية عملية كانت من حيث جوهر الأمر حلة عصرية للفتح الاستعماري , وقد بينت الأحداث اللاحقة ما تؤدي إلية مثل هذه العمليات في زمننا الحالي , فان الولايات المتحدة وقد شعرت بأنها عي صاحبة الأمر والنهي في الأرض الفيتنامية , شنت هنا حربا عدوانية كانت أهم عامل من عوامل التوتر الدولي وتسببت بضحايا هائلة لشعوب الهند الصينية وشعب الولايات المتحدة .

دليل أخر ومثال حي : إن الامبرياليين الأمريكيين يحتفظون حتى ألان برقابتهم على كوريا الجنوبية , فان سيطرتهم هنا يدعمها توسعهم الاقتصادي ومرابطة جيش أمريكي في ارض كوريا الجنوبية , وتتمتع الامبريالية الأمريكية في كوريا الجنوبية بامتيازات تضمنها لها قانونيا اتفاقية " الدفاع المتبادل " التي عقدتها واشنطن مع سيول فور إقرار الهدنة في كوريا عام 1953.

الحقيقة : إن الامبرياليون مكرهون على اخذ الظروف الدولية والراهنة بعين الاعتبار , ولهذا يحتفظون في جميع الأحوال المشار إليها هنا وكذلك في كثير من الأحوال الأخرى , بهيئات السلطة الحلية في البلدان الخاضعة لهم , وهم يستغلون عن تغيير الراية , ولكن الاضطهاد الامبريالي المعاصر لا يصبح من جراء ذلك اقل وطأة بالنسبة لشعوب البلدان والأراضي التابعة . ...نهاية الجزء "6" .

سلامتكم,,,

المصادر والأدلة:
1- أبحاث التخرج لدفعة التاريخ والعلوم السياسية لعام 1990م .
2- التيارات الاشتراكية الثورية في البلدان العربية والغربية .



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركات التحرر الوطني... - 5 -
- حركات التحرر الوطني... - 4 -
- حركات التحرر الوطني... - 3 -
- حركات التحرر الوطني... - 2 -
- حركات التحرر الوطني الذاتي في العهد المعاصر ... الجزء - 1 -
- الحياة و الذرة النووية
- حتى لا يكون كلامي تطفليا ..!
- أسرار ليبيا الجزء - 5 - والأخير
- أسرار ليبيا الجزء - 4 -
- أسرار ليبيا الجزء - 3 -
- أسرار ليبيا الجزء - 2 -
- أسرار ليبيا ... الجزء - 1 -
- قصائد عن الحرب...- يوفتشنكو .. اخماتوفا.. باسترناك -
- مسلك الصحافة الغربي ووسائل الإعلام العام بالنسبة للنزاع العر ...
- كيف يرى الشعب الغربي النزاع العربي الإسرائيلي ...؟
- من الأدب الروسي - السوفيتي - نتعلم !!
- مرثية للدكتور الراحل رزق عبد رمضان احمد ...
- حصاد الثورات أيها المسطول.. !!
- صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
- ثورة الشعب الليبى وانهيار النظرية الامنية .. فلجأ للمرتزقة ل ...


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جميل عبدالله - حركات التحرر الوطني... - 6 -