أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جميل عبدالله - تحت حبال المشانق ... الجزء - 1 -














المزيد.....

تحت حبال المشانق ... الجزء - 1 -


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 02:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


" من روائع الأدب التقدمي "

النضال السري : كانت مؤامرة ميونيخ , فاحتلت ألمانيا تشيكوسلوفيا , وعطلت الصحافة الديمقراطية كلها , فاضطر الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي إلى أن يتابع نشاطه سرا, واضطر فوتشيك إلى الاحتفاء والانصراف إلى القيام بدراسات ماركسية , والى تقوية وتوجيه التنظيم السري للحزب , وإيجاد مكان سري للجنة المركزية , وقد استطاع بمساعدة بعض الرفاق , إن ينشر الجريدة السرية للحزب " رودي برافو " ونشرات أخرى .
وقد ألقى الغستابو القبض علية في ربيع 1941 وأمعنوا فيه التعذيب والتنكيل ليدلي بمعلوماته عن منظمات الحزب السرية , ولكنه كان جبارا في بطولته , رائعا في ثباته , فلم يستطيع الغستابو أن ينال منه كلمة واحدة واشرف فوتشيك مرارا على الهلاك , من هول التعذيب ووحشيته , ولكنه بقي حيا يتحدى الموت , ولما لم ينالوا منه كلمة واحدة نفذوا حكمهم علية بالإعدام , فاعدم في عام 1943م بعد أن قضى في السجن سنة وبعض السنة , كانت كلها سلسلة متصلة من التعذيب والتنكيل دون أن يكل آو تخور عزيمته .
وقد كتب فوتشيك , وهو في سجنه , كتبا كثيرة حيث كتبها على قصاصات الورق المتفرقة , بمعونة حارس تشيكي في سجن الجستابو في بانكراتس براغ " حيث كان فوتشيك مسجونا " , وجمعتها بعد الحرب زوجة فوتشيك , التي كانت هي أيضا معتقلة في مكان ما , ونجحت مع من نجوا من الذين لم يتسن الوقت الكافي لإبادتهم , وكان فوتشيك على يقين من انه لن يعيش حتى يتم هذه السلسة من الرسائل , ولكنه كان على ثقة بالنصر قوية بحيث كان مطمئنا , إلى أن نهاية كتبه السعيدة سيكتبها الملايين من الكتاب التقدميين في العالم , ومن المناهضين للرجعية والفاشية في البلاد الأخرى , وقد أصبح ما كتبة الراحل , من أوسع الكتب انتشارا في بلدة , وترجمت كتبه إلى كثير من اللغات الأخرى , منها الانجليزية والفرنسية والروسية والألمانية وغيرها وغيرها .

الحقيقة : إن الجماهير المناضلة اليوم , ضد الحروب وضد مظاهر الرجعية والأصولية والفاشية الجديدة قد رأت في هذا الأديب وفي سيرته المؤلفة دروسا قيمة في البطولة والصلابة والثبات , في حب الشعب والإخلاص له وإنكار الذات في الإيمان بالنصر والتفاؤل في كره الخيانة سواء كانت عن ضعف وتخاذل أم عن نية وتصميم , إلى كل ذلك , تراث أدبي زاخر بالفن والجمال ودقة التصوير ورقة الشعور وصدق العاطفة , كما انه أيضا وثيقة أتهامية خالدة تشهد على الوحشية البشعة اللاانسانية المتمثلة في الرجعية والفاشية .
في أقبية الغستابو حيث قال :
- اربطوه وزودوه ضربا .
- تكلم , تكلم قل ! ما اسمك ؟ تكلم قل ! بمن كنت تتصل , وما هي عناوينهم ؟ وأين لمطبعة. ومن يطبع الجريدة ؟
لم يكن فوتشيك يسمع من الغستابو إلا هذه الكلمات وتنهال بعدها الضربات الثقال عليه : لقد اخذ يعدها أول الأمر : واحدة , اثنتان , ثلاث ... ولكنه عاد فعدل عن ذلك قائلا لنفسه " لا يوجد أي مكان يضم هذه الإحصاءات ".
مضت ساعتان لم يكن يسمع فيها غير وقع العصي على جسمه , ثم يدخل ضابط في الغستابوا يقول : " كل شيء على مايرام ياحضرة المحرر المسئول ؟..." فيبهت فوتشيك ويظل صامتا ولكنه يفكر : من أخبرك بذلك ؟ وتذهب ظنونه إلى أهل البيت الضي اعتقل فيه " آل جيليتك ؟ ... آل فريد ؟... ولكن هؤلاء لا يعرفون اسمي . ويتابع الضابط:- ألا ترى أننا نعرف كل شيء ؟ تكلم إذن وكن متعقلا !
" وفي قاموسهم الخاص أن تكون متعقلا يعني أن تكون خائنا.. ولكني لن اكون متعقلا ! ".
" إن الألم الوحيد الذي اشعر به يتمركز في شفتي الفازتين لكثرة عض أسناني عليهما " – اخلعوا حذاءه لقد خدر كل جسمه من شدة الضرب , فليس يشعر بألم , وان كان يسمع وقع الضربات .
لكن قدميه لم تضربا بعد, لذلك أحس بالضربات الأولى " وكأنها توجه مباشرة إلى دماغه "
" تكام ! تكلم ! "
لقد أصبح في شبه غيبوبة, لكنه يلزم الصمت أبدا " إني أحاول اعد بلساني الأسنان التي اقتلعتها ضرباتهم, اثنا عشر, خمسة عشر, سبعة عشر ؟ لا ... إن هذا عدد الضباط الذين يحاولون استنطاقي وقد ظهرت على بعضهم دلائل التعب , إلا إن الموت لم يأت بعد ...
" الساعة الثالثة, الفجر يتحرك ألان في الأرياف المزارعون يتوجهون إلى المدينة بخضارهم وفاكهتهم, ويبدأ الكناسون عملهم, هل يقدر لي أن أرى فجر يوم أخر ؟
" ها هم يحضرون زوجتي . " هل تعرفينه ؟ " " ابتلعت الدم حالا من حول شفتي حتى لا تراه ... ولكن يا للسخيف !! إن الدم ينزف من كل بوصة من جسمي حتى رؤؤس أصابعي.
- " هل تعرفينه ؟ "
- " لا . لا اعرفه " .
" قالتها دجوهرة.بدوا منها حتى ولا إشارة بعينها تنم عن رعبها. يا لها من جوهرة ... لقد حفظت عهدنا بان لا تتعرف على بالرغم من أن هذا لم يبق ضروريا ألان , ومن الذي أعطاهم اسمي ؟
" عاد فوتشيك يستعرض أسماء الأشخاص الذين اتصل بهم , وأصحاب البيوت التي زارها , ولم يخطر بباله قط رفيقه الدائم ومعاونه ميرك " , مضت الساعات , الخامسة , السادسة , السابعة , العاشرة , اقبل الظهر , ألان يجتمع العمال على مقاعدهم للغداء .
" لعل أمي تفكر بي في هذه اللحظة . ترى هل علم الرفاق باعتقالي فاتخذوا الحيطة لأنفسهم وماذا سيحدث لو تكلمت ؟
لا... لن أتكلم أيها الرفاق, وتستطيعون الاعتماد على حقا ؟
" الضربات تشتد, وتشتد, ثم ينضحون وجهي بالماء لكي اصحوا من إغمائي ويزداد الكلام حتى يصبح صراخا شديدا ".
" نكلم ! قل ! تكلم .! " .
" الساعة الخامسة بعد الظهر, لقد نال منهم الإعياء, فالضربات تقل, وتطول المسافة بينها.
ومن بعيد سمعت صوتا :" يكفيه ما ناله حتى ألان " .
" ولعد فترة جلست إلى الماء., فإذا بها تبتعد عني, ثم تعود إلي. هذا احدهم يعطيني بعض الماء . وأخر يقدم لي لفافة من التبغ لم استطع وضعها في فمي....

انتهى الجزء "1"...
سلامتكم ...
عضو حزب الشعب الفلسطيني
ولاء تمراز



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل فاروق إبراهيم الذي كسر الحواجز و صوَّر السادات بالملابس ...
- التحرر الوطني للدول العربية
- حركات التحرر الوطني... - 10 - والاخير
- حركات التحرر الوطني... - 9 -
- حركات التحرر الوطني... - 8 -
- حركات التحرر الوطني... - 7 -
- حركات التحرر الوطني... - 6 -
- حركات التحرر الوطني... - 5 -
- حركات التحرر الوطني... - 4 -
- حركات التحرر الوطني... - 3 -
- حركات التحرر الوطني... - 2 -
- حركات التحرر الوطني الذاتي في العهد المعاصر ... الجزء - 1 -
- الحياة و الذرة النووية
- حتى لا يكون كلامي تطفليا ..!
- أسرار ليبيا الجزء - 5 - والأخير
- أسرار ليبيا الجزء - 4 -
- أسرار ليبيا الجزء - 3 -
- أسرار ليبيا الجزء - 2 -
- أسرار ليبيا ... الجزء - 1 -
- قصائد عن الحرب...- يوفتشنكو .. اخماتوفا.. باسترناك -


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جميل عبدالله - تحت حبال المشانق ... الجزء - 1 -