عمر شبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 10:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أتسأل دوماً كيف يستطيع المواطن العربي ، العادي الغير متخصص ، قرأة النص الماركسي المكتوب باللغة العربية ؟ كيف يمكن للمواطن العربي البسيط أن يفهم النص الماركسي ؟
إنني عند قرأتي للنصوص الماركسية العربية و بغض النظر عن المجال الذي تناقشه هذه النصوص أجد أن جميعها تتعمق في تقديم الكلمات المصطلحاتية الضخمة و العميقة ، بالنسبة للمتخصص الماركسي هي لا تشكل عائق و لكن بالعكس تشكل مجالاً رائعا لتبادل الآراء و هذا شيء أروع من رائع .
لكن المشكلة تكمن في غياب ألأسلوب البسيط الذي يجب أن يتصف بة النص الماركسي، النص المقدم للقارئ العربي و هنا أستخدم كلمة القارئ العربي و لم أُقَسِّم القراء إلى فئات ، إنما هنا أقصد المجتمع العربي بكافة أطيافه و فئاته بداية من ابسط درجات المعرفة اللغوية في مجال القرأة و الكتابة و صعوداً حتى نصل إلى أرقى الطبقات المتعلمة ، و هي فئة أساتذة الجامعات .
إن النص الماركسي المقدم لمجتمعاتنا نص لم يراع فيه بساطة الألفاظ كي يكون قريباً من الجميع من جانب، و هناك جانب آخر وهو أن النص الماركسي دائماً طويل. لذلك تصبح عملية قرأتة مملة و فهمة صعب على القارئ العادي أي أن المقال الماركسي يبتعد عن الشارع العربي بسبب صعوبة مصطلحاتة المستخدمة و عدم فهمها من قبل القارئ العربي ، هنا نقع في فخ عدم توصيل المعلومة .
من المعروف أن الفلسفة و الفكر الماركسي قَدِمَ من أوروبا المتعلمة و الفترة التي قدم كارل ماركس و غيرة من الكتاب و المفكرين الأوروبيين نتاجهم الفكري كانت تلك الحقبة من الزمن تسمى في أوروبا عصر التنوير و كان هذا النتاج مفهوماً لدى القارئ الأوروبي و أن المصطلحات المستخدمة هي من صلب لغتهم و من جذورها الموحدة في اللغة اللاتينية ، أي أن الكاتب الأوروبي عندما قدم فِكرُةُ لمجتمعة قدمهُ بلغةِ مجتمعةِ و لكن كّتابنا الماركسيين يقدمون فكر ماركس بلغة المجتمع الأوروبي للمجتمع العربي . إذا فِعلياً هم يتحدثون بلغة ألمجتمع الأوروبي و يخاطبون المجتمع العربي و علية ستكون النتيجة غير مرضية و لم يفهمنا مجتمعنا الذي نعيش فية .
إذا كان الماركسي في مجتمعاتنا العربية، أصلاً مُحَارَبٌ، حسب التاريخ النضالي للماركسيين ، فما بالك لو أن النص أيضا كان صعب فهمة ؟ هنا كماركسيين سوف ننعزل و نبتعد عن مجتمعاتنا و التي هي هدفنا و سعينا كله من أجلها. لذلك يجب أن نسعى إلى تبسيط النص الماركسي و تقديمه لمجتمعاتنا بكلمات بسيطة تصل إلى القارئ.
#عمر_شبيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟