أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - واندلعتْ { حربُ الفلافلِ } في تورونتو














المزيد.....

واندلعتْ { حربُ الفلافلِ } في تورونتو


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


فسحة لا تزيد مساحتها عن عشرين مترا مربعا، تتزاحم على جوانبها مقاعد تتحرك حسب الحاجة، ومصاطب صفت عليها أجهزة الكمبيوتر، على الجدران صور توثق نشاطات الجمعية العراقية الخدمية، وأغلبها مع مسؤولين في الحكومة المحلية بتورونتو، أو أعضاء البرلمان في أونتاريو؛ فقد تبرع رئيس هيئتها الإدارية { كوركيس ياقو } بأن تستغل تلك الفسحة بعد نهاية الدوام، أو خلال عطلة الأسبوع لإجراء التمرينات على مسرحية { حرب الفلافل } التي يقدمها اتحاد الفنانين العراقيين الكنديين ضمن برنامجه الشامل لكل الفنون
المسرحية تأليف وإخراج الفنان { محمد الجوراني } من العراق الذي وجد نفسه مضطرا لأن يتقمص الشخصية الرئيسية فيها { جونا } العامل في مطعم للفلافل في دولة تصدر الحروب للعالم تحت ذريعة تحرير الشعوب من حكامهم الظالمين، فيُنقل رغما عنه بحجة تخليص شعب { نينوى } من حاكمها القاسي على شعبه، ولم يكتفوا بذلك؛ بل ظلوا له متابعين خطوة خطوة، رغم أنه غيَّر اسمه، وهيئته
أما الفنانة { ساندرا } من فلسطين فقد أدت بجدارة دور { فلفولة } العاملة مع { جونا } في مطعم الفلافل، التي أحبته بصدق، حتى أنها تبعته إلى نينوى قاطعة البحار والصحارى كي تنقذه من قبضة الملك الظالم
الفنان { محمد هارون } من فلسطين أدى بجدارة دور { الرجل الطير } الذي يجنده أسياده لمتابعة { جونا } لحثه على السفر، مرة بالترغيب والخداع، ومرة بالتهديد، وبقي يلاحقه أينما حلَّ واستقر
شخصية { البحار } الذي يخدع { جونا } وينقله إلى نينوى بدلا من { هاواي } التي كان يحلم بفتح مطعم للفلافل فيها، والزواج من حبيبته { فلفولة }، بناء على توجيهات أسياده، ثم شخصية { الملك } القاهر شعبه تنفيذا لرغبة أسياده، فقد قام بأدائهما الفنان العراقي { داخل البحراني } القادم مؤخرا إلى كندا

لقد كانت فترة التدريب لا تخلو من متاعب جمة، كأي عمل مسرحي، فإضافة للتأخر حتى ساعات الفجر، وتهديد بعض الزوجات بتغيير الأقفال؛ فهناك ترك أبواب الرزق، وتباعد المسافات، وصعوبة المواصلات، كما كان يفعل البحراني مستهلكا أكثر من خمس ساعات ذهابا، وإيابا، حاملا على ظهره حقيبته وما بداخلها من متاع، ومعطفا يحميه من ثلج وبرد، وهموما لا تقشعها كؤوس خمر ولا لفافات تبغ
أما هموم قاعة العرض فالحديث عنها متفرد وذو شجون، كان على الكادر الانتقال إليها قبل العرض بعدة أيام لأغراض يعرفها المهتمون بالمسرح، ومن هنا بدأت عمليات الدفع بالدولار، لا سبيل للمزاح، هنا كل شيء رأسمالي، حتى المسرح، عليك أن تدخل الباب الرئيسي في اللحظة المتفق عليها، وأن تخرج منها بنفس الطريقة، فإن زدت دقيقة واحدة توجب عليك الدفع الإضافي إلى حد السنت الواحد، وعليك دفع أجور القائمين على الإنارة، والصوت، وباقي الخدمات، وحين طلبنا { المايك الإضافي } اشترطوا علينا الدفع الإضافي، يضاف إلى كل ذلك { التاكس } أي الضريبة البالغة 13 % من القائمة النهائية، وحين تصفي حساباتك يتوجب عليك أن تمد يدك على مصروف العيال الشهري، في سبيل رسالة المسرح التي خلدها المعلم الأول لينين

إزاء تلك المعطيات، والظروف عرضت المسرحية في تورونتو لثلاثة أيام متتالية ابتداء من يوم الجمعة الحادي عشر من آذار 2011 فشهدت توافدا على قاعة العرض من قبل الجالية العربية والعراقية، من محبي المسرح ومتابعيه، خصوصا المسرح السياسي الكوميدي الهادف، إذ سخر المؤلف { محمد الجوراني } كل إمكاناته في الحوار والإخراج ، كذلك الممثلون، بدعم من الإدارة المسرحية التي تعاون فيها كل من الفنان { مديح الصادق } من العراق، والفنانة { سارة العنزي } من الكويت، في سبيل تقديم عرض يليق بقيمة وتأريخ المسرح العراقي، وتجسيد الأفكار السامية التي انطوى عليها النص



المسرحية كانت رسالة للمغتربين العرب والعراقيين بأن الفنان العراقي المتجذر في حضارة وادي الرافدين لم ولن ينسى دوره في التعبير عن هموم الإنسان، أينما كان، وهموم شعب عانى من حكامه كل أشكال القهر، فكانت رسالة للحكام المسلَّطين على رقاب المساكين المظلومين، وأسيادهم الذين سخَّروهم لتلك المهام؛ أنَّ البراقع التي يتوهمون أنها تخفي وجوههم الكالحة، مهما تلوَّنت أو اختلفت أشكالها؛ قد باتت مكشوفة، وأن الشعوب هي صاحبة الكلمة الفصل في تقرير مصيرها، وهي رسالة للجماهير العريضة التي عانت ويلات الحروب، تحت شتى الشعارات، الوطنية والقومية مرة والدينية مرة أخرى؛ أن لا يغرَّنَّكم زيف الحكام المخادعين، فهم جميعا من مدرسة واحدة، وإن اختلفوا فيما بينهم، أو اقتتلوا
لقد استطاع الفنان { محمد الجوراني } أن يبرز تلك الفكرة من خلال توظيفه لحالة متشابهة عند كل من الملك الظالم، والبحار المخادع، والرجل العصفور؛ بأن جعل كلا منهم يرتدي حذاء بفردة بيضاء وأخرى سوداء، للدلالة على وحدة الانتماء، أما استخدامه رمز قطعة الدولار التي وضعوها في جيب { جونا } لمتابعته من خلالها أينما حلَّ؛ فقد كان توظيفا موفقا عكس قدرة المؤلف المخرج على النفاذ إلى ما يفكر به المتلاعبون بمصير الإنسان، كذلك كان للرقصة الشرقية التي أدَّتها بحرفية عالية الفنانة { ساندرا } أثر في انتشال الجمهور، ولو قليلا، من حالة الجدية إلى شيء من الترفيه؛ إضافة إلى أنها كانت وسيلة كشف حقيقة الملك الذي ساومها على إطلاق سراح حبيبها المحتجز عنده مع مجموعة من المعارضين لسياسته، أو ممن لا دخل لهم بالمعارضة أو السياسة من قريب أو من بعيد

على الرغم من أن نصَّا مسرحيا يقدم باللغة العربية الفصحى، وإن كانت سلسة مبسطة، في دولة كاد أغلب الناطقين بالعربية ينسونها، خصوصا جيل الشباب؛ يشكل أمرا في غاية التعقيد؛ إلا أن الفريق المتكامل قد بذل كل ما بوسعه من أجل إيصال الأفكار الأساسية التي بُني عليها النص، فكانت صفحة جديدة قد فُتحت في تأريخ فنون وآداب المهجر، ستكون بداية موفقة لمسرح عربي عبر البحار، لا يخلو من رائحة المسرح العراقي الذي كان مدرسة تميزت بالأصالة وصدق التعبير



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوتُكَ الأقوى، يا عراقُ
- ارحلوا مِنْ حيثُ جئتُمْ؛ فالشيوعيونَ لا يُهزمونَ
- واعراقاه، أيحكمُكَ اللصوصُ والمارقونَ ؟
- كيف العودةُ - يا عراقُ - وقعيدتُنا لَكاعِ
- فضائية تطلق سراح الكلمة الملتزمة؛ لكن ...
- أيُّها المؤمنون، كي يستقرَّ العالم، اجتثُّوا الشيوعيين ...
- الأزهارُ لنْ تموتَ, أبدَ الدهرِ
- متمدن حوارنا, منارة للشرفاء
- زبَدٌ على السواحل والشطآن ... قصة قصيرة
- اعترافاتُ سفَّاحٍ يحتضرُ, بمناسبة يوم الشهيد الآشوري الكلدان ...
- زائرة آخر الليل , قصة قصيرة
- عتاب إلى الشهيد ستار خضير, الذكرى 41 لاستشهاده
- قاب قوسين او أدنى من جهنم ... قصة قصيرة
- العنقاء تشتهي العصافير المسيحية ... قصة قصيرة
- وعاد منتصرا , مِحكّان المهوال
- عمال العراق, تأريخ وتحديات
- اخلع جلبابك, يا مشحوت
- احذرا الكفر, سيادة الرئيسَين
- وفاء بالدَين؛ احتفلنا لقائمة الرافدين
- عرسا وطنيا كان في تورونتو


المزيد.....




- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- “مبروك النجاح” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- رابط رسمي وشغال. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس الي ...
- بعمر الـ80.. يحيى الفخراني يقف على المسرح مجسدًا -الملك لير- ...
- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- مبروك للجميع.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس ...
- الفنان يحيى الفخراني يعود لـ -الملك لير- في عامه الثمانين
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط النتيجة على م ...
- وفاة الممثلة العراقية إقبال نعيم.. وداع لصوت مسرحي نادر
- ألبوم -صنع في أفريقيا- لزياد الزواري: موسيقى عالمية بطابع تو ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - واندلعتْ { حربُ الفلافلِ } في تورونتو