أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - واعراقاه، أيحكمُكَ اللصوصُ والمارقونَ ؟














المزيد.....

واعراقاه، أيحكمُكَ اللصوصُ والمارقونَ ؟


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يقرأ، لِمنْ تكتبون ؟ أنتم لا تجهدون سوى أنفسكم، معاشر الكتاب، والمثقفين، وفِّروا أوقاتكم ومجهوداتكم لمن هم أحوج إليها، من العيال، أو المقربين، أطنان الورق تستهلك لنشر هذيانكم الذي لا يحظى إلا باهتمام الشحاذين، والعاطلين، ومَنْ هم على شاكلتكم، أولاء الذين يجترُّون همومهم على موائد الخمر السري، أو يشكونها لزوجاتهم، بعد أن يخلد للنوم الصغار، إن لم يكن ذلك للعشيقات، لا حياء لمن تنادون، لماذا إذاً، تكررون النداء ؟ مواقع الاتصالات الحديثة تكتظ بما تتقيؤون، والحاكمون الكبار، والمتوسطون منهم، والصغار، مشغولون جميعا في سباقهم المستميت، ليل نهار، في الثراء الفاحش الذي لا يوقفه سد ولا حدود، بلا حسيب، ولارقيب، والله الذي باسمه علَّقوا خِرَقا من كل الألوان، وفصَّلوا على مقاساتهم أردية ساقوا بالعصا خلقه لأن يرتدوها مكرهين؛ قد استمهلوه ردحا من الزمان كي يستكملوا ما جاءوا لأجله، فاغرين أفواههم التي لا تمتلئ ولو غرفوا ما فوق الأرض وما تحتها من قاذورات، فهل تظنون أن سيسمعكم، أو يقرأ لكم عصابات منظمة تسترت بالدين كي تضحك على ذقون الفقراء، والمساكين ؟ صدقوني، هم بين أميٍّ لا يفقه الحرف، وفاقهٍ له ؛ لكنه مستهزئ به، والصنف الأخير هم الجبابرة، المستخفُّون بقدرة هذا الشعب العظيم، الجبار، على اكتساحهم كما تُكتسح القمامة من الطرقات، وما هي إلا صرخة حتى تراهم مولين الأدبار خائبين، وساعتها سوف يُخزى كل دجال منافق، أو ساكت على حقه، ذليل

ألقى على الطاولة بحِدَّة رزمة من نسخ الصحيفة التي أكتب عليها مقالاتي، تلك التي احتفظت بها لحين عودته من زيارته، بعد فراق يقارب العشرين عاما، للعراق، تلفَّتَ حوله منتبها إلى خروجه عن المألوف في مكان للراحة، في هذا البلد الذي يتبادل الناس كل شيء بالهمس، غيَّر ملامح وجهه التي عكست صورة العراقيين حين يغضبون، تقبلت الحسناوات على الطاولة المقابلة اعتذاره, وزدن على ذلك وردة حمراء، ذكَّرتنا الساعة أن اليوم هذا هو عيد الحب، وأن آلافا من الشبيبة المنتفضة على ما طالها، وطال العراقيين جميعا من تعسف وظلم، سيحملون قلوبهم على راحاتهم، يتحدُّون ما قد بُيِّت لهم من أزلام السلطة، وأحزابها التي لم تنتج سوى القتلة والسارقين، وما يتوعد به الشعب جميعا فلول الظلاميين والإرهابيين، ستنتصر إرادة الشعب في التغيير، بلا هتافات، ولا قصائد؛ بل حتى بدون مقالات، فالباطل زيف، مثل رغوة كأس، أو كما يقولون : زوبعة في فنجان

تناول رشفة من علبة القهوة التي يهواها وراح يسرد لي بمرارة أكاد أسمع قلبه يتقطع وهو يحكي قصصا غريبة عمَّا آلت إليه الأمور؛ في كل المدن والقرى التي زارها، من الشمال حتى الجنوب، خصوصا في الأعوام الأخيرة التي ادَّعوا بأنها شهدت نوعا من الاستقرار الأمني؛ وإن كان نسبيا؛ لكنه في الحقيقة غطاء لهم كي ينهبوا على هواهم خزائن سلَّطهم عليها سيدهم الأكبر، المحتل البغيض، البطالة قد استشرت بشكل فظيع، الصناعة وقواعدها الأساسية قد أهملت حتى غدت أوكارا للأحزاب الحاكمة، ومَن لفَّ لفَّهم من أصحاب السوابق، والراقصين للنظام السابق الذين خلعوا بسرعة البرق بدلات الزيتوني، وأنواط الشجاعة التي غنموها جزاء تفننهم في قتل الذين يذرفون اليوم عليهم دموع التماسيح، أما التعليم - ياسيدي المثقف، يا كاتب المقالات - فقد غدا صورة للمحاصصة البغيضة، والمذهبية الرخيصة، وساحة لاستعراض ما يفرزه النظام القائم من شعوذات تهدد مستقبل الطفولة والشباب، وبالتالي تسوق البلاد إلى مستنقع الوحل والخراب، والمرأة قد سُرقت كرامتها، وامتهنت، وصارت سلعة في مجتمع يغذيه الحاكمون يوما أتعس من يوم، بأفكار ليس لها علاقة بالأصالة، أوالدين، وتلك - لَعَمري - وصمة عار في جبينهم، ما بعده عار

وبرلمان - حاشا الشرفاء منهم - ما هو إلا جوقة للببغاوات، يرددون نشازا ما يريده منهم أسيادهم في البيت الأبيض، وتل أبيب، وقم وطهران، يديرون ظهورهم لشعب عظيم ارتضاهم عنه نائبين في دفع الأذى عنه، والظيم، فما أن استقروا على عروشهم حتى صاروا بلمح البرق مطايا للسلطة التي لم تكن إلا شلة من قطاع الطرق، والسارقين، فأي نواب أنتم ؟ وأي برلمان هذا الذي انتسبتم إليه ؟ تطالعون الذئاب وهي تنهش لحوم أهلكم وتدسون رؤوسكم في الجحور؛ ألا أخزاكم الله يا فرقة الطبالين، ألا حلَّت عليكم لعنته، يا معشر المنافقين

غدا، في الخامس والعشرين من شباط ستهدر جموع الغاضبين من شعب لم يعد قادرا على الصبر، شبابا وشيبا، من النساء والرجال، من كل أطياف العراق، ممن توهم الأوغاد بأنهم قد خُدعوا باسم القومية الشوفينية، أو المذهب، أو الدين، من الجائعين والمحرومين، مثقفين متنورين، أساتذة، طلابا،عمالا، فلاحين، تجمعهم صيحة ستهتز لها عروش الخاوين : لا للظلم، ولا للاستعباد، ولا لنهب الثروات، وليغادر أرضنا النظيفة كل الدخلاء مصاصصي دماء الفقراء، ليسقط في الوحل نظام المحاصصة الطائفية البغيض، ألا ألف تحية للشباب الواعي، المنتفض على الواقع المر البغيض، الشباب الذي ألقى جانبا كل الأعلام والرايات، ولم يحمل عاليا علما غير علم العراق، قلوبنا معكم، فلا تغادروا الساحة إثر تهديد مغلوب على أمره، ولا تغرَّنكم دسائس منهم أو مساومات قد يشترون فيها ضمائر مهتزة فيجنون منها شق الصفوف، ولا تقبلوا بوعودهم لأنهم كما عرفتموهم دوما لا عهد لهم وكاذبون، إيَّاكم وأنصاف الحلول فهي سنة درجوا عليها وقد تعلموها من سيدهم الأكبر القابع خلف الأسوار، وإياكم والتخريب فهو مضيعة لما أنتم قادمون عليه، والنصر لكم حتما، وكيف لا ؟ ألستم الأحفاد الصالحين لمن أحيَوا بالدماء نخلات العراق ؟

شباط - 19 - 2011



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف العودةُ - يا عراقُ - وقعيدتُنا لَكاعِ
- فضائية تطلق سراح الكلمة الملتزمة؛ لكن ...
- أيُّها المؤمنون، كي يستقرَّ العالم، اجتثُّوا الشيوعيين ...
- الأزهارُ لنْ تموتَ, أبدَ الدهرِ
- متمدن حوارنا, منارة للشرفاء
- زبَدٌ على السواحل والشطآن ... قصة قصيرة
- اعترافاتُ سفَّاحٍ يحتضرُ, بمناسبة يوم الشهيد الآشوري الكلدان ...
- زائرة آخر الليل , قصة قصيرة
- عتاب إلى الشهيد ستار خضير, الذكرى 41 لاستشهاده
- قاب قوسين او أدنى من جهنم ... قصة قصيرة
- العنقاء تشتهي العصافير المسيحية ... قصة قصيرة
- وعاد منتصرا , مِحكّان المهوال
- عمال العراق, تأريخ وتحديات
- اخلع جلبابك, يا مشحوت
- احذرا الكفر, سيادة الرئيسَين
- وفاء بالدَين؛ احتفلنا لقائمة الرافدين
- عرسا وطنيا كان في تورونتو
- انتخبوا مرشحكم ... مشحوت
- كل يوم يمر شباط
- شهداؤنا مصابيح نور, وأغراس طيب


المزيد.....




- تورطت بعدة حوادث مرورية ودهس قدم عامل.. شاهد مصير سائقة رفضت ...
- مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها
- مصر.. اكتشاف أطلال استراحة ملكية محصّنة تعود لعهد الملك تحتم ...
- شي جين بينغ يصل إلى صربيا في زيارة دولة تزامنا مع ذكرى قصف ا ...
- مقاتلة سوفيتية -خشبية- من زمن الحرب الوطنية العظمى تحلق في ع ...
- سلالة -كوفيد- جديدة -يصعب إيقافها- تثير المخاوف
- الناخبون في مقدونيا الشمالية يصوتون في الانتخابات البرلمانية ...
- قوات مشتركة في الفلبين تغرق سفينة خلال تدريبات عسكرية في بحر ...
- مسؤول: واشنطن تعلق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب رفح
- وسائل إعلام: الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على ممثل أمريكي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مديح الصادق - واعراقاه، أيحكمُكَ اللصوصُ والمارقونَ ؟