أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - صحافة الشعب














المزيد.....

صحافة الشعب


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 20:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مسكين الاعلام المصرى فقدره اوقعه بين ملكيتين خيرهما أمر من المر ذاته .. ملكية الدولة وملكية رجال الاعمال .
منذ سنوات قليلة استقبلنا تجربة الصحافة الخاصة المملوكة لرجال الاعمال بتفاؤل مبرره ما عانيناه من تجربة الصحف المملوكة للدولة ومن بعدها الصحف المملوكة للاحزاب .
إلا أن التجربة أكدت سوء تقديرنا فى التفاؤل وربما دفعت البعض منا بشكل ميكانيكى بسيط الى التحسر على ايام الصحافة الحكومية حاملين المثل الشعبى " يا ناكر خيرى بكره تشوف زمنى وزمن غيرى"
صحافة الحكومة صحافة رسمية تبتعد بالتعبير عن تناول أى حقائق تتعارض مع الموقف الرسمى ، وتفرض حصاراً على أى قلم يتجاوز السقف المحدد رسمياً للتعبير وحرية الرأى ، ولكنها لم تتعرض ابداً للابداعات والمهارات المهنية طالما لم تتعارض مع الحدود المسموح بها .. وايضاً كانت القيود المفروضة على أى كاتب أو صحفى يتجاوز الخطوط محدودة بالمنع لا تتجاوز حدود المنع من النشر ذلك بفعل توزان فرضته ترسانة القوانين المنظمة للعمل والعلاقات بين مؤسسات الحكومة والعاملين فيها .. وهو ما ضمن استمرار حياة الكثير من المبدعين والكتاب على قيد حياتهم المهنية رغم قيود النشر فأستمرت الحياة الفكرية مقيدة ولكنها لم تمت ولم تفقد قدرتها على افراز الجديد ..
ظهرت بعد ذلك تجربة الصحف الحزبية حاملة من الامراض والسلبيات أكثر مما تحمله من الايجابيات ، ولأنها احزاب بيروقراطية تحمل كل الصفات الوراثية للسلطة التى سمحت بوجودها سلماً وتفضلاً ، فقد حملت ايضا كل امراضها وتحولت قواعد العمل فى صحفها الى نموذج مصغر من قواعد العمل فى الصحف الحكومية وعرفت صحف الاحزاب مبكراً فكرة الاسقف المنخفضة والتوزانات والمؤامات العليا ..وزيادة عن الصحف الحكومية كانت ادارة الصحف الحزبية أكثر تنكيلاً بالعاملين فيها لعدم خضوعها للتوازنات القانونية التى كانت تضبط بطش المؤسسات الرسمية .. واتذكر رئيس مؤسسة صحفية حزبية وكان رئيسا للحزب ذاته وهو يقف امام صحفيين بالمؤسسة يناقشونه فى عدم قانونية اجراء اتخذه تجاهم قائلاً " أنا القانون .. أنا المالك " !!!
وفى احتفال مهرجانى مبهج ملئ بالالوان الزاهية المفرحة ووجوه صفراء مبتسمة وأذرع مفتوحة على مصراعيها ووعود غير محدودة واغراءات مادية وفكرية ..اقتحم رجال الاعمال ساحة الاعلام وسط تهليلات وتفاؤل رجال الاعلام المدفوعين بما عانوه من قهر التجارب السابقة .. آملين فى مناخ جديد يضمن لهم حرية الابداع والتعبير وقدر من الدخول الانسانية تغنيهم عن الانشغال بالمعايش اليومية وتتيح لهم فرصة التفرغ والتركيز فى هموم وقضايا أكثر عمومية ، فما اروع أن تكون مبدعاً مستوراً تعيش فى مجتمع حر ، وارتدى الوافد الجديد الرداء التاريخى للصحف الخاصة قبل يوليه 1952 وتوج راسه بنجاحات هذه التجارب الخاصة السابقة.
وكانت الصدمة الجديدة وكشف الوافد الجديد عن انيابه ومصالحه التى تتعارض بحكم تكوينه مع المصالح العامة .
اتذكر مقولة على بن ابى طالب " ما اغتنى غنى إلا بفقر فقير " وهى المقولة التى اكدها التاريخ ولهذا فليس من المنطقى أن يقوم الاغنياء، أو رجال الاعمال فى زمننا والذين تستهدف اعمالهم تكديس الثروة ، على حراسة الكلمة وضمان حرية التعبير عن مصالح الفئات الغالبة من الفقراء ، وذلك وببساطة لتعارض المصالح .. فأى حق سيحصل عليه هذا الفقير سيكون انتزاعاً من ثروة الغنى أو رجل الاعمال المكدسة ... ومن هذا فأن مصالح الاغلبية لا يمكن أن تخضع لريادة الاقلية المهيمنة المستغلة .
اما عن التجربة التاريخية الناجحة للصحافة الخاصة قبل يوليه 1952 م والتى استند عليها الوافد الجديد فأذكره انها كانت تجربة موقف وسياق مختلف ..فأصحاب الاعمال فى ذلك الوقت كانوا من رجال الصناعة والنهضة ويحملون مشروعاً تحرريا تنموياً فى مواجهة المستعمر .. ولهذا فأن الصحف التى انشأوها كانت بهدف التعبير عن هذه الاهداف وليس بهدف حماية اموالهم وزيادتها .. والدليل على ذلك أن كل اصحاب الاموال الأن وخاصة الحريصين على امتلاك وسائل الاعلام ، وكلاء للغرب ( المستعمر سابقاً ) وليسوا رجال صناعة تنموية .
وإذا كانت قيود الهيمنة الرسمية على الصحف محكومة بترسانة من القوانين المنظمة لعلاقات العمل وهوما كفل حماية للكثير من العاملين فى هذا المجال من التشرد أو الوقوع تحت ضغط الحاجة .. فأن الوافد الجديد لا يخضع لهذه التوزانات واكثر حرية فى تحديد مصير من يعملون معه بالسلب او الايجاب طبقا لهواه ومزاجه ودون أى قواعد أو معايير .. وهو ما خلق حالة من الاختلال المتعمد فى الوسط الاعلامى فصعد الغثاء وهبط النفيس وانهارت الريادة الاعلامية والفكرية والادبية لمصر بعد أن لبست البوصة واصبحت عروسة وبعد ان نجحت الماشطة فى ضبط الوش العكر.
سادت فى الوسط الاعلامى بعد قدوم الوافد الجديد قيم جديدة بعيدة عن الحق والحرية فتحول البعض منهم الى مسخ مرتديا ثوب الاراجوزات الملون لارضاء ولى النعم مقابل الاغداق عليه بالهبات والاموال .. ووقف البعض ناشدا الحسنيين .. الموقف والمال .. وهذا الفريق انتصب الى حين حتى ارخته لحظة الفصل والحسم... وما تجربة الدستور ببعيدة .. وفى الجزء المضئ من المشهد وقف فريق قابض على موقفه كالقابض على قطعة جمر .. ولكنه للاسف لم يتجاوز موقف المنتظر السلبى .
نداء السفير ابراهيم يسرى للشرفاء واصحاب المصلحة بالاكتتاب لانشاء صحيفة للشعب لاتخضع لمصالح الملكية الخاصة ولا لهيمنة الحكومة ، يُذكر بفكرة نقيب النقباء كامل الزهيرى عن الصحافة التعاونية وهى الفكرة التى ظلت امنية محبوسة حتى أكد ضرورتها بشاعة الواقع وكارثيته .
صحافة الشعب هى الحل .. اضم صوتى لصوت السفير ابراهيم يسرى للاكتتاب لأنشاء صحيفة تعبر عن مصالح الاغلبية ولا تخضع لسلطة رأس المال أو هيمنة السلطة الحاكمة .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على من نطلق الرصاص؟
- مش كل قط يتقال له يا مشمش
- المواطن مضطر
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل
- آدى الربيع عاد من تانى
- حمد لله على السلامة ياريس
- عفواً صديقى الثورى.. أنا لست برادعياً
- ديمقراطية البرادعى ومأساة الليندى
- حب الوطن لا يتعارض مع حب الله
- حاجات ريحتها وحشة
- - حامد - هو الحل
- المماليك
- هم أيضاً لاينطقون عن الهوى
- الاشاوس
- بشرع الله .. مرحبا بمناديل المتعة الجنسية
- مؤخرة الكلب البائس
- العضوبة كالجنسية
- اللامنتمى
- - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - صحافة الشعب