أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - ثورة وخمسة مشاهد














المزيد.....

ثورة وخمسة مشاهد


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 00:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ثلاثون عاما من القهر والظلم و الفساد والافساد لم تترك داخل الشعب المصرى أثاراً مؤلمة فقط ولكنها خلفت ارتباكاً فى الرؤى وتداخلاً فى المفاهيم حتى بين القوى المناضلة عبر السنوات الماضية من أجل الحرية.
بصرف النظر عن ذكر الاسباب والجرائم التى ارتكبها النظام الحاكم فى حق المصريين والتى أدت الى تمييع مفاهيم التمثيل السياسى وتهميش الرؤى السياسية المعبرة عن مصالح الغالبية المظلومة وتشرذمها وخلق نوع من الضبابية والتداخل والتنافر حول مفهوم المعارضة لدى الشعب ، فأن النتيجة النهائية لهذه الخطة المتعمدة من سلطة خبيثة عبر ثلاثين عام هى ثورة الشعب المصرى على حالة الظلم والفساد دون قيادة أو ايدولوجية أو رؤية سياسية تظللها .
النتيجة الطبيعية لكل ذلك هى سيادة حالة من عدم الملائمة والتوافق بين الشباب الذى ثار منفعلا بفقدان الأمل فى المستقبل فى ظل هذه السلطة الفاسدة وبين القوى السياسية المضطهدة من النظام السابق والتى عانت سنوات طويلة من القهر والظلم والتهميش ، وكلاهما صاحب مصلحة وشريك اساسى فى ثورة 25 يناير .. الاول بجهدة واصراره وطاقته الشبابية والثانى بالتراكم والجهاد سنين طويلة دون كلل أو تخلى عن قبضته على مبادئه ومواقفة ..وما أصعبها مهمة .
ورغم أن التغيير النهائى أسفر عن استبعاد رأس السلطة الحاكمة .. إلا أن المشاهد مازالت مرتبكة بفعال الآثُار المدمرة التى تسبب فيها النظام الحاكم وبفعل طبيعة الثورة التى غلب فيها طابع الانفعال على الرؤية والايدلوجية ، حيث خلف هذا الوضع المرتبك على الساحة السياسية خمسة مشاهد متباينة المعالم .
المشهد الاول .. وفيه الشباب الذى اتصفت الثورة بأسمه وهو ليس قماشة واحدة أو حتى نسيج متلائم حيث عكس التشرذم السياسى الذى تسبب فيه النظام الخبيث فمنهم من ينتمى الى ايدولوجيات سياسية أو جماعات ذات طبيعة سياسية أو فكرية .. ومنهم ينتمى الى الروح الليبرالية العامة التى فرضتها أدوات الاتصال الحديثة .. ومنهم من انفعل وثار فى مواجهة السلطة الحكمة مدفوعا بفقدان الأمل فى المستقبل والظلم اليومى دون أى تصور لطبيعة التغيير الذى يريدة .. والفئة الأخيرة هى الغالبة .
المشهد الثانى .. وفيه القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها والتى عانت سنوات طويلة من الظلم والمحاصرة والنحت الافسادى فى عناصرها المتمثلة فى قيادات احزاب المعارضة الرسمية الديكورية.. وأعترف أن كل هذه القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها قبضت على مبادئها دون كلل وضحت عناصرها تضحيات كبيرة فى مواجهة اغراءات الافساد للتخلى عن دورها وتدعيم السلطة الفاسدة .. وهذه القوى كان الوجه المباشر الثانى لثورة 25 يناير وخاضتها دون رفع أى شعارات سياسية تشير الى شكل أو طبيعة التغيير الذى تنشده مدفوعة بخوفها من فشل هذه الانتفاضة الجماهيرية والتى أجمعت كلها على اسقاط رأس النظام ورحيلة.
المشهد الثالث .. وفيه مؤسسة الجيش بكل تاريخها داخل وجدان المصريين هذا التاريخ الذى وضع لبنته الاولى احمد عرابى عندما حول مطالب العسكريين من خديوى مصر الى مطالب شعبية فى مواجهة سيطرة الاجانب وفساد الحاكم ، وهو الدور الذى أكدته ثورة يولية والتى نقلت مصر من النظام الملكى الى النظام الجمهورى ووضعت الشعب ضمن مشاهد المشاركة فى الحكم .
ولكن الأمر اختلف الآن مع الجيش لعدة عوامل .. الاول ما طرأ على الجيش تغيرات و تهميش لدوره خاصة بعد اتفاقية كامب ديفيد .. الثانى طبيعة تكوين الجيش التى بذلت السلطة الحاكمة جهوداً مضنية فى تغييرها طوال السنوات الماضية لتصبح حائط الدفاع الثانى عنها .. الثالث هو التاريخ الايجابى للجيش فى وجدان المصريين والذى لم يغب عن ذهن قادتها .. الرابع هوفرض حركة التغيير وقيادة الثورة على الجيش من قبل الشعب على عكس ماحدث فى يولية عندما قاد الجيش الثورة بتنظيم كامل منه .. الخامس هو التنافر بين عناصر الجيش الداخلية وقيادته بفعل انعكاس فساد نظام الحكم عليه .
المشهد الرابع .. وفيه نظام الحكم الذى سقط رأسه ولا يريد أن يسلم بسهولة لضخامة التركة التى كان ينعم بها ومازال يقاوم بكل قوته للحفاظ على مكتسباته وهيمنته على اقتصاد البلاد واستمرار دور رجال الأعمال الفاسد قى التحكم فى مقدرات مصر .. ولا عجب أن يكون رجال الأعمال هم الممولين البارزين لحركة البلطجة ضد الثورة وهى الحركة المستمرة حتى الآن .
المشهد الخامس .. وفيه الاعلام المصرى الذى فقد قدرته على التعبير عن الأمة كضمير لها بعد أن عودته سنوات الافساد الماضية على البحث عن كفيل يكفل مؤسساته مقابل التعبير عن مصالحه .. فتفرقت الحقائق بين المؤسسات والمصالح.
الاكثر تنظيماً جتى الآن هو نظام الحكم الفاسد المتصدر للمشهد الرابع ،وهو ما يعكسه اختراقة لحركة الشارع المصرى بعناصر تزايد تارة على مطالب المصريين لتوقعها فى حالة من التشرذم وتارة بزرع بذور الفتنة بين الشعب والجيش الذى يقوم بدوره بفعل الجبر القدرى لا الأختيار الثورى وتارة أخرى بالعبث داخل المؤسسة العسكرية ذاتها مستغلة علاقتها العاطفية والمصلحية ببعض قيادات الجيش ووجود عناصر لها داخل المؤسسة العسكرية .
المشاهدة متداخلة وأكثرها تنظيما المشهد الرابع الذى يتصدره النظام الحاكم الذى سقط رأسه .. فإذا كانت القوى السياسية المتشرذمة قد اتفقت يوماً على توحيد جبهة انقاذ لمواجهة الظلم والقهر الذى مارسه عليها النظام الحاكم الفاسد .. فأن الوضع الآن يفرض عليها أكثر من الماضى هذا التوحد فى جبهة انقاذ وطنية فى مواجهة الحركة المنظمة للنظام الفاسد والتخلص من آثار الافساد التى تسبب فيها و هو النظام الذى أتمنى قريباً أن اطلق عليه النظام السابق .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطرف
- حأشرب الشاى مع البرادعى فى نقابة الصحفيين
- طلاق النظام
- برلمان منزوع الدسم
- اندهاشات مصرية حول فتنة العمرانية
- صحافة الشعب
- على من نطلق الرصاص؟
- مش كل قط يتقال له يا مشمش
- المواطن مضطر
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل
- آدى الربيع عاد من تانى
- حمد لله على السلامة ياريس
- عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً
- ديمقراطية البرادعى ومأساة الليندى
- حب الوطن لا يتعارض مع حب الله
- حاجات ريحتها وحشة
- - حامد - هو الحل
- المماليك
- هم أيضاً لاينطقون عن الهوى


المزيد.....




- أمير الكويت يأمر بحل مجلس الأمة ووقف العمل بمواد دستورية لمد ...
- فرنسا.. الطلبة يرفضون القمع والمحاكمة
- البيت الأبيض: توقعنا هجوم القوات الروسية على خاركوف
- البيت الأبيض: نقص إمدادات الأسلحة تسبب في فقدان الجيش الأوكر ...
- تظاهرات بالأردن دعما للفلسطينيين
- تقرير إدارة بايدن يؤكد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة لا ...
- بالنار والرصاص الحي: قرية دوما في الضفة الغربية.. مسرح اشت ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق العمل جزئيا بالدستور حتى أربع ...
- مجلس الأمن يؤكد على ضرورة وصول المحققين إلى المقابر الجماعية ...
- بالفيديو.. إغلاق مجلس الأمة الكويتي بعد قرار حله ووقف العمل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - ثورة وخمسة مشاهد