أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء النيل؟















المزيد.....

هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء النيل؟


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 2670 - 2009 / 6 / 7 - 06:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يقصد «هيردوت» المعنى الشاعرى «مصر هبة النيل» وإنما كان يشير بشكل واضح لارتباط وجود مصر باستمرار تدفق شريان النيل إليها والعكس بالطبع صحيح. وعندما قال «مصطفى النحاس» رئيس وزراء مصر السابق «فلتقطع يدى ولا تفصل مصر عن السودان» لم تكن خطابة حماسية بل كانت جزءا من مواجهة وطنية ضد مصالح استعمارية استهدفت دول مجرى النيل.
وإعلان «محمد نصر علام» وزير الرى الحالى رفض توقيع مصر على الاتفاقية الإطارية للتعاون بين دول حوض النيل فى الموتمر الذى عقد فى كينشاسا عاصمة الكونغو لعدم وجود بند صريح يضمن الحفاظ على الحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل، لا يعنى براءة الحكومة المصرية من مسئولية تقوية وتمكين إسرائيل من التغلغل فى دول المجرى وفرض مصالحها التى تقف وراء هذه الاتفاقيات إلى الحد الذى أصبح معه رفض مصر أو موافقتها أمرا غير ذى أهمية.
ومن القرائن على عدم براءة الحكومة أسلوب عزل وزير الرى السابق محمود أبوزيد بعد انتقاداته المتكررة للموقف الرسمى المصرى فى التعامل مع التهديدات التى تواجه حصة مصر من مياه النيل ومطالبة الحكومة بالتدخل والضغط على إسرائيل للتوقف عن عبثها بأمن مصر المائى عن طريق تشجيعها لبعض دول الحوض بالدعوة لتعديل اتفاقية حوض النيل التى تعطى لمصر 55.5 مليار متر مكعب سنويا وأيضا بعد أن طلب من الحكومة الاستعداد لكل الاحتمالات بما فيها المواجهة المسلحة مع بعض دول حوض النيل بسبب إصرار تلك الدول على إقامة مشروعات على النيلين.
وفور استبدال أبوزيد بعلام بدأ الأخير تصريحات تعلن استيعابه للأسباب التى أطاحت بسلفه فأطلق سلسلة من التفسيرات الجوفاء التى تفرغ الموضوع من مضمونه وتبعد بأسباب الأزمة عن إسرائيل وإرجاعها إلى شماعة الزيادة السكانية والتقصير فى مجالات التعاون مع دول حوض النيل، تمهيدا لتبرير أى تنازلات ستقدمها مصر لإسرائيل فى هذا المجال مكتفيا بدعاء الأزمة المأثور «يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف».
وقد حرصت معظم الاتفاقيات التى عُقدت بين دول مجرى النيل لتنظيم توزيع المياه وتمت بتوكيل الدول الاستعمارية عنها وبرغبتها وطبقا لمصالحه والتى كان أهمها اتفاقية 1929 التىأبرمت بين مصر وبريطانيا نيابة عن السودان وكينيا وتنزانيا وأوغندا اتفاقا اعترفت فيه بريطانيا بحق مصر الطبيعى والتاريخى فى مياه النيل، وعدم إقامة أعمال تخص الرى أو توليد الطاقة على النيل وفروعه أو البحيرات التى ينبع منها والتى قد تمس بأية صورة مصالح مصر، وتقرر أن يكون نصيب مصر 48 مليار متر مكعب سنويا (ارتفع بعد مشروع السد العالى إلى 55.5 مليار متر مكعب).
وهنا نلاحظ أن كل الاتفاقيات راعت ظروف مصر واحتياجها لأكبر قدر من المياه.والطبيعى بعد استقلال مصر وجلاء بريطانيا أن تركز القيادة السياسية الجديدة على أمن الحدود الجنوبية وأن تتغير دوافع الاتفاقيات المائية بين دول المجرى من الدوافع السياسية الاستعمارية إلى الدوافع التنموية القومية والتحررية والتكاملية إلا أن نظر القيادة السياسية اتجه بكل قوته للحدود الشرقية. وخلال انشغال القيادة المصرية بكل إمكانياتها فى حماية الجبهة الشرقية (وهو ما فشلت فيه), لم تتوقف الخطط الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة عن محاولتها القضاء على التفوق المصرى فى الزراعة وخاصة القطن طويل التيلة ومن الروايات التى تحمل دلالات فى هذا الإطار هو ما حدث عندما رهن «دين راسك» وزير الخارجية الأمريكى موافقة حكومته على طلب قرض تقدمت به مصر بإلغاء صفقة تصدير أقطان طويلة التيلة لليونان كما أبدى استياءه من منافسة القطن المصرى طويل التيلة لمثيله الأمريكى.
وتسير الأمور من سيئ إلى أسوأ وخاصة بعد الفوضى التى سادت مصر عقب التطبيق العشوائى لسياسات التحرر الاقتصادى واتفاقيات السلام مع إسرائيل لتتجه سياسات المسئولين عن الزراعة إلى كسر ثوابت الزراعة المصرية من خلال استجابة وزراء الزراعة المصرية منذ تولى مسئوليتها الوزير يوسف والى للمطلب الأمريكى الإسرائيلى برفع الدعم عن مزارعى القطن أسوة بكل البلاد التى تزرع القطن وعلى رأسها الولايات المتحدة بدعوى تحرير زراعة القطن مما انتهى إلى تقليل المساحة المنزرعة كما أدى استيراد السلالات الصهيونية من القطن إلى تدهور إنتاجية الفدان وقد أشار الدكتور جمال أبوالمكارم الرئيس السابق لجامعة المنيا فى حديث صحفى إلى أن وزير الزراعة الحالى أمين أباظة دمر القطن المصرى تدميرا شبه كامل حتى أن مصر استوردت القطن من إسرائيل كل ذلك أدى إلى عمليات المحو الوراثى لسلالات الأقطان المصرية طويلة التيلة والنتيجة خروج مصر من الأسواق العالمية للقطن بعد أن كانت الدولة الأولى، واستطاعت أمريكا أن تستنبط من القطن المصرى «ميت عفيفى» سلالة تسمى «البيما» وأنتجوا أقطانا شبيهة بالمصرية وغزوا بها الأسواق العالمية، بما يكشف أن مصر خضعت لخطة منظمة جردتها من أى قوة تمكنها من ممارسة أى ضغط لحماية أمنها وخاصة فيما يخص حصتها من مياه النيل، وهو ما استغلته إسرائيل فى تحريض باقى دول حوض النيل للضغط على مصر من أجل إجراء تعديلات على الاتفاقية التاريخية بما يسمح لهذه الدول بإقامة مشروعات على منابع النيل تنال من حصة مصر والسودان بحجة أن الاتفاقيات التى تستند عليها مصر تمت فى ظل الاستعمار البريطانى عام 1929.
كل ذلك أدى فى النهاية إلى وقوفنا أمام المخطط التاريخى للقضاء على الأمن المصرى وزرع إسرائيل فى الموقع الحادى عشر على مجرى النيل، عُزّل بدون حماية لا نملك إلا شعارات ورفضا أجوف نبرئ به ساحتنا ونحمل عجزنا على الظروف الدولية.
كيف سيُفعل وزير الزراعة المصرى رفضه للاتفاقية الإطارية للتعاون بين دول حوض النيل فى كينشاسا؟ وكيف ستواجه الحكومة المصرية أى مشروع ستقوم به أى من دول المجرى ينال من حصة مصر فى المياه وهى فى هذا الوضع الاقتصادى والسياسى الهزيل؟ وما دلالة الرفض المصرى لقرارات المؤتمر وهى المسئول الأول عن تقوية قوى الضغط الصهيونى وراء هذه المخططات؟.. وهل هو رفض حقيقى أم مشهد ضمن المشاهد الهزلية التى نعيشها منذ سنوات سينتهى بإقْتراح قد نضطر لتنفيذه (تحت الضغط الدولى المبرئ لساحة الحكومة) باستكمال ترعة السلام بضعة كيلو مترات لتصل إلى إسرائيل؟!



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم صحف عريقة وليست عرقية
- يا أوباما الذى فى الشرق والغرب
- فى انتظار فرج
- فات الميعاد
- اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول
- -كان بان على عرقوبه-
- الانتصار موتا
- 6أبريل .. عيد ميلاد راحل
- - قفف- الزمن
- رد على الدكتور قدرى حفنى- خيارات السلام ليست قدوة بالضرورة
- حقائق تكشفها قافلة نقابة الصحفيين لرفح
- عودوا كما كنتم
- كلام -بشوية- صراحة حول مصر وغزة
- الغرض مرض
- عاش حكام العرب الف عام -ويشيلوا شيلتهم -
- حذاء منتظر
- زمان كنا صح
- القرعة تتباهى بشعر اوباما
- عامل دماغ اقتصاد
- أزمة الدواء المصرى ... ثلاث مشاهد ومعنى واحد


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء النيل؟