أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مديح الصادق - وفاء بالدَين؛ احتفلنا لقائمة الرافدين















المزيد.....

وفاء بالدَين؛ احتفلنا لقائمة الرافدين


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 09:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


حين يرن هاتفي في وقت متأخر من الليل, أو ساعة القيلولة فإن المتصل حتما { خالد الحيدر } إذ لا أحد غيره مخول باقتحام تلك الساعات؛ خصوصا في بلد من بلدان الاغتراب مثل كندا؛ ذلك لأني على علم مسبق بأن اتصال صديقي الدكتور إما عن خبر مهم يحظى باهتمامنا المشترك عثر عليه في تقليبه طوال الليل لشتى المواقع, أو مقال قرأه, أو نوى نشره, أو علق عليه, إن لم يكن استئناسا بالرأي حول معنى لمفردة لغوية, أو تخريج
نحوي؛ ولعل المستعجل عنده تلبية دعوة تلقاها من مؤسسة أو جمعية لها علاقة بمكونات شعب العراق في كندا, وهنا دائما يقترن اسمانا لدى الداعين


وهذا بالفعل ما صار إذ تلقينا على عجل دعوة شرف من الرفاق في الحركة الديمقراطية الآشورية, تنظيم كندا, للمشاركة في حفل عفوي أقاموه مع جماهيرهم تعبيرا عن فرحتهم بفوز القائمة التي تمثلهم في البرلمان العراقي الجديد { قائمة الرافدين } وناقل الدعوة أعرفه جيدا, فقد عايشته ثلاثة أيام للانتخابات, ويوما رابعا مرهقا للعد والفرز, في نفس محطتي الانتخابية؛ لله دره { إبراهيم برخو هارون } كم كان دقيقا, ملتزما, دائب النشاط, متلهفا جدا لان تفوز قائمته الموكل عنها, قائمة الرافدين, وجعا عراقيا قرأت في عينيه

اليوم هو السبت 20 - 3 - 2010, الحفل يبدأ التاسعة مساء, صديقي منشغل عني بسماع شريط لمطربة عراقية تثير الشجون, أمامنا مشوار طويل على الطريق السريع يكفي لأن أبحث بين ركام الماضي عن بقايا من شريط لذكريات جميلة جمعتني بهؤلاء الذين سألتقيهم, الناس الطيبين إلى حد بعيد, ما يقارب الثلاثين عاما خلت حين ودعتهم على مضض, نافذا بجلدي من ساطور جلاد, في بداية الثمانينيات, في { باطوفة, وزاخو} كان لي معهم لقاء الأهل والأحبة, لم أجد عناء في التعرف عليهم؛ فهم أهلي, هم والصابئة المندائيون البناة الأولون لما خلف وادي الرافدين من حضارات طبعت باسمهم مهما حاول انتحالها دخلاء سارقون, والآرامية التي بها كانوا ينطقون امتد تأثيرها بعيدا من الشرق إلى الغرب, وما هي إلا جذر للحرف العربي فيما بعد كما تذكر لنا مصادر التأريخ
آشوريون, كلدان, سريان, عرفتهم عن بعد في البصرة, وبغداد, وميسان, والموصل, وكركوك, وكل العراق, وعن قرب في باطوفة, زاخو, كاني ماصي, بيكوفة, سيركتك, مجمع طروانش حيث كان صديقي العزيز { القس سرجون, أبو يوسف } قادما من بغداد ذات الضجيج إلى أبعد ناحية في الشمال ناذرا نفسه لخدمة { الرب } والناس, لا يكف لسانه عن تحدي السلطات للدفاع عن حقوق المسيحيين غير آبه لاستدعاءات ضابط الأمن الخبيث وتهديداته, واتهامه له بأنه سياسي خطير تنكر بزي قس, وهل أنسى وعائلتي أطباق الكفتة من يد { أم يوسف } وابتسامتها التي تطيل الأعمار وهي تصغي إلى إمام المسجد المجاور حين يستبق الأذان هجوما كاسحا على غير المسلمين, مركَّزا على { النصارى } ناعتا إياهم بالكفر
وهل أنسى موقفا جريئا من أبي { آشور هرمز } وزوجته حين دبر لي مقلبا { ضابط الأمن } وقتها متهما إياي باستغلال محلي الذي أعمل فيه بعد الدوام { للاتصال } بمن أسماهم { المخربين } وقد تسلل الطيب { أبو آشور } آخر الليل للمحل, بعد أن دسست له المفتاح الثاني حين صافحني من وراء القضبان, لينقل المهم من محتوياته إلى بيته, ولم ينقطع عن زيارتي طيلة فترة التوقيف إذ لم يعثروا على ما أُدان به من مستمسكات, وصودر الباقي من المحتويات
ومثلهم { أبو آدم, توما } المختار, و{ صليوة } المعلم, و{ نيسان } معوق حرب العراق وإيران, و{ أم مريم } زوجة الشهيد التي لم تنفك تراقب الطريق بانتظار عودته سالما من أسر أوهمت نفسها فيه, أمهات الجنود المقاتلين على خطوط النار وهن بانتظار عودتهم إما معوقين أو ملفوفين بالأعلام, السياسيون الوطنيون القابعون في السجون بانتظار سجن مؤبد إن لم يكن الإعدام, والصديق المخلص, تاجر الجملة في زاخو { يوسف } الذي شد أزري على فتح محل للكماليات بعد الدوام بدلا من { ذهب بغداد } الذي لا تستسيغه نساء الحي, وزودني بالبضاعة بالتقسيط, طلابي الذين كتبت لهم نصوصا مسرحية بالفصحى عن حب الوطن والناس فاستقبلوها ببالغ الاهتمام, وأبدعوا لأن في دمائهم يجري حب العراق
وغيرهم نساء ورجال طيبون وجدت فيها أنسا, وطيب معشر, ومن عيونهم سمعت نشيجا على { ديربون } القرية الجميلة التي أحالها السلطان ركاما لكونها مستوطنا يأوي طيور الحب , والسلام, وروضة للزهر والثمار

ها قد وصلنا, أيقظني من حلمي الجميل صديقي, هاهي قاعة أوديسا, بالكاد عثرنا على موقف للسيارة, مظاهر الزينة في الباب توحي بأن شيئا مبهجا يستحق الاحتفال, مجموعة من الرفاق يستقبلون الضيوف, نودي باسمينا لتعريف الجميع, الدكتور خالد الحيدر, الأستاذ مديح الصادق, مندائيان من تورونتو, بصوت واحد هتف الجميع : برونايا سعيدة, مبارك عيد الخليقة يا إخوان, تقاطروا واحدا واحدا للترحيب, الرفيق أمين سر محلية تورونتو, شمائيل دانيال, الرفاق : سابر, شموئيل, نيشا, رمسن, نينوس, سركون, فريدون, مراد, موريس, ميناس, يوئيل, مازن, ألن, آرتين, مارتن, وغيرهم كثير, مثل خلية النحل كانوا, أعلام العراق, أعلام الحركة وشعارها, علقت بشكل جميل متناسق على الجدران, وبعضها توشحت بها شابات وشباب كأنهم الطيور, ولوحت بها أكف أطفال لا يفهمون منها إلا أنها انتماء صميمي تعلق به الكبار فأورثوه للصغار, إلى وطن نبتت به أولى الطيبات من الأغراس, وهي اليوم تأبى أن يقتلعها منه أوباش, غزاة, دخلاء, ظلاميون, طائفيون, فمن حقهم أن يفرحوا بأن لهم أصواتا شجاعة في برلمان العراق الجديد, من حقهم أن يناضلوا, ويساندهم الطيبون من أجل أهداف مشروعة لترسيخ الهوية والدين, واللافتات التي خطها بدقة { الفنان إبراهيم هارون } كانت نشيدا صادحا بأن يحيا عزيزا مكرما, وطن الشهداء, الصالحين, العراق

مجموعة من المطربين والموسيقيين سارعوا لحمل آلاتهم على الأكتاف دون تدريب أو بروفات, وفي مثل هذا الفرح الجماهيري تتسارع الألحان والكلمات إلى خواطر المبدعين دون عناء, أو بحث, جوني طليا, توني كبرئيل, فارس إيشو, فريد خامس, رامز بيث شموئيل, عازف الزرنة, ناقر الطبل, سلسلة من النساء والرجال المحتفين بهذا النصر العظيم وهم يرقصون لكل الألحان, ويغيرون الدبكة مع كل إيقاع, يلوحون بأعلام العراق, أو بها توشحوا, أعلام الحركة, شعاراتها, رجل طيب بجانبنا متحمس جدا, ما برح المائدة كي يكون لنا مضيفا كريما, على عكاز يتوكأ, لم يعطله عن رقص مع الراقصين, إنه { فريدون } الذي بترت ساقه وهو يهرع لنجدة ضحايا تفجير كنيسة { مريم العذراء } في { تل إمحمد } في بغداد فصعق ساقه التفجير المدبر الثاني, وابنه المعوق { أترا } الذي يعني { الوطن }هاجمه إرهابيون لكونه مسيحيا فنجا بأعجوبة منهم حين مثل دور الميت حتى غادر المجرمون, شاب رياضي مفتول العضلات, بهي الطلعة, استكثر الأوباش عليه أن يظل مسيحيا فعذبوه, ولما لم يجد نفعا ذلك أطلقوا النار عليه, مالك القاعة الذي بها تبرع مجانا للحفل فكان جزاؤه أن يرزق بصبي جميل في نفس اليوم, الفاتنة ابنة الرفيق { ناتن } { اللطيفة آشورينا } التي كانت لولبا يبعث الحماس في النفوس, وعندما أظهرتُ بها إعجاب شاعر حذرني صديقي هامسا إنها مسؤولة الكشافة في الاتحاد, فاخترت الصمت لأنني لا أزال أعاني عقدة الخوف من المسؤولين, شعب يرقص حبا للعراق وهو فيه يواجه الموت كل ساعة ويوم, ومثله كل الطيبين والأخيار, فالإرهاب المتعدد المصادر, والاشكال, والمسميات لا يميز مسلما, أو مسيحيا, أو مندائيا, أو يزيديا, أو شبكيا, عربيا, كرديا, تركمانيا, وتبقى الآمال معلقة بمن اختارهم العراقيون كي يكونوا بكل تفان عنه ممثلين أهلا للأمانة التي حملوها لهم, والثقة التي أولوهم إياها, وليصطف الشرفاء في البرلمان المقبل حتى تنزاح إلى غير رجعة فلول الدخلاء, والانتهازيين, والعملاء, وتبقى مشرقة بالحب, والحرية, والوفاء, شمس ما مثلها أبدا شمس, هي شمس العظيم العراق...



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرسا وطنيا كان في تورونتو
- انتخبوا مرشحكم ... مشحوت
- كل يوم يمر شباط
- شهداؤنا مصابيح نور, وأغراس طيب
- خذ ما شئت من الخرائب مادام كسرى سالما
- ما حرفا, وما اسما
- مراهنات { مشحوت } أبي حصان
- مواضع الهمزة المتوسطة والهمزة المتطرفة
- شرهان يبحث عن رتاَّق الفتوق
- موال زهيري بطور الصبي
- ماهود { أبو الخرز } ينتقم من شرهان
- شرهان والشيخ { ماهود } أبو الخرز
- أحرِقوا الصريم .. قصة قصيرة
- ملائكة كونوا , أيها المندائيون .. بمناسبة عيد رأس المندائية ...
- مواضع كسر همزة { إنَّ } ومواضع فتح همزة { أنَّ }
- الذكرى الأربعون لاستشهاد المناضل ستار خضير الحيدر
- لغة العاشقين ..
- لغةُ العاشقينَ ..
- راحلة .. شعر
- قِصَّةُ مَجْنُونَينِ


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مديح الصادق - وفاء بالدَين؛ احتفلنا لقائمة الرافدين