جميل عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3297 - 2011 / 3 / 6 - 19:59
المحور:
الصحافة والاعلام
" ردا على ما ذكرته وزيرة الخارجية الأمريكية في امتداح قناة الجزيرة الفضائية وتهجمها على الإعلام الأمريكي "
" دراسة وأبحاث " :
ظهرت عدة دراسات تحلل مسلك الصحافة الغربية واخص بالذكر هنا الصحافة الأمريكية ووسائل الإعلام الغربي العام أثناء فترة الأزمة الحالية وثورات العالم العربي والشعوب العربية بداية من تونس ومصر وصولا إلى ليبيا واليمن والبحرين. وقد استعنت في هذا المقال بأهم ماجاء في تلك الردود ونخص بالذكر مقالة لمركز الأبحاث لمجلة منظمة الطلبة العرب الأمريكية , وقد ظهر من بداية مقالاتهم من تحليل للافتتاحية كانت أهم الصحف الصباحية الحالية تناقش الثورات العربية وكنت تركز اغلبها أو أنها أجمعت على إدانة سياسة مصر نحو ما أسمته الدكتاتورية وقمع المظاهرات السلمية !! كما عبرت عن تأييدها القطعي لإسرائيل هذا من ناحية أما من ناحية أخرى أجمعت بعض الافتتاحيات على وجوب عدم تدخل الطرف الأمريكي منفردا في الحالة الحالية لما بعد ثورة مصر وحثت على حل الأزمة عن طريق تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك وانتخاب قيادة جديدة لمصر , والجدير بالذكر أن بعض الصحف قدر ربطت بين أزمة الشرق الأوسط والأحداث الحالية في العراق واتجهت صحف الساحل الغربي الأمريكي إلى تأييد إسرائيل بصورة أقوى من قبل , وقد أيدت الصحف سياسة الرئيس اوباما وخاصة صحيفة النيويورك تايمز , ونقدت مسلك بعض القادة العرب عن صمتهم في عدم دعم الثورة الشعبية في مصر ودعمهم لها في العراق !! ويلاحظ أن صحف الجنوب والوسط اهتمت بإبراز دور الولايات المتحدة في دعمها للثورات العربية واهتمامها في نفس الوقت بإسرائيل, وكان تبريرها لتأييدها لإسرائيل مبنيا على رغبتها في الحد من النفوذ الثوري القومي العربي.
وانا أشاهد صراحة اهتمام المعلقون بالكتابات عن الأزمات الحالية في الدول العربية حيث كانت غالبيتهم تؤيد رغبات الشعوب مع تأييد إسرائيل وتعاطفهم معها , ورغم اتجاه الأغلبية إلى هذا التعاطف مع إسرائيل فأنهم اهتموا بمعالجة الأزمة في إطار السياسة الخارجية الأمريكية في مواجه أي عائق لرغبات الشعوب العربية في التحرر على نفسها بنفسها وقد قرأت ستة من المقالات الغريبة فعلا مواقف قويا في مستندة إسرائيل ظهر في مجموع عشرين تعليقا من مختلف الشخصيات المختصة بالتحليل السياسي , أما الكاتب الوحيد الذي تعرض لتعقيدات الموقف الحقيقية ولمشاكل وحاجات العرب فهو ماركيز تشايلد في مقالة المنشور في 12 الشهر الماضي الذي أشار فيه إلى مشكلة اللاجئين والمرحلين العرب واقترح إرسال قوات من الأمم المتحدة لتقف على جانبي الحدود العربية الاسرائلية , وكذلك الحال للكاتب والمعلق الإذاعي والتلفزيوني هوارد سميث الذي حلل يوم تنحي مبارك جانبا من تاريخ النزاع العربي الإسرائيلي وعرض بنزاهة كلا من وجهتي النظر العربية والاسرائلية في الأحداث التي تعصف بثورات الشعوب في الدول العربية .
ويلاحظ أن تعليقات هؤلاء المعلقين تنشر في جرائد كثيرة تتراوح بين الخمسين جريدة والستمائة جريدة كما هي الحال بالنسبة إلى المواقع الالكترونية واخص بالذكر الموقع الاجتماعي الشهير " الفيس بوك " , ويلاحظ أن الكاتب الكبير وولتر لم ينشر مقالا يتدخل في صلب الموضوع واكتفى بتعليقات عن دور الأمم المتحدة بالنسبة للمشكلات الحالية , والجدير بالذكر أيضا وانا أتصفح بعض المقالات التابعة لمراكز البحوث وجدت دراسة أعدها معهد أمريكي للاتصال السياسي أن الضغط الداخلي على الحكومة الأمريكية كان شديدا ومنظما لصالح إسرائيل وقد اضطرت الحكومة لمواجهة هذا الضغط بالوقوف ولو شكليا مع الثورات الشعوب العربية وحتى تحتفظ بحريتها في العمل الدبلوماسي وتتجنب التدخل المنفرد في مشاكل الشرق الأوسط أن تقوم بحملة اتصالات ودعاية لشرح موقفها من الأحداث الحالية , وتمثلت هذه الحملة في سيل من البرقيات والخطابات والزيارات السرية التي يقوم بها المختصين في الإدارة الأمريكية إلى الدول التي حدثت والتي سوف تحدث فيها الثورات الشعبية وتمثلت أيضا هذه الحملة في عدد من التصريحات التي أدلى بها الرئيس اوباما ومحاضراته , ففي حوالي الأسبوعين من بداية الأحداث في مصر الرئيس اوباما برأية في الموضوع عن تأييده لكل ثورة حديثة لأي شعب عربي !!
ويلاحظ في وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون أنها أدلت ببيان في جلسة مقفلة لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية للكونجرس , وعقب هذا الاجتماع صرح الأعضاء ومنهم رئيس اللجنة بأن النزاع العربي الإسرائيلي هو مثال للموضوعات التي يجب أن تعالج عن طريق الأمم المتحدة . ونادى المرشحون بأنة يجب إتباع سياسة ضبط النفس المتعلقة , كما ندى بعضهم بأن هذه الأزمات لابد أو يجب أن تعالج عن طريق الأمم المتحدة ويجب أن تتجنب الولايات المتحدة القيام بعمل منفرد , وفرضت الحكومة نوعا من الصمت بالنسبة لأي تصريحات رسمية تصدر من العاصمة واشنطن واكتفت وزيرة الخارجية بالشكر والثناء على قناة الجزيرة الإخبارية واكتفت أيضا بان توكل مهمة التعبير عن السياسة الأمريكية إلى مندوبيها في الأمم المتحدة , وتحاول وزيرة الخارجية الأمريكية أن تبين بأن الولايات المتحدة محايدة في تفكيرها وأعمالها فكرا وقولا وعملا !! حيث كان الرد من بعض رجال الكونجرس ضد هذا التصريح قويا حتى اضطر بعضهم في نفس اليوم إلى تعديل التصريح بقولة أن حياد الولايات المتحدة ليس معناه " عدم الاهتمام " وذكر أيضا انه ليس هناك تغيير في سياسة الولايات المتحدة التي تقوم في مساندة الاستقلال السياسي للشعوب العربية وللدول الشرق أوسطية وان الألفاظ الأدق للتعبير عن سياسة الولايات المتحدة هو أن موقفها غير عدائي كما صرح البعض بان مصالح أمريكا في المنطقة ولا من الدفاع عنها وبدأ بعضهم بتهدئة المخاوف الناتجة من احتمال قيام عجز بالنسبة للبترول بأن القوات الأمريكية المحاربة في العراق وأفغانستان يمكنها الاستمرار في الحرب دون بترول الشرق الأوسط إذا اقتضى الأمر !!
في النهاية : لا شك أن نجاح إسرائيل في معركة الأنباء وفي التأثير على وسائل الاتصال العالم وفي الحصول على القبول لوجهة نظرها كان نجاحا لايقل عما حقنته في ميدان القتال في جبهة إبان حروبها مع العرب سابقا وبالتالي فان فشل العرب لم يقتصر على المجال العسكري بل كان بنفس الدرجة فشلا في معركة التأثير على عقول البشر ومشاعرهم , وهذا الفشل قد يكون أعمق تأثيرا من الفشل العسكري لأنة يزيد من موقف المعتدي ويمكنه رغم تعسفه وان لم يتغير الموقف من الفوز بنتائج تفوق ما حققه عسكريا ... انتهى .
ملاحظة : كلينتون تمتدح "الجزيرة" وتهاجم الإعلام الأميركي على هذا الرابط
http://www.shab.ps/view_news.php?newsID=12424
سلامتكم,
#جميل_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟