المسلسلات التركية تقتل طفلا في الناصرية العراقية

عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 21:42
المحور: المجتمع المدني
    

لاأريد أن تبحروا معي في حيثيات الخبر القاسي المؤلم.. فلم يكن ضربا من سيناريو أقوم بإعداده لفلم حفلة حزن طفولية مفترضة... وما أكثر قصص الأحزان في بلادي حتى مللتها اليراعات في ساحات التسطير و تحجرت براعم الفكر النير في مخيلة العراقيين لأنها مشاهد أسرت الذاكرة وسجنت الشبكيات حتى صار الفرح قيد الاعتقال دون تظاهرات!
لا أتابع المسلسلات لا التركية ولا غيرها فلم تعد تستهويني كما في سنون الشباب تلك المسلسلات التي كانت تبحر بنا في مسلسل الدموع الحقيقية أو الضجك النقي ملء الأشداق.. ولكني من تداولات الكبار والصغار في المحيط الذي إنا جزء منه..أجد نفسي في نفس المدارالمغناطيسي للاخبار التداولية بين الكبار !؟ والصغار لهذه المسلسلات العنفية أو الرومانسية من جانب آخر.. فلا أستغرب إلا لان الأذواق إجتماعيا لايُسبر غورها في محنة الوطن التشكيلية او الكوكتيلية.. فكل توابل الحياة وملحها تجد لها مذاقا في حياة العراقيين.. كل هذا وأنا أتحاشى الولوج لمساحة الألم في الخبر الذي قتلت فيه المسلسة التركية وادي الذئاب طفلا وديعا في قرية أسمها الساجت أو الساجد لاأعلم في ناحية النصر وهي بمسافة 60 كم شمال الناصرية,,,
لاينفع التنقيط والفوارز وعلامات الاستفهام والتعجب لكي تكون مادة الحدث.. لا أريد وصف حادثة موت الطفل أحمد منخي 12 عاما بالوصف التمثيلي التفصيلي المؤلم فقط أقول أنه قاّد مشهدا دراميا شاهده في المسلسل المذكور ليصبح هو بطل التنفيد ربما بين مزاح الطفولة والرغبة في ركوب موجة التمثيل ودور البطولة بتراجيدية لم يحسبها حسه الطفولي جيدا وبمساعدة شقيقه لف حبلا حول عنقه ليحلّق مغادرا كنورس البحر ومحملا بقطارات الأسى والتآوه في نفوسنا جميعا..أين كانت أمه؟ أين أبوه العامل المتعب المرهق؟ لاينفع التأين... ولا الحسرات ولا الأمنيات فقط أقول هل يجب على معلمينا مغادرة مناهجهم الدراسية بعض الوقت والتوضيح للاطفال بخطورة هذه الحالات العنفية التي يشاهدونها في المسلسلات التركية؟ نعم يجب وجوبا أخلاقيا وخاصة في القرى والأرياف التي نعرف أنها مع مأساة الحياة بلاماء ولاكهرباء تفقد الأجيال المتمثلة بفلذات أكبادها بطرق تراجيدية... منها المرض ومنها ازدياد نسب الإشعاعات ومنها السرطانات ومنها فقدان الرعاية الصحية وووو حدث ولاحرج.
ليس هذا بحثا اجتماعيا فأنا لست متخصصا بعلم الاجتماع مع ان كتابات الفيلسوف الراحل علي الوردي تستهويني بتحليلاتها التي تضع الأصبع الماهر على فتحة الجرح الاجتماعي العراقي وزاخرة آراؤه بهذه المنطقيات الجميلة. يجب أن تكون برامج وزارة التربية العراقية مبنية على واقع الحال الاجتماعي ومخاطر التلفزيون والمسلسلات والافلام والموبايلات وغيرها على صفوة الناشئة والشباب.. لايجب ترك الامور على الغارب.. لايجب فقط النظر بإعادة الاعتبار للبعثيين المجتثين من التعليم وإعادتهم له مع إن فكرهم اخطر من اي مسلسل!
الرحمة بأطفالنا.. نعم لاتغذية مدرسية لارعاية صحية ولامدارس بمواصفات مدارس الصومال ودارفور.. وجلوس مبارك على الارض الحارة صيفا والباردة شتاءا مع وجود التبريد المركزي! بفتحات التهوية! في جدران المدارس الطينية! قبلناه ولكن حصنّوهم بمحاضرات توعية ولو لمدة خمسة دقائق يوميا مع إن الواجب وجود المشرف الاجتماعي او الباحث او ..ولكنه من أحلام اليقظة.. ان تإثيرا كبيرا تبثه المسلسلات المدبلجة في عقول الشباب إذ يغلب عليها الطابع العنفي والقتلي والعاطفة الجياشة بما يشكل أرضا خصبة للجهل بان يرتع في عقولهم وتأخذهم بهرجة التقليد وحب المغامرة بل وتقليد أبطال المسلسلات ليس بالحوار فحسب بل بالمأكل والملبس والتشبه بالمسميات لكل شخصية بما يطغي على شخصية المبهور امام زملائه فيشعر بالفخر والاعتزاز والخيلاء بتداول التسمية المستحدثة عليه بما رغبت نفسه فيحلق دون أجنحة في بيداء الجهل ويُبرز مواهبه باللجوء لمغامرات غير محسوبة العواقب بعيدا عن رقابة الاهل الذين لايملكون الوعي اللازم لمراقبة تصرفات أبنائهم.
أليس من المهم ان تكون لدينا منظمات مجتمع مدني متطورة ومراكز بحثية تخصصية حقيقية تحترم قيم المجتمع ف ترصد هذه الحالات الدخيلة وتزور أهاليهم وتبحث عن المسببات التي أوقعتهم في هذه المطبات الغريبة في مجتمعنا العراقي وتنشر الوعي؟هل هي قبضة أوهام هذا الذ ي أتحدث عنه؟ الجواب مليون نعم! والضحية دوما شعبك يا عراق.

#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل