أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر شبيب - أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر














المزيد.....

أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر


عمر شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر

بالعبارة العنوان فصل السيد المسيح الدين و الروحانيات عن المادة و عن الحكم السياسي فما بالنا نحن نحرف ما أرادة اللة . و رغم وضوح العبارة بفصل الحياة الدنيا عن الروحانيات و عدم خلط الأمور إلا أن الكنيسة تمسكت بالسلطة و أدانت و حكمت و أفسدت كل التعاليم المسيحية في العصور الوسطى و قد ظلمت الناس حتى وصل الأمر إلى عدم قدرة الناس على تحمل أفعال الكنيسة و إنتفظت كل أوروبا على مثل هذا النمط من الحكم و رفضته.

جاء الوقت و ساد فيه البديل وهو مبدأ السيكيولاريزم ( Secularism ) و هذا المصطلح يعني الاهتمام بالحياة الدنيوية و ترك الهموم الروحانية و هذا ما قاومته الكنيسة و قياداتها رافضةً بذلك حكم السيكيولاريزم , و لكن في النهاية ساد اختيار الشعب و هو اعتماد مبدأ السيكيولاريزم ( Secularism ) أي دور العلم في الحكم و الحكم على أساس علمي عادل و رفض الحكم على أساس ديني و اعتماد الأساس الدنيوي .
و استخدام كلمة السيكيولاريزم ( Secularism ) هنا في هذه ألمقاله جاء بدلاً من استخدام الكلمة المرادفة لها في اللغة العربية و هي العَلُمانية . و التي يلفظها الكثيرون العِلمانية . وهذه الترجمة الغير دقيقة خلقت بدورها إشكالية في فهم المعنى الصحيح ل (Secularism) . و المقصود هنا أن كل أوروبا أتبعت التشريعات القائمة على ألأساس العلمي و ليس الروحي أو الديني. بينما في مجتمعاتنا هناك الكثير من المثقفين يستخدمون كلمة عِلمانية و هو اللفظ الغير صحيح و التعبير الغير دقيق عن الموقف.

لقد ظلم حكم الكنيسة المجتمع الأوروبي لسنوات عدة و قد انعكس ذلك في أدبيات تلك الحقبة الزمنية و التي تمخضت عن ولادة بما يسمى عصر البعث أو التنوير في فرنسا و باقي الدول ألأوروبية. طبعاً الكنيسة في حكمها اعتمدت تعاليم الكتاب المقدس بشقية العهد القديم و العهد الجديد و سنت القوانين و التشريعات في المجتمع على أساس ديني و لكن استثنت بديهيات الأمور التي ذكرها السيد المسيح و التي هي أساس التعليم المسيحي و من أهم المقولات التي علمها السيد المسيح لأبناء البشرية قولة :
أولاً : أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر وهو عنواننا هنا . أي أول من فصل الدين عن الدولة هو السيد المسيح مبعوث الله إلى البشر.
ثانياً: لا تدينوا كي لا تدانوا و هنا تعبير واضح عن عدم خلط الحياة المادية مع الروحية فإذا أُمرنا بعدم إدانة بعضنا لبعض فإنه لا يحق لنا وضع قوانين روحانية تدين البشرية بل كل يطبق الروحانيات على نفسه . حيث أنة و من هذة العبارة الكتابية لا يمكن أن يكون تشريع على أساس روحاني و هذا من صلب الديانة و يتعارض مع وجود سلطة أساسها الدين والروحانيات .

ثالثاً : حسب رسالة بولس الرسول .... الآية تقول ( كل الأشياء تحل لي و لكن ليست كل الأشياء توافق , كل الأشياء تحل لي و لكن لا يتسلط علي شيء ) و هنا نرى أن التربية المسيحية التي قصدها بولس الرسول في رسالته هي الحرية التامة و عدم التدخل في شؤون بعضنا البعض و لكن يكون الأمر نابع من داخلنا نحن و علية لا يحق لأحد بالتحكم بالغير و هذا يعني الحرية التامة في المسيحية و التي تصل إلى حد الإدارة الذاتية للنفس . يبدو في هذا الموقف جليا السمو الروحي و عدم الارتباط بالعالم الدنيوي, و هذا واضح من عدم تسّلط الأشياء علينا نحن أنفسنا أي لا للمادة و نعم للروح السامية فوق كل الدنيويات.
و يمكنني الاستمرار في جلب الشواهد حول عدم خلط الروحانيات بالماديات في الديانة المسيحية إلى ما قدر الله و شاء , فكل الديانة المسيحية قائمة على رفض المادة و التمسك بالروحانيات .

إذا من الأجدر بنا إدارة الشؤون المادية في الدولة حسب القوانين الطبيعية و التي تم وضعها على أساس علمي منبثق من الحياة المادية و العلمية و مَقْدِرة هذه القوانين على توزيع الدخل بطريقة عادلة , تحقق للجميع الحياة الكريمة و دعم عزة النفس البشرية و عدم أهانتها.

و لكن بالرغم من كثرة الشواهد في الكتاب المقدس حول التخلي عن المادة و عدم ألارتباط بها و حيث قال السيد المسيح أكنزوا لكم كنوزاً في السماء و ليس على الأرض وهي صيغة أخرى لفصل الحياة الدنيا عن الحياة الآخرة إلا أن الكنيسة ارتبطت بالحياة المادية و حكمت المجتمعات حسب قوانين الكنيسة و هو الشيء الغلط و المخالف أصلاً للديانة المسيحية .

إذا لماذا نتمسك بالماديات و الروحانيات معا أليس من الأجدر بنا ترك الحرية للفرد في إختيارة لطريقة عبادته و روحانياته الخاصة بة و نحن نعلم إن الله هو الذي سوف يحاسب الجميع على أفعالهم و لا يحق لنا نحن البشر القيام بهذا الدور . وعلية فل نعط ما لله لله ونعطي ما لقيصر لقيصر.



#عمر_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الفوضى ( الشواش) و موجة الغضب العربي
- الولايات المتحدة ألأمريكية تسيطر على الوعي العربي


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر شبيب - أعطوا ما لله لله و ما لقيصر لقيصر