أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحق فيكري الكوش - المخزن و ميكيافليلية الحلقة وحكمة الأميين















المزيد.....

المخزن و ميكيافليلية الحلقة وحكمة الأميين


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3328 - 2011 / 4 / 6 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبق أن عرفنا المخزن في حلقة سابقة، ونعود إلى التذكير أن هذا المخزن، كائن حي مريض، اتخذ هيئة جهاز هلامي، يعيش حالة خوف وأرق وترقب مزمن و، يعاني جميع الأمراض العضوية والنفسية، تنخره الرطوبة السياسية وعوارض القلق السياسي، ويعاني من نوبات الصرع المفاجئ: حداثة وتقليد، انه دائم التهيؤات، دائم الهرولة في الزمن ينجب المؤسسة تلو المؤسسة، بسبب حدة وكمية الخوف في مفاصله، انه يريد أن يكون كل شيء، وان يعالج كل شيء، ويحكم كل شيء، وأن يفهم في كل شيء،انه الموجود الواحد، والمتصرف الأحد، والحاكم الأوحد، وانه على مر تاريخه كثير التبدلات الفيزيولوجية المتنوعة، وانه يحاول أن يبدو سعيدا دائما وبشكل سرمدي، ويريد من الرعايا وعبيده أن يبتسموا و أن يكونوا في حالة استعداد دائم للرقص ونشاط متجدد، حتى لا يتسرب إليه الخوف وتنصرف عنه الحكمة،وحتى لا تتهدده الأخطار والموبقات، انه كثير البذخ والترف، وانه يسرف في كل شيء، في العطاء والبذل وفي الأخذ والنهب والسرقة، وفي القتل والرحمة والعفو،.. انه يعاني من عقدة الكمال ومن نرسيسية قاتلة، انه يرمي بذاته في المرايا الكثيرة، فيعتقد أنه الحقيقة الكاملة، رغم أن له ذيل طويل ولحية مفزعة، ورغم انه لم يستحم قرونا، ورغم أنه لم يتطهر من الحدث الأكبر، ورغم انه لكم يتوضأ منذ قرون، فهو يعتقد دائما أنها الأنظف والأطهر والأكمل، وأنه ظل الله، رغم أنه مجرد نظام نشأ لغايات نبيلة، وحدة المغاربة والدفاع عن أرضهم وكرامتهم وكبريائهم، لكنه مع مرور الوقت، فسدت شهوته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فصار له كبرياءه الخاص المعزول عن كبرياء الشعب، وصارت له قدسيته التي تختلف عن قدسية الشعب، فاحتقر الرعايا، وأثقلهم بالمغارم والمكوس ومص دمائهم، وأنهكهم واستباح عرضهم و أموالهم ومرغهم في وحل الخرافات والخوف والبطش، فكانت يد العدو أرحم من يده فيهم، انه يريدهم دوما في خدمته يديرون نواعيره وطواحينه ويريدهم أن يلبوا رغباته ونزواته مكبوتاته.
انه لم ينظر للشعب إلا من خلف أسوار اتواركة، فيرى قلنسواتهم وطرابيشهم الحمراء، فيعرف أنهم يسهرون على راحته، فيعود إلى سباته، والويل ثم الويل لمن يوقظه؟
وانه ليعاني من مجموعة عوارض روماتيزمية، وانه ماكر ولديه كمية كافية من المناورات والدسائس والخديعة، لقد زوده الأفراد والجماعات التي تعاقبت على خدمته بكل أنواع الخسة والنذالة والمكر..
وهكذا بدأ مسلسل الإفلاس: الاجتماعي والأخلاقي والإنساني...، وبدأت تنفذ الفضيلة من بيت مال المسلمين، وصارت الطاعة التبن الوحيد المتوفر في المملكة السعيدة..، واحتل اللصوص المكانة اللائقة بهم كطبقة من النبلاء المميزة والتي تتصف بالذكاء والشطارة والنبوغ...
ونقول: لم ولن يتخلى المخزن عن سيكولوجيته العدوانية، إلا بالنضال المستمر في جلده بالمطالب المتنوعة وفرض حقوق الإنسان وبضرورة إجراء عملية مستعجلة لعينه اليسرى التي انتهت صلاحيتها منذ زمن بعيد، ولكل جسده ثم عملية تجميلية لا محيد عنها..
لن يتعايش المخزن والحرية ، إلا بحقنه بالديمقراطية، وإجراء عملية جراحية تقوم ما اعوج من عظامه، وتزيل التعفن والصدأ من جمجمته ومفاصله، وادخاله مصحة العلاج النفسي والعلاج من الإدمان على الاستعباد واحتقار الرعايا، وادخاله الى مصحة تربوية عوض الأضرحة التي يلجأ اليها والتي ظهر أنها ضرورية فقط حتى لا ننسى مجموعة من الأبطال الذين ظهروا تحديدا في القرن السبع عشر تحديدا..
إن هذا الكائن الأعور المسمى، لم يتدرب يوما على الاستثمار في الحرية، بحكم أنه كائن تقليدي، يضع القشرة فوق القشرة، جلباب الكهنوت وجلباب إمارة المؤمنين ويضع تحتها بزة عسكرية، و جلبابا من صوف خشن صنع من خرقة التقاليد المغربية العتيقة، وتحتهما بزة كبير القضاة، وهذا الجمع للسلطات الواسعة يعود إلى الخوف والى تضخم عقد النقص داخله ...

المخزن كان فكرة بسيطة من أجل غاية مصيرية ومقدسة، ثم تحول مع تقادمه إلى آلة خطرة، ينظر الى كل ما حوله نظرة الفريسة أو العدو، وبحكم أنه لم ينشأ نشأة سوية، بل وعاش طفولة متعددة ومراهقة متعددة، فقد وجد في الأشرار خير رفيق وفي احتقار الفضلاء واجبا واذاقتهم من العذاب صنوفا مهمة...
وبعد أن كان يكفي أن تنادي السلطان بالشريف ومع مرور الوقت استغلت مجموعة الأنذال واللصوص كل الصفات المقدسة فخلعتها عليه، بعد أن اكتشفت هوسه بالألقاب وشبقيته الفاسدة لممارسة السلطة، إلى أن أحلته تدريجيا محل الله، في مقابل حصولها على غنيمة السلطة، بل وصارت عائلات معروفة متخصصة في التملق للسلطان .. ومع تقديمها لجميع صنوف الخدمات الخسيسة له فوضت هته الطبقة لنفسها برضى من السلطان أن تقسم الحظوظ بين الرعايا مثلما توزع الغضب السلطاني، وأغدقت على نفسها بالإقطاعات المتنوعة، وكانت لهم شهيتهم وشهواتهم التي لا تشبع...، وذهبت أبعد من ذلك عندما بدأت تقتسم الأقدار والله باسم السلطان الإله ذاته، وصادرت من الشعب نعمة العقل والحكمة والفضيلة..
هؤلاء الأنذال ، وجدوا الأمر أكثر إمتاعا وبحكم أن مفهوم الشعب لم يتبلور إلا حديثا، فقد حولوا البلد إلى ما معناه "حلقة" (شكل من أشكال الفرجة المسرحية مازال يعقد في مراكش بجامع الفنا)، وتم توظيفها في تسلية السلطان ذاته، وهكذا مع مرور الوقت صار مكان كل مهرج ومشعوذ هو الاقتراب من السلطان، وصار الحكم في عداد التسلية والإمتاع والمؤانسة...
وهكذا صار كل خطاب سلطاني هو الكيس الذي تخرج منه الأفعى التي روضها السلطان الحكيم ذات عيد أو مناسبة، فكان أن يخرج الحواريون من زعماء الأحزاب ، الدوزان التقليدي (مجموعة الأدوات) لإقامة أية حلقة "الطبل والبنذير والطعريجة والغيطة.." ، ويشرعون في الصراخ كما البراح القديم ، في الرقص ولي أسفل الظهور بهذا لخطاب المعجزة، وبحكمة السلطان الفريدة، وفي العصر الحديث ظهر مفهوم الشيخة السياسية ( الراقصة)، التي تمجد هذا الخطاب، فتطلق لحنجرتها العنان " ها النشاط هاهو شاط" ثم تبدأ الغرامة و"التعلاق ويسخن الطرح ، وكل حزب سياسي ينال البركة السلطانية حسب رقصته، نواب في البرلمان وأضحية عيد ورخصة حزب وحضور حفل الولاء والولائم السلطانية..
في المقابل يفتح الرعايا البلهاء أفواههم، ومطلوب منهم "التصفيق " أو "ضرب الرش" باللهجة المغربية، ويقدمون الصوف والحليب والعسل .. وكل حسب ما تتصرف فيه يده، ويبعثون إليه بالدعوات وصلوات الشكر وبرقيات الحمد والولاء، عن طيب خاطر ، وينصرف الجميع سعيدا في انتظار أن تمطر السماء ...



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة النيل الهادرة وجيل استعادة الكرامة العربية
- وعاد هبل عاد إلى شبه الجزيرة العربية !!!
- نقد العقل الجزائري
- أسباب فشل المسيرة الخضراء في شقها الوطني
- فجائعية أحداث العيون/وسؤال شؤوننا الاستراتيجية بيد من؟
- اغتيال الشيخ والولي سيدي عبد الله الكوش: الحلقات المفقودة من ...
- خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة
- هل يتقيأ جهاز المخزن السموم التاريخية ويسمح لنا ببناء نسخة ث ...
- المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة
- أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!
- عربة الكاتب المغربي سمكان الإرهابية!!!
- على هامش حصار غزة: صيحة في تجاويف العقل الإسرائيلي وصاحب الج ...
- حركة لكل الديمقراطيين بالمغرب:الطرقية السياسية والكوميديا ال ...
- شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسلام أية علاقة؟
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس- الوثيقة الرابعة-
- اعترفات على صدر ابنة توسيوس-3-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس-2-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس
- حوار فلسفي مع حورية: أحلم بامرأة تتقلد إمارة المؤمنين!!
- الدلالة الاسمية لكوش في جميع دول العالم : لبنان و المغرب خصو ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحق فيكري الكوش - المخزن و ميكيافليلية الحلقة وحكمة الأميين