أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالحق فيكري الكوش - وعاد هبل عاد إلى شبه الجزيرة العربية !!!















المزيد.....

وعاد هبل عاد إلى شبه الجزيرة العربية !!!


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 08:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الثورة، ليس هناك من مفهوم مرعب يقض مضاجع سحليات العالم العربي غيره بعد أن تأكد الجميع من ان ما حدث في تونس حقيقة وليس كرامة من كرامات أولياء الله، بل ومجموع الأنظمة الديكتاتورية التي وصلت إلى السلطة على فوهات الدبابات و رقصات البنادق، ستتسائل عن سر هته الطاقة التي فجرها الشعب التونسي وعن طلسمها الخفي... لكن من وصل على ظهر دبابة أو غزوة مباركة إلى كرسي الحكم منذ زمن فرعون والى غاية بينوتشي وتشاوسيسكو وبن علي ، لا بد من يوم يغادره مذموما مدحورا مثلما غادر إبليس كبير جنرالات السماء عالم الملائكة ليكتفي بتوزيع الوساوس على بني البشر ولعله كان رفيقا ومؤنسا ومسليا جيدا لبنعلي في أواخر حكمه رفقة حرمه المصون التي ربما نسي فخامته أن من أنزل بني البشر إلى الأرض هي المرأة ولا شيء غيرها رفقة الشيطان عينه ليبدأ البشر رحلة الجحيم، رحلة الصعود والنزول إلى اجل مسمى...
قبل مدة كنا قد فرغنا من تنبؤاتنا من حدوث شيء في هذا العالم العربي المتكلس، بل كنا قد سلمنا أن حدوث الثورة في هذا المستنقع مستحيلة، بل هي آخر شيء يمكنه حدوثه ويمكننا توقعه، مادام الجميع ينتظر قيام الساعة ولا يرى أن الساعة قد قامت فيه من حيث لا يشعر ولا يدري...
لقد فرغ ما في جعبة معظم مروضي السيرك العربي من العاب سحرية، ولم يستوعب الحاكم العربي بعد بان الجمهور القديم غادر كراسيه وان جيلا جديدا من المتفرجين تسرب إلى القاعة، جمهور يمتلئ حماسا ويحب الموت والحياة والرقص، جمهور اكتشف فجأة أن هؤلاء المروضين أغبياء جدا و هم أصدقاء حميميون للثعالب والذئاب في الشط الآخر من الكرة الأرضية..
جمهور وجد فيما يقدمه مروضو الغابة والسيرك العربي، شيئا لا يبعث على الفرجة بقدر ما يبعث على التقزز والسخرية، وبالكاد يحاول الحاكم العربي تحريك مؤخرته المقدسة ذات اليمن حينا وذات اليسار، مؤخرة تكور سمنها من عرق البؤساء والمقهورين والمنبوذين، وبالكاد يمسك بالقبعة، وكل الألعاب السحرية التي يجود بها عفا عنها الزمن و انفضحت أسرارها، وصار مشهد الحاكم مقززا أكثر مما هو مضحكا ..
لن ندهش من لجوء النظام التونسي السابق للرصاص الحي، انه رد انفعالي متهور وأحمق لعصابة حاولت الاستخفاف بالجمهور بعد أن اكتشف أنها خدعته وان العروض السحرية لا تستحق ولو حتى المشاهدة المجانية...
يمكننا القول بعد الانجاز التونسي الباهر – بغض النظر عن ذهابه بعيدا أو من غير ذهابه أبعد- أن الدهشة والصدمة الحضارية والإحباط الحضاري في طريقه إلى الزوال، وجيل جديد يولد من رحم المعاناة والاضطهاد والظلم ومصادرة الحقوق، من الأكواخ القصديرية من رحم شبكة إرهابية تسمى البطالة واليأس...، وداخل هذا المولود تتحرر طاقة مخيفة، لا يمتلك أسرارها إلا رب السموات والأرض، و كل شيء يتجدد في هته الحياة، وإن كان كل شيء يولد ويتطور ويموت، فثمة أشياء تبعث في الحياة من جديد، تولد من نفس الأصل مختلفة وتتطور بشكل مختلف ثم تموت والموت لا اختلاف فيه، ولنا في عودة الأصنام إلى الجزيرة العربية مادة للتحليل وإعادة القراءة ...
الإنسان لا يموت مطلقا وهو نفس الإنسان في كل الأرض، ثمة عقد يزرعها الإنسان في أخيه الإنسان ليستعبده، وكما يستعبدنا الغرب من خلال ترسيب عقد نقص داخلنا، يستعبدنا الحاكم الذي جلده من جلدنا ولحمه من لحمنا، ولكن الثورة التونسية المجيدة كذبت كل شيء، هي ليست حدثا موضعيا، فالمغرب العربي كان دائما مسرحا لظهور سلالات شتى من الأسر الحاكمة، ومن الحروب المصيرية التي حفظت هذا المغرب العربي ليبق ضمن خارطة العرب الحالية.
الإحاطة الشمولية ببركان الأحرار التونسيين الخامد وسبب فورته الفجائية، والبحث عن سر تدفق حممه الفجائية لتشمل كعكعة البايات السابقة والسحلية اللاحقة، ستبق مفتوحة، وكم الأسئلة هو أهم من إيجاد حزمة من الأجوبة، لكن السؤال الأهم هو حدود وصول لافاته إلى حيث تمتد ممالك وجمهوريات من فصيلة السحليات العظيمة والعناكب المقدسة..،؟
وحتى التسميات ستختلف: أثورة ياسمين أم ثورة أحرار أم ثورة حرافيش من باب الاستعلاء أو من حيث الزاوية التي ينظر منها رئيس العصابة وكبار اللصوص و النخبة الزنديقة...
لا يهم، الاسم، ولا تهم أهي انتفاضة أم ثورة، فمفعول ما حدث، كانت الأمة أحوج إليه في هته الظروف العسيرة لاستعادة الثقة بالنفس ومن اجل ضخ جرعات كافية من الإرادة والعزيمة في الجسد والروح والقلب العربية..
لقد نظف التونسيون قلوبهم بعطر الياسمين، فشكرا لهم، ويمكننا غدا فعل أكثر، فالطغاة لن يستطيعوا مطلقا قتل شعب أو حتى التطاول على إطلاق بضع رصاصات حية أو حتى التفكير في فعلها قبل تشغيل جماجمهم مليون مرة قد يسبقها جمع حقائبهم والذهاب إلى ارض الأصنام القديمة التي يبدو أنها تستعيد بعض من جاهليتها وتحضن أصناما حية وتمنحهم اللجوء السياسي ..
ليس ثمة تحامل على المملكة العربية السعودية التي لم تراعي مشاعر الشعب التونسي وهي تحضن واحد ممن نعتهم الفقيه القرضاوي بالصنم، الرجل الذي نعت سقوط الرئيس التونسي بسقوط صنم (من ضمن أصنام الجاهلية الجديدة كما نسميها)
إن السؤال اليوم هل هذا الخليج أصبح يقوم بنفاق مزدوج اتجاه قضايا العرب والمسلمين ففي الوقت الذي تقوم فيه إحدى القنوات الإعلامية الشعبوية المسعورة وعلى بعد أمتار من العسكر الأمريكي، بقرع طبول الكرامة العربية والنفير في آذان العميان والبكم العرب..، يقوم الساسة الخليجيون بتبني سياسات معاكسة لهذا الخطاب الإعلامي المضلل، وبعد القواعد الأمريكية في هذا الخليج حان دور هروب اللصوص إلى هذا الخليج من جديد.
لو تأملنا قليلا ردود الفعل العربية الخجولة فسنجد أن ليبيا من خلال رئيسها، استيقظت متأخرة على صباح جديد في حديقة الجيران حيث يعبق الياسمين و بالشعب التونسي يغسل الشمس التونسية مما لطخه بها شرذمة ضالة من الطفيليات والقراد الذي يعلق بأي جسد حي لا ينظف....
لن تغير ليبيا شيء، بالعكس افسد التونسيون لعبة التوريث في الجار، أفسدوا الطبخة حتى وان حدثت ستشعر الشعب الليبي بالغيرة، وستحرك فيه الرغبة بتقليد الشعب التونسي بتنظيف الشمس الليبية وإعادتها إلى سابق لمعانها، هي الشعوب كالنساء تغار، وغيرتها في الحالة التونسية الليبية- سترمي بالنظام الليبي إلى المزبلة مثلما فعل العقيد الثوري ذات يوم بالملك السنوسي، و سيبحث الليبيون عن أواني جديدة وعن طباخ آخر وعن فصيلة أخرى من الإزهار أجمل مما عند الجارة تونس، أزهار وورود لامعة ولها رائحة زكية ...
الجزائر والمغرب رد فعليهما كان هو الصمت، لأن أمعاء الدولتين تعاني من كسل تاريخي ولم تهضم بعد كل الطعام الذي تراكم في معدتيهما، لكن مهما تعطل وصول الدم والأوكسجين إلى المخ المغربي والجزائري، فسيصل حتما وستتجدد دورة الحياة...
موريتانيا لا حاجة لها بموقف، فقد سبقت الأحداث، وغيرت ما يمكن تغييره، و اعتقد أن زمن من يستيقظ في نواكشوط مبكرا يمكن قلب النظام وأمكنه الحكم، فالديمقراطية لو نزلت بشكل صحيح في مجتمع عربي متعطش للعدالة، ما كان بحاجة لثورة..
يبق موقف آل سعود نشازا جدا، وان كنت أخمن أن الرئيس السابق يمكنه أن يوظف طاقاته الخلاقة في هذا البلد، أن يسدل لحيته ويحلق شاربه ويلتحق بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العقل الجزائري
- أسباب فشل المسيرة الخضراء في شقها الوطني
- فجائعية أحداث العيون/وسؤال شؤوننا الاستراتيجية بيد من؟
- اغتيال الشيخ والولي سيدي عبد الله الكوش: الحلقات المفقودة من ...
- خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة
- هل يتقيأ جهاز المخزن السموم التاريخية ويسمح لنا ببناء نسخة ث ...
- المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة
- أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!
- عربة الكاتب المغربي سمكان الإرهابية!!!
- على هامش حصار غزة: صيحة في تجاويف العقل الإسرائيلي وصاحب الج ...
- حركة لكل الديمقراطيين بالمغرب:الطرقية السياسية والكوميديا ال ...
- شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسلام أية علاقة؟
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس- الوثيقة الرابعة-
- اعترفات على صدر ابنة توسيوس-3-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس-2-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس
- حوار فلسفي مع حورية: أحلم بامرأة تتقلد إمارة المؤمنين!!
- الدلالة الاسمية لكوش في جميع دول العالم : لبنان و المغرب خصو ...
- المسرح العالمي و مساهمته في بناء الإنسان
- إلى مواطنة لبنانية تخليدا لذكرى 26 مايو وانسحاب إسرائيل من ا ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالحق فيكري الكوش - وعاد هبل عاد إلى شبه الجزيرة العربية !!!