أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - المواطن مضطر














المزيد.....

المواطن مضطر


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 22:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المواطنون، فى مصر، نوعان.. أقلية فاعلة.. وأغلبية مفعول بها، وأعضاء النوع الأخير يحملون جميعاً اسماً واحداً.. "المواطن مصرى".
المواطن مصرى سيماه فى وجهه كما تعلمنا من فلكلور جدودنا الحكماء.. طيب.. كريم.. جدع.. شهم. ولأن الحياة فى مصر فى صيرورة ما، فقد اكتسب صفة جديدة اختزلت كل الصفات السابقة داخلها.. هى "مواطن مضطر".
المواطن مصرى مضطر فى كل تفاصيل حياته.. يتخرج فى كلية الآداب أو الهندسة أو الطب، ومضطراً يعمل محاسباً فى مخبز، أو سايساً فى جراج.
المواطن مصرى يحب مواطنة مصرية، ومضطراً يتزوج بأخرى لاعتبارات اقتصادية خاصة بأى من الأطراف الثلاثة.
المواطن مصرى يرسل أبناءه للتعليم.. ومضطراً يستدين من أجل توفير قيمة دروس خصوصية لمدرس دوره الأساسى تدريب الطالب على مهارات الحصول على درجات مرتفعة فى اختبارات عملية تعليمية فاشلة، ثم يتحول مضطراً إلى معارض "أشوس" للامتحانات الصعبة، بصرف النظر عن عدم وجود عملية تعليمية من الأساس، وبصرف النظر عن قدرات أبنائه العلمية والثقافية.
المواطن مصرى يحمل كرامته الحرفية والمهنية والمهاراتية على أنفه متفاخراً بها فى حدود جغرافية لا يتجاوز أقصاها المقهى وسط زملاء أكثر قهراً.. ومضطراً يتنازل عنها أمام سخافة أو غباء أو نطاعة أو عقد رئيس أقل اضطرراً للحفاظ على بضعة جنيهات يُحصلها كل أول شهر، تغنيه أسبوعاً عن الاستدانة وتقلص مدة ضيق ذات يده من أربعة أسابيع إلى ثلاثة.
المواطن مصرى مضطراً يبيع جهده فى سوق العمل بعشر قيمته، ومضطراً أيضاً على تقديم أضعاف جهده مجاناً فوق البيعة للحفاظ على العمل.
المواطن مصرى صاحب ثقافة رفيعة وخبرة عتيقة فى نظافة المأكولات وصحتها، ومضطراً يلتهم مبيدات مسرطنة ومأكولات ملوثة مدفوعة بمقولة "موت بطىء بالسم خير من موت سريع بالجوع".
المواطن مصرى والمواطنة مصرية يتزوجان ليكتشفا اختلاف طباعهما، أو استحالة الحياة بين كل منهما، فيعصران على نفسيهما طن ليمون ويستمران فى الحياة، وينجبان مواطنين مصريين يرثون كل هذه الآلام، والسبب أن تكلفة الانفصال والحرية فى مصر أكثر من تكلفة الارتباط.
المواطن مصرى يقف بين يدى الله خاشعاً عابداً مصلياً باكياً داعياً بالستر وحسن الختام والاغتناء عن الرذائل، ومضطراً يقدم الرشوة لمرتشٍ مضطر للرشوة.
المواطن المصرى رومانسى.. حالم.. شاعر.. أديب فقط فى حدود العادة الذهنية التى تهرب به لحظات عن حياته المضطرة.

المواطن مصرى.. محروم من كل مقومات ممارسة حياته الطبيعية نفسياً وبيولوجياً.. ومضطراً يفعل ذلك على طريقة "العيان والميت" فلا العيان قادر ولا الميت حاسس بحاجة.
المواطن مصرى مضطر إلى الثورة.. فهل يا ترى سيثور.. متى وعلى من؟



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل
- آدى الربيع عاد من تانى
- حمد لله على السلامة ياريس
- عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً
- ديمقراطية البرادعى ومأساة الليندى
- حب الوطن لا يتعارض مع حب الله
- حاجات ريحتها وحشة
- - حامد - هو الحل
- المماليك
- هم أيضاً لاينطقون عن الهوى
- الاشاوس
- بشرع الله .. مرحبا بمناديل المتعة الجنسية
- مؤخرة الكلب البائس
- العضوبة كالجنسية
- اللامنتمى
- - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية
- هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء ا ...
- نعم صحف عريقة وليست عرقية
- يا أوباما الذى فى الشرق والغرب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - المواطن مضطر